القطن المستدام يتصدى لتغير المناخ ويغري العالم ببريقه.. وهذه أبرز ايجابياته
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
الذهب الأبيض هكذا تعودنا إطلاق هذا المسمى على القطن المصري الذي سيظل يشكل حكاية طويلة ومتشعبة تتداخل فيها الحضارة والتاريخ والاقتصاد وحتى يومنا هذا، ظل هذا المنتج الزراعي الثمين يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، وعلامة فارقة في تاريخه، ورغم التقلبات التي شهدها القطاع، إلا أن القطن المصري حافظ على مكانته المميزة في الأسواق العالمية، مما يؤكد جودته العالية وقدرته على التكيف مع المتغيرات الزمنية.
ومن أهم المتغيرات التى نشهدها حاليا هو التحول نحو زراعة القطن العضوي المستدام، فقد أدرك العديد من المزارعين والشركات فوائده وتحوّلوا من نهج زراعة القطن التقليدية إلى العضوية، بل والحيوية أيضًا.
ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط، فى تقرير لها اليوم، تعريف القطن المستدام وكيفيه زراعته وعلاقته بالحد من التغيرات المناخية وأيضا علاقته بالموضة بالمستدامة والبراند.
القطن المستدام والبراندأكد خبير القطن في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو، الدكتور حازم فودة، أهمية برنامج قطن أفضل الذي يتم تطبيقه بالتعاون مع اليونيدو وهو برنامج استدامة لايمنع استخدام المبيدات، ولكن يضع شروطا لاستخدامها تتعلق باستخدام المياه والحفاظ على التربة والبيئة والتنوع الحيوي.
وقال فودة: إننا نسعى إلى تحقيق الاستدامة في القطن، بالتعاون مع العديد من الجهات، لافتا إلى أن أكثر من 100 براند عالمي يستخدم القطن المستدام، لأن الاستدامة ليس فقط من أجل النفاد للأسواق إنما هي أسلوب حياة.. وأن الاستدامة بالفعل محققة في القطن، لكنها منفردة وغير موثقة، ونسعى من خلال جمعية قطن مصر لحصول المزارعين على شهادة الاستدامة من أجل ضمان وصول منتجات تلك النوعية من الأقطان للأسواق، وهذا أمر مهم للغاية.
وأوضح الدكتور حازم فودة، أن القطن المستدام هو قطن جرى إنتاجه وفقا لمعايير استدامة، وفق برامج معتمدة دوليا، وأن هناك عدة برامج لاستدامة القطن في العالم.. مشيرا الى أن معايير الاستدامة الخاصة بمبادرةقطن أفضل تشمل الموارد الطبيعية، فضلا عن معايير خاصة بمستوى معيشة المزارع والاهتمام برفع مستوى معيشته فمن ضمن المعايير على سبيل المثال إذا كان هناك حيوانات أو طيور مهددة بالانقراض فيجب الحفاظ عليها، وإذا كانت هناك مناطق متدهورة في الأراضي يجب أن نعمل على رجوعها للإنتاج مرة أخرى.
وتابع فودة: "هناك معايير خاصة بالإدارة الزراعية، إذ يجب التوثيق لجميع مراحل زراعة القطن، فالمزارع يجب أن يوثق توقيت الزراعة وكمية المياه المستخدمة والمبيدات ونوع المبيد والأسمدة وتفاصيل الإنتاج كاملة"، منوها إلى أن الدعم الذي يتم تقديمه للمزارع هو دعم فني لا مادي، يتمثل في الحصول على شهادة الاستدامة وقد بدأنا في محافظتي كفر الشيخ ودمياط، وحاليا توسعنا في المراكز والجمعيات الزراعية بالمحافظتين ونعمل حاليا في البحيرة وبنى سويف والفيوم والشرقية وجار التوسع في محافظات أخرى.
