بوابة الوفد:
2025-01-03@14:12:02 GMT

آراء الفقهاء في صيام شهر رجب

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام شهر رجب مستحب، وهو من الشهور العظيمة التي يجب على المسلم تحري الأعمال الصالحة فيه وعدم التكاسل عنها، كما أنه من الأشهر الحرم، حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36].

وقد ذكر الفقهاء هذا الاستحباب وقرروه في كتبهم، وهو مذهب الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشافعيَّة، ومن نصوص الأحناف ما جاء في "الفتاوى الهنديَّة" (1/ 202، ط. دار الفكر): [(المرغوبات من الصيام أنواع): أولها: صوم المحرم. والثاني: صوم رجب. والثالث: صوم شعبان وصوم عاشوراء] اهـ.
وأمَّا السادة المالكيَّة: فقد جاء في "مختصر خليل" و"شرحه" للشيخ الدردير (1/ 516، ط. دار الفكر): [(و) ندب صوم (المحرم ورجب وشعبان) وكذا بقية الحرم الأربعة، وأفضلها المحرم، فرجب، فذو القعدة، والحجة] اهـ.

فعند السادة الشافعية قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (1/ 432، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(وأفضل الأشهر للصوم) بعد رمضان: الأشهر (الحرم)؛ ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب؛ لخبر الإمام أبي داود وغيره: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وإنَّما أمر المخاطب بالترك؛ لأنَّه كان يشق عليه إكثار الصوم، كما جاء التصريح به في الخبر، أمَّا من لا يشق عليه: فصوم جميعها له فضيلة، (وأفضلها المحرم)؛ لخبر مسلم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ»، (ثَّم باقيها)، وظاهره استواء البقية، والظاهر تقديم رجب؛ خروجًا من خلاف من فَضَّله على الأشهر الحُرُم، (ثمَّ شعبان)] اهـ.

وأمَّا السادة الحنابلة فقالوا بكراهة إفراده بالصوم، وهذا من مفردات مذهبهم، وهذه الكراهة تنتفي بفطر بعضه ولو يوم واحد، أو بصوم شهر آخر من السنة معه، حتى وإن كان ذلك الشهر ليس تاليًا له. انظر: "الإنصاف" للعلامة المرداوي (3/ 346-347، ط. دار إحياء التراث العربي).
وقد ذكر الحافظ ابن الصلاح في "فتاويه" (ص: 80، ط. مكتبة العلوم والحكم): أن من صام رجب كله لم يُؤَثِّمْهُ بذلك أحد من علماء الأمة.

فضائل شهر رجب

يقول فضيلة الشيخ عطية صقر من كبار علماء الأزهر :

إن الحافظ بن حجر العسقلاني وضع رسالة بعنوان: تبيِين العجب بما ورد في فضل رجب، جمع فيها جمهرة الأحاديث الواردة في فضائل وخصائض شهر رجب وصِيامه والصلاة فيه ، وقسَّمها إلى ضعيفة وموضوعة.

وذكر له ثمانيةَ عَشَرَ اسمًا، من أشهرها ” الأصمّ” لعدم سَماع قَعقعةِ السلاح فيه؛ لأنه من الأشهر الحرم التي حُرِّم فيها القتال، و “الأصبّ” لانصباب الرّحمة فيه، و “منصل الأسِنّة” كما ذكره البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: كنا نعبُد الحجرَ، فإذا وجدنا حجرًا هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فإذا لم نجد حجرًا جمعنا حَثْوةً من تراب ثم جئنا الشّاءَ ـ الشِّياه ـ فحلبْنا عليه ثم طُفنا به، فإذا دَخل شهر رجب قلنا: منصل الأسنّة، فلم نَدع رُمحًا فيه حَديدة، ولا سهمًا فيه حَديدة إلا نزعناه فألقيناه.

وفضل رجب داخل في عموم فضل الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها: (إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم) (سورة التوبة : 36) وعيَّنها حديثُ الصّحيحَيْن في حِجّة الوداع بأنّها ثلاثة سَرْد (أي متتالية ) ذو القعدة وذو الحجة والمحرّم ،وواحد فرد ،وهو رجب (مُضر)الذي بين جمادى الآخرة وشعبان، وليس رجب (ربيعةَ) وهو رمضان.

ومن عدم الظُّلم فيه عَدَمُ القِتال، وذلك لتأمين الطّريق لزائري المَسجد الحرام، كما قال تعالى: بعد هذه الآية (فإذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُم فاقْتُلُوا المُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُموهُمْ) (سورة التوبة : 5) ومن عدم الظُّلم أيضًا عدم مَعصية الله، واستَنبَط بعض العلماء من ذلك ـ دون دليل مُباشر من القرآن والسُّنّة نصَّ عليه ـ جوازَ تغليظ الدِّية على القَتل في الأشهر الحُرُم بزيادة الثُّلُث.

