البحث العلمي: بوابة الريادة الأكاديمية ورفع تصنيف الجامعات عالميًا
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
#سواليف
#البحث_العلمي: #بوابة_الريادة_الأكاديمية ورفع #تصنيف_الجامعات عالميًا
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة
في عصرٍ يتسم بالتطور المتسارع في العلوم والتكنولوجيا، أصبح البحث العلمي الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها الجامعات لتحقيق التميز الأكاديمي والريادة. فهو ليس مجرد نشاط إضافي أو جانب أكاديمي ثانوي، بل هو المحرك الرئيسي لتعزيز مكانة الجامعات في التصنيفات العالمية وخدمة المجتمعات التي تنتمي إليها.
تشير الإحصائيات إلى أن عدد الأبحاث العلمية التي حصلت على حوافز النشر العلمي لهذا العام بلغ حوالي 600 بحث فقط، في حين يتجاوز عدد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة 1100 عضو. هذا يعني أن متوسط إنتاج البحث لكل عضو لا يتجاوز 0.55 بحث سنويًا، وهي نسبة متواضعة للغاية مقارنة بالتوقعات والطموحات. هذه النسبة تدق ناقوس الخطر، خصوصًا أنها تتسق مع نتائج التقييم الذاتي الذي أجرته الجامعة لأعضاء هيئة التدريس، والذي كشف عن ضعف واضح في مؤشر البحث العلمي في جميع الكليات دون استثناء. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل تعكس أزمة حقيقية تتطلب حلولًا عاجلة وفعّالة.
مقالات ذات صلة التربية تعلن قوائم الترفيعات والترقيات للمعلمين والموظفين الاداريين – رابط 2024/12/31البحث العلمي ليس رفاهية يمكن الاستغناء عنها، بل هو رسالة سامية تسعى الجامعات من خلالها إلى بناء مجتمع معرفي يُسهم في حل المشكلات المجتمعية وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. إلى جانب ذلك، فإن البحث العلمي هو العامل الأكثر تأثيرًا في رفع تصنيف الجامعات عالميًا وتعزيز سمعتها الأكاديمية. التصنيفات الدولية تعتمد بشكل أساسي على جودة الأبحاث المنشورة وعددها وتأثيرها، مما يجعل من البحث العلمي استثمارًا طويل الأمد يعكس التزام الجامعة بمسؤولياتها الأكاديمية والوطنية. كما أنه الطريق الأسرع لبناء سمعة أكاديمية مرموقة تعكس مستوى الابتكار الذي تحققه الجامعة.
ومع أهمية البحث العلمي، لا يمكن تجاهل التحديات التي تعيق تطوره. أبرز هذه التحديات يتمثل في نقص الدعم المالي المخصص للأبحاث، خاصة في الكليات الإنسانية، التي تعاني بشكل أكبر مقارنة بالكليات العلمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك قيود تعجيزية في سياسات الحوافز، مثل تحديد سقف زمني لصرف المخصصات، وإعادتها إذا لم تُستغل في الوقت المحدد. كما أن اقتصار التعاون الدولي على جامعات مصنفة ضمن أفضل 350 جامعة فقط يحرم الباحثين من فرص هامة للتعاون مع جامعات مرموقة أخرى.
للتغلب على هذه التحديات، يجب على الجامعة اتخاذ خطوات جريئة لتعزيز البيئة البحثية. من بين هذه الخطوات، مراجعة سياسات الحوافز لتكون أكثر مرونة وعدالة، بما في ذلك إلغاء الحدود القصوى للمبالغ المخصصة للباحثين الفرديين وتوسيع نطاق التصنيف الدولي ليشمل أفضل 500 جامعة. كما ينبغي زيادة الدعم المالي للكليات الإنسانية ورفع سقف الدعم المالي للنشر العلمي بما يتماشى مع التكاليف المتزايدة عالميًا. توفير آلية مباشرة لدفع رسوم النشر وتشجيع التعاون البحثي الدولي يمكن أن يسهم في زيادة إنتاجية البحث العلمي ورفع مستواه.