وأوضح فودة، أنه "ضمن شروط مبادرة قطن أفضل أن القائم بعملية رش المبيدات يحافظ على نفسه باستخدام معدات الوقاية الشخصية الأمر الذي يتطلب تغييرا في ثقافته لإقناعه بأهمية ارتداء هذه المعدات".. مشيدا بمؤتمر "الابتكار المستدام في صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافى الانبعاث الصفري"، الذي عقد مؤخرا برئاسة الدكتورة منى فؤاد إبراهيم، وناقش كل محاور صناعة الغزل والنسيج، بإعتبارها هوية مصرية تسعى للاستدامة، و طالب المجتمع العالمي بالحد من انبعاثات الصناعة الشرسة المستهلكة للمياه، إضافة للحلول الخاصة بإعادة التدوير والاستخدام للملابس، بشكل صديق للبيئة يتوافق مع الالتزام البيئي.
القطن الأورجنكوأعلن المهندس خالد شومان، المدير التنفيذي لجمعية قطن مصر، تجربة مصر فى زراعة القطن الأورجنك، قائلا: "أننا بدأنا في زراعة القطن الأورجانك بالتعاون مع ألمانيا، ومبادرات مع دول أخرى كلها تركز علي القطن المصري لزيادة جودته خاصة طويل التيلة وفائق الطول والحفاظ على شعار القطن المصرى وعمل تحكم فى المنظومة لعدم التلاعب بشعار القطن".
وأضاف المهندس خالد شومان، أن القطن المصري هو الأفضل في العالم، مما دفع بعض الشركات لاستغلال اسم القطن المصري، وبالتالي تدخلنا لوقف ذلك وحماية اسم قطن مصر، من خلال تتبع منتجات القطن المصري في كل مراحل الصناعة والتسويق، إننا نشارك في المؤتمرات العالمية في المانيا وفرنسا وامريكا، لحماية اسم القطن المصري، والتسويق والترويج للمنتجات المصنعة من القطن المصري بنسبة 100%، وسعيا لتحقيق استدامة القطن علي مستوي العالم، مع استمرار تواصلنا مع الشركات العالمية للحصول علي علامة القطن المصري.
وعن حلول الحفاظ على القطن المصرى عالميا، أوضح شومان: "ندير شعار القطن المصري والرقابة الصارمة للحفاظ على القطن عالمياً، وحمايته من الخلط والتلوث بجانب مشروعات لتحفيز قاعدة المستوردين والمصنعين، لاستخدام القطن المصري في مصر والعالم، لافتا إلى أنه حاليا يوجد 25 ألف مزارع لديهم شعار الاستدامة للقطن المصري، مما يزيد الطلب عليه، وبالتالي استمرار تنافسيته في العالم".
خطة الدولة لإنتاج أصناف حديثة من القطنووصف المدير التنفيذي لجمعية قطن مصر، خطة الدولة لإنتاج أصناف حديثة، أنها استراتيجية متكاملة نحو التوسع في الأراضي الجديدة والمستصلحة حديثا لإنتاج أصنافا جيدة تغطي تلك المساحات وخاصة الأصناف المقاومة للتغيرات المناخية، بالإضافة لتطوير المحالج والمغازل والمصانع المصرية مع التأكيد علي خلو القطن من المبيدات وترشيد المياه وتقليل الانبعاثات وأصبحت مصر رسميًا دولة ضمن برنامج قطن أفضل في عام 2020 كجزء من الجهود المتجددة التي تبذلها البلاد لزراعة قطن أكثر استدامة وتحسين ظروف مزارعي القطن المصريين.
