الجزيرة:
2025-02-02@14:49:22 GMT

تحت الضغط المستمر.. كيف يتحول جسدك إلى ساحة حرب؟

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

ويشير غطاس إلى أن الجهاز العصبي البشري ينقسم إلى نظامين: الأول هو نظام "التأهب" الذي يجعل الإنسان متيقظا وحذرا باستمرار، والآخر هو نظام "الاسترخاء" الذي يسود في لحظات الشعور بالأمان.

وبينما يعد الضغط أمرا طبيعيا ومهما لمواجهة تحديات الحياة فإن استمراره لفترات طويلة يحول الجسم إلى ساحة حرب حقيقية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هكذا تودع القلق.

. اكتشف الجانب الخفي لتأثير الاسترخاءlist 2 of 4أنت مرتاح ولكن ضغط دمك مرتفع.. ما السبب؟list 3 of 4­5 سمات شخصية تحكم حياتك.. ماذا تعرف عنها وكيف تطوّعها لصالحك؟list 4 of 4كل ما تود الأمهات معرفته عن الولادة القيصرية والخرافات المتعلقة بهاend of list

وكما تصرف الدول المنخرطة في حروب طويلة كل مواردها على المجهود الحربي دون الاهتمام بالتنمية والتعليم والصحة يصرف الجسم تحت الضغط المزمن كل طاقته على حالة التأهب، مما يضعف وظائفه الأخرى الحيوية.

ويوضح غطاس أن التأثيرات تطال أنظمة الجسم المختلفة، بدءا من الجهاز الهضمي الذي يتجلى تأثره في جفاف الفم عند التحدث أمام الجمهور، مرورا بجهاز المناعة الذي يستنزف طاقته في حالة اليقظة المستمرة، وصولا إلى الجهاز التناسلي حيث تتأثر القدرة الجنسية لدى الرجال والدورة الشهرية لدى النساء.

والأخطر من ذلك -كما يؤكد غطاس- هو تأثير الضغط على الأجنة في بطون أمهاتهم، فرغم وجود إنزيمات في رحم الأم تكسر هرمون التوتر (الكورتيزون) فإن استمرار الضغط يتجاوز قدرة هذه الإنزيمات، مما يؤثر على نمو الجنين وقدرته المستقبلية على التحكم في مشاعره.

إعلان تجربة إنسانية وخبرة علمية

وشاركت نورهان قنديل المؤثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي تجربتها الشخصية مع الضغط النفسي، إذ فقدت خالها ووالدها في فترة قصيرة، مما جعلها تشعر كأن "الأرض تهتز من تحتها"، وتصف كيف واجهت تحدي الحفاظ على توازنها النفسي فيما كان عليها أن تكون قوية من أجل بناتها الثلاث ووالدتها.

وتروي قنديل كيف وجدت نفسها في موقف بالغ الصعوبة، إذ إنها مع مسؤولياتها الاجتماعية هي محاضرة جامعية عليها الاستمرار في عملها، وقالت "لم أكن أملك رفاهية الانكسار الكامل"، في إشارة إلى التحدي المزدوج في التعامل مع الفقد والحفاظ على التوازن في حياتها المهنية والشخصية.

وتتحدث نورهان عن تحدٍ آخر يواجه المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو الصورة المثالية التي يتوقعها الجمهور، مشيرة إلى أن الإيجابية المفرطة قد تكون فخا يمنع الشخص من العمل على تطوير نفسه.

بدوره، يلفت الدكتور عبد الله حبيب -وهو طبيب نفسي إكلينيكي- إلى أن سرعة الحياة المعاصرة تفوق قدرة الإنسان على التأقلم، مما يحول الضغوط اليومية إلى قلق مزمن، محذرا من خطورة مواقع التواصل الاجتماعي التي تدفع الناس إلى مقارنة أسوأ لحظاتهم بأفضل لحظات الآخرين.

ويضرب حبيب مثالا برجل شرطة كان شغوفا بعمله ودقيقا في أداء مهامه، لكن تحت وطأة الضغوط تحول أداؤه إلى مجرد "إنهاء الواجب" دون الاهتمام بالجودة التي كان يتميز بها سابقا، مؤكدا أن المقارنة الحقيقية ليست بين الشخص وغيره، بل بين أدائه قبل الضغوط وبعدها.

ويختم البرنامج برسالة مهمة مفادها أن الحل لا يكمن في محاولة السيطرة على كل شيء، بل في تقبّل ما لا نستطيع تغييره والتحلي بالشجاعة لتغيير ما نستطيع، والحكمة في التمييز بينهما، وكما يقول غطاس "إدراك العجز عين القوة"، فقبول حدودنا قد يكون أول خطوة نحو استعادة توازننا النفسي والجسدي.

إعلان 31/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

جامعة رسمية.. منارة العلم أم ساحة العبث الإداري؟

#جامعة_رسمية.. #منارة_العلم أم #ساحة_العبث الإداري؟

بقلم: أ.د. #عزام_عنانزة

هل نحن أمام مسلسل هزلي جديد في جامعة رسمية؟ أم أن هذا جزء من خطة ممنهجة لإفراغ المؤسسات من عقولها وإغراقها في مستنقع العشوائية؟ فبعد سنوات من الحديث عن التطوير، والنزاهة، والحوكمة الرشيدة، نفاجأ بقرارات إدارية أشبه بالمسرحيات الهزلية، حيث تم خلال السنوات الثلاث الماضية نقل ثمانية موظفين من الدائرة القانونية إلى مواقع وظيفية لا تمت بأي صلة إلى اختصاصاتهم، رغم أنهم جميعًا يحملون شهادات البكالوريوس في القانون، وبعضهم يحمل درجتي الماجستير والبكالوريوس، بينما يمتلك آخرون رخصة مزاولة المحاماة.

