ماذا قدم رونالدو مع النصر بعد مرور عامين على انضمامه للفريق؟
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مرّ عامان على إبرام نادي النصر السعودي لأكبر صفقة على مر تاريخه، عندما نجح في ضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى صفوفه.
في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2022، ظفر فريق "العالمي" بخدمات البالغ من العمر 39 عاماً بعقدٍ يمتد لعامين ونصف، عقب مغادرته لأسوار مانشستر يونايتد الإنجليزي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الدوري السعودي كريستيانو رونالدو نادي النصر السعودي
إقرأ أيضاً:
أوراق مبعثرة بين عامين
(1)
عام مضى، وانقضى، ذهب إلى غير رجعة، أصبح 2024م كغيره جزءًا من الماضي، ولم يبق منه سوى مشاهد تحفر فـي الذاكرة، وتعبث بمساحات من الأدمغة، كان عامًا على الفلسطينيين والعرب مليئًا بالألم، والحزن، والبكاء، كان قاسيًا، ومرًا، وعبثيًا، أُريقت فـيه الكثير من الدماء، وأُزهقت فـيه الآف الأرواح، وتقلبت فـيه أحوال وأحوال، وعاث فـيه المجرمون فسادًا فـي الأرض، وسوّيت مبانٍ، وبيوت بالتراب، واستمرت آلة الخراب الإسرائيلية فـي سخريتها من العالم، أحرقت حتى المستشفـيات، والمخيمات والمجتمع الدولي يتفرج، ومات الأطفال فـي غزة بالبرد، وانتشرت الأمراض، وأكل الناس ما لا يؤكل، وشربوا ماء المجاري، والعالم يشاهد حرب إبادة مكتملة الأركان، ومجازر يندى لها جبين الإنسانية الميت، وجرائم حرب واضحة المعالم، وسط صمت دوليّ مريب.. فأي عام مضى؟ وأي عام ننتظر؟
(2)
عام مضى، ونحن نشاهد عالمًا يتغير، وشعوبًا تموت جوعًا، وزيادة غير مسبوقة فـي أعداد اللاجئين الفارين من جحيم الطغاة، أناس يفرون بأرواحهم، يحملون معهم ما يستطيعون، ويتركون خلفهم منازلهم، وذكرياتهم، ويتيهون فـي الأرض باحثين عن الأمن، والسلام، بينما تطاردهم فرق الموت التي ترفع شعار «الوطن»، وتفتش عنهم حتى فـي المخيمات، لكي تبيدهم، وتقتل أبناء جلدتهم، وكل ذنبهم أنهم من طائفة أخرى، أو إثنية مختلفة، أو دين، أو مذهب مغاير، مع أنهم عاشوا على نفس التراب، وتنفسوا نفس الهواء، وبنوا أوطانهم بكل إخلاص، ولكن النفس البشرية المجرمة تأبى إلا أن تطاردهم، وتطردهم، وتقتلهم حتى لا يبقى من «الأعداء فـي الوطن» أحدا، ثم يرمي كل فريق متحارب التهمة على الفريق الآخر، دون أن يتحرك ضمير، أو يرف لهم جفن..فأي عام مضى؟ وأي عام ننتظر؟
(3)
عام مضى، والعمر يمضي، نهرول خلفه، ونبحث عن ذواتنا فـي رحلة لا نهائية، نعبث بالأرقام، والتواريخ، ونكتب ما يروق لنا، ونسرد حكايات سمعناها ذات ليل، نقرأ فـي كتب الماضي، وقصص الأجداد، وفتوحات الخالدين، ويأخذنا الحماس إلى آخر حواف العالم، ونعود محملين بالخيبات، ندور فـي فلك الأيام، ونكرر نفس التجارب التي عشناها، ولكن بصور مختلفة، نسلم أرواحنا دون اكتراث للأحلام، ونبقى عالقين فـي سرداب طويل من الألم، والأماني، والخيال، نحاول أن نسترد ما فات من أعمارنا، ونفك شيفرة الأيام التي عشناها، ونرى أنفسنا فـي آخر الطريق، فننظر خلفنا فإذا الذي فات لا يعود، وننظر أمامنا فإذا الذي ننتظره لا ينتظر..فأي عام مضى»..وأي عام ننتظر؟.
(4)
عام جديد، وأرواحنا ما تزال عالقة فـي ذكريات الأمس، نعيد مشاهدها، ونكرر مقاطعها، ونرتب أشياءنا، وأحلامنا من جديد، نحدّث أنفسنا: «سننجز الكثير من العمل، سنحصد الكثير من النجاحات، سنغير صورة العالم»، فإذا صحونا من أحلامنا وجدنا أن ما خططا لإنجازه ما هو إلا خيال يسافر بنا من أرض الواقع إلى أرض لم نطأها بعد، فنعيد المحاولة من البداية، ونسعى بكل عناد، متمسكين بمجداف الأمل، والعزيمة، نهرول فـي عالم من المجهول، لكي نصل إلى العالم الذي نحلم به، والذي لم يخطر على بالنا، ولم نخطط له، فأجمل الأشياء هي تلك التي تأتي بعفوية دون ترتيب، فتعيد تنظيم الكون من حولنا، حينها فقط ستدرك أن كل ما خططنا لأجله ما هو إلا قدر ينتظرنا فـي آخر الطريق لا يمكننا الفرار منه.. فأي عام مضى؟.. وأي عام ننتظر؟.
(5)
عام جديد، نسأل الله فـيه أن يعم الخير هذا الوطن الغالي، وأن يعم السلام أرض فلسطين، والعالم، وأن نرى ما حلمنا به ذات خيال، حقيقة نعيشها، ونفرح بها ذات واقع، لذلك تستحق الأعوام الانتظار، لعل فـيها ما لا نتوقعه من أخبار.