وقال الدكتور مصطفى عطية عمارة وكيل معهد بحوث القطن للإرشاد والتدريب والمتحدث الإعلامي للمعهد: إن المعهد يحرص دائما على عقد العديد من الدورات التدريبية من أجل الوعى بمفهوم القطن المستدام وتم مؤخرا بالشراكة مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية عقد دورة تدربيبة في مجال "استدامة انتاج القطن تحت ظروف التغيرات المناخية" لصالح 30 مشاركاً من كوادر الباحثين الزراعيين والمهندسين العاملين بالتقاوي والارشاد الزراعي، للتعرف على طرق واساسيات نظم إستدامة إنتاج القطن وعلاقتها بالانتاج الجيد والقيمة المضافة للقطن المصرى، وتعريف الإستدامة وأهدافها وماهى أهميتها للإنتاج الزراعى، و التعرف على استراتيجية المكافحة المتكاملة للآفات فى زراعة الانتاج العضوي للقطن، مع التغذية الجيدة لنبات القطن تحت ظروف الإجهادات البيئية من التغيرات المناخية وأثارها السلبية مع التعرف على كيفية تلافى تأثيراتها الضارة.
بدورها، أكدت الدكتورة عبير عرفة وكيل المعهد لشئون البحوث، أنه يتم تزويد المشاركين بالدورات التدريبية بأحدث التقنيات والمعارف اللازمة لإنتاج قطن عالي الجودة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والتركيز بشكل خاص على مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، مثل ندرة المياه والجفاف، وتطوير حلول مبتكرة لزيادة إنتاجية المحاصيل وتقليل التكاليف وطرق إنتاج قطن عضوي نظيف مستدام مطابق لمعايير الجودة العالمية، والتقليل من المبيدات، والأسمدة، واستخدام المياه، والحفاظ على التربة، والتعرف على مفاهيم وحلول تحقيق الاستدامة.
القطن المستدام و الالتزام البيئيالمهندس أحمد كمال، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة التابع لاتحاد الصناعات المصرية، أكد أن صناعة النسيج تعد واحدة من أكبر الصناعات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي، حيث توظف ملايين الأشخاص حول العالم وتؤثر على العديد من القطاعات الحيوية ولكن مع هذا التأثير الكبير، تأتي مسؤولية ضخمة تجاه البيئة، فقد أصبحت صناعة النسيج واحدة من أكثر الصناعات تلويثًا، تستهلك كميات هائلة من المياه، وتنتج نفايات كيميائية تلوث الموارد الطبيعية، فضلاً عن الانبعاثات الكربونية الهائلة لذلك يجب أن ندرك أن التغيير أصبح ضروريًا أكثر من أي وقت مضى لذلك فاننا بحاجة إلى نهج جديد، نهج يستند إلى الابتكار المستدام، الذي يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا ويضعنا على الطريق نحو مستقبل صفر انبعاثات.
وأضاف كمال، أن الابتكار المستدام ليس مجرد مصطلح، بل هو تطبيق عملي لتقنيات وأساليب جديدة، مثل استخدام المواد القابلة للتحلل، والأصباغ الصديقة للبيئة، وتقنيات التصنيع التي تقلل من استهلاك المياه والمواد الكيميائية هذه التقنيات ليست فقط صديقة للبيئة، بل هي أيضًا تعزز الكفاءة الاقتصادية وتخلق فرصًا جديدة للنمو والتطور ولدينا اليوم أمثلة رائعة لشركات ومشروعات تمكنت من تحويل أفكارها المبتكرة لواقع ملموس، مما حقق فوائد بيئية واقتصادية ملموسة هذه القصص الملهمة تؤكد أن الابتكار المستدام هو المفتاح لبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا لكن لتحقيق النجاح في هذا المسعى ويجب أن نتعاون جميعًا (المصنعين، والمصممين، وصناع السياسات والمستهلكين) وأن نعمل معًا لتطوير وتبني ممارسات مستدامة، وأن ندعم المبادرات التي تعزز الاستدامة في صناعة النسيج.
ونوه مدير مكتب الالتزام البيئى، إلى أن دور المستهلكين لا يقل أهمية، إذ أصبح وعي المستهلكين تجاه الموضة المستدامة في تزايد مستمر، وعلينا أن نحث المستهلكين على اتخاذ قرارات واعية تدعم المنتجات المستدامة، مما يشجع الشركات على تبني ممارسات أكثر صداقة للبيئة ووضع الأطر التنظيمية والحوافز التي تشجع الصناعات على التحول نحو الاستدامة، وتقديم الدعم اللازم للأبحاث والتطوير في هذا المجال.
الموضة المستدامة والأزياء الصديقة للبيئةأكدت الدكتورة منى فؤاد إبراهيم المؤسس والرئيس التنفيذى لمؤتمر "الابتكار المستدام فى صناعة المنسوجات لإنقاذ الكوكب من أجل مستقبل صافى الانبعاث الصفرى"، أن العالم يتجه نحو الاستدامة، وابتكار وسائل لتقليل أكبر قدر من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، ومنها صناعة الملابس الصديقة للبيئة، وهو ما تم تسميته بالموضة المستدامة الخاصة بالطريقة التي تتبعها العلامات التجارية لصنع ملابس صديقة للبيئة، لتقلل من التأثيرات الضارة الواقعة على البيئة في أثناء عملية التصنيع، و في نفس الوقت، مراعاة العاملين على إنتاج الملابس المستدامة.
ويرى ياسر البير أحد مصممى الأزياء، أن الأزياء من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة، لأنه مسؤول عن نسبة عالية جداً من انبعاثات الكربون، ويؤدي بالتالي إلى الاحتباس الحراري. لكن مع الوقت، باتت الشركات الكبيرة والمنظّمات المسؤولة تدرك أهمية هذا الموضوع وضرورة إيجاد حلول لهذه المشكلة من طريق استخدام مواد صديقة للبيئة والتقليل من استهلاك الملابس عبر الاستدامة باستعمال مواد قابلة للتحلّل، مثل القطن واللينين، من دون إلحاق الضرر بالبيئة والتسبّب بتلوثها، لأن الأقمشة الاصطناعية مثل النايلون والبوليستر غير قابلة للتحلّل حتى بعد 400 عام.
وأشار البير، إلى أنه لتحسين الاستدامة، يتم تصنيع أقشمة طبيعية ذات تأثير أخفّ على البيئة وأقل ضرراً، يتم مثلاً اختيار القطن الطبيعي الذي لم يرش بالمبيدات الحشرية أو المصبوغ بالألوان مع اختيار أقمشة لا تحتاج الى الكثير من الماء، لأن تصنيع القماش يستهلك الكثير من الماء عادة ويتوجب على البراندات أن تحدّد مسارها منذ البداية إذا كانت مستدامة أو لا، لأن من غير المعقول أن تغيّر إنتاجها لاحقاً وهذا ما يجب أن ينتبه إليه مصمّمو الأزياء في حال كانت العلامة التجارية مستدامة، بحيث يجب أن تكون كل العمليات مرتبطة بالاستدامة، سواء عبر مخاطبة الجمهور والعملاء، أو من خلال المجموعات التي يتم إنتاجها باستخدام مواد صديقة للبيئة وتصاميم لا تنتهي موضتها.
تغيير طريقة التفكيرأكد عطية محمد صبحي، الأمين العام للجمعية المصرية للزراعة الحيوية: "هدفنا الرئيسي هو رفع مستوى الوعي تجاه القيم المضافة للزراعة المستدامة وكذلك لتعزيز النتائج الإيجابية بين صفوف المزارعين ولتغيير الوضع الحالي، على المستهلكين أن يطوّروا من وعيهم نحو المشكلات الناتجة عن الزراعة التقليدية للقطن فطالما استمروا في شراء المنتجات الأرخص من المنسوجات المُنتَجة تقليديًا، ستظل المنتجات العضوية على الأرفف، فيجب أن يكونوا أكثر وعيًا حول كيفية إنتاج القطن المصنوعة منه ملابسهم، وكيف تتم زراعته، لأن خلاف ذلك، سيتحتم على المزيد من الأجيال دفع الثمن للأضرار الناتجة عن الزراعة التقليدية".
