هل يحق للزوج منع زوجته من زيارة أهلها؟.. أمين الفتوى يُجيب
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك فهمًا خاطئًا للحقوق الزوجية في المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن ثقافة الحياة الزوجية والمعاملة الطيبة قد غابت عن الكثير من الأسر.
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: “للأسف، أصبح هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول الحقوق الزوجية، والسبب في ذلك هو غياب الثقافة الصحيحة حول المعاشرة الطيبة والاحترام المتبادل داخل الحياة الزوجية”.
وأضاف: “في الماضي، لم نكن نسمع عن أزواج يمنعون زوجاتهم من زيارة أهلها، ولم يكن الزوج يتصرف كما لو كان حاكمًا بأمره في البيت، هذا الفهم الخاطئ لا يعكس تعاليم الإسلام ولا روح المعاشرة بالمعروف التي يجب أن تكون الأساس في أي علاقة زوجية”.
وأوضح أنه من حق كل زوج أن يحصل على حقوقه في المعاشرة، ولكن يجب أن يكون ذلك متوازنًا مع حقوق الزوجة، مشيرا إلى أن هناك حدودًا يجب أن يلتزم بها الزوجان في تعاملاتهما، ومنها عدم منع الزوجة من زيارة أهلها إلا في حال وجود ضرر مادي أو معنوي على الأسرة.
وقال: “لا يحق للزوج أن يمنع زوجته من زيارة أهله إلا إذا كان هناك ضرر على الأسرة أو على شرف الزوجة، وفي هذه الحالة يمكن التواصل مع الأهل عن طريق الهاتف أو الرسائل”.
وتابع: “قطيعة الرحم لا تجوز في أي حال من الأحوال، حتى إذا كانت الأم غير مسلمة، فقد أمرنا الإسلام بالإحسان إلى الأرحام. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى ضرورة صلة الرحم، فقد قالت السيدة أسماء بنت أبي بكر عن والدتها التي كانت راغبة في الإحسان إليها رغم عدم إيمانها، فأوصاها النبي صلى الله عليه وسلم أن تصل أمها”.
وردا على سؤال حول هل على الزوجة طاعة زوجها إذا منعها من زيارة أهلها؟، قال : “في بعض الأحيان، يحدث سوء فهم بين الزوجين بشأن الحقوق والواجبات، وهو ما يؤدي إلى مشاكل في الحياة الزوجية، على سبيل المثال، يعتقد البعض أن الزوجة يجب أن تطيع زوجها في كل شيء دون النظر إلى ظروفها أو مشاعرها، ولكن الحقيقة أن هناك حدودًا لهذه الطاعة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية الأخرى”.
وأوضح أن الزوجة لا يجب أن تُمنع من زيارة أهلها إذا كان ذلك لن يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية، لكنه شدد على أنه إذا كان هناك خلاف بين الزوجين حول هذه المسألة، يجب أن يكون هناك احترام متبادل ورغبة في الوصول إلى حل يرضي الطرفين.
وقال: “إذا كان هناك خلاف بين الزوجين حول زيارة أهل الزوجة، من المهم أن يفهم كل طرف حقوقه وواجباته، الزوجة ليست مسؤولة عن مشاكل بين زوجها وأهلها، وإذا كانت الزيارة ستؤدي إلى مشاكل أو تعكر صفو العلاقة الزوجية، يمكن التوصل إلى حل يناسب الطرفين دون تعقيد الأمور”.
وأشار إلى أنه في حالة حدوث خلاف بين الزوجين، يجب على كل طرف أن يتحلى بالحكمة وألا يكون هناك عناد، ولا ينبغي للزوج أو الزوجة أن يتمسك بموقفه بعناد، بل يجب أن يتم تهدئة الأمور ومناقشتها بهدوء، وإذا كانت الزوجة تشعر أنها يجب أن تذهب إلى أهلها لأسباب عاطفية أو شرعية، يمكن للطرفين الرجوع إلى أهل العلم أو من أصحاب الخبرة للحصول على المشورة.
وأضاف: “في بعض الحالات، إذا كانت الزوجة ستواجه مشكلة حقيقية أو أذى من الزوج إذا ذهبت إلى أهلها، فمن الأفضل أن تكون هناك تفاهم مع أهلها بخصوص هذا الموقف، في هذه الحالة، يمكن تأجيل الزيارة حتى تهدأ الأمور وتعود العلاقة الزوجية إلى الاستقرار”.
وأوضح: “المهم في هذه المواقف هو أن يعزز الزوجان التفاهم والاحترام بينهما، وألا نسمح للمشاكل الزوجية أن تتفاقم، وكل طرف يجب أن يعرف حقوقه وواجباته، وعليه أن يتعامل بحكمة وعقلانية للوصول إلى حلول توافقية”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الأسر المفاهيم الحياة الزوجية أمین الفتوى بین الزوجین إذا کانت إذا کان یجب أن
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: التسول عبر الإنترنت محرم شرعًا إلا في حالة الضرورة الحقيقية
أكد الدكتور أحمد عبدالعظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التسول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سواء من خلال بث مباشر أو غيره، هو أمر محرم وفقا للشريعة الإسلامية إذا كان الشخص الذي يطلب المال ليس في حاجة حقيقية.
وأضاف أن هذا السلوك يعتبر إثمًا كبيرًا إذا كان الشخص لا يعاني من ظروف طارئة أو ضرورة ملحة.
وخلال لقائه مع الإعلامية زينب سعد الدين في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أوضح أمين الفتوى أن اللجوء إلى طلب المال عبر الإنترنت دون الحاجة الحقيقية يتنافى مع تعاليم الدين، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من سال الناس وهو غني عنهم جاء يوم القيامة ومسألته خموش في وجهه".
وتابع قائلاً: "إذا كان الشخص يطلب المال عبر الإنترنت ويستغل عطف الناس، فإنه يعد تسولًا محرمًا".
وأشار إلى أن الأفراد يجب أن يتأكدوا من حاجة الأشخاص الذين يطلبون المال عبر الإنترنت قبل التفاعل معهم، منوهًا بعدم إرسال الأموال إلا إذا كان الشخص متأكدًا تمامًا من صحة ما يُقال ووجود حاجة حقيقية.
كما وجه رسالة للأشخاص الذين يتسولون عبر الإنترنت، قائلًا: "إذا كنت محتاجًا فعلاً، يجب عليك البحث عن طرق صحيحة مثل اللجوء إلى الجمعيات الخيرية أو طلب المساعدة من المقربين منك، بدلاً من اللجوء إلى هذه الطريقة التي قد تؤدي إلى كسب المال بطرق غير مشروعة".
وفي ختام حديثه، أكد الدكتور أحمد عبدالعظيم على ضرورة أن يكون الناس حذرين في منح صدقاتهم وألا ينخدعوا بالمحتوى الذي يعرض عبر الإنترنت دون التحقق من مصداقيته، لكي تذهب أموالهم إلى مستحقيها من المحتاجين الحقيقيين.