خواطر حول الشخصية السودانية ومتلازمة الشخصية المرقوتية!
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
حسين عبدالجليل
رغم أن التمنيط سواء كان تمنيطا سلبيا أو أيجابيا هو مما لايعول عليه علميا في فهم الشخصية التي يتم تنميطها, الا أن هنالك بعض القواسم المشتركة التي يتشارك في كثير منها أفراد شعب بعينه. فهنالك شعوب يمكن القول بأن الدافع الرئيسي لكثير من أفرادها هو المال, لذا فالفرد منهم علي استعداد تام لأن يخسر أقرب الاقربين له لو ظن أن ذلك الشخص سلبه ولو نصف جنيه.
و قبل أن ادلو بدلوي المتواضع حول هذا الأمر فدعونا نري ماذا قال أحد "أهل الذكر" حول موضوعنا هذا. يعتبر المرحوم الدكتور مالك بدري, بموجب عشرات البحوث و الكتب التي نشرها, واحدا من أهم الباحثين في علم النفس في العوالم الاسلامية و الافريقية و العربية, فالعشرات من كتبه بالانجليزية مازالت تباع بمتجر أمازون للكتب و تستخدم كمراجع للباحيثن في مختلف أرجاء العالم.
أعتقد أن مالك بدري هو صاحب القدح المعلي في تحليل الشخصية السودانية , فهو القائل بأن "الكرامة" هي الدافع الرئيسي للشخصية السودانية . بمعني أن الشخصية السودانية لاترضي الحقارة أبدا, وهذه الخصلة هي المحفز الرئيسي لشخصيتنا, وقد عرفت الشعوب العربية و جيراننا من الأفارقة تلك الخصلة في الشخصية السودانية. وفي حديث له مع طالبات الاحفاد , تحدث دكتور مالك بدري عما سماه بداء "الشخصية المرقوتية", لدينا معشر السودانيين, و بالمرقوتية فهو يشير الي النكتة المشهورة : وهي أن امراة قال لها الناس وهي في السوق , يافلانة الحقي! قطيتك أتحرقت , فردت عليهم ب "عجبني للمرقوت " (والمرقوت لغير الناطقين بها هي حشرة صغيرة مزعجة مثل القراد). أي أن تلك المرأة لم يكن لديها مانع أبدا في حرق قطيتها طالما أن عدوها المرقوت سيحرق أيضا.
و هل مانعاني منه حاليا في هذه الحرب الضروس المدمرة ماهو الا متلازمة الشخصية المرقوتية في ابرز تجلياتها!
و المرض المرقوتي يجعلنا فاشلين في أي عمل جماعي منظم مستدام, فكل أحزابنا تتكاثر كحيوان الاميبيا عن طريق التشظي المستمر. فكل حزب ينشأ واحدا ثم يتشظي لأثنين ثم الي أربعة ثم الي ثمانية وهكذا. نفس هذا المرض اللعين سافرنا به للمهاجر, فجالياتنا هناك ايضا منقسمة و معظمها غثاء لافائدة منها.
أيضا من الأشياء الغريبة في الشخصية السودانية, اهتمامها و أتقانها للفضاء الخاص بها مع اهمالها بل و تدميرها للفضاء العام, فمثلا نجد أن منازلنا نظيفة جدا ولكن ما أن تخرج مترا من ذلك المنزل النظيف الا و تصدمك القمامة الملقاة قرب المنزل وفي جميع أنحاء الفضاء العام الذي تتشارك فيه تلك الابنية الجميلة النظيفة من الداخل. و لايجد أصحاب تلك المنازل الجميلة والنظيفة من الداخل أي غضاضة في رمي أي قاذورات في الفضاء العام حول منزلها, فذلك لايعنيها ابدا.
