"نفط الكويت".. تاريخ من الإنجازات في خدمة الكويت
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
بمناسبة مرور 90 عاما على تأسيس شركة نفط الكويت، ولأن هذه الشركة الرائدة نذرت كل جهودها وإمكاناتها وسخرت كل كفاءاتها وطاقاتها من أجل خدمة دولة الكويت الحبيبة وتعزيز رفاهية أبناء مجتمعها، فنحن هنا نسرد قصة العقود التسعة التي مرت، وعن المستقبل كما نراه من منظور التنمية والتطوير والتقدم.
ففي إطار عملنا المتواصل لتقديم كافة أشكال الدعم للدولة في مختلف قطاعاتها، كان عهدنا هو الوقوف الدائم إلى جانب مسيرة النمو التي يقودها أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
هذا العهد لم يغب لحظة عن بالنا، بل تركزت كافة جهود أبناء الشركة على الالتزام به، فتحققت الإنجازات وتوالت النجاحات، وسجلت شركتنا تاريخا مجيدا وعطاءات متوالية لوطننا العزيز سنستعرض أبرزها في هذه المقالة، لا سيما ما قدمته الشركة في أصعب المراحل وأكثرها تحديا.
البداية والخطوات الأولى
بدايتنا كانت عام 1934، وتحديدا بتاريخ 23 ديسمبر، وذلك عندما تم منح شركة نفط الكويت المحدودة امتياز التنقيب عن النفط في الكويت، وهي شركة أسستها كل من شركة النفط الانجليزية الإيرانية المعروفة حاليا باسم "بريتيش بتروليوم" أو BP، وشركة "غالف" للزيت الأميركية المعروفة حاليا باسم "شيفرون".
ولأن الكويتيين معروفون بالتصميم الراسخ على الإنجاز، فإن أبناء الشركة لم يستغرقوا وقتا طويلا قبل أن يبدأوا العمل الفعلي، حيث قامت الشركة بعد عام فقط من تأسيسها بحفر أول بئر استكشافية، وكان ذلك في منطقة "بحره".
بعد ذلك، وتحديدا عام 1938، تم اكتشاف النفط في حقل برقان الكبير، الذي لا يزال يعتبر حتى يومنا هذا ثاني أكبر حقل نفطي في العالم، تلاه في السنوات الأربع التالية حتى عام 1942، حفر 8 آبار إضافية في الحقل نفسه.
التصدير.. إنجاز أول
وكأن التوقف القسري نتيجة الحرب العالمية الثانية شكل استراحة محارب، حيث كثف أبناء الشركة جهودهم بعد ذلك ليحققوا أول إنجاز ضخم في تاريخ الشركة والكويت على حد سواء، إذ أنه في 30 يوليو من عام 1946، قامت الشركة بتصدير أول شحنة من النفط الخام الكويتي، وذلك عندما أدار أمير البلاد الراحل الشيخ أحمد الجابر الصباح العجلة الفضية، ليتم بعدها تحميل النفط على متن الناقلة البريطانية "بريتيش فوسيلير"، من خلال تمديد أول خطوط في البحر لتحميل النفط على الناقلات.
وقد دخل ذلك اليوم في تاريخ البلاد، حيث إن تصدير النفط الكويتي لم يكن مجرد عملية نفطية بحتة، بل يمكن القول إنه يوم بداية نهضة وتقدم الكويت، إذ أن عائدات تصدير النفط هي التي أدخلت الكويت فعليا ضمن نادي الدول النفطية، وبالتالي هي التي دعمت كافة خطوات التنمية والتطوير والحداثة.
كويتية 100 بالمئة
شهدت فترة منتصف سبعينيات القرن الماضي تحولا جذريا في تاريخ وحاضر ومستقبل الشركة على السواء، حيث إنه وفي عام 1974، تم منح نسبة 60 بالمئة من عمليات شركة نفط الكويت لدولة الكويت، وذلك بموجب اتفاقية المشاركة التي وقعها مجلس الأمة الكويتي، في حين قسمت النسبة الباقية، أي 40 بالمئة، مناصفة بين شركة البترول البريطانية وشركة الخليج.
