أبو بكر الديب يكتب: 2025.. عام إسكات البنادق وإشعال الحروب التجارية
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أقبل عام 2025، وسط الكثير من التفاؤل بوقف وإسكات صوت البنادق والصراعات العسكرية، حسب تعهدات الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، بوقف الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، لكن العام الجديد به عديد من التحديات الاقتصادية الكبيرة على مستوى العالم، أهمها الحرب الاقتصادية التي ينوي ترامب شنها علي عديد من الدول عبر زيادة الرسوم الجمركية علي واردات واشنطن من هذه الدول وأهمها الصين وكندا والمكسيك والبرازيل.
ففي العشرين من يناير أول أشهر الشهر الجديد تبدأ الولاية الثانية لدونالد ترامب حيث يبدأ تنفيذ سياسة "أمريكا العظمي"، بفرض تعريفات تصل إلى 60% على السلع الصينية و25% على السلع المكسيكية والكندية ما قد يؤدي إلى تحولات جذرية في التجارة العالمية والتحالفات الاقتصادية ونشوب حروبا تجارية عالمية، ما يزيد حالة عدم الاستقرار الاقتصادي، فضلا عن فرض عمليات ترحيل للمهاجرين من أمريكا، وتشديد الإجراءات على الحدود مع المكسيك، وقد تسعي أوروبا لتشديد إجراءات الهجرة، واستئناف بناء الجدار الحدودي، وإلغاء منح الجنسية بالولادة ويعتزم زيادة إنتاج الطاقة، ما قد يؤثر على التنوع الاقتصادي وتقليص سوق العمل وحدوث موجة جديدة من التضخم والتباطؤ الاقتصادي العالمي وارتفاع البطالة.
وسبق أن قال ترامب: إن أمريكا ستتوقف عن الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها، وأنه سيوجه الجيش لإنشاء منظومة القبة الحديدية لحماية سماء الولايات المتحدة، وسيعمل على إقاف الفوضى في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا، وكذلك منع اندلاع الحرب العالمية الثالثة حيث شهد العالم في الأعوام الماضية تصاعدا في الأزمات، أبرزها الحرب في أوكرانيا والنزاع المستمر في الشرق الأوسط وتطوراته الفاصلة في العام 2024، إلى جانب توترات أخرى في إفريقيا وآسيا وربما يكون 2025 عاما لإطفاء الحرائق والاتجاه نحو تسويات شاملة.
وتعاني أوروبا من نقص الاستثمار بسبب الجمود السياسي في أكبر اقتصادين في منطقة اليورو، ألمانيا وفرنسا.. كما أن قوة الدولار الأمريكيفي عهد ترامب مع ابطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي يؤدي إلى سحب الاستثمارات منها هي وعديد من الدول حيث تزيد اجراءات ترامب من زيادة تكلفة ديونها المقومة بالدولار كما تواجه الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ضغوطا متزايدة لبدء تحول عميق مع تراجع زخم نموها في السنوات الأخيرة وقد دعا الرئيس الصيني شي جين بينج قبل ايام إلى تنفيذ سياسة أكثر "استباقية" في مجال الاقتصاد الكلّي سنة 2025، و"ينبغي تعميق الإصلاح وتطوير الانفتاح على مستوى عالٍ وتحسين تنسيق التنمية والأمن وتنفيذ سياسات أكثر استباقية وفعالية في مجال الاقتصاد الكلّي".. وخلال الأشهر الأخيرة، كشفت الصين عن سلسلة من التدابير القوية بهدف دعم النمو، عبر خفض معدلات الفائدة وإلغاء القيود المفروضة على شراء المساكن وتخفيف عبء الدين على الحكومات المحلية.
وبالإضافة إلى تعريفات ترامب الجمركية، سيكون هناك تشدد في فرض قيود استثمارية وقواعد منشأ أكثر صرامة ما قد يؤثر علي أمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، فضلا عن المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، كما أن "ترامب" سوف يغير سياسة أمريكا تجاه قضايا التغييرات المناخية ما يزيد من المخاطر على الاستثمار الأخضر.. فضلا عن تحديات أخرى كـ "شيخوخة السكان"، في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، الأمر الذي يحد من قدرة البلدان على الإنتاج والنمو.
ولا يمكن فصل الحروب العالمية والصراعات الجيوسياسية عن المصالح الاقتصادية للدول الكبرى ففي كثير من الأحيان، تكون الحروب لخدمة المصالخ الاقتصادية، ومع تصاعد فاتورة الحروب تكون المفاوضات والحلول السياسية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نشرة البوابة نيوز آفاق الاقتصاد العالمي واشنطن ترامب أبوبكر الديب إنهاء الحروب
إقرأ أيضاً:
احمد ابو هزيم … يكتب إلى السيد دونالد ترامب
#احمد_ابو_هزيم … يكتب إلى السيد #دونالد_ترامب
شيء ما من التاريخ وبعض الحقائق …
ترحيل المهاجرين اليهود أولاً .