و كما أبدع الدكتور مالك بدري في تحديده للكرامة و لداء الشخصية المرقوتية – كحافزين رئيسيين للشخصية السودانية- فكذلك فعل الطيب صالح في مشهد رائع من روايته ضو البيت, حيث يصف لنا كيف كان الطفل حمد ود حليمة علي استعداد للدفاع عن كرامته حتي و لو تطلب ذلك منه ايذاء نفسه ليصل بذلك لحالة تمكنه من الحاق الأذي بخصمه. فخصمه مختار كان عكسه شجاعا في مبارزة ضرب السوط, وكان مختار يعير حمد ود حليمه بجبنه ويقول له : “يا ود حليمة متين تبقى راجل تدخل الحلقة مع الرجال؟ "
يقول حمد ود حليمة واصفا كيف استعاد كرامته مستخدما المتلازمة المرقوتية للشخصية السودانية: (يوم من الأيام حزمت أمري موت حياة ما علي شيء وأخير من قولة ود حليمة، أقول لك بني آدم مصيبة معلقة بالسببية إذا دست على طرفه ما يغلب حيله أبدا .بعد الدرس جريت إلى بيتنا، كيس شطة يمكن رطل، شلته وانطلقت فوق الخلاء لحد ما البيوت ظهرت رهاب رهاب، شطة حمراء نار الله الموقدة أكلتها كلها وقلعت عريان ومسحت بيها جسمي كله، العياذ بالله من النار الولعت في بدني، نار الجحيم انطلقت وأنا أصيح بطول حسي واي واي والدنيا خلاء ولا حد سامع وأبرطع وأتمرمغ في التراب، والعرق نازل شل شل .
يا زول ألم أجل الله السامعين شي يمخول العقل، بعد داك لم يهمني أبدا، أدخل النار ما أحس بأي شي، جريت وقميصي في أيدي وعيوني شرار والرأس ورمان قدر الزير .
وصلت السيالة لقيت مختار ود حسب الرسول أل ما يخفى علي راكز عامل عنتر خلص على الجماعة كلهم، تش دخلت ووقفت قدامه وركزت، عاين لي باحتقار قال ود حليمة اليوم بقيت راجل؟
أنا ما أقاشط واحد ولد مره
الله أكبر رمقته بي عيون زي الشرر، قلت له أبقى راجل اضرب، اتبسم وضحك، وعاين جاي وجاي والجماعة يضحكوا صبركم بالله؛ ود مفتاح الخزنة وود رحمة الله ضحكهم عالي، قالوا ود حليمة راح في داهية؛ مسك السوط وختاه بين ايديه الاثنين، وفرقعه في الهوا وج وج، بعدين لف حوالي ونقرني بالسوط نقرات خفيفة هنا وهنا، عاوز يزعزعني، وأنا راسي فيه ستين ألف عفريت، وبعدين ركز وضرب رجله اليمين في الأرض ولولح السوط ونزله، وحياتك نزل علي بردا وسلاما بعد نار الشطة؛ جلدي خدران كأنه ميت، إذا جرحته بالسكين ما يحس، هبدني بالسوط الثاني والثالث وأنا راكز زي الحيطة، إذا كان الباب دا يحس أنا أحس، وقت وصل السوط السابع وقف، زح لي ورا وعاين لي باستغراب
حدرته بنظرة زي سم الله الهاري
بلع ريقه، صاحبي بدا يتزعزع، بعد ما في ضحك، الناس سكتوا بم، ضحك ود مفتاح الخزنة وود رحمة الله يبس في حلوقهم .
عليك أمان الله حسيت زي كان شيطان مارد في بطني بقى يتحرك ويكبر ويفرهد ويفرد جناحاته فوق العالم كله، حسيت كأني جبار شمهورش إذا كان سقف السما وقع أسنده بإيدي
الشطة أجارك الله وحرقة القلب، صرخت فيه يا زول بي صوت ما أعرف جاني من وين، قلت له يا وليد ميمونة، أحقره باسم أمه، أبقى راجل واضرب بالسوط، قسما النهارده يا أنت يا أنا يشيلوه من هنا للجبانة
الناس ساكتة صن
ضربني التامن والتاسع والعاشر، ضرب بي غل، ضرب القوي لما يعرف إنه ضعيف، ضرب الضعيف وقت يعرف إنه ضعيف؛ لما وصل تلاتين، جدك وبندر شاه الله يمسيهم بالخير وقفو، مسكو السوط من أيده، قالوا خلاص انت أخذت حقك، الضرب لي حمد
أنا أخو البنات؛ يا زول، حسيت كأني زي سر عسكر الترك، بقيت أنفخ وأقدل، قلت لهم خلوه يضرب، قسما بسورة كاف لام ميم، شوف عندك جنس قسم، ود ميمونة الليلة لازم يشيلوه جنازة. جدك وبندر شاه قالوا أبدا، تلاتين سوط كفاية. مسكت السوط لقيته مليان دم، الله أكبر. هزيته فوق الحاضرين ولفيت في الحلقة لفتين وأنا أقدل وأتبختر
ود مفتاح الخزنة وود رحمة الله منكمشين يعاينوا للأرض من الخوف، نقرت كل واحد بالسوط فوق راسه، بعدين طلقت الزغاريد..
