صدى البلد:
2025-02-02@18:55:47 GMT

منى أحمد تكتب: بشروا ولا تنفروا

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

تخرج الكلمة لتصيب أو تخطئ لتصوب أاو تهدم، ومع نهاية كل عام  في الوقت الذي نتطلع فيه بالأمل  والتضرع لله أن تكون السنة الجديدة هي سنة تحقيق الطموحات والأمال المؤجلة ، تطالعنا أخبار وتنبؤات العرافيين بالأسوأ عاما بعد عام ، بدء من الكوراث الطبيعية  ومرورا بالحروب والتوترات إلي الجائحات وظهور كائنات فضائية وغريبة لم نسمع عنها.

وحلت جملة اللهم اجعله خيرا محل التفاؤل والتيمن بإستقبال العام الجديد، وكأننا في كابوس مزعج والمزيد من الحذر والترقب والقلق ،الذي يصل عند البعض إلي حد التشاؤم، وبدلا من نشر الأمل أخذا بمقولة تفائلوا بالخير تجدوه ،تحول الإحتفاء  بأمنيات وطموحات وليدة إلي حالة إنقباض.

ومع ما يحيط بالعالم من صراعات وأزمات اقتصادية وسياسية إلي تحورات لجائحات صحية ، وكلها أحداث كانت كافية لتلقي بظلالها القاتمة علي الوجوه التي غابت عنها الأبتسامة وغلفها العبوس، وتورات معها شيئا  فشئ البهجة والأمل في قادم مبشر، صارت هناك  ضغوطا إنسانية جعلتنا  جميعا نتطلع إلي تغيرها ولو بأمنيات نهاية العام  .

وأصبحنا أحوج ما نكون لبعث الأمل ، فلا توجد قوة في الحياة تغير نحو الأفضل أكبر من تلك الكلمة السحرية التي تقتحم القلوب قبل العقول، فهي الوحيدة القادرة علي تحويل كل العثرات التي تقابلنا إلى نجاحات وبدايات جديدة. 

وصناعة الأمل هي  صناعة الحياة ، ومسؤولية فردية ومجتمعية تبدأ من داخلنا أولا ، ولو بابسط التفاصيل ، فدائما ما تصنع الأشياء الصغيرة آمالاً كبيرة تكون فارقة في حياتنا وحياة من حولنا .

فلنبدأ من أنفسنا ولوبالكلمة الطيبة فالكلمة نور، أوالابتسامة لكونها برقية  سلام وسفيرة أمل ورسالة تسامح ، نحاول من خلالها أن ننشر الفرح في محيطنا ودوائرنا القريبة ، وأن نعلم  ثقافة الأمل ونجعلها ثقافة مجتمعية وقيمة حياتية ورؤية إنسانية لتجاوز المحن ، وقهر المخاوف وكسر حواجز التحدي والإحباط وصولا لبلوغ المستحيل  ، وفتح أبواب للنور والجمال ، ولنحذرمن وهم الخوف والتردد والجهل والعجز وفقدان الثقة بالذات، والإنسياق لأصحاب الطاقات السلبية فهم لصوص الأمل. 

التطلعات هي أكسيرالحياة ومفتاح البناء والتقدم ، ونحن في مرحلة فاصلة علي المجتمع بكل مكوناته ، نحتاج معها لصناعة ثقافة جديدة عنوانها التفاؤل حتي  يتجاوز أزماته، ولنحارب اليأس بكل إفرازاته وأدواته حتي نعطي بصيص نور، قد نكون فقدنا ملامح الطريق إليه ، بعيدا عن كل أجوف سلبي  ينعق  حتي نستطيع مواجهة الصعاب والتحديات، ولنقدم نموذجاً حضارياً يبشر بإنفراجة في كل مناحي الحياة .  

أمنحوا الأمل لليائسين ابعثوا الروح ، وليكن التفاؤل هو كلمة السر في غد مشرق ليتحول القنوط والإحباط والإخفاق لطاقة عمل جبارة ،تكون قادرة علي الإنجاز والتخيل والإبداع وصناعة المعجزات، فهل نبدأ  وننهض هذا ليس بالصعب لكن الأصعب هو ترجمة الأمل إلى واقع وهو التحدي الحقيقي ، أم أننا أمام حالة تعثرت فيها صناعة الأمل .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السنة الجديدة أزمات أقتصادية المزيد

إقرأ أيضاً:

سكان غزة بين اليأس والتمسك بالأرض

بعد 15 شهرا من الحرب التي لم تُبقِ شيئا على حاله، عاد سكان غزة إلى أرضهم وبيوتهم التي تحولت إلى ركام. لم تكن عودتهم مفروشةً بالورود، بل كانت رحلة إلى أطلال تحمل في طياتها قصصا لم تكتمل وأحلامًا تبعثرت مع الغبار. فالعودة لم تكن كما تخيلها النازحون الفلسطينيون، فبدلا من استقبالهم بالورود، صُدموا بحجم الدمار الذي لحق بمنازلهم وبنيتهم التحتية. عادوا من خيام النزوح إلى عراء من نوع آخر، حيث لم يجدوا بيوتا تؤويهم، بل حتى مساحات خالية لنصب خيامهم.
وفي كل زاوية من زوايا غزة، حكاية تروي حجم المعاناة. أطفال فقدوا أحباءهم تحت الأنقاض، وشباب رأوا مستقبلا ينهار أمام أعينهم، وأمهات يبحثن عن بقايا أثاث بيوتهن، وآباء يحاولون جاهدين ترميم ما تبقى من جدران متهالكة. اليأس يخيم على النفوس، فما رأوه يفوق قدرتهم على التصديق؛ بيوت كانت بالأمس عامرة بالضحكات، أصبحت اليوم خاوية إلا من صدى الذكريات، وشوارع كانت تعج بالحياة، تحولت إلى ساحات حرب مدمرة.


لكن، وسط هذا اليأس، تظهر جذور عميقة من الأمل، أمل يتشبث به سكان غزة رغم كل الصعاب، أمل في غد أفضل، في حياة تستحق أن تُعاش. ومع تصاعد الغضب من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجيرهم إلى مصر والأردن، أصرّ الغزيون على العودة إلى أرضهم والتمسك بها، وكأنهم يبعثون رسالة للعالم مفادها “نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”، كما قال محمود درويش، ومصرون على إعادة تعمير القطاع.
ربما يكون إصرار النازحين الفلسطينيين على العودة إلى شمال قطاع غزة رغم المعاناة ودمار منازلهم، وسط مشاهد الخراب التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، واستمرار التدفق لحوالي 300 ألف فلسطيني، هو البداية لإعادة إعمار القطاع، الذي دُمِّرَت أكثر من 90 في المئة من المنازل والوحدات السكنية فيه، خاصة في منطقة الشمال. ونزح نحو 90 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص. ورغم هذه الأرقام الصادمة، فإن العائلات تستمر في العودة إلى مناطقها المدمرة والعيش بها، وتحتاج إلى بعض الموارد، كالمساعدات والتمويلات الدولية التي ستمكنهم من إعادة بناء بيوتهم للاستقرار فيها، وكذلك شراء أثاث ومستلزمات ضرورية أخرى للحياة.
وبحسب بلدية غزة، فإن شح الخدمات سيزيد من معاناتهم، مبينة أن ما يصل من مياه للسكان يغطي 40 في المئة من إجمالي مساحة المدينة، وهي شحيحة في الأساس ولا تلبي احتياجاتهم في ظل الأضرار الكبيرة في شبكات المياه، وتضرر أكثر من 75 في المئة من إجمالي آبار المياه المركزية. كما أنه لا يمكن تقديم الحد الأدنى من الخدمات لهم دون دخول الآليات الثقيلة، مشيرةً إلى أنها بحاجة إلى معدات خاصة بصيانة الآبار وشبكات الصرف الصحي. ورغم ذلك، تعمل بأقل الإمكانيات لمواصلة جهودها في فتح شوارع المدينة وإزالة الركام، لتسهيل عودة النازحين وتحرك الأهالي، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية تمنع دخول أي معدات ثقيلة لإزالة الركام، كما تمنع إدخال الخيام والكرفانات.


