قصة نجاح ( تكافل) في تجهيز الجثمان السوداني وترحيله
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
محمد المكي أحمد
تدخل “تكافل” في الأول من يناير2025 عامها الـرابع عشر، وهي عنوان لعمل خيًري، تضامني، سوداني، يساهم في انجاحه عدد من الأسر، المقيمة في لندن.
في اجتماع شهدته لندن في السادس من ديسمبر 2011، تأسست، وانطلق دورها في الأول من يناير 2012 ، وقالت المادة الثانية من لوائحها التنظيمية أن ” عملها ينحصر في تحمًل تكاليف تجهيز الجثمان ودفنه في بريطانيا أو ترحيله إلى موطنه” ويشمل ذلك “أعضاءها وذويهم المقيمين بمدينة لندن الكبرى”.
وفقا للوائح ” تكافل” فان خدماتها تشمل “المُشترك وأسرته التي تتكون من الزوجة والأبناء غير المتزوجين، ووالدي كل من المشترك أو زوجه غير المقيمين ببريطانيا في حال حدوث الوفاة داخل الأراضي البريطانية”.
أما “في حال وفاة العضو في أية دولة غير بريطانيا ( على ألا يكون مقيما بتلك الدولة) تتكفل ” تكافل” بدفع قيمة تجهيز الجثمان لدفنه في بريطانيا أو ترحيله إلى موطنه”
في ” حالة وفاة العضو في أية دولة غير بريطانيا أو السودان ( على ألا يكون مقيما بتلك الدولة) تتكفل ” تكافل” بدفع قيمة تجهيز الجثمان على ألا يتجاوز المبلغ المدفوع نظيره المدفوع للتجهيز في بريطانيا ، على أن يتم تزويد ” تكافل” بإيصال من الجهة التي يتم فيها التجهيز”.
ويشدد مؤسس ” تكافل” الرجل الوقور، الذي يحب أعمال الخير، الشيخ/ الجزولي صديق محمد الأمين، على أن ” تكافل ليست تأميناً وإنما أحياء لقيمة التكافل بيننا، وينحصر عملها فى دفع تكاليف تجهيز الجثمان ودفنه أو ترحيله إلى موطنه”.
سألت الجزولي عن المبلغ الذي تدفعه تكافل في حالة الدفن في لندن ، وكلفة ترحيل الجثمان إلى السودان ( قبل الحرب) ، قال ” فى حالة الدفن في لندن يتم دفع 4500 جنيه استرليني ، وهي لثمن المقبرة 3700 جنيه، وتجهيز الجثمان يُكلف ما بين 800 الى 1100 جنيه استرليني”.
أضاف “في حالة السفر ( ترحيل الجثمان) فتم الاتفاق مع الخطوط المصرية بواسطة المحامي الاستاذ صلاح آدم على أن تكون كلفة الترحيل 800 جنيه استرليني ، اضافة الى التجهيز، أي تدفع ” تكافل” في هذه الحالة حوالي 2000 جنيه استرليني ، وأشير إلى أن الجثمان يُرحل بالوزن وقد يصل المبلغ إلى أكثر من 2000 جنيه استرليني”
عشية إطلالة العام الجديد ، شاركت في اجتماع تشاوري عقده أعضاء “تكافل” من الجنسين، في السابع من ديسمبر 2024، وبدا لافتا حرص بعض الشابات والسيدات على المشاركة في الاجتماع ، ما عكس حرصهن على أن تلعب حواء السودانية دورا رياديا في هذا الشأن.
أقر الاجتماع قيمة المساهمة السنوية للعضو للعام 2025، وهي 130 جنيها استرلينيا ، ووفقا للوائح “يتم دفعها كاملة في مدة أقصاها 31 يناير من كل عام، وغير قابلة للاسترداد”.
أوضح تقرير قدمه الجزولي في الاجتماع التشاوري أن ” تكافل ” منذ انشائها وحتى ديسمبر 2024 ساهمت في تجهيز ودفن أو تسفير 151 جثمان، وأن كلفة ذلك 515,255.80 جنيها استرلينيا، كما بلغ إجمالي مساهمات الأعضاء 668،028،38 جنيها استرلينيا “.
الأستاذة عفاف بدر العضوة في لجنة ” تكافل” نبهت خلال الاجتماع التشاوري إلى مسألة مهمة ، وقالت إن بريطانيا تقدم مساعدة مالية للمساهمة في تغطية تكاليف تجهيز الجثمان والدفن، لكن ذلك سيتوجب أن يقدم أقرب أقرباء المتوفى طلبا خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر من تاريخ الوفاة ، ويفترض أن يكون ممن يحصلون على إعانة Benefit ,وأكدت أهمية تقديم المعلومات المطلوبة وتشمل شهادة الوفاة وفاتورة تكاليف دفن الجثمان، ويمكن أن يتم التقديم عبر طلب مُخصص لتقديم المساعدة ، أو باتصال هاتفي.
يُشار في هذا الإطار أن مسيرة ” تكافل بدأت بـ 148 عضوا في العام 2012 ، وارتفع العدد الى 576 في العام 2024.
وكان عدد الأسر التي شاركت ولو لمرة واحد بلغ 800 أسرة، وتسعى لجنة ” تكافل” إلى أن يرتفع العدد إلى أكثر من 2400 أسرة في العام 2025 إذا تضافرت جهود المساهمين لاستقطاب مزيد من الأعضاء، أو بادر سودانيون بالانضمام إلى ” تكافل” التي نجحت نجاحا ملموسا، وشكلت عنوان نجاح سوداني بارز في لندن.
وعُلم أن الأشخاص غير الأعضاء في ” تكافل” تتم مساعدتهم في حالات الوفاة عبر نداء وطني تُطلقه لجنة “تكافل” إذا رغبت أسرة المتوفى في ذلك ، أي يتم جمع تبرعات من السودانيين لتوفير كُلفة تجهيز ودفن الجثمان، وتشترط ” تكافل” أن يتم ذلك بموافقة أسرة المُتوفَى .
عضوية ” تكافل” متاحة للسودانيين المقيمين بلندن داخل حدود الـM25 ، وتسقط العضوية إذا لم يسدد العضو الاشتراك السنوي المحدد بجدول زمني.
ايرادات “تكافل” مصدرها اشتراكات الأعضاء، وتبرعات من الأفراد أو الجهات الاعتبارية، غير الحكومية، وغير الحزبية .
تولي “تكافل” الشباب اهتماما ، إذ تشجع الأبناء فوق الـ 18 عاما على الاشتراك في عضويتها، كي يتدربوا ويتعمًق وعيهم بأهمية العمل التكافلي.
وكانت لجنة ” تكافل” نظمت ورشة للجميع و شارك فيها الشباب عن كيفية غسل الميت.
لُوحظ أن الشفافية من أبرز سمات عمل لجنة” تكافل” التي تبذل جهودا باطلاع الأعضاء على تفاصيل عملها وما جرى دفعه من مال لتجهيز و ترحيل الجثامين، كما تُخاطب اللجنة الأعضاء عبر ” واتساب ” لإبلاغهم بحالات الوفاة للأعضاء أو أقربائهم في بريطانيا والسودان، كما ترسل لجنة ” تكافل” ايصالات تسديد الاشتراكات السنوية عبر البريد الالكتروني .
يُتوقع أن يسارع أعضاء ” تكافل” إلى تسديد قيمة الاشتراك السنوي في مدة أقصاها 31 يناير من كل عام ، كما يُتوقع أن يرتفع سقف العضوية سنويا بانضمام أعضاء جدد ،من الرجال والنساء، للمساهمة في مسيرة عنوانها الأروع ” خيرُ الناس أنفعهم للناس”.
Mohamedelmaki.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: جنیه استرلینی فی بریطانیا فی لندن على أن
إقرأ أيضاً:
هل ستشكل زراعة أعضاء من خنازير معدلة وراثيا حلا لمشكلة النقص؟
ينتظر أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها للحصول على قلب أو كلى أو عضو آخر في إطار جراحات زراعة الأعضاء. ويفارق الكثيرون منهم الحياة أثناء رحلة الانتظار. ويرى بعض الباحثين أن الأمل في إنقاذ هذه الأرواح يتمثل في الحصول على أعضاء من خنازير معدلة وراثيا، ويعتبرون ذلك هو الحل الفني لمشكلة جوهرية تتمثل في أن عدد من يحتاجون لزراعة أعضاء يفوق بكثير عدد الأعضاء التي يمكن الحصول عليها من متبرعين على قيد الحياة أو أشخاص
متوفين سريريا.
وخلال السنوات القليلة الماضية، حصل عدد قليل من الأشخاص في الولايات المتحدة والصين على قلوب وأكباد وكلى خنازير معدلة وراثيا، ولكن ضمان استمرار فعالية هذه الأعضاء داخل أجسام المرضى على المدى الطويل ينطوي على تحديات كبيرة، وفق دراسة أوردتها الدورية العلمية Annual Review of Animal Biosciences العام الماضي.
والآن بفضل تقدم العلوم التكنولوجية والطبية، بدأت شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية وتحمل اسم "يونايتد ثيرابيوتيكس" بولاية ميريلاند الأمريكية أجراء أول اختبارات سريرية رسمية بشأن زرع أعضاء من نوع إلى آخر، ويعتقد كثير من الباحثين أنه من الممكن أن يتحول هذا النوع من الجراحات في نهاية المطاف إلى إجراء روتيني.
إعلانويقول الجراح محمد منصور محيي الدين مدير برنامج زراعة الأعضاء بين الأنواع الحية بجامعة ميريلاند في مدينة بