وزير الثقافة للصحفيين: أنت شريك أساسي لأي نجاح في العمل الثقافي ويقع على عاتقكم المسئولية الأكبر
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
خلال فعاليات المؤتمر الصحفي ليوم الثقافة المصرية
قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة للصحفيين خلال فعاليات المؤتمر الصحفي ليوم الثقافة المصرية، حضراتكم شريك أساسي لأي نجاح في العمل الثقافي ويقع على عاتقكم المسئولية الأكبر في إيصال الرسالة الثقافية.
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الصحفي ليوم الثقافة المصرية، الذى أقامته وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، للإعلان عن فعاليات "يوم تكريم مبدعي مصر" والذى اقيم بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا بالقاهرة.
جاء ذلك فى حضور الدكتور أشرف العزيزي رئيس المجلس الأعلى للثقافة ووائل حسين ولفيف من الصحفيين والإعلاميين وقيادات من قطاعات وزارة الثقافة.
كلمة وزير الثقافةوقال وزير الثقافة: أرحب بكم جميعًا في هذا المؤتمر الصحفي المهم الذي تنظمه وزارة الثقافة للإعلان عن إطلاق احتفالية سنوية جديدة تحت اسم "يوم الثقافة". وستقام هذه الاحتفالية بإذن الله سنويًا في شهر يناير، وستكون مناسبة للاحتفاء بثقافتنا المصرية بكل فروعها، وتكريم المبدعين والرموز الفكرية الذين أثروا الحياة الثقافية على مدار العام.
واضاف: لقد حرصنا في وزارة الثقافة على أن تكون الترشيحات للمكرمين في الدورة الأولى ليوم الثقافة منطلقة من المثقفين أنفسهم. لذا، طلبنا من لجان المجلس الأعلى للثقافة، التي تغطي كافة فروع الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، أن تقوم بترشيح الأسماء المكرمة. تضم هذه اللجان في عضويتها ممثلين لكل تخصص، وقد قامت كل لجنة بترشيح اسم في مجال تخصصها من الباحثين والمبدعين والنقاد والفنانين الذين أثروا الحياة الثقافية خلال عام 2024 ؛ في المجالات المتعددة التي تمثلها اللجان وهي الفنون التشكيلية والعمارة والموسيقى والمسرح والسينما الشعر والرواية والدراسات الأدبية والترجمة وثقافة الطفل وكذلك في مجالات التاريخ والجغرافيا الآثار وعلم النفس والتربية وعلم الاجتماع والفلسفة والقانون والملكية الفكرية والكتاب والنشر والإعلام والثقافة الرقمية وثقافة الشباب ... ) ؛ كما قمنا بتوجيه الدعوة لعدد من النقابات لترشيح أسماء من بين المثقفين من أعضاء نقاباتهم، ومن بين هذه النقابات نقابة المهن التمثيلية، نقابة الموسيقيين نقابة الفنانين التشكيليين، النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، ونقابة المنشدين.
تابع: وحرصنا من البداية على مشاركة مثقفو مصر ومفكريها في ترشيح من سيتم تكريمهم والاحتفاء بهم من أقرانهم كل في مجال تخصصه؛ ليكون يوم الثقافة بمثابة يوما يحتفي خلاله الوسط الثقافي كله بأبنائه؛ فأنا ابن هذا الوسط الثقافي وأعلم تماما أهمية أن يحصل المبدع أو الباحث على ما يستحقه من تكريم ودور ذلك في الدفع على مواصلة الإبداع؛ وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية بدلا من الاستسلام لمن يصر على التركيز
على بعض العناصر السلبية في المجتمع والموجودة بالمناسبة في أي مجتمع في العالم)
نعتبر هذه السنة نقطة البداية، ونتطلع إلى تكرار هذه الاحتفالية كل عام لتقديم الشكر والتقدير لكل من يساهم في الحفاظ على القيمة الثقافية لوطننا الحبيب؛ وسنضيف كل عام ما نتلقاه ويكون مناسبًا من المقترحات التي من شأنها تطوير الفكرة والحفاظ على استمراريتها
وبالطبع، الأسماء التي سيتم تكريمها ليست كل الأسماء التي تستحق التكريم، فمصر غنية جدًا بأبنائها من المثقفين في كافة المناحي ففي كل مجال سنجد المئات والآلاف ممن يستحقون التكريم بجدارة. ولكننا نعتبر الأسماء التي سيتم تكريمها الأسبوع القادم بمثابة ممثلين لكل المتميزين في مجال عملهم. وستكون هذه الاحتفالية فرصة لتسليط الضوء على إسهاماتهم القيمة، والتشجيع على المزيد من الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية.