اقرأ أيضاًوزارتا الصناعة والزراعة ومنظمة اليونيدو يوقعون وثيقة مشروع القطن المصري «المرحلة الثانية»
«الزراعة» ومنظمة العمل الدولية تكافحان عمل الأطفال في سلسلة توريد القطن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القطن منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية يونيدو الابتکار المستدام القطن المصری صدیقة للبیئة زراعة القطن العدید من قطن مصر من أجل یجب أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها الاحتلال في غزة
الثورة / وكالات
على مدى العصور الماضية، كان قطاع غزة بوابة آسيا ومدخل إفريقيا، ومركزا مهما للعالم ونقطة التقاء للعديد من الحضارات المختلفة ومهدا للديانات والتعايش، من معابد وكنائس ومساجد تاريخية تعكس غنى وعمق الهوية الفلسطينية، كان القطاع مركزا للحياة الدينية والثقافية وقبلة للسلام، قبل أن تحوله إسرائيل إلى مسرح للإبادة الجماعية ارتكبتها طوال أكثر من 15 شهراً.
ارتكب جيش الاحتلال أبشع أنواع القصف والتدمير في غزة، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية، بما في ذلك المساجد والكنائس العريقة التي كانت ولا تزال تحمل في طياتها جزءاً من ذاكرة وتاريخ الشعب الفلسطيني.
خلال فترة الإبادة التي اقترفتها تل أبيب بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023م حتى 19 يناير 2025م، لم ينجُ مكان للعبادة سواء للمسلمين أو المسيحيين من هجمات جيش الاحتلال.
وكانت هذه الأماكن المقدسة هدفا مباشرا للضربات الجوية والمدفعية، ما أسفر عن دمار مروع وخسائر بشرية فادحة.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاعتداء على المباني الدينية، بل تجاوزت ذلك إلى ارتكاب جرائم قتل بحق علماء الدين وأئمة المساجد.
738 مسجدا سُويت بالأرض
متحدث وزارة الأوقاف بقطاع غزة إكرامي المدلل، قال للأناضول إن صواريخ وقنابل الاحتلال سوّت 738 مسجداً بالأرض ودمرتها تدميراً كاملاً من أصل نحو 1244 مسجدًا في قطاع غزة، بما نسبته 79%.
وأضاف: «تضرر 189 مسجدا بأضرارٍ جزئية، ووصل إجرامُ الاحتلال إلى قصف عدد من المساجد والمصليات على رؤوس المصلينَ الآمنين».
وتابع: «كما دمرت آلة العدوان الإسرائيلية 3 كنائسَ تدميرا كليا جميعُها موجودة في مدينة غزة».
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف أيضاً 32 مقبرة منتشرة بقطاع غزة، من إجمالي عدد المقابر البالغة 60، حيث دمر 14 تدميراً كلياً و18 جزئياً.
وأوضح أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي في سياق استهداف الرسالة الدينية، فالاحتلال يُدرك أهمية المساجد ومكانتها في حياة الفلسطينيين، وهي جزء لا يتجزأ من هوية الشعب».
كما أكد المدلل أن «استهداف الاحتلال للمساجد ودور العبادة يأتي ضمن حرب الاحتلال الدينية، وهو انتهاك صارخ وصريح لجميع المحرمات الدينية والقوانين الدولية والإنسانية».
وأضاف: «يسعى الاحتلال لمحاربة ظواهر التدين في قطاع غزة ضمن حربه الدينية الرامية لهدم المساجد والكنائس والمقابر».
ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بتدمير المساجد، بل قتل 255 من العلماء والأئمة والموظفين التابعين لوزارة الأوقاف، واعتقل 26 آخرين، وفق المتحدث.