هذا القرار العبثي لا يمكن وصفه إلا بأنه “ضربة معلم” في إهدار الموارد البشرية والمالية. فبدلًا من الاستفادة من هؤلاء القانونيين في قضايا الجامعة المتزايدة أمام المحاكم، يتم إقصاؤهم إلى مواقع لا علاقة لها بالقانون، وكأن المطلوب هو تفريغ الدائرة القانونية من أصحاب الكفاءة، وربما استبدالهم بأشخاص آخرين على المقاس، وفق معايير لا علاقة لها بالمهنية أو المصلحة العامة. والسؤال الذي يطرح نفسه: أين الجهات الرقابية مما يحدث؟ أين هيئة النزاهة ومكافحة الفساد؟ أين ديوان المحاسبة؟ أين مجلس الأمناء؟ أم أن الجميع منشغلون بأمور أخرى أكثر “أهمية”، تاركين الجامعة تتحول إلى نموذج صارخ لسوء الإدارة؟

مقالات ذات صلة تقرير هيئة النزاهة ومكافحة الفساد: توصية مهملة تكشف عمق التجاوزات / وثائق 2025/02/01

الغريب أن هذا العبث الإداري يأتي في وقت تعاني فيه الجامعة من قضايا متراكمة في المحاكم، وديون متزايدة، وأزمات مالية خانقة، فكيف يمكن تفسير قرار يضعف الدائرة القانونية بدلًا من تعزيزها؟ هل المطلوب أن تغرق الجامعة أكثر في المشاكل القضائية، أم أن هناك مصلحة خفية وراء هذا القرار؟ ثم ماذا عن توصيات هيئة النزاهة ومكافحة الفساد التي أوصت بالتعاقد مع محامٍ جديد عبر عطاء معلن وفق أسس واضحة؟ لماذا لم يُؤخذ بهذه التوصيات؟ أم أن إدارة الجامعة قررت أن تنتهج سياسة “أذن من طين وأذن من عجين”؟

ليس هذا فحسب، بل إن هذا القرار الفريد من نوعه يعكس استهتارًا غير مسبوق بمبدأ التخصص والعدالة الوظيفية، حيث يتم التعامل مع الموظفين وكأنهم قطع شطرنج تُحرّك وفق أهواء شخصية أو مصالح خفية. في أي منطق إداري يمكن نقل قانونيين إلى مواقع لا تمت بصلة لمهنتهم، بينما الجامعة بأمسّ الحاجة إليهم في ساحات المحاكم؟ هل أصبح معيار الكفاءة هو الولاء، وليس الاختصاص؟

هذا النوع من القرارات لا يضر فقط بالموظفين المعنيين، بل يعكس حالة من التخبط والفوضى داخل الجامعة، حيث تغيب الشفافية في اتخاذ القرارات، ويُسمح بتمرير إجراءات تضر بالمؤسسة أكثر مما تخدمها. إن الجامعة ليست مزرعة خاصة، بل مؤسسة أكاديمية وطنية، يُفترض أن تُدار وفق مبادئ الحوكمة الرشيدة، لا وفق أهواء شخصية أو مصالح ضيقة.

إذا كان هناك من لا يزال يتساءل عن سبب تفاقم المشاكل المالية والإدارية في الجامعات، فليتأمل هذه القرارات العبثية التي تعكس كيف يتم إهدار الموارد بشكل ممنهج، وكيف يتم استبعاد الكفاءات وتهميشها، وكيف تتحول المؤسسات الأكاديمية إلى ساحات للعبث الإداري.

الآن، دعونا نسأل بصوت عالٍ: هل سيُحاسب من أصدر هذا القرار؟ هل ستتحرك الجهات الرقابية لوضع حد لهذا النوع من التلاعب بمقدرات المؤسسات العامة؟ أم أننا سنكتفي بإطلاق آهات الاستغراب والاستنكار دون أي تحرك حقيقي؟ إن كان هناك من لا يزال يؤمن بسيادة القانون والعدالة، فإن هذه القضية يجب أن تكون اختبارًا حقيقيًا لمصداقية الجهات الرقابية، وإلا فإننا نفتح الباب لمزيد من الفوضى، ومزيد من العبث بمؤسساتنا الوطنية.

إن الجامعة ليست ساحة للتجارب الفاشلة، ولا مختبرًا لقرارات ارتجالية يدفع ثمنها الوطن والطلبة والعاملون فيها. المطلوب الآن ليس الاستنكار فقط، بل محاسبة المسؤولين عن هذه القرارات الكارثية، وإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن تتحول الجامعة إلى نموذج فاضح لسوء الإدارة وانعدام الكفاءة.

مقالات مشابهة

  • شمس الكويتية بوجه منتفخ يثير الذعر: ما الذي حدث؟ (فيديو)
  • 5 أمراض قد تصيبك بسبب الأفكار السلبية.. منها مشاكل القلب والجهاز الهضمي
  • جامعة رسمية.. منارة العلم أم ساحة العبث الإداري؟
  • عراقجي للجزيرة: أي هجوم على إيران سيدخل المنطقة في حرب شاملة
  • طارق الطاهر: معرض القاهرة الدولي للكتاب ساحة ثقافية سياسية اقتصادية
  • طبيب يكشف عن عواقب التعرض المفرط لمصادر التدفئة 
  • مبعوث ترامب: إعادة إعمار غزة قد تستغرق 10 إلى 15 عاما
  • أثر التقييم المستمر.. دراسة تكشف معاناة النساء في صالات الرياضة
  • من هو الأسير المحرر الذي أشعل التواصل الاجتماعي؟.. تعرّف على زكريا الزبيدي
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 47,460 شهيدًا