ومن مظاهرِ تفضيل الأشهر الحرم ـ بما فيها رجب ـ نُدِب الصّيام فيها. كما جاء في حديث رواه أبو داود من مُجيبة الباهليّة عن أبيها أو عمِّها أن النبيّ ـ ﷺ ـ قال له ـ بعد كلام طويل ـ “صُمْ من الحُرم واتركْ” ثلاثَ مرّات، وأشار بأصابعه الثلاثة، حيث ضمّها وأرسلها والظّاهر أن الإشارة كانت لعدد المرّات لا لعددِ الأيّام. فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحُرم له ثوابُه العظيم، ومنه الصّيام، يستوي في ذلك أوّلُ يوم مع آخره، وقد قال ابن حجر: إن شهر رَجب لم يرِد حديث خاصٌّ بفضل الصِّيام فيه، لا صحيح ولا حسن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موعد شهر رجب حكم صيام شهر رجب صيام شهر رجب شهر رجب فضل شهر رجب الأشهر الح ر شهر رجب الح ر م ر الح ر

إقرأ أيضاً:

"الأشهر الحرم".. الإفتاء تكشف أسرار عظمتها

نشرت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي توضيحًا حول فضل الأشهر الحرم، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه: «الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» (رواه البخاري ومسلم).

ماهية الأشهر الحرم وأهميتها

الأشهر الحرم هي أربعة أشهر في السنة الهجرية خصّها الله تعالى بمكانة خاصة، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، وورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [التوبة: 36].

وأوضحت دار الإفتاء أن هذه الأشهر لها مكانة عظيمة في الإسلام، حيث اختصها الله بتعظيم الحرمات ومنع الظلم فيها، وحث المسلمين على الاجتهاد في الطاعات والابتعاد عن المعاصي.

لماذا سُمِّي شهر رجب بـ "رجب مُضر"؟

ذكرت دار الإفتاء أن شهر رجب سُمِّي بـ "رجب مُضر" نسبةً إلى قبيلة مُضر التي كانت تعظِّمه وتحافظ على حرمته دون تحريف أو تغيير. ويقع بين شهري جمادى الآخرة وشعبان، ويمثِّل أحد الأشهر الحرم المنفردة عن الثلاثة الأخرى المتوالية.

فضل الطاعات في الأشهر الحرم

أكدت الدار أن تعظيم هذه الأشهر لا يقتصر على الامتناع عن القتال والظلم فقط، بل يشمل أيضًا الإكثار من الطاعات، كالصيام، وقيام الليل، والصدقات، والدعاء، وصلة الأرحام. وقد نقل عن السلف الصالح حرصهم على استغلال هذه الأشهر للتقرب إلى الله بأفضل الأعمال.

رسالة دار الإفتاء للمسلمين

أوصت دار الإفتاء المصرية المسلمين بالاستفادة من هذه الأشهر المباركة، خصوصًا شهر رجب الذي يعد بداية للتحضير الروحي لاستقبال شهر رمضان. ودعت إلى الالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، والعمل على تزكية النفوس، وتعظيم الحرمات، ونشر القيم الإسلامية السمحة.

 

شددت دار الإفتاء على أهمية استيعاب مكانة الأشهر الحرم في الإسلام وأثرها على الفرد والمجتمع، فتعظيمها دليل على التقوى والإيمان. ودعت المسلمين إلى التوبة الصادقة والعمل الصالح ليكونوا من الفائزين برضا الله عز وجل.

مقالات مشابهة

  • حكم صيام شهر رجب كاملًا.. الإفتاء توضح
  • "الأشهر الحرم".. الإفتاء تكشف أسرار عظمتها
  • «صُم من الحُرُمِ واترك».. الأزهر والإفتاء يوضحان فضل صيام شهر رجب
  • حكم صيام أول يوم في شهر رجب
  • هل يجوز صيام أول يوم من شهر رجب؟.. الإفتاء توضح
  • هل صيام أول رجب يكون يومًا أم ثلاثة أم 7 أيام؟.. كثيرون لا يعرفون
  • صيام أول رجب هل بدعة وكيف صامه النبي؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • حكم صيام أول يوم في شهر رجب هل هو سنة.. الإفتاء تجيب
  • حكم صيام شهر رجب وبيان صحة الأحاديث الواردة فيه