واسمحوا لي حضراتكم أن أوجه الدعوة لكل مثقفي مصر لحضور حفل التكريم الذي سيقام يوم الأربعاء 8 يناير 2025 بالمسرح الكبير بدار الأوبرا ؛ وأود أن أعبر عن شكري وامتناني لكل من شارك في ترشيح الأسماء المكرمة سواء السادة رؤساء وأعضاء لجان المجلس أو السادة أعضاء مجالس النقابات الفنية؛ فإن تعاونكم ودعمكم هو ما يجعل هذه المبادرة ممكنة؛ نتطلع إلى رؤيتكم جميعًا في الاحتفالية لتحتفوا بمرشحيكم ولتشاركوا في تكريمهم، ونتمنى أن تكون هذه المناسبة بداية لتقليد سنوي يحتفي بالثقافة المصرية ويعزز من مكانتها على الساحة الدولية.
في النهاية كل الشكر والتقدير للسادة الإعلاميين الذين لبوا دعوة اليوم فحضراتكم شريك أساسي لأي نجاح في العمل الثقافي ويقع على عاتقكم المسئولية الأكبر في إيصال الرسالة الثقافية والمشاركة في صياغتها،
شكرا لحضراتكم وكل عام وحضراتكم بألف خير؛ وعاشت مصر حرة قوية بجهود أبنائها المخلصين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وسيكون الاحتفال الرسمي بيوم الثقافة المصرية يوم الأربعاء الموافق 8 يناير 2025، بدار الأوبرا حيث سيتم تكريم عدد من المبدعين الذين ساهموا في إثراء المشهد الثقافي والفني في مصر.
يوم الثقافة المصرية
يوم الثقافة المصرية هو مناسبة سنوية تحتفل بها وزارة الثقافة لإبراز التراث الثقافي والحضاري للبلاد، وتسليط الضوء على الإبداع والفنون بجميع أشكالها.
يهدف هذا اليوم إلى تعزيز الهوية الثقافية المصرية، والحفاظ على التراث الوطني، وتشجيع الإبداع في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
وتأتي أهمية يوم الثقافة المصرية لأنه يعزز الهوية الوطنية، إذ يساهم في تعريف الأجيال الجديدة بتراثهم الثقافي العريق، ما يساعد على بناء شعور بالفخر والانتماء للوطن.
كما يحافظ على التراث، اذ يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث المادي وغير المادي، مثل الفنون التقليدية، الموسيقى، والآداب، فضلاً عن دعم الإبداع، فهو فرصة لدعم المبدعين في مجالات الأدب، الفن التشكيلي، المسرح، السينما، والموسيقى، من خلال تنظيم فعاليات ومعارض تشجع على تبادل الأفكار والابتكار.
وتقام فى هذا اليوم العديد من الفعاليات والأنشطة منهامعارض فنون تشكيلية، وعروض مسرحية وموسيقية، وندوات ثقافية وأدبية بمشاركة أدباء ومفكرين بارزين، وورش عمل للأطفال والشباب.
يدعو يوم الثقافة المصرية الجميع إلى التفاعل مع الثقافة والفنون باعتبارها جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان والمجتمع. كما يركز على دور الثقافة في بناء المستقبل وتعزيز قيم التسامح، السلام، والتنوع.
يوم الثقافة المصرية يؤكد أهمية الثقافة ودورها في حياة الشعب، وفي الحفاظ على مكانة مصر الثقافية على الصعيدين العربي والعالمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يوم الثقافة الرسالة الثقافية الثقافة المجلس الأعلى للثقافة یوم الثقافة المصریة المؤتمر الصحفی وزارة الثقافة وزیر الثقافة الضوء على فی مجال
إقرأ أيضاً:
على هامش صلة الشباب بالمشهد الثقافي الخليجي
حظيت خلال الأسبوع المنقضي بفرصة المشاركة في مؤتمر الثقافة والفن والأدب بدولة الكويت، والذي استضافته الهيئة العامة للشباب بالكويت، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. المؤتمر ضمن نخبًا إبداعية شبابية من دول المجلس، بالإضافة إلى مشاركة من الأردن والمغرب، ومثلت سلطنة عُمان فيه نماذج من المبدعين في حقول الثقافة والفن والأدب، حيث تناول في جلساته هواجس المشهد الثقافي الخليجي وعلاقة الشباب به، بالإضافة إلى القضايا الناشئة إزاء فعل الأدب والفن والثقافة عمومًا، واستضاف في حواراته جملة من الناشطين الثقافيين، والأكاديميين والمتخصصين، ورواد الحركة الأدبية في الكويت. تشكل مثل هذه الملتقيات فرصة مهمة للوقوف على أربعة مشاهد رئيسية: أولها التعرّف على نماذج متجددة وصاعدة من الناشطين الثقافيين عبر الأقطار الخليجية وما حولها، وثانيها معرفة الأنماط الناشئة للفعل الثقافي الخليجي وتحديدًا لدى فئة الشباب وعلاقتها بالأطر الثقافية والمدارس القائمة والمؤسسات الثقافية، أما ثالثها؛ فيتجسد في معرفة الطريقة التي يتحرك فيها فعل الإبداع الثقافي الخليجي ضمن إطار المتغير العالمي ومدخلاته؛ من أدوات وتقانات وتغير في الاتجاهات وصعود لبعض الصناعات الثقافية والإبداعية، أما المشهد الأخير فيتمثل في فهم دور (النظام الكلي) المؤثر على حركة الثقافة والإبداع من أدوار للمؤسسات، ودعم للمبدعين، وتبنّي للفعل الثقافة، وهواجس السلطات بأشكالها المختلفة، وطرائق تلقي فعل الإبداع والثقافة ضمن السياق الاجتماعي العام.
جسدت النقاشات في عمومها تماثلًا على مستوى الرؤى الكلية للواقع الإبداعي والثقافي، ووجهات نظر متباينة على مستوى الفعل ذاته ومؤثراته وتلقيه، وهو ما يشدد على ضرورة استدامة مثل هذه الملتقيات التي ترفد في تقديرنا صنّاع القرار الثقافي برؤية واضحة ومتجددة حول متطلبات السياسات الثقافية والإبداعية، وضرورات تجديدها وتهيئتها للتوافق مع واقع عنوانه الأصيل (الإبداع الإنساني في مواجهة المتغيرات)، متغيرات على مستوى الآلة، وصراع السوق، وأنماط التلقي المتحولة، ومتغيرات تقدير الفعل الإبداعي والثقافي في ذاته. يمكنني على هامش المؤتمر تسجيل استخلاصات مهمة والتعقيب عليها، وهي تشكل مدارات الحديث والنقاش الرئيسية في مختلف الجلسات والورش:
1- في حدود علاقة الإبداع الإنساني بذكاء الآلة: تشكل تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتجددة اليوم سؤالًا محوريًّا: أين تنتهي حدود ذكاء الآلة في مقابل الإبداع الإنساني؟ وما هو الخط الفاصل بينهما؟ وفي زعمي فإنه كلما حاولنا ابتكار حد فاصل أو تصوره فإن ثمة معطى جديدا في ذكاء الآلة يتطور ليعيد تفكيرنا في الطرح والمقاربة. أصبح فعل الذكاء الاصطناعي اليوم مشتبكًا مع الفن وفعل الثقافة المتنوع ومع الإنتاج الأدبي. في عام 2023 أنتج العالم أكثر من 15 مليار صورة بواسطة تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، أي بمعدل 34 مليون صورة جديدة يوميًّا. وهذا الفعل أصبح متصلًا بالسوق والمنافسة؛ فلوحة Edmond de Belamy الشهيرة المنتَجة بالذكاء الاصطناعي بيعت في مزاد بنحو 432.500 دولار. وتشير تقديرات artsmart.ai إلى أن الفن المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي سيمثل نحو 5% من إجمالي سوق الفن المعاصر بحلول نهاية العالم الحالي.
