شهد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في عام 2024 عامًا استثنائيًا من العمل الدؤوب والإنجازات المتنوعة، التي عززت مكانته كمرجعية وطنية ودولية في التصدي للأفكار المتطرفة وحماية الشباب من مخاطرها. 

جاءت هذه الإنجازات لتعكس رؤية المرصد في صياغة وعي مجتمعي قادر على مواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية التي تهدد المجتمعات.

جهود بالأرقام

تمكن المرصد من إعداد أكثر من 4000 تقرير بـ 13 لغة مختلفة تناولت أبرز القضايا التي تشغل المجتمعات، مع التركيز على تفنيد الشبهات التي تروجها التنظيمات الإرهابية. 

كما نفذ المرصد 300 حملة توعوية استهدفت الشباب بشكل مباشر، بهدف تحصينهم من مخاطر التطرف والتأثير السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي.

وفي إطار تعزيز الوعي العام، شارك المرصد في أكثر من 200 ظهور إعلامي تناول قضايا متنوعة، أبرزها تأثير السوشيال ميديا على الشباب والأطفال، حيث حرص على تقديم توصيات عملية للتعامل مع هذه القضايا.

إضافات إعلامية وإبداع في الإنتاج الثقافي

أطلق المرصد برنامجًا جديدًا على قناة الحياة في خطوة تعكس توسع نطاق تأثيره الإعلامي، إلى جانب مشاركته المتميزة في الفيلم الوثائقي "الفخ" الذي عُرض على قناة الوثائقية المصرية.

 وعلى المستوى الثقافي، كانت إصدارات المرصد مثل "المستهدفون"، و"غزة"، و"مسلمو إيطاليا" من أبرز المعروضات في جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2024.

تكريم وطني ومشاركات دولية واسعة

حظيت جهود المرصد بتقدير وطني رفيع المستوى، حيث كرّم الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتورة ريهام سلامة، المديرة التنفيذية للمرصد، تقديرًا لدورها في مكافحة التطرف خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية.

كما وسّع المرصد نطاق تأثيره عالميًا عبر المشاركة في أكثر من 10 فعاليات دولية شملت إيطاليا، وتنزانيا، ومالطا، والسعودية.

 تضمنت هذه المشاركات مناقشة قضايا مثل التعايش السلمي، ومواجهة خطاب الكراهية، والاندماج الاجتماعي للمسلمين في الغرب.

مبادرات شبابية ومجتمعية وإشراك الشباب في مواجهة التطرف

ركز المرصد على فئة الشباب بشكل خاص من خلال تنظيم العديد من الأنشطة والمنتديات. ومن أبرز هذه المبادرات:

"اسمع واتكلم" و"نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف": تضمنت مناقشة قضايا المشاعر ودورها في الفكر المتطرف، والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي.

"اعرف أكثر": برنامج صيفي موجه لطلاب ما قبل التعليم الجامعي، ناقش موضوعات مثل مخاطر الإنترنت العميق، وضوابط العلاقة بين الشباب والفتيات، وطرق استثمار الوقت بشكل إيجابي.


إصدارات علمية ومجلات متعددة اللغات

تميز العام 2024 بإثراء المكتبة العلمية والثقافية، حيث أصدر المرصد 3 كتب، و7 مطويات، و12 عددًا من مجلة "مرصد" باللغة العربية. 

كما أطلق مجلتي StepForward وUn Pas En Avant باللغتين الإنجليزية والفرنسية، ما يعكس حرصه على التواصل مع جمهور عالمي.

ومن أبرز الدراسات الصادرة: "الطائفية والتطرف منطلقات متشابهة ومصير محتوم"، "سيكولوجية الإلحاد"، و"الفخاخ الدلالية: مصطلحات مثيرة للجدل حول الإسلام"، و"اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا الشمالية".

ورش عمل ودورات تدريبية لتأهيل الكوادر

حرص المرصد على تدريب وتأهيل كوادر مختلفة لمواجهة التطرف، حيث نظم دورات تدريبية شملت القائمين على إنفاذ القانون، مثل أعضاء النيابة العامة، والدبلوماسيين من اليابان وبولندا. 

تضمنت هذه الدورات تقديم رؤية الأزهر ومصر في مكافحة التطرف وتعزيز قيم التعايش.

أجندة متكاملة لمتابعة الأحداث اليومية

أولى المرصد اهتمامًا خاصًا للأحداث اليومية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها العدوان الصهيوني على غزة، حيث قدم تغطيات يومية وتحليلات متعمقة.

 كما تابع نشاط جماعات اليمين المتطرف وتأثيرها على أحوال المسلمين في الغرب، إلى جانب مراقبة منصات التواصل الاجتماعي وما تبثه من محتوى غير أخلاقي يستهدف الشباب والأطفال.

رؤية مستقبلية لاستمرار النجاح

مع كل هذه الإنجازات، يواصل مرصد الأزهر استراتيجيته الرامية إلى بناء مجتمع واعٍ وقادر على التفكير النقدي، من خلال تعزيز التعاون مع الجهات الوطنية والدولية، وتنظيم المزيد من الدورات التدريبية والفعاليات التوعوية. وفي عام جديد، يتطلع المرصد إلى تحقيق المزيد من النجاحات، واضعًا نصب عينيه حماية الأجيال القادمة من مخاطر التطرف، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال في المجتمع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مكافحة التطرف حماية الشباب مرصد الأزهر في 2024 المزيد

إقرأ أيضاً:

ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ‏‎«المصاحبة»‏ محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب

عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، حلقة جديدة من حلقات "ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية"، لمناقشة قضية «الأمن الفكري.. رؤية قرآنية»، وذلك في إطار سعيه المستمر لمعالجة القضايا الفكرية الراهنة.

أدار اللقاء الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، واستضاف الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور علي مهدي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، حيث تناولوا قضية الأمن الفكري وأثرها في استقرار المجتمعات الإسلامية في ظل التحديات الفكرية المعاصرة.

وأكد الدكتور حبيب الله حسن، في كلمته، أن الأمن الفكري هو أحد الركائز الأساسية لاستقرار أي مجتمع، موضحًا أن الفكر السليم يمر عبر الحواس والعقل ليستقر في القلب، وأن الاضطراب الفكري يؤثر سلبًا على الإيمان والسلوك، مما يؤدي إلى خلل في المجتمعات.

وأوضح أن من أخطر مظاهر هذا الاضطراب انتشار التقليد الأعمى، حيث يتبع البعض أفكارًا دون تمحيص أو تفكير، وهو ما يعوق الوصول إلى إيمان راسخ ومستقر.

وأضاف أن القرآن الكريم شدّد على أهمية إعمال العقل والتدبر، وحذّر من التمسك بالموروثات الفكرية دون وعي، كما في قوله تعالى:
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَآ أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ ءَابَآءَنَا أَوَلَوْ كَانَ ءَابَآؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْـًٔا وَلَا يَهْتَدُونَ﴾،
مشيرًا إلى أن الإسلام يدعو إلى التجديد والاجتهاد في الفهم، بعيدًا عن الجمود الفكري والتقليد الذي يعوق تقدم الأمة.

كما شدّد الدكتور حبيب الله حسن على أن الانحراف الفكري ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو نتيجة غياب المنهجية العلمية السليمة في تلقي المعرفة.

وأوضح أن القرآن الكريم وضع أسسًا واضحة لحماية الفكر والعقل من الانحراف، من خلال التأكيد على استخدام الحواس والعقل والتأمل في الكون، حيث قال تعالى:
﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَٱخْتِلَافِ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُو۟لِى ٱلْأَلْبَٰبِ * ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمًۭا وَقُعُودًۭا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾.

وأكد أن المجتمعات الإسلامية لا يمكن أن تنهض إلا بوعي فكري متكامل يدمج بين الإيمان والعقل، مشيرًا إلى أن أي محاولة لفصل العقل عن الإيمان أو الإيمان عن العقل تؤدي إلى خلل فكري عميق ينعكس سلبًا على سلوك الأفراد واستقرار المجتمعات.

من جانبه، تحدث الدكتور علي مهدي عن مفهوم الأمن الفكري في ضوء القرآن الكريم، موضحًا أن الأمن الفكري يعني تحصين المجتمع من الغزو الثقافي والأفكار الوافدة التي تهدف إلى تفكيك ثوابته الدينية وقيمه الأخلاقية، حتى يصبح هشًّا يسهل اختراقه والسيطرة عليه.

وأشار إلى أن القرآن الكريم تعامل مع الإنسان باعتباره كائنًا مركبًا من عقل وفطرة، ودعاه إلى إعمال الفكر والنظر للوصول إلى الإيمان الحق، حيث قال تعالى:
﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا تُغْنِى ٱلْءَايَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍۢ لَّا يُؤْمِنُونَ﴾.

كما حذّر من التيارات الفكرية التي تسعى إلى تدمير القيم الأخلاقية من خلال الترويج للإباحية والشذوذ، وطرحها على أنها حقوق مشروعة للإنسان، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات الإسلامية.

وأوضح أن هذه المحاولات لم تعد مجرد نظريات خفية، بل أصبحت واقعًا ملموسًا، يتم تسويقه عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية بهدف تقويض الأسرة المسلمة وإضعاف دورها في بناء المجتمع.

وشدد على ضرورة تعزيز الوعي لدى الأفراد والمجتمعات لمواجهة هذه الأفكار الهدامة، من خلال العودة إلى تعاليم الإسلام الراسخة التي تدعو إلى الفضيلة وتحفظ كيان الأسرة والمجتمع.

وفي ختام الملتقى، أكد الدكتور هاني عودة أن هناك مخططات تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الإسلامية من خلال نشر الإلحاد والانحلال الأخلاقي، واستهداف الشباب تحديدًا لإبعادهم عن القيم والمبادئ الإسلامية.

وأشار إلى أن بعض الدعوات التي نسمعها اليوم، مثل استبدال الزواج الشرعي بما يسمى «المصاحبة»، ليست سوى محاولات لضرب القيم الإسلامية وإفساد الشباب بحجة الحد من نسب الطلاق، لكنها في الحقيقة تقود إلى مزيد من الانحلال والانهيار الأخلاقي.

وأضاف أن هذه الأفكار الهدامة تأتي ضمن خطط ممنهجة لإضعاف المجتمعات الإسلامية من الداخل، إلا أن القرآن الكريم قدّم الحلول الكفيلة بمواجهتها، من خلال ترسيخ العقيدة الصحيحة وتعزيز القيم الأخلاقية بالحكمة والموعظة الحسنة، مما يجعل الأمة الإسلامية قادرة على التصدي لهذه التحديات بعقيدتها الراسخة وكتابها الكريم وسنة نبيها ﷺ.

مقالات مشابهة

  • تحريك أكثر من 100 ألف قضية لجوء أمام المحاكم الألمانية عام 2024
  • ملتقى الأزهر: الدعوة لاستبدال الزواج بـ‏‎«المصاحبة»‏ محاولات لضرب القيم وإفساد الشباب
  • طارق لطفي: جيلي تعرض للظلم.. الفنانون الشباب أكثر حظا
  • مرصد الأزهر: تنامي نفوذ داعش في إفريقيا وعبد القادر مؤمن مرشح لقيادة التنظيم عالميًا
  • مرصد الأزهر يحذر من تنامي نفوذ داعش في أفريقيا وعبد القادر مؤمن مرشح لقيادة التنظيم عالميًا
  • جمعية الزهايمر تطلق حملة “باب رفقة” في مطلع شهر رمضان المبارك
  • مرصد الأزهر يدين حادث الدهس في مانهايم الألمانية ويؤكد رفضه لاستهداف الأبرياء
  • مرصد الأزهر يشيد بجهود الصومال وبونتلاند في مكافحة الإرهاب ويدعو لاستراتيجية شاملة
  • رئيس جامعة الأزهر: تغييب الشباب بالمخدرات طريق لإضعاف الأوطان
  • وزير الزراعة: العراق صدر أكثر من 700 ألف طن من التمور العام الماضي