عقد الجامع الأزهر اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، تحت عنوان: «الزينة وعمليات التجميل بين الشرع والطب» بحضور الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث عضو مجمع البحوث الإسلامية.

رئيس جامعة الأزهر يفتتح معرضَ الأعمالِ الفنية لطالبات كلية التربية بالقاهرة رئيس جامعة الأزهر يشهد احتفالية تخريج الدفعة 52 بكلية طب البنات بالقاهرة

في بداية الملتقى أوضح الدكتور محمود صديق أن المولى -عز وجل- أمرنا بالزينة؛ لما فيها من معان جميلة ودلائل راقية؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾.

وأشار فضيلته إلى أنه إذا نظرنا إلي عمليات التجميل نجد أنها مباحة في أمور؛ منها: إذا كان الأمر ناتجًا عن تشوه نتيجة حادث أو عيب خلقي أو مرض وتحتاج إلى عمليات تكميلية وتحسينية، موضحًا أن الشرع أمرنا بالإصلاح في هذه الحالة، مع ضمان أن تكون العواقب محمودة، لافتًا إلى أنه إذا كان الهدف من وراء إجراء عمليات التجميل هو تغير خلق المولى عز وجل، وكان الأمر لغير ضرورة فإنه لا يجوز مطلقًا؛ لأن فيه تدليسًا وتغييرًا لخلق الله عز وجل، وإظهارًا للإنسان على غير صورته الحقيقة، مبينًا أن مخاطر هذه العمليات كبيرة؛ أخطرها هو حالة عدم الرضا عن الصورة التي خلق الله الإنسان عليها، أو الحالة التي وصل إليها بسبب التقدم في العمر.

كما أن عمليات التجميل تسبب إدمان هذا النوع من العمليات بسبب رغبة الشخص في أن يظل دائمًا على حالة ظاهرية تشعره بوهم الرضا، إضافة إلى أن مواد التجميل لا يستمر قوامها في الجسم لفترة طويلة، بل يحدث لها تغير وبالتالي يتأثر شكل الإنسان، كما أنها تصيب الإنسان بتشوهات وأعراض جانبية غير محمودة، كما تعد عمليات التجميل لغير ضرورة طبية وضوابط شرعية نوع من الهوس والهوى النفسي، وما نلاحظه من عمليات الوشم التي يتبعها البعض، تسبب تشوها في شكل الإنسان؛ لأن الوشم يتسرب إلى الطبقة العميقة من الجلد، ولا يمكن إزالته دون تدخل جراحي، والحالة التي عليها بعض الشباب من اتباعهم لهذا النمط التجميلي هي حالة من التشوه تظهر آثارها في المستقبل، ويشعرون بالندم؛ نتيجة لما يصاحبهم من أعراض غير محمودة.

كما أشار إلى أن المصطفي ﷺ أمرنا بالزينة وحثنا عليها في كل شيء ولكن بضوابط وشروط تتفق مع طبيعتنا البشرية وفطرتنا النقية، وفي هذا يقول الرافعي في كتابه: «وحي القلم» متحدثًا عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهم: تقول أمهات المؤمنين يا رسول «بنات كسرى وقيصر في الحلي والحلل، ونحن على ما تراه من الفاقة والفقر»، فنزل قول الحق سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا  وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ فردت السيدة عائشة قائلة: «أفيك وفي الله أختار، بل أختار الله ورسوله» ثم تبعها كل نساء النبي ﷺ، وهذا لا يتنافى مع الزينة ولكن بالضوابط التي لا تتعارض مع الشرع، وهو ما يظهر من إباحة تزين الزوجة لزوجها، أو من أخذ الزينة أثناء الذهاب للصلاة.

وأوضح نائب رئيس جامعة الأزهر أن الإسراف في عمليات التجميل، وإعادة تكرارها أكثر من مرة يتسبب في عديد من الأضرار الطبية التي قد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، وهو ما يظهر مع بعض عمليات شفط الدهون، كما أن المواد المستخدمة في عمليات التجميل غير مستدامة وبالتالي تصيب الإنسان بتشوهات، يصعب التخلص منها بعد ذلك.

وحذر نائب رئيس الجامعة من الاستجابة لهوى النفس في مثل هذه العمليات؛ لأن الأعراض التي تظهر على جسم الإنسان وشكله بسبب التقدم في العمر هي أمور طبيعية، ولا يجب للإنسان أن يتدخل لإزالتها؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾.

وبيَّن أن مواد التجميل تدخل فيها مواد بكتيرية والإسراف فيها ينتج عنه أضرار، وعلينا جميعًا أن نحترم فطرة الله التي فطر الناس عليها وأن لا نتدخل لمحاولة تغييرها.

يُذكر أن الملتقى الفقهي يُعقد  كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، ويناقش المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقًا للشريعة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نائب رئيس جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر الأزهر عمليات التجميل محمد الضويني رئیس جامعة الأزهر عملیات التجمیل نائب رئیس إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر يهنئ أبناءه الفائزين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة

قدم الأستاذ الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، التهنئة إلى أبنائه الطلاب والطالبات الفائزين في مسابقة (المشروع الوطني للقراءة) في موسمها الرابع فئة "القارئ الماسي" التي تنظمها مؤسسة البحث العلمي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة لتكون صديقة للبيئة رئيس جامعة الأزهر: 100 ألف جنيه قيمة الجائزة الكبرى لمسابقة القرآن الكريم

وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن هذا الفوز يعزز مكانة أبناء الأزهر  الشريف جامعًا وجامعة بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

وأكد رئيس الجامعة أن طلاب وطالبات جامعة الأزهر في مختلف الكليات بالقاهرة والأقاليم نماذج مضيئة تعكس وسطية واعتدال منهج الأزهر الشريف على مر التاريخ.

وثمن رئيس الجامعة حرص الطلاب على رفع راية جامعة الأزهر في جميع المحافل مما يسهم في رفع تصنيف الجامعة وتقدمها في مصاف الجامعات الدولية.

يذكر أن مؤسسة البحث العلمي أعلنت أمس الخميس أسماء الفائزين بالموسم الرابع للمشروع الوطني للقراءة 2023- 2024م، وأوضحت المؤسسة أن ترتيب المراكز سوف يعلن في الحفل الختامي للمسابقة قريبًا، مؤكدة أن النتائج كان لها صدى طيب يعكس مستوى المتقدمين من مختلف المؤسسات، مؤكدة أنه تم تطبيق أدق المعايير التي من شأنها إفراز نخبة من القراء من النماذج المتميزة التي تزهو بهم جمهورية مصر العربية، وجامعة الأزهر الشريف، وهم:

-الطالب شريف عصام عبد التواب، الطالب بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بأسيوط.

-الطالبة فاطمة محمد عبد الرحيم، الطالبة بكلية الدراسات الإنسانية للبنات بالقاهرة.

-الطالب خليل إبراهيم محمد بيومي، الطالب بكلية أصول الدين بالقاهرة.

-الطالب عمر خالد عبد الفتاح بشير، الطالب بكلية طب الأسنان بنين القاهرة.

 رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة


وعلى صعيد اخر، ناقش الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، المشروع الطموح الذي تقدم به الدكتور علي البيلي، أستاذ التخطيط العمراني وكيل كلية الهندسة بنات بالقاهرة، بالتعاون مع لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعة بإشراف الدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، وبمساعدة طالبات قسم التخطيط العمراني بكلية الهندسة بنات بالقاهرة.

وأشاد رئيس الجامعة بهذا المشروع الطموح الذي يسهم في رفع تصنيف جامعة الأزهر ويجعلها في طليعة الجامعات الرائدة في الحفاظ على البيئة وتوفير المناخ الملائم للعملية التعليمية للطلاب والطالبات.

وثمن رئيس الجامعة هذا الجهد والرؤية التطويرية من الدكتور علي البيلي وفريق العمل معه، مشيدًا بجهد الطالبات المشاركات في هذا المشروع، ووجه فضيلته بالتوسع في تطبيق هذا المشروع في الأمانات المساعدة لجامعة الأزهر في طنطا وأسيوط.

وقال رئيس الجامعة: إن هذا المشروع الطموح نأمل أن نراه واقعًا في القريب العاجل إن شاء الله تعالى.

وأوضح الدكتور علي البيلي، وكيل كلية الهندسة المشرف على المشروع، أن فكرة المشروع قائمة على إعادة تخطيط حرم الجامعة بمدينة نصر عن طريق عمل لاند سكيب متكامل لتصبح جامعة الأزهر أول جامعة صديقة للبيئة، والاستثمار الأمثل للمساحات البينية بين المباني وبعضها البعض عن طريق زرع الأشجار المثمرة؛ دعمًا للمبادرة الرئاسية ( 100مليون شجرة مثمرة).

وأشار الدكتور علي البيلي إلى
أن رؤية المشروع تعمل من خلال محاور عدة تتضمن إعادة تخطيط حرم الجامعة ليصبح أنموذجًا متطورًا يدمج التكنولوجيا الحديثة مع الاستدامة البيئية من خلال استخدام الطاقة الشمسية
مما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتقليل التلوث، وتحقيق الكفاءة في استخدام الطاقة والمياه.

وأضاف البيلي أن مشروع تطوير الحرم الجامعي يعتمد على تقنيات صديقة للبيئة؛ حيث يتم توليد الطاقة من الألواح الشمسية، واستخدام أنظمة تكييف موفرة للطاقة بنظام VRV، مما يقلل من انبعاثات الكربون، ويدعم جهود الدولة المصرية نحو تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر يهنئ أبناءه الفائزين في مسابقة المشروع الوطني للقراءة
  • خطبة الجمعة من الجامع الأزهر| الدكتور محمود الهواري يكشف عن معنى جميل في آية الأشهر الحرم.. ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة
  • خطيب الجامع الأزهر: ظلم الإنسان لنفسه ذكر في القرآن 28 مرة لعظم أمره.. فيديو
  • رئيس جامعة الأزهر يناقش مشروع تطوير حرم الجامعة لتكون صديقة للبيئة
  • وفاة جوسلين وايلدنشتاين.. "المرأة القطة" التي دمّرها التجميل
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يؤكد: جميع الكليات استعدت لامتحانات نصف العام
  • محافظ الشرقية: ضرورة الإقتداء بالرسول الكريم وما أرساه من قيم كالعمل والمثابرة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: عمليات التجميل لغير ضرورة طبيَّة وضوابط شرعية نوع من الهوس
  • الحوادث والعيوب الأبرز.. أزهري يكشف عن حالات جواز إجراء عمليات التجميل