2- الاقتصاد الإبداعي والصناعات الثقافية: حظي هذا الموضوع خلال الأعوام القليلة الماضية بنقاشات واسعة في دول الخليج العربية، واستدركت بعض الدول هذا القطاع ضمن خططها واستراتيجياتها الوطنية، ولعل المملكة العربية السعودية أصبحت اليوم من رواد الدول في تهيئة نظم كلية تسمح للاقتصاد الإبداعي والصناعات المرتبطة به بالازدهار والنمو. على مستوى الخليج ككل أعتقد أننا أمام إشكالين أساسيين: الأول أن هناك فعل اقتصاد إبداعي ولكن التصنيفات التجارية والاقتصادية لم تكيف نفسها للتواكب مع تصنيف هذا المعطى وحصره، وبالتالي لاحقًا إمكانية تشجيعه ببرامج وسياسات اقتصادية وثقافية ودعمه، الإشكال الآخر: هو أن بعض الدول لم تحدد بعض ميزتها التنافسية في سعة الاقتصاد الإبداعي، فما زالت هناك مناقشات للدخول في مجال صناعات الأفلام والسينما على سبيل المثال، ورغم الإمكانات المتوفرة لهذه الدول لكنه يبقى حقلًا تنافسيًّا عالميًّا دقيقًا ومعقدًا، في المقابل يمكن التفكير في مزايا تنافسية أخرى، مثل المزارات التاريخية، الفنون الشعبية، بعض الصناعات الحرفية.. ولكل دولة ما تمتاز به إن أجادت تشخيصه وبناء نظام متكامل لتسويقه وتحويله لصناعة متكاملة عابرة للأقطار. إيطاليا على سبيل المثال أصبحت منذ الحرب العالمية الثانية دولة رائدة في صناعة أساسية وهي صناعة الجلديات، واستطاعت عبر العقود الماضية تصدير علامات تجارية فاخرة من خلال هذه الصناعة، وكونت (اقتصادًا) و(إرثًا) عالميًّا نتيجة التركيز عليها، فحسب بيانات statista من المتوقع أن تكون عائدات قطاع «السلع الجلدية الفاخرة» في سوق السلع الفاخرة في إيطاليا في عام 2029 نحو 1.81 مليار دولار أمريكي. في بعض الأحيان قد يكون التركيز على صناعات بعينها ليس فقط ذا جدوى تنافسية، وإنما في الآن ذاته وسيلة ناجعة لتسويق الهويات الوطنية.
3- في مسألة تعبير الفعل الإبداعي والثقافي عن الثقافة الاجتماعية: يحتاج المبدع والمثقف الخليجي اليوم إلى خلق معادلة جديدة -سبق إليها بعض مبدعي ومثقفي المنطقة- وهو كيفية التعبير عن هواجس الثقافة المحلية ولكن بلغة عالمية، نحن بحاجة إلى الانكفاء في الموضوع، وليس في المعالجة، ولدينا نماذج رائدة لذلك في سلطنة عُمان على سبيل المثال ممن كتبوا الرواية تعبيرا عن الهواجس اليومية للثقافة المعاشة، والواقع الاجتماعي ذي الخصوصية العُمانية، ولكنها بلغة عالمية، يستطيع أن يلمسها ويستشعرها القاطن في أي قطر في العالم، والذي لا يكون بالضرورة مشتبكًا مع الثقافة ذاتها بقدر اشتباكه مع الهاجس الإنساني. في تقديري هذه المعادلة يجب أن تقود اليوم فعل الإبداع والثقافة الخليجي ليؤدي وظيفته في التأثير والوصول والمنافسة. وهي معادلة يجب أن تنتقل في تقديرنا إلى الأجيال الخليجية الشابة والناشئة، وهي لا تتأتى في الآن ذاته إلا من خلال الانغماس والمطالعة الموسعة والاحتكاك وتوسيع دائرة الفهم والتلقي، وهذا هو رهان المثقف الخليجي الشاب والناشئ.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان