هل دعاء أول العام وآخره بدعة؟.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن تخصيصُ يوم معيَّن في السَّنَة بدعاءٍ معينٍ من أدعية الصالحين، أو أداء عبادةٍ معينةٍ أمرٌ جائزٌ شرعًا جرى عليه عمل المسلمين عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتَقَد أنه سنّةٌ نبوية.
ودعاء أول العام وآخره من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، فيقول المسلم في دعاء أوَّل السنة: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك، يا ذا الجلال والإكرام".
ودعاء آخر السنة يقول: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم".
حكم تخصيصُ وقت معيَّن في السَّنَة للدعاء أو العبادة
وأوضحت الإفتاء أنه من البدع المنهجية المنكرة التي انتشرت بين بعض المتعالمين في هذا العصر الادِّعاءُ بأن تخصيصَ أوقات معينة للدعاء أو العبادة هو أمر مُبتَدَعٌ لا يجوز، وهذه الدعوى الباطلة هي البدعة حقًّا، وهي من بِدَعِ الضلالةٍ التي لم يُسبَقْ إليها أصحابُها، ولم يُعوِّل عليها أحد من أهل العلم في قديم الدهر أو حديثه.
وتخصيصُ يوم معيَّن في السَّنَة للدعاء أو العبادة جائزٌ شرعًا، وهو أمرٌ جرى عليه المسلمون عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتَقَد أنه سنّةٌ نبوية.
قال الإمام أبو العباس القرطبي المالكي في "المفْهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3/ 510، ط. دار ابن كثير) في شرحه لحديث ابن عمر رضي الله عنهما في "الصحيحين" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتي مسجد قباء كلَّ سبتٍ ماشيًا وراكبًا: [وفي إتيانه صلى الله عليه وآله وسلم قباء كلَّ سبتٍ: دليلٌ على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة، والمداومة على ذلك] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "شرح مسلم" (9/ 171، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقوله "كلَّ سبت": فيه جواز تخصيص بعض الأيام بالزيارة، وهذا هو الصواب وقول الجمهور، وكره ابن مسلمة المالكي ذلك، قالوا: لعله لم تبلغه هذه الأحاديث والله أعلم] اهـ.
وقال العلامة سراج الدين بن الملقن الشافعي في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (9/ 241، ط. دار النوادر): [وفي إتيانه صلى الله عليه وآله وسلم إيَّاه يومَ السبت: دلالة على جواز تخصيص بعض الأيام ببعض الأعمال الصالحة، والمداومة على ذلك] اهـ.
حكم دعاء أول العام وآخره
ودعاءُ أولِ العام ودعاءُ آخره هما من أدعية الصالحين ومُجرَّبَاتهم، وهما من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، وقد كان يوصي بهما ويعلِّمُهما وينقُلُهما عن مشايخه إمامُ الحنابلة وشيخُهم في وقته؛ الشيخُ الإمامُ الوليُّ الصالحُ أبو عمر المقدسي محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي [ولد سنة 528هـ، وتوفي سنة 607هـ]، وهو أخو الإمام العلامة الموفق بن قدامة [ت: 620هـ] صاحب كتاب "المغني" في الفقه.
قال العلامة المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في تاريخه "مرآة الزمان في تواريخ الأعيان" (22/ 180-181، ط. دار الرسالة العالمية): [وعَلَّمَني دُعاء السَّنَة، فقال: ما زال مشايخنا يواظبون على هذا الدُّعاء في أوَّل كلِّ سنة وآخرها، وما فاتني طول عمري: أما أوَّل السنة فإنَّك تقول: "اللهم أنتَ الأبدي القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُني إليك يا ذا الجلال والإكرام"، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقي، ويوكل الله به ملكين يحرسانه. وأما دعاءُ آخر السنة، فإنَّه يقول في آخر يوم من أيام السَّنة: "اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه فاغفرْ لي، وما عملت فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم". فإنَّ الشيطان يقول: تعبنا معه طول السنة فأفسد فِعْلَنَا في ساعة] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دعاء أول العام وآخره حكم دعاء أول العام وآخره أول العام الإفتاء دعاء أو
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: التهنئة بالأعوام والشهور مستحبة وتعزز روح المحبة بين المسلمين
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أن التهنئة بقدوم الأعوام والشهور تعد من الأمور المستحبة في الشريعة الإسلامية، مستشهدةً بأقوال عدد من الفقهاء والعلماء.
وأوضحت الدار أن الحافظ المقدسي أشار إلى أن التهنئة بقدوم العام الجديد أو الشهور مباحة، ليست سنة مؤكدة ولا تُعد بدعة، بينما ذكر ابن حجر الهيتمي أن التهنئة في المناسبات كالأعياد والعام الجديد مستحبة على الرأي المعتمد.
حقيقة استجابة الدعاء في أول ليلة من شهر رجبحكم صيام أول رجب وهل بدعة محرمة وماذا قال عنه النبي؟ اعرف آراء الفقهاءكما أكد العلامة القليوبي أن التهنئة بمواسم الخير مثل الأعياد والشهور والأعوام من الأمور المندوبة، وفق ما نقله ابن حجر.
وأضافت الدار أن اللبدي الحنبلي رأى أنه لا بأس من تبادل التهاني بين المسلمين في مواسم الخير وأوقات الطاعات، مشيرةً إلى أن ذلك يعكس روح المحبة والتآلف التي يدعو إليها الإسلام.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بأن التهنئة بمثل هذه المناسبات تُعد وسيلة لتعزيز العلاقات الطيبة بين المسلمين، وهي من العادات المستحسنة التي لا تخالف الشريعة.