من كلّ بستان زهرة -91- ماجد دودين
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
من كلّ بستان زهرة -91-
#ماجد_دودين
***************
ذِكْرُ الله باللسان حسن، وأفضل منه أن يَذْكر اللهَ العبدُ عند المعصية فيمسك عنها.
مقالات ذات صلة قَدْ يَمُرُّ 2025 وَقَدْ يَهِلُّ 2024/12/31***************
قال مَعْن بن أَوْس المُزَنِيّ:
لَعَمْرُكَ ما أَهْوَيْتُ كَفِّي لرِيبَةٍ … ولا حَمَلَتْنِي نَحْوَ فاحِشَةٍ رِجْلي
ولا قادَنِي سَمْعِي ولا بَصَرِي لَها … ولا دَلَّنِي رَأْيٌ عَلَيْها ولا عَقْلِي
وأَعْلَمُ أَنِّي لم تُصِبْنِي مُصِيبَةٌ … مِنْ الدَّهْرِ إلاّ قد أَصابَتْ فَتىً قَبْلِي
ولستُ بماشٍ ما حييتُ لمنكرٍ … من الأمرِ لا يمشي إلى مثلهِ مثلِى
***************
أَتْعِصِى اللهَ وهو يَرَاكَ جَهْرًا … وتَنْسَىَ في غدٍ حَقًا لِقَاهُ
وَتَخْلُو بالمِعَاصِي وهو دَانٍ … إِلَيكَ ولَسْتَ تَخْشَى مِن سُطَاهُ
وَتُنِكُر فِعْلَهَا ولَهُ شُهُودٌ … على الإنْسَانِ تَكْتُبُ ما حَوَاهُ
فَوَيلُ العَبْدِ مِن صُحْفٍ وفيها … مَسَاوِيه إِذا وَافَى مَسَاهُ
ويا حَزَنَ المُسِيء لِشُؤم ذَنْبٍ … وبَعْدَ الحُزْنِ يَكْفِيهِ جَوَاهُ
ويَنْدَمُ حَسْرةً مِن بَعْد فَوتٍ … ويَبْكِي حَيثُ لا يُجْدِي بُكَاهُ …
يَعَضُ يَدَيهِ مِنْ أَسَفٍ وحُزْنٍ … ويَنْدَمُ حَسْرةً مِمَّا دَهَاهُ
فَكُنْ باللهِ ذَا ثِقَةٍ وَحَاذِرٍ … هُجُومَ الموتُ مِنْ قَبْل أَنْ تَرَاهُ
وبادِرْ بالمَتِابِ وأَنْتَ حَيٌّ … لَعَلَّكَ أَن تَنَالَ به رِضَاهُ
وتَقْفُ المُصْطَفَى خَيرَ البَرَايَا … رَسُولاً قَدْ حَبَاهُ واجْتَبَاهُ
عَلَيهِ مِن المُهَيمِن كُلَّ وَقْتٍ … سَلامٌ عَطَّرَ الدُنْيَا شَذَاهُ
***************
ليس للإنسان في دنياه غيرُ حياة واحدة، إذا ذهبت عنه فليس له فرصة أخرى لتعويضها، وما حياته إلا حظٌّ محدود، تنتهبه الأيام والليالي حتى يفنى، ويلقى بعدها جزاء ما قدم: إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ” ابنَ آدم، طأِ الأرضَ بقدمك؛ فإنها عن قليل تكون قبرك، ابنَ آدم، إنما أنت أيام، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك، ابنَ آدم، إنك لم تزل في هدم عمرك منذ يوم ولدتك أمك”
***************
قال ابن القيم عن قوله تعالى:( (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)) وفيها ثلاثة أقوال: أحدها: أن ذكر الله أكبر من كل شيء؛ فهو أفضل الطاعات؛ لأن المقصود بالطاعات كلها: إقامة ذكره فهو سر الطاعات وروحها. الثاني: أن المعنى: أنكم إذا ذكرتموه ذكركم، فكان ذكره لكم أكبر من ذكركم له. الثالث: أن المعنى: ولذكر الله أكبر من أن يبقى معه فاحشة ومنكر، بل إذا تم الذكر محق كل خطيئة ومعصية. هذا ما ذكره المفسرون. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: معنى الآية: أن في الصلاة فائدتين عظيمتين: إحداهما: نهيها عن الفحشاء والمنكر، والثانية: اشتمالها على ذكر الله، وتضمنها له، ولما تضمنته من ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر.”
***************
عالي الهمة فإنه يسعى لغايته البعيدة الشريفة حتى يصل إليها، وعلى قدر بذله لها ينال منها. قال الشافعي:
بقدرِ الكدِّ تُكتسبُ المعالي … ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدٍّ … أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلاً … يغوص البحرَ مَنْ طلب اللآلي
***************
قال ابن القيم: ” كل ذي لبٍّ يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه إلا من ثلاث جهات: أحدها: التزيد والإسراف، فيزيد على قدر الحاجة، فتصير فضلة وهي حظ الشيطان ومدخله إلى القلب، وطريق الاحتراز من إعطاء النفس تمام مطلوبها من غذاء أو نوم أو لذة أو راحة، فمتى أغلقت هذا الباب حصل الأمان من دخول العدو منه، الثانية: الغفلة؛ فإن الذاكر في حصن الذكر، فمتى غفل فتح باب الحصن فولجه العدو فيعسر عليه أو يصعب إخراجه، الثالثة: تكلف ما لا يعنيه من جميع الأشياء … ” الفوائد لابن القيّم
***************
والحرُّ لا يكتفي منْ نيلِ مكرمةٍ … حتَّى يرومَ التي منْ دونها العطبُ
يسعى بهِ أملٌ منْ دونهُ أجلٌ … إنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْتَدْعِهِ رَغَبُ
لذلكَ ما ساْلَ موسى ربَّهُ: أرني … أنظرْ إليكَ وفي تسآلهِ عجبُ
يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيما نَالَ مِنْ كَرَمٍ … وَهْوَ النَّجِيُّ، لَدَيْه الوَحْيُ والكُتُبُ
***************
قال ابن القيم: “اشترِ نفسَك اليوم؛ فإن السوق قائمة، والثمن موجود، والبضائع رخيصة، وسيأتي على تلك البضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير: وذلك يوم التغابن، ويوم يعض الظالم على يديه.
إِذا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزادٍ مِنْ التُّقَى … ولاقَيْتَ بعدَ الموتِ مَنْ قد تَزَوَّدا
نَدِمْتَ على أَنْ لا تكُونَ كمِثْلِهِ … وأَنَّكَ لَمْ تَرْصُدْ لما كانَ أَرْصَدا”
***************
إذا لم تكن ملِكًا مطاعا … فكن عبداً لخالقه مطيعا
وإن لم تملكِ الدنيا جميعًا … كما تهواه فاتركها جميعا
هما شيئان من ملْك ونسْك … ينيلان الفتى شرفًا رفيعا
***************
قال ابن الجوزي أيضًا: ” يا نفس، بادري بالأوقات قبل انصرامها، واجتهدي في حراسة ليالي الحياة وأيامها، فكأنك بالقبور وقد تشققت، وبالأمور وقد تحققت، وبوجوه المتقين وقد أشرقت، وبرؤوس العصاة وقد أَطرقت، يا نفس، أما الورعون فقد حذروا، وأما الخائفون فقد استعدوا، وأما الصالحون فقد راحوا، وأما الواعظون فقد صاحوا. يا نفس، اتعبي قليلاً تستريحي في الفردوس كثيراً، كأنك بالتعب قد انقضى، وبحرصك من اللعب قد مضى، وثمر الصبر قد أثمر حلاوة الرضا، لا يطمعن البطّال في إدراك الأبطال، هيهات أن يدرك البطلَ المجتهدَ، مَنْ غاب حين النزال فما شهِد.. أيها العبد، إن عزمت فبادر، وإن هممت فثابر، واعلم أنه لا يدرك المَفاخر، من كان في الصف الآخر، سلع المجد كاسدة، وكأنْ قد غلت، ومراعي الفضل قريبة، وكأن قد علت، وكأنك بغايات الغفلات قد انجلت، فأصبحت حلاوة البطالة من أفواه الغافلين قد رحلت، وأصبحت رايات المجاهدين قد حلت، وتفاوت في السباق مضمار وبطين، كما تفاوت في الإحراق ماء وطين:
لا تَحسَبِ المجدَ تَمراً أَنْتَ آكِلُهُ … لا تَبلُغ المجدَ حَتى تَلعَق الصَبرا”
***************
كُنْ من الدنيا على وَجَلِ … وتَوَقَّعْ بَغْتةَ الأَجَلْ
فَعُقُولُ النَّاسِ لاهِيَةٌ … في الهَوى والكَسْبِ والأملْ
يَجْرعُ الإِنسانُ لَذَّتَها … وهْيَ مِثْلُ السُّمِّ في العَسَلْ
***************
اغتنمْ في الفراغ فضلَ ركوع … فعسى أن يكون موتك بغتهْ
كم صحيحٍ رأيت من غير سقم … ذهبت نفسُه الصحيحة فَلتهْ
***************
قال ابن الجوزي رحمه الله: “لله در قوم بادروا الأوقات، واستدركوا الهفوات، فالعين مشغولة بالدمع عن المحرمات، واللسان محبوس في سجن الصمت عن الهلكات، والكف قد كفّت بالخوف عن الشهوات، والقدم قد قُيدت بقيد المحاسبات، والليل لديهم يجأرون فيه بالأصوات، فإذا جاء النهار قطعوه بمقاطعة اللذات، فكم من شهوة ما بلغوها حتى الممات، فتيقظْ للحاقهم من هذه الرقدات، ولا تطمعن في الخلاص مع عدم الإخلاص في الطاعات، ولا تؤملن النجاة وأنت مقيم على الموبقات! {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الجاثية: ٢١].
عجباً لأمنِك والحياةُ قصيرة … وبفقدِ إلفٍ لا تزال تُروّعُ
أفقد رضيتَ بأن تعلَّل بالمنى … وإلى المنية كلَّ يوم تُدفع
لا تخدعنّك بعد طول تجارب … دنيا تغرُّ بوصلها وستُقطع
أحلامُ نوم أو كظل زائل … إن اللبيب بمثلها لا يُخدع
وتزودنَّ ليوم فقرك دائبًا … ألغير نفسك لا أبالك تَجمع
***************
قال الحسن البصري: “ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء ما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همساً بينهم وبين ربهم؛ وذلك أن الله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} وذلك أن الله ذكر عبداً صالحاً رضي فعله فقال: “إذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً”
***************
إذا حمدتْ الهمة السامية في أمور الدنيا المباحة فكيف بالأمور الدينية التي توصل إلى الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، قال الشوكاني: ” ينبغي لمن كان صادق الرغبة، قوي الفهم، ثاقب النظر، عزيز النفس، شهم الطبع، عالي الهمة، سامي الغريزة أنْ لا يرضى لنفسه بالدون، ولا يقنع بما دون الغاية، ولا يقعد عن الجد والاجتهاد المبلغينِ له إلى أعلى ما يراد، وأرفع ما يستفاد؛ فإن النفوس الأبية، والهمم العلية لا ترضى بدون الغاية في المطالب الدنيوية؛ من جاه أو مال أو رئاسة أو صناعة أو حرفة، حتى قال قائلهم:
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ … فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ … كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
***************
يَا صَاحِب العَقلِ السَّلِيمْ … إسْمَعْ كَلامًا مِن عَلِيمْ
بادِرْ إلى الأعْمَالِ مَا … دُمْتَ لِتَنْجُو مِن جَحِيمْ
يَا مَن يُحَدِّثْ نَفْسَهُ … بِدُخُول جَنِّاتِ النَّعِيمْ
لا تَرْجُوَنْ سَلامَةً … مِنْ غَيرِ مَا قَلْبٍ سَلِيمْ
واسْمَعْ كَلامًا صَادِقًا … يَهْدِيكَ في قَولٍ سَلِيمْ
إنْ كُنْتَ مُتَّقْيًا فأ … نْتَ عَلَى الصِّراطِ المُسْتَقِيمْ
كُنْ خَائِفًا وراجيًا … وظُنَّ خَيرًا بالكَرِيمْ
واذْكُرْ وُقُوفَكْ عَارِيًا … والنَّاسُ في أمْرٍ عَظِيمْ
إمَّا إلَى دَارِ الشَّقَا … وَةْ أو إلَى دَارِ النَّعِيمْ
فاغْنَمْ حَيَاتَكْ واجْتَهِدْ … وتُبْ إلَى الرَّبِ الرَّحِيمْ
هذي وَصِيَّتْ مُخْلِصٍ … يَرْجُو مِن المَولَى الكَرِيمْ
غُفْرَانَهُ فَهْوَ الذِي … يَعْفُو عَن الذَّنْبِ العَظِيمْ
***************
“وجِد في حجر مكتوب: ابنَ آدم، لو أنك رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو من أملك، ولرغبت في الزيادة في عملك، ولقصرتَ من حرصك وحيلك، وإنما يلقاك غداً ندمك، وقد زلّتْ بك قدمك، وأسلمك أهلك وحشمك، وتبرأ منك القريب، وانصرف عنك الحبيب، فلا أنت إلى أهلك بعائد، ولا في علمك بزائد” (البيان والتبيين للجاحظ).
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ماجد دودين ذکر الله قال ابن ر الله
إقرأ أيضاً:
أحمد السقا يواسي مصطفى شعبان في وفاة شقيقه
حرص الفنان أحمد السقا، على مواساة صديقه الفنان مصطفى شعبان، بعد وفاة شقيق الأخير صباح اليوم الجمعة 31 يناير، ودفنه بمسقط رأسه.
وكتب أحمد السقا، في منشوره عبر فيسبوك: «خالص التعازي للأخ والزميل العزيز مصطفى شعبان في وفاة شقيقه الأصغر.. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويغفر له، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان».
وفاة شقيق مصطفى شعبانأعلن الفنان مصطفى شعبان عن وفاة شقيقه الأصغر ماجد شعبان، وذلك عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب في نعيه: “بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، أنعى أخي الصغير الغالي ماجد الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى.. أسأل الله أن يغفر له، ويرحمه، ويوسّع مدخله، ويجعله من أهل الفردوس الأعلى. اللهم اجبر قلوبنا على فراقه، وارزقنا الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
جنازة شقيق مصطفى شعبانشيع العشرات من أهالي قرية البتانون في محافظة المنوفية جثمان شقيق الفنان مصطفي شعبان.
وأدي الأهالي صلاة الجنازة علي ماجد مصطفي شعبان شقيق الفنان مصطفي شعبان من مسجد العطار بالقرية.
وشيع الأهالي الجثمان إلى مثواه الأخير في مقابر الأسرة، فيما أعلنت الأسرة اقتصار العزاء علي المقابر ولا عزاء للسيدات.
وتقدم الفنان مصطفي شعبان جنازة شقيقه ماجد وسط حالة من الحزن حيث ظهرا متأثرا حزنا علي وفاة شقيقه.
أعمال مصطفى شعبانمن جهة أخرى، يشارك الفنان مصطفي شعبان في موسم رمضان 2025 بمسلسل “حكيم باشا” الذي تم الكشف عن بوستراته الرسمية منذ ساعات.
أبطال مسلسل حكيم باشامسلسل حكيم باشا من بطولة الفنان مصطفى شعبان، سهر الصايغ، ورياض الخولي، و سلوي عثمان ، ودينا فؤاد ، ومحمد نجاتي، وميدو عادل، وأحمد صيام، وفتوح أحمد.
إضافة إلى مجموعة من الفنانين الشباب مثل هاجر الشرنوبي وهايدي رفعت العمل من إخراج أحمد خالد أمين وإنتاج شركة سينرجي.
قصة مسلسل حكيم باشايناقش مسلسل مصطفى شعبان في رمضان “حكيم باشا”، قضية تجارة الآثار في إطار درامي مشوق.
ينتمي العمل لفئة المسلسلات الصعيدية التي تنافس بقوة هذا العام في أكثر من قصة.