إن جامعة اليرموك أمام فرصة ذهبية لتغيير واقع البحث العلمي فيها وجعله في صدارة أولوياتها. يمكن أن يكون عام 2025 نقطة انطلاق جديدة تُعلن فيه الجامعة “عام البحث العلمي”، حيث تُطلق مشاريع بحثية طموحة، ويُستثمر في البنية التحتية البحثية، ويُشجع الابتكار والإبداع. مثل هذه المبادرات ستسهم في تحقيق نقلة نوعية ليس فقط على صعيد التصنيفات الأكاديمية، بل في بناء مجتمع معرفي يُعزز من مكانة الجامعة ودورها الريادي.
البحث العلمي هو الطريق الأقصر لتحقيق الريادة الأكاديمية والتميز في التصنيفات العالمية. أمامنا فرصة لتحويل هذه التحديات إلى إنجازات تُعيد لجامعتنا مكانتها الرائدة. دعونا نجعل من عام 2025 عامًا للابتكار والإبداع، عامًا يتصدر فيه الباحثون المشهد الأكاديمي، ويُسطّرون إنجازات تعكس الطموح والرؤية المستقبلية لجامعتنا ومجتمعنا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف تصنيف الجامعات محمد تركي بني سلامة البحث العلمی التی ت
إقرأ أيضاً:
جامعة المنصورة 2024: حصاد متميز وتَقَدُّم غير مسبوق في التصنيفات الدولية
واصلت جامعة المنصورة خلال عام 2024 تقدمها غير المسبوق في التصنيفات الدولية، والذي انعكس على تواجدها في مراكز متقدمة في جميع التصنيفات الدولية لأفضل جامعات العالم بمختلف معاييرها، من حيث الأداء البحثي والاجتماعي، والاستشهادات العالمية، وجودة الأبحاث، والسمعة الأكاديمية، ومستوى خريجيها في مؤشر التوظيف الدولي، كما تمكنت من تحقيق منافسة قوية مع الجامعات العالمية الكبرى بل وتفوقت على العديد منها بفضل قوة برامجها، وأساتذتها، وجودة مناهجها، وكفاءة العملية التعليمية بها، وتميز الأبحاث العلمية التطبيقية وربطها بحل المشكلات المجتمعية، واحتلت مواقع متقدمة في الصدارة على مستوى الجامعات المصرية والأفريقية في العديد من التصنيفات.
واستعرض الدكتور شريف خاطر تقريرًا عن حصاد جامعة المنصورة في ملف التصنيفات الدولية، جاء فيه تصدّر جامعة المنصورة قائمة 50 جامعة مصرية في تصنيف ويبومتركس لعام 2024، وتحقيق الجامعة لعدد من المراكز المتقدمة على مستوى الجامعات المصرية في تصنيف سيماجو 2024، كما تم تصنيف جامعة المنصورة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم لعام 2024 بتصنيف QS في تخصصات (الطب، الكيمياء، الزراعة، الصيدلة، علوم الحياة، العلوم البيولوجية، الهندسة الإلكترونية)، كما صنفت جامعة المنصورة ضمن أفضل 4.2% عالميًّا والثالث محليًّا في تصنيف CWUR.
كما ضم التقرير تصنيف جامعة المنصورة ضمن أفضل ألف جامعة على مستوى العالم في تصنيف Round University، حيث جاءت جامعة المنصورة في المرتبة 771 دوليًّا والمرتبة الرابعة على المستوى المحلي، وحققت جامعة المنصورة قفزات هائلة في تصنيف QS البريطاني لعام 2025، حيث تصدرت الجامعات الحكومية وحصدت المرتبة الأولى في تصنيف التايمز البريطاني في التأثير (Times Higher Education Impact) لعام 2024، وتقدمت في تصنيف US News 2024 حيث جاءت في المركز 335 على المستوى العالمي، بتقدم 112 مركزًا دوليًّا عن تصنيف العام الماضي 2023.
كما تقدمت جامعة المنصورة مركزًا في ترتيبها على مستوى الجامعات الأفريقية عن العام الماضي، حيث جاء ترتيبها السابع على المستوى الأفريقي والثالث على المستوى المحلي، وأشار التقرير إلى أن جامعة المنصورة جاءت ضمن أحسن 1000 جامعة على مستوى العالم في تصنيف Round University، حيث جاءت في المرتبة 771 دوليًّا والمرتبة الرابعة على المستوى المحلي. وتقدمت في تصنيف جامعة Leiden الهولندي لعام 2024، حيث جاءت في المركز 537 بين أفضل جامعات العالم بتقدم 35 مركزًا عن تصنيف العام الماضي.
كما تصدرت جامعة المنصورة تصنيف "ويبومتركس" للاستشهادات المرجعية على مستوى الجامعات المصرية، مع احتفاظها بالمركز الثاني محليًّا في التصنيف العالمي "شنغهاي" لعام 2024، وتم إعلان عدد 61 عالمًا من جامعة المنصورة في قائمة «ستانفورد» لأفضل 0.2% من علماء العالم الأكثر تأثيرًا مرجعيًّا لعام 2023.
تصدرت جامعة المنصورة الجامعات الحكومية في تصنيف التايمز العالمي لعام 2025، كما جاءت ضمن أفضل 500 جامعة عالمية في 11 تخصصًا أكاديميًّا لعام 2024 في تصنيف شنغهاي للتخصصات الأكاديمية. تحتل جامعة المنصورة المركز 67 عالميًّا والثاني محليًّا في تصنيف "التايمز النوعي للعلوم متعددة التخصصات" لعام 2024، كما تحتل المركز الرابع محليًّا والتاسع عشر عربيًا في تصنيف التايمز البريطاني للجامعات العربية لعام 2024.
حققت جامعة المنصورة المركز الثالث على مستوى الجامعات المصرية والسابع على مستوى الجامعات العربية في التصنيف العربي للجامعات 2024، كما تحتل المركز الثاني محليًّا في مؤشري "التعليم والتعلم" و"البحث العلمي" في ذات التصنيف.
وقد قام وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتكريم جامعة المنصورة لتقدمها في التصنيف العربي للجامعات، كما قام بتكريم الجامعة لتقدمها 200 مركز في التصنيف الإنجليزي QS للتخصصات الجامعية لعام 2025، كما تم تكريم جامعة المنصورة لحصولها على أربعة نجوم في تقييم QS Stars.
وأوضح التقرير أن تحقيق الجامعة لقفزات نوعية في التصنيفات العالمية كان بفضل حزمة من الإجراءات الاستراتيجية التي شملت تعزيز البحث العلمي، ودعم الباحثين، وتطوير البنية التحتية البحثية، والتعاون الدولي، وقد أسهمت هذه الجهود في زيادة الإنتاج البحثي عالي الجودة، وتحسين مكانة الجامعة عالميًّا.
وأشار التقرير إلى أن الجامعة استطاعت تحقيق تَقدُّم ملحوظ في مجال البحث العلمي، تماشيًا مع رؤية مصر 2030، وذلك من خلال حزمة من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الابتكار والإبداع، والمساهمة في حل التحديات التي تواجه المجتمع، وقد أثبتت هذه الجهود جدواها من خلال تنفيذ خطط بحثية طموحة، وتطوير البنية التحتية البحثية، والتعاون مع المؤسسات البحثية العالمية، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في تصنيفات الجامعة العالمية.
وأكَّد التقرير أن خطة الجامعة تضمنت أيضًا حزمة تحفيز الباحثين بكافة الدرجات العلمية للنشر في المجلات الدولية المرموقة، ووضع معايير عالمية للجوائز والتدقيق في اختيار مرشحي الجامعة للجوائز الدولية والقومية، فضلًا عن الانفتاح على المراكز البحثية العالمية، والاستفادة من التجارب الدولية، والتعاون مع كبرى الجامعات العالمية في إطار منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر.
وأكد التقرير على الالتزام بمعايير صارمة في تقييم البحوث المنشورة دوليًا، ووضع آليات رقابة دقيقة على لجان الترقيات العلمية لضمان العدالة والشفافية. كما تم التأكيد على أهمية توفير بيئة بحثية محفزة من خلال توفير الموارد اللازمة، والالتزام بمعايير عالية في تقييم البحوث.