حسام أبو صفية.. رجل من فولاذ
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
محمد رامس الرواس
مشهد الظهور الأخير للدكتور حسام أبي صفية مترجلًا بكل استبسال وشجاعة صوب دبابة إسرائيلية، انتشر كالنَّار في الهشيم على شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد شبّه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلاً: "وحيدًا.
عندما قرأت هذه العبارة تبادر إلى ذهني أمران، أولًا: الظلم الذي وقع من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أهل غزة ومستشفياتها عامة وعلى مستشفى كمال العدوان وكوادره الطبية والمرضى من الذين كانوا فيه وعلى رأسهم الدكتور حسام أبو صفية مدير المستشفى، وثانيًا: التقاعس الذي خيَّم على المجتمع الدولي وهو يُشاهد هذه الصور المأساوية لحرق وتدمير مستشفى كمال عدوان، حتى أُبيد بالكامل وتمَّ التخلص ممن فيه؛ سواء بالقتل أو الأسر، ولم يفعل أحد شيئًا؛ بل ظل العالم يتفرج ولم نسمع سوى تنديد البعض من هنا وهناك بصوت خافت.
أما الأمر الأول فليس بغريب عن ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، والأمر الثاني أنه ليس بمستغرب على رجل بصلابة الدكتور حسام أبي صفية الذي سيطرت على روحه تجليات صمود وفداء نادر؛ فوقف وقفة البواسل الشُجعان دفاعًا عن أبناء مستشفاه من أبناء وطنه برغم ما حدث للمستشفى من تخريب شامل.. إنها شجاعة فريدة لا يمكن أن يحملها أحد لكنها كشفت عن حقيقة هذا الرجل ومآثره وصلابة إيمانه.
لقد جاء على لسان زوجته ألبينا- الكازاخية الأصل والتي تزوجها عندما كان يدرس الطب هناك عام 1996- "لم أفارقه منذ بداية الحرب، وهو لم يُفارق مستشفى كمال عدوان؛ حيث تمسَّك بوجوده فيه، حرصًا منه على الجرحى والمرضى، فظللنا بداخل المستشفى حتى النهاية حينما اقتحمت قوات من الجيش الإسرائيلي المستشفى وأمرونا بإخلائه وأخبرونا برغبتهم في غلق المستشفى". هذا النص الذي قالته زوجة الدكتور حسام يصف جزءًا مما حدث ويُوجز ما حصل بالفعل!
لقد كانت هناك حوارات عدة تمت بين الجيش الإسرائيلي والدكتور حسام لأجل إخراج المرضى والجرحى عبر مراحل، لكن جيش الاحتلال كعادته لا يفي بوعوده؛ حيث تفاجأ الجميع بهم يقتحمون المستشفى أثناء بدء العملية الأولى التي تم الاتفاق عليها لتفويج وإخراج الكوادر الطبية والمرضى والمغادرة إلى المستشفى الإندونيسي، وكالعادة لم تكن رواية الجيش الإسرائيلي صادقة.
لقد اشتد القصف فتم أولًا إحراق قسم الأرشيف، ثم قسم الصيانة، ثم ساحة المستشفى، ثم غرف العلميات؛ مما تسبب في العديد من حالات الاختناق جراء دخان القصف المتصاعد، فخرج من خرج ومات من مات، لكن أبا صفية ظل مركزاً جل جهده على ما يحدث داخل المستشفى وانصب على مساعدة كل من بقي من الأحياء والعمل على إنقاذهم برغم قل الإمكانيات، بل في ظل انعدامها أحيانا.
الدكتور حسام حاليًا في مكان مجهول، برغم أن البعض يزعم أنه معتقل في قاعدة "سدى تيمان" العسكرية سيئة السمعة التي تستخدم كمقر اعتقال واحتجاز لأهالي غزة.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الدکتور حسام
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل موظف بالأمم المتحدة بدير البلح
أقرّ الجيش الإسرائيلي ، مساء الخميس 24 أبريل 2025، بأن نيران إحدى دباباته، قد أسفرت عن مقتل موظّف في الأمم المتحدة، في بلدة دير البلح سط قطاع غزة في شهر مارس الماضي.
وقال الجيش الإسرائيليّ في بيان صحفي إنه "تم تقديم نتائج التحقيق التي تم جمعها حتى الآن بشأن الحدث الذي قُتل فيه موظف في الأمم المتحدة، نتيجة لإطلاق النار من قبل قوات الجيش الإسرائيليّ، والتي أجرتها آلية التحقيق في هيئة الأركان العامّة برئاسة يوآف هار إيفن، إلى رئيس الأركان، إيال زامير، وممثّلي الأمم المتحدة".
وذكر أنه "بتاريخ 19/3/2025، ورد بلاغ من ممثلي الأمم المتحدة، بشأن مقتل أحد موظفي المنظمة، الذي كان متواجدا في موقع للأمم المتحدة في منطقة دير البلح، وتمت إحالة الحادثة إلى آلية التحقيق في هيئة الأركان العامة للمراجعة، ويجري حاليا التحقيق فيها بشكل معمّق".
وأضاف جيش الاحتلال أنه "بحسب النتائج التي تم جمعها حتى الآن؛ يشير التحقيق إلى أن ذلك نجم عن نيران دبابة أطلقتها قوة تابعة للجيش الإسرائيلي، تعمل في المنطقة"، مدعيا أنه "المبنى هوجم بسبب الاشتباه بوجود ’عدوّ’ فيه، بعد أن لم تتمكن القوّة من تحديده كمبنى تابع للأمم المتحدة".
وذكر البيان أنه "سيتم استكمال إجراءات التحقيق في الأيام المقبلة، بعد استلام الملاحق اللازمة، وأوعز رئيس الأركان بأن تُعرض نتائج التحقيق كاملة على ممثلي الأمم المتحدة، فور استكمال إجراءات التحقيق".
وادعى الجيش أنه "يواصل إجراء عمليات تحقيق شاملة بهدف استخلاص الدروس ودراسة خطوات إضافية لمنع وقوع حوادث من هذا النوع"، لافتا إلى أن "الأمم المتحدة أُطلعت على النتائج، التي جُمعت حتى الآن".
وكان مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، قد أعلن الشهر الماضي، مقتل أحد موظفيه جراء "ذخيرة" قد تكون انفجرت أو أسقطت على موقع المجمع الأممي في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة.
وبحسب بيان المكتب حينها، فقد أُصيب خمسة أشخاص آخرين.
يومها، قال الجيش الإسرائيليّ في بيان، إنه "خلافا للتقارير... لم يهاجم مجمعا للأمم المتحدة في منطقة دير البلح في قطاع غزة".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية رئيس الموساد بالدوحة لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة صورة: إسرائيل تصدر أوامر إخلاء جديدة شمال قطاع غزة بموافقة كاتس: 600 رجل دين درزي من سورية يزورون مقام النبي شعيب الجمعة الأكثر قراءة غزة - شهداء وإصابات في غارات جوية إسرائيلية منظمات دولية : نظام المساعدات الإنسانية في غزة مهدد بالانهيار التام الرئيس عباس يلتقي الشرع في دمشق غدا محدث: الحية : حماس مستعدة للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025