أيوي أيوي أيويا
عاينت لي مختار ود حسب الرسول لقيته راكز متماسك لكن جبهته ندت بالعرق، بقيت أدور حواليه وأنقبشه بالسوط مرة مرة، وأصرخ وأبرطع بعيد وأجيه راجع، وأقيف قدامه وأنط في الهواء عملت ليه حرب أعصاب، لحد ما اتأكدت زولي خلاص حالته بقت حالة
ود مفتاح الخزنة وود رحمة الله بعد ضحكهم ما كان ضدي بقى معاي، الوحيدين أل بقوا يضحكوا وراي كل ما ضحكت؛ الله يخيبهم، دايما مع الغالب
رفعت السوط فوق ونزلته شر، عليك أمان الله كأنك شرطت لك قماش، مختار ما اتزعزع لكن عينه رمشت
نزلت السوط الثاني سمعته قنت، أنا أخوك يا السمحة
أديته الثالث زح ورا شوية
السوط الرابع اترتع
السوط الخامس وقع بب غمران )
husseinabdelgalil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مختار جمعة: مواقف الرئيس السيسي أزعجت العدو الصهيوني ونقف صفا واحدا خلفه
كتب- محمود أبو طالب:
أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق عن دعمه للدولة المصرية والقيادة السياسية في موقفها بشأن حرب غزة ومحاولات تصفية القضية وتهجير الفلسطينيين.
وقال "جمعة"، في منشور عبر منصة "X": "نرفض بكل حسم أي تهديد كان مقصودًا أو غير مقصود لرئيسنا الرئيس عبدالفتاح السيسي صاحب المواقف الوطنية الشجاعة التي أزعجت العدو الصهيوني ونعلن بقوة وقوفنا صفا واحدا خلفه باعتبار أن مواقفه الوطنية الشجاعة تعبر عن المصريين جميعا بل نعتز ونفخر بها ومستعدون للتضحية في سبيلها".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني ملك الأردن للموافقة على تهجير سكان قطاع غزة لحدود بلادهما مصر والأردن وذلك بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
التهجير خط أحمر.. آلاف المصريين أمام معبر رفح يعلنون رفض تصريحات ترامب - فيديو
برواتب تصل لـ60 ألف جنيه.. فرص عمل بالداخل والخارج - التخصصات والتقديم
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مختار جمعة السيسي مقترح ترامب لتهجير غزة رفض التهجير رفحتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة هاشتاج "معاك ياريس" يتصدر ترند "إكس" دعمًا للمواقف المصرية الرافضة لتهجير أخبار باحثة: الحديث عن تهجير الفلسطينيين مساس بمبادئ الأمن القومي المصري أخبار خبير علاقات دولية: نشر صحيفة إسرائيلية صورة السيسي مع الرئيس الإيراني السابق أخبار حزب المؤتمر يعلن تأييده الكامل للرئيس السيسي: نرفض تهجير الفلسطينيين أخبارإعلان
إعلان
أخبارمختار جمعة: مواقف الرئيس السيسي أزعجت العدو الصهيوني ونقف صفا واحدا خلفه
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك تحذير عاجل من الأرصاد بشأن اضطراب الملاحة وارتفاع الأمواج "مصر تقول لا للتهجير".. آلاف المواطنين بالمحافظات يزحفون نحو رفح - فيديو وصور 22القاهرة - مصر
22 13 الرطوبة: 42% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك