إرث بايدن: خلق عقبات أمام ترامب في سوريا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
أصبح المشهد السياسي المحيط بالصراعات المستمرة في سوريا وأوكرانيا معقدا بشكل متزايد مع اقتراب إدارة بايدن من نهاية ولايتها واستعداد دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة. وتثير ديناميكيات هذه الصراعات تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة المنتهية ولايتها تعمل عمدا على خلق عقبات أمام ترامب، مما قد يؤدي إلى تعقيد قدرته على تغيير السياسة الخارجية الأمريكية.
إطار السياسة الخارجية لإدارة بايدن
لقد انتهجت إدارة بايدن سياسة خارجية تتسم بالالتزام بدعم الحلفاء ومواجهة الأنظمة المعارضة، وخاصة في سياق العدوان الروسي في أوكرانيا والحرب الأهلية المستمرة في سوريا. وشمل هذا النهج ما يلي:
يسلط التفاعل بين هاتين الإدارتين الضوء على نقاش أوسع نطاقا حول مشاركة الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية وتداعيات السياسات الماضية
الدعم العسكري لأوكرانيا: قدمت إدارة بايدن مساعدات عسكرية واسعة النطاق لأوكرانيا، بهدف تعزيز دفاعاتها ضد العدوان الروسي. وقد تم تأطير هذا الدعم على أنه حيوي للحفاظ على الأمن الأوروبي وردع المزيد من التوسع الروسي.
السياسة تجاه سوريا: في سوريا، حافظت إدارة بايدن على موقف مناهض لنظام بشار الأسد، ودعمت قوى المعارضة وأكدت على الحاجة إلى انتقال سياسي. كما ركزت الولايات المتحدة على منع ظهور داعش مجددا، من خلال الحفاظ على وجود عسكري في شمال شرق سوريا.
الالتزامات العسكرية الراسخة: إن الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا يعقد رغبة ترامب المعلنة في التفاوض على إنهاء الصراع. ويمكن اعتبار أي انسحاب مفاجئ للدعم على أنه تخل عن أوكرانيا في لحظة حرجة، مما قد يؤدي إلى تنفير الحلفاء وتقويض مصداقية الولايات المتحدة.
التوقعات الدولية: أصبح الحلفاء يتوقعون قيادة الولايات المتحدة في كلا الصراعين. وإن التحول المحتمل لترامب نحو موقف أكثر انعزالية قد يخلق توترات مع حلفاء الناتو الذين يعتمدون على الدعم الأمريكي لأمنهم.
الضغط السياسي الداخلي: هناك دعم من الحزبين داخل الكونغرس لاستمرار المساعدة لأوكرانيا، مدفوعا بالمخاوف بشأن العدوان الروسي. وربما يجد ترامب صعوبة سياسية في تغيير هذا المسار دون مواجهة رد فعل عنيف من كلا الجانبين السياسيين.
سوريا: المشهد المتغير
في حين أن هناك مؤشرات على أن إدارة بايدن ربما تكون قد خلقت عقبات عن قصد من خلال أفعالها، فمن المهم بنفس القدر إدراك أن هذه التطورات تنبع من حقائق جيوسياسية معقدة بدلا من دوافع حزبية بحتة
لقد أدت التطورات الأخيرة في سوريا إلى تعقيد الوضع بشكل أكبر، ودفع الانهيار غير المتوقع لنظام الأسد كلا من بايدن وترامب إلى إعادة تقييم استراتيجياتهما:
رد بايدن: بعد سقوط الأسد، وصف الرئيس بايدن ذلك بأنه "عمل أساسي من أعمال العدالة"، مؤكدا أن السياسات الأمريكية ساهمت في الوصول إلى هذه النتيجة. ونسبت الإدارة الأمريكية إلى نفسها الفضل في تهيئة الظروف التي مكنت قوات المعارضة من تحقيق مكاسب ضد الأسد، على الرغم من المخاوف بشأن طبيعة بعض هذه المجموعات.
منظور ترامب: ربط ترامب سقوط الأسد بالصراعات الروسية في أوكرانيا، مشيرا إلى أن تركيز موسكو على صراعها قد أضعف قدرتها على دعم الأسد. وقد أعرب عن نيته إنهاء التدخل الأمريكي في صراعات مثل سوريا بسرعة، لكنه يواجه حقيقة مفادها أن مثل هذا التحول قد لا يكون مباشرا.
ويسلط التفاعل بين هاتين الإدارتين الضوء على نقاش أوسع نطاقا حول مشاركة الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية وتداعيات السياسات الماضية.
دور روسيا وإيران
إن الديناميكيات التي تنطوي عليها روسيا وإيران حاسمة في فهم كل من سوريا وأوكرانيا:
تضاؤل دور روسيا: في الوقت الذي تواجه فيه روسيا تحديات كبيرة في أوكرانيا، يبدو أن نفوذها في سوريا يتضاءل، وتأكيد ترامب على أن روسيا "لم تعد راغبة" في حماية الأسد يعكس تغيرا في توازن القوى في المنطقة.
موقف إيران: لا تزال إيران داعما رئيسيا للأسد، لكنها تشعر أيضا بالتوتر الناجم عن تورطها في صراعات إقليمية متعددة. وتركيز إدارة بايدن على مواجهة النفوذ الإيراني يضيف طبقة أخرى من التعقيد بينما ينظر ترامب في نهجه.
يشكل تقاطع قرارات السياسة الخارجية الأمريكية بشأن سوريا وأوكرانيا تحديات كبيرة للإدارة المقبلة برئاسة دونالد ترامب. وفي حين أن هناك مؤشرات على أن إدارة بايدن ربما تكون قد خلقت عقبات عن قصد من خلال أفعالها، فمن المهم بنفس القدر إدراك أن هذه التطورات تنبع من حقائق جيوسياسية معقدة بدلا من دوافع حزبية بحتة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا بايدن ترامب السياسة الخارجية روسيا سوريا امريكا روسيا اوكرانيا بايدن مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة سوریا وأوکرانیا إدارة بایدن فی سوریا على أن
إقرأ أيضاً:
سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق
شهدت مدينة حمص السورية، فجر اليوم الجمعة، اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام السوري وعناصر من فلول النظام السابق، وذلك في تطور أمني لافت أعاد إلى الواجهة التوترات الكامنة داخل بعض المناطق التي خضعت سابقا لسيطرة النظام.
وأفادت مصادر أمنية في وزارة الداخلية بأن أربعة عناصر من الأمن العام أُصيبوا خلال هذه الاشتباكات، التي اندلعت في حي وادي الذهب.
ووفقًا لما ذكرته منصة "ردع العدوان" التابعة للوزارة، فإن الاشتباك وقع خلال محاولة عناصر الأمن توقيف عقيد طيار سابق في جيش النظام، بعد ورود تقارير عن "تحركات مشبوهة" له وارتباطه بمجموعات تصفها السلطات بأنها خارجة عن القانون.
وأشار البيان إلى أن الضابط بادر بإطلاق النار على الدورية الأمنية، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار مباشر انتهى بمقتله، فيما وُصفت بعض إصابات عناصر الأمن بالحرجة، وقد خضع عدد منهم لعمليات جراحية عاجلة.
وفي سياق متصل، أعلن الأمن السوري عن العثور على جثة المدعو زين كمال سلهب، أحد أفراد ما يُعرف بخلية "سموءل وطفة"، مقتولاً بطلق ناري كان قد أصيب به خلال اشتباك سابق مع دورية أمنية. وأوضح بيان الداخلية أنه تم نقل الجثة إلى المستشفى للتأكد من هويته وسبب الوفاة، حيث تبين أنه فارق الحياة متأثرا بجراحه خلال عملية مواجهة سابقة مع القوات الأمنية.