عطفاً على ما تفضلتم به من اقتراح ” واقتراحاتكم في نظركم أوامر بسبب فائض القوة التي تملكها بلادكم ” بنقل بعض من الأشقاء الفلسطينيين ” سكان البلاد الأصليين ” من سكان قطاع غزة إلى الدول المجاورة للعيش فيها فترة من الزمن قد تطول إلى ما لأ نهاية ” على الأغلب ” وقد تقصر !!! ، بهدف إعمار ما تهدم من مساكن وبنية تحتية نتيجة الحرب الظالمة التي شنها جيش الكيان الصهيوني المحتل بمباركة وتأييد ودعم سياسي واقتصادي وعسكري من قبل دولتكم الولايات المتحدة الأمريكية ، بحيث أصبح قطاع غزة مهدم بنسبة 90% ولا يصلح للعيش على حد تعبيركم ، ولأن اقتراحكم في ظاهره يحمل سمات إنسانية مغلفة بالرأفة والشفقة على سكان القطاع التي قتلت آلة الحرب الصهيونية منهم ” بأسلحتكم الفتاكة ” مايقارب من 50 ألف شهيد وجرحت أكثر من 111 ألف جريح عَدا عن آلاف المفقودين في سجون الإحتلال وتحت الأنقاض ، ومن بقي منهم على قيد الحياة تتجاذبهم الأقدار ذات اليمين وذات الشمال بلا مأوى أو غذاء أو دواء ، أسمحوا لي أن أعيدكم إلى شيء ما من التاريخ وبعض الحقائق التي تتجاهلها سياسة دولتكم الولايات المتحدة الأمريكية ” أقوى قوة على وجه الأرض ” عمداً مع سبق الإصرار والترصد ، وتنحاز بكل مؤسساتها إلى جانب كيان صهيوني محتل قتل الأطفال والنساء والشيوخ واستباح الأرض والعرض ، وما زال على نفس النهج مستمداً القوة والعزيمة والبقاء في المنطقة من دعم دولتكم اللامحدود .
السيد الرئيس
منذ أكثر من قرن من الزمان استفاق أجدادنا على قرار جائر لم يشهد التاريخ له مثيل ( ما زال أحفادهم ” نحن ” ندفع ثمنه قهراً وظُلماً لغاية اليوم ) من حليفتكم رأس الحية وإمبراطورية الإستعمار بريطانيا العظمى ، عُرف هذا القرار ” بوعد بلفور ” نسبة إلى رسالة بعثها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى أللورد ليونيل روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني ، يقضي هذا الوعد ” المشؤوم ” بدعم حكومة المملكة المتحدة تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين٠ ” وعد من لا يملك لمن لا يستحق ” ، في وقت كان لا يتعدى عدد اليهود في فلسطين عن 8% من مجمل السكان الذين كانوا بأغلبهم من العرب ” مسلمين ومسيحيين ” .
السيد الرئيس
منذ ذلك التاريخ مع بدء عهد جديد من الإستعمار بجميع أشكاله توقفت عقارب الزمن في داخلنا وحل الخراب والدمار منطقتنا العربية وتقزمت تطلعات الأجيال التى تلت جيل القهر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة وبات الإستقرار والأمن والأمان والعيش بكرامة حلم يراود مخيلة الأجيال المتعاقبة وكأننا نعيش خارج الزمن ، ولم تقف غطرسة بريطانيا أم الدسائس والفتن عند إدارتها للإنتداب على فلسطين بل تعداه إلى دعم العصابات الصهيونية في الإستيلاء على أرض العرب سكان البلاد ” الأصليين ” فلسطين التاريخية ، وشجعت الهجرات اليهودية من كل بقاع العالم إلى فلسطين ” أرض الميعاد على حد زعمهم ” . ولم تتوانى هذه ” البريطانيا ” من تهيئة كافة الظروف المحلية والخارجية لإعلان إنشاء دولة إسرائيل في الرابع عشر من أيار عام 1948 .
السيد الرئيس
بعد أن أفَلَ نّجْمُ دولة الإستعمار الأولى ” بريطانيا ” ، تبنت دولتكم ” الولايات المتحدة الأمريكية ” بكل مؤسساتها وعبر عقود مضت دعم ومساندة الكيان الإسرائيلي ” المصطنع ” عسكرياً واقتصادياً وسياسياً ، لسبب ظاهره حماية دولة تنتهج الديمقراطية من أكثرية ” تريد رميها في البحر ” ، وباطن هذا الإنحياز الأعمى لإسرائيل يرجع إلى عاملين يكمل أحدهم الآخر : – الأول أللوبي الصهيوني وجماعات الضغط اليهودية ، والعامل الثاني الترابط العقائدي بين الصهيونية وبعض الجماعات البروتستانتية المتنفذة داخل الدولة العميقة ، حيث يمثل العامل الثاني ” الديني ” الدور الحاسم في أي مقاربة بين طرفي النزاع في الشرق الأوسط ، وتؤمن بعض من الجماعات الإنجيلية بضرورة تعجيل سيطرة إسرائيل الكاملة على أرض فلسطين حتى يُمهد الطريق لعودة المسيح ويبارك الرب في أمريكا ، ولذلك جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة دعمت إسرائيل وجعلت منه كيان متمرد على كافة القوانين والشرعية الدولية التي تزعمون بانكم حماتها ، وفي نظركم دائما أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها مهما كانت الذرائع .