ويبقى سكان غزة في حالة من الصدمة، متسائلين عن مستقبلهم ومستقبل بيوتهم في ظل هذا الدمار الكبير الذي لحق بمناطقهم. ومع مرور الوقت، تبقى التحديات الإنسانية والإعمارية هائلة، وتتطلب استجابة سريعة وفعالة من المجتمع الدولي لمساعدتهم على بناء حياة جديدة بعد هذا الكابوس الذي عاشوه، وأصبحوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. ولكن مع دخول حوالي ألف شاحنة مساعدات إلى القطاع في الأيام الماضية، فربما تكون هذه بداية الأمل لإعادة الحياة إليهم، ومن ثم يأتي بعد ذلك مخطط إعادة الإعمار والبناء.
حقا، أهالي غزة يعيشون وسط معاناة وتحد في نفس الوقت، ولكنهم ما زالوا متشبثين بالأمل في إعمار الديار، رغم الدمار والركام، ورغم ما مروا به من حرب إبادة. ولكن ستستمر الحياة رغم كل هذا، ويبقى التمسك بالأرض حلما واقعيا للأهالي. ورغم التقديرات بأن إزالة الركام الناتج عن الحرب في غزة – والذي يصل إلى 50 مليون طن – قد تستغرق 21 عاما، وتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار، كما أن إعادة الإعمار تحتاج إلى نحو 80 مليار دولار، وقد تمتد حتى عام 2040 على الأقل، إلا أن الأهالي يحرصون على الإعمار مهما كلفهم الأمر، ومهما اشتد طغيان الاحتلال، ومهما واجهوا من صعوبات ضخمة.
غزة اليوم ليست كما كانت بالأمس، ولكنها لا تزال تنبض بالحياة، وتشهد على قوة الإرادة والصمود. سكانها، رغم كل الجراح، يصرون على البقاء فيها، متمسكين بأرضهم، متمسكين بحقهم في الحياة، وبحاجة إلى الدعم والمساعدة، ولكنهم أيضا بحاجة إلى الأمل. الأمل في غد أفضل، والأمل في السلام، والأمل في أن يعود الأطفال إلى مدارسهم، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها. غزة تستحق الحياة، وسكانها يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمان.

مقالات مشابهة

  • منى أحمد تكتب: قيثارة السماء الخالدة
  • نور مفقودة.. هل من يعرف عنها شيئًا؟
  • كريمة أبو العينين تكتب : قبلة الحياة ورصاصة الرحمة
  • مسلسل “فهد البطل”.. Watch It تكشف عن شخصية “نادر” التي يجسدها حمزة العيلي
  • سكان غزة بين اليأس والتمسك بالأرض
  • عائشة الماجدي تكتب: (جودات)
  • أحمد عمر هاشم: على أهل فلسطين التمسك بالأرض وألا يتخلوا عنها.. فيديو
  • امرأة تقتل زوجها بالزيت المغلي لانفصاله عنها
  • صدمته سيارة أثناء عودته من الجامعة.. أحمد فارق الحياة بعد 4 أيام على تعرضه لحادث مروع في الضنية
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في خطابه للشعب السوري: إلى أبناء الشعب السوري الأبي أقف أمامكم اليوم بقلب ملؤه الأمل والعزيمة، موجهاً كلمتي إلى كل السوريين والسوريات، إلى من يعيشون في مخيمات التهجير، إلى النازحين واللاجئين، إلى الجرحى والم