أبرز المساجد والكنائس التي طالها التدمير
المسجد العمري الكبير بمدينة غزة
يُعد من أقدم وأعرق مساجد مدينة غزة، ويقع في قلب المدينة القديمة بالقرب من السوق القديم، تبلغ مساحته 4100 متر مربع، مع فناء بمساحة 1190 مترا مربعا.
يضم 38 عمودا من الرخام الجميل والمتين، مما يضيف لجمال المسجد وتاريخه العريق، يعتبر الأكبر في قطاع غزة، وقد سُمي تكريماً للخليفة عمر بن الخطاب.
وفي تاريخه الطويل، تحول الموقع من معبد فلسطيني قديم إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي.
وتعرض المسجد لتدمير عدة مرات عبر التاريخ نتيجة الزلازل والهجمات الصليبية، وأعيد بناؤه في العصور المختلفة، من العهد المملوكي إلى العثماني، كما تعرض لدمار مجددا في الحرب العالمية الأولى، ورُمم لاحقًا في العام 1925م.
وقال أحد رواد المسجد العمري للأناضول: «المسجد تعرض لأشرس هجمة بشرية»، وأضاف: «تدميره فاجعة لنا، هو جزء من غزة وفلسطين».
مسجد السيد هاشم
يقع في حي الدرج شرق مدينة غزة، ويُعتقد باحتضانه قبر جد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هاشم بن عبد مناف، والذي ارتبط اسمه بالمدينة «غزة هاشم».
تعرض المسجد لأضرار كبيرة جراء قصف شنته الطائرات الحربية الإسرائيلية في 7 ديسمبر 2023م.
مسجد كاتب ولاية
يشترك بجدار واحد مع كنيسة برفيريوس، ويعد من المساجد الأثرية المهمة بغزة، وتٌقدر مساحته بنحو 377 مترا مربعا.
ويرجع تاريخ بناء المسجد إلى حكم الناصر محمد بن قلاوون أحد سلاطين الدولة المملوكية في ولايته الثالثة بين عامي1341 و1309 ميلادية.
وتعرض المسجد لقصف مدفعي إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م؛ ما أسفر عن تعرضه لأضرار جسيمة.
المسجد العمري (جباليا)
يعد مسجد جباليا أحد أقدم المعالم التاريخية في البلدة يُطلق عليه سكان المنطقة «الجامع الكبير» ويتميز بطرازه المعماري المملوكي.
تعرض المسجد للتدمير عدة مرات، آخرها في حربَي 2008 و2014م، ورغم ذلك بقي رمزا مهما للمنطقة.
الكنائس المدمرة:
كنيسة القديس برفيريوس
أقدم كنيسة في غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها للقرن الخامس الميلادي، وهي تقع في حي الزيتون، وسميت نسبة إلى القديس برفيريوس حيث تحتضن قبره.
تعرضت للاستهداف المباشر لأكثر من مرة؛ الأول كان في 10 أكتوبر 2023م ما تسبب بدمار كبير، والثاني في 19 من ذات الشهر ما تسبب بانهيار مبنى وكلاء الكنيسة بالكامل، وأدى لوقوع عدد من القتلى والجرحى من النازحين الذين تواجدوا بداخلها.
كنيسة العائلة المقدسة
تعد كنيسة العائلة المقدسة الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة، وكانت مأوى للمسيحيين والمسلمين خلال فترة الإبادة، وتعرضت للقصف الإسرائيلي مما أسفر عن أضرار جسيمة.
كنيسة المعمداني
تتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، حيث تم تأسيسها عام 1882م ميلادية على يد البعثة التبشيرية التي كانت تابعة لإنجلترا.
ارتبط اسمها خلال الحرب بمجزرة مروعة، حيث تعرضت ساحة المستشفى المعمداني، وهي جزء من مباني الكنيسة، لقصف إسرائيلي في 17 أكتوبر 2023م أسفر عن مقتل نحو 500 فلسطيني من المرضى والنازحين الذين كانوا متواجدين في المستشفى.