السيد الرئيس
أنت رجل أعمال تهتم بالأرقام في المقام الأول وتبحث عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية كرئيس لها ، ومن أساسيات الاستثمار في ” المصالح ” أن تُغلب الديموغرافيا والجغرافيا والثروات الطبيعية في حسابات الربح والخسارة من ناحية إستراتيجية بما أن الحق والعدالة والإنصاف والمبادئ غائبة عن قاموس سياسة دولتكم ، تبلغ مساحة الوطن العربي ما يقارب من 14 مليون كم2 يسكنها أكثر من 430 مليون نسمة أي 5% من سكان العالم موزعين بين 22 دولة ، يُساندهم مليارين مسلم ولديهم ثروات هائلة تحت الأرض وفوقها أنت وما تملك دولتكم من تكنولوجيا أعلم بها ، سؤال برسم الحيرة هل من المنطق ترك كل هذه الثروات ومعاداة هذه الكتل البشرية الكبيرة جداً بما تملكه من قوة كامنة قد تنفجر في وجه أمريكا تحديداً في أي وقت مقابل دعم ومساندة دولة إحتلال مارقة ترتكب أفظع المجازر بحق الشعب الفلسطيني ودول المنطقة ، تعتاش في كل حاجاتها الدفاعية والعسكرية والاقتصادية على أمريكا حتى يُخيل للبعض من المتابعين للشان السياسي العالمي أن مصلحة إسرائيل فوق مصلحة أمريكا ؟ وها هي تستنزف من رصيد قوة أمريكا كل يوم .
السيد الرئيس
أنت اليوم الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية ، يبدو أنك تحمل نفس الأفكار والبرامج والرؤى التي كنت تنوي تحقيقها ” في منطقتنا ” عندما كنت الرئيس الخامس والأربعون ” في دورتك الرئاسية الأولى ” ، وقد أنجزت ما أنجزت من قرارات مسانده للكيان الصهيوني تحت عنوان ” صفقة القرن ” مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل للجولان المحتل ، وباركت ما يسمى بمعاهدات السلام ” الإبراهيمية ” بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول العربية ، وها أنت ” اليوم ” تتباكى على صغر مساحة إسرائيل وتمنيت أن تكبر مساحتها بغض النظر على حساب من .
السيد الرئيس
لنا أكثر من خمسة وسبعون عاماً ونحن في صراع وجود مع حليفتكم إسرائيل نتلمس القلق والانتظار في كل لحظة ، وننشد الراحة والسكينة في كل يوم ، ولكن طائراتكم المقاتلة وصواريخكم الموجهة وقنابلكم زنة 2000 رطل التي تزودون بها دولة الإحتلال تقتل وتدمر كل لحظة صمت ، وتغتال كل حلم ينبت في عقول أطفالنا حتى بات الخراب والدمار صفتان مُتَلَازِمَتَان لسياستكم في بلادنا بحجة حماية أمن إسرائيل وضمان تفوقها ، وما حصل في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن شاهدٌ ودليل .
السيد الرئيس نتفهم أن إسرائيل ربيبتكم وعزيزة عليكم ، ونتفهم أيضاً أن لكم في وجدوها بيننا مآرب أخرى ، ولكن ألا يكفي وجودها بيننا كل هذ الزمن المُرَّ ؟ ألا يكفي كل هذا الخراب والدمار والقلق والتوتر الذي حل بنا بسببها ؟ ألم يأن الأوان بأن تقوم دولتكم بدلاً من ترحيل الفلسطينيين من ديارهم تصحيح مواقفها العنصرية تجاههم وترحيل عِوضاً عنهم اليهود المهاجرين الذين جاؤوا الى فلسطين من كل أصقاع الأرض وإعادتهم إلى بلادهم التي جاؤوا منها ، وإذا كان لليهود الموجودين في فلسطين التاريخية ” عددهم أقل من 8 مليون يهودي ” مكانة خاصة في قلوبكم ومعتقداتكم ، الأولى ترحيلهم إلى دياركم وأسكانهم في مدينة أو مُدن حديثة تنشأ بجانب واشنطن دي سي أو بجانب نيويورك مثلاً ، ولن يتوانى أصدقائك من العرب بالتبرع بنفقات البناء كاملة ، وأن شئت أقم لهم دولة على أراضي بلادكم الشاسعة وأعلن استقلالها لتصبح ” دولة إسرائيل ” مرمى العين وسمفونية العشق خليلة الروح ومهجة الفؤاد في أحضانكم العامرة ، حافظ على أمنها واستقرارها كيفما شئت ، ولتترك الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها منطقتنا وشعوبنا بحالها .
حَمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، و على أرضه ما يستحق الحياة .
أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم
أبو المهند
كاتب أردني
ناشط سياسي و إجتماعي