لكن وبعد سنة، وتحديدا في مارس 1975، تملكت حكومة دولة الكويت الشركة ومختلف عملياتها بالكامل، وبالتالي طويت صفحة وتم فتح صفحة جديدة ومشرقة لا تزال مستمرة، وشهدت الكثير من العطاء من أجل الكويت.
للبيئة موقع أساسي
منذ إنشائها وبدء عملياتها، حرصت شركة نفط الكويت على إيلاء البيئة جانبا كبيرا من الاهتمام، لاسيما في ظل تأثيرات أنشطة الحفر والاستكشاف والإنتاج عليها، حيث إنها وفي كل مشروع تنفذه، تضع الالتزام للاشتراطات البيئية ضمن أولوياتها القصوى، كما تطلق في الكثير من الأحيان مبادرات بيئية مرافقة.
إلا أن أهم ما حققته الشركة في هذا السياق، هو إنشاء 7 محميات بيئية وواحات طبيعية، وذلك في الفترة من عام 2004 إلى عام 2016، إضافة إلى المستعمرة البحرية التي في عام 2005، وهي تحظى بميزة خاصة، حيث إن شركة نفط الكويت هي الشركة النفطية الوحيدة في العالم التي أنشأت محمية بحرية.
نحو التطوير الدائم
شهد عاما 2016 و2017 إنجازات عديدة وتحولية، ففي 17 أكتوبر 2016، افتتحت الشركة معرض أحمد الجابر للنفط والغاز، الذي يقدم تجربة تثقيفية وتعليمية رائدة وفريدة من نوعها، ومعلما حضاريا مميزا.
وفي 26 أكتوبر من العام نفسه، دشنت الشركة مشروع سدرة 500 للطاقة الشمسية لإنتاج النفط من حقل أم قدير، وذلك لتوليد 10 ميغاوات من الكهرباء، في أول تجربة من نوعها لشركة نفطية بالمنطقة.
أما الحدث الذي تميز به عام 2017، فكان تاريخه 26 أبريل، وتمثل بافتتاح مستشفى الأحمدي الجديد في حفل ضخم أقيم برعاية وحضور أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
واستمرت الإنجازات التحولية، حيث إنه وفي 7 نوفمبر 2018، وبرعاية وحضور أمير البلاد المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، احتفلت الشركة بتصدير أول شحنة من النفط الخفيف، هذا المنتج الذي عزز فرص النفط الكويتي في الدخول إلى أسواق جديدة.
بداية الاستكشاف البحري
طوال تاريخها الحافل بالإنجازات، اقتصرت عمليات شركة نفط الكويت على البر، رغم بعض المحاولات السابقة التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ.
لكن تاريخ 1 يوليو 2019 غير ذلك، إذ وقعت الشركة على مشروع الحفر والاستكشاف البحري مع شركة "هاليبرتون"، لتطلق بذلك عهدا جديدا، حيث إنها تنقب للمرة الأولى عن النفط في البحر، وبالفعل حقق المشروع أول إنجازاته بعد 5 سنوات، وذلك بأول اكتشاف نفطي تحقق هذا العام وسنعود إليه في سياق المقال.
وفي 24 فبراير 2020، أعلنت الشركة بدء الإنتاج في مشروع النفط الثقيل بحقل جنوب الرتقة شمال الكويت، وهو أضخم مشروع نفطي في الكويت ومن بين الأضخم في الشرق الأوسط، ثم وفي 22 مايو، قامت بتصدير أول شحنة من المشروع إلى السوق العالمي، وذلك رغم التحدي الهائل الذي فرضه انتشار فيروس "كورونا" في ذلك الوقت، وشبه التوقف للحياة التجارية والمهنية نتيجة الإجراءات الوقائية التي رافقته.
إنجازات حتى "النوخذة"
وإذا أردنا تعداد الإنجازات، فإن صفحات عديدة لن تكفي لشرحها، لكننا مستمرون في البحر والبر، ليس فقط في العمليات ذات العلاقة بإنتاج النفط والغاز، بل في كل المجالات التي نعمل فيها، واضعين نصب أعيننا مصلحة الكويت وشبابها، ولذلك حققنا تقدما كبيرا في تكويت العمالة لدينا، وفي توفير فرص عمل إضافية للخريجين الكويتيين.
وشركتنا تركز حاليا في عملها على تنفيذ مضامين استراتيجيتها لعام 2040، واستراتيجية التحول في الطاقة لعام 2050، أي صفر كربون، واستكمال عملية الهيكلة الداخلية التي تساعدها على مواكبة أحدث التطورات.
نختتم مع أحدث إنجاز حققته الشركة، حيث أعلنت في 14 يوليو 2024 عن أول اكتشاف في مشروع الحفر الاستكشافي البحري، وذلك في حقل النوخذة البحري، مع تقديرات بموارد هيدروكربونية تقارب 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف و5.1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز.
في الختام، 90 عاما وبعد، إذ أننا لا نكتفي، فنحن شركة طامحة وطموحة، وهذا الطموح لا يقف عند حد، إذ أن سقفه مصلحة الكويت وتطورها وضمان أفضل مستقبل لأجيالها.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات مشعل الأحمد الجابر الصباح بريتيش بتروليوم الكويت نفط الكويت النفط نفط الكويت الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح بريتيش بتروليوم الكويت نفط الكويت النفط أخبار الكويت شرکة نفط الکویت الجابر الصباح أمیر البلاد
إقرأ أيضاً:
الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها «أوبك+»
فيينا - وام
وافقت الدول الثماني الأعضاء في «أوبك+» على خطة تطبيق الزيادة التدريجية لإنتاج الإمارات المقررة في الاجتماع الوزاري السابق بمقدار 300 ألف برميل يوميًا وذلك بدءًا من إبريل 2025 حتى نهاية سبتمبر 2026 ليصل إجمالي إنتاج الإمارات بعد الزيادة التدريجية إلى 3,375 مليون برميل يومياً.
جاء ذلك خلال الاجتماع الافتراضي اليوم للدول الثماني الأعضاء في «أوبك+» والتي أعلنت سابقاً عن تعديلات طوعية إضافية في إبريل ونوفمبر 2023، وهي الإمارات والمملكة العربية السعودية وروسيا والعراق والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، لمراجعة ظروف السوق العالمية والتوقعات المستقبلية.
وأكدت دولة الإمارات التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية الإضافية التي من شأنها أن تعزز التوازن بين العرض والطلب.
وجددت الدول الثماني التزامها الجماعي بالامتثال الكامل للتعديلات الطوعية الإضافية للإنتاج كما تم الاتفاق عليها في اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج الثالث والخمسين في 3 إبريل 2024.
كما أكدت الإمارات والدول المجتمعة اليوم عزمها على التعويض الكامل عن أي كميات زائدة في الإنتاج منذ يناير 2024، وفقًا لخطط التعويض المقدمة إلى أمانة أوبك، مع ضمان استكمال جميع التعويضات بحلول يونيو 2026.
مع الأخذ في الاعتبار أساسيات السوق الصحية والتوقعات الإيجابية للسوق، أعادوا تأكيد قرارهم المتفق عليه في 5 ديسمبر 2024، بالمضي قدمًا في العودة التدريجية والمرنة للتعديلات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بدءًا من الأول من إبريل 2025، مع الحفاظ على القدرة على التكيف مع الظروف المتطورة. وعليه، يمكن إيقاف هذه الزيادة التدريجية مؤقتًا أو عكسها وفقًا لظروف السوق فيما ستسمح هذه المرونة للمجموعة بمواصلة دعم استقرار سوق النفط.
ووافقت الدول التي لديها كميات زائدة في الإنتاج على تقديم خطط التعويض الخاصة بها مسبقًا، بحيث يتم تعويض المزيد من الكميات الزائدة الإنتاج في الأشهر الأولى من فترة التعويض، وستقدم جداول التعويض المحدثة الخاصة بها إلى أمانة أوبك بحلول 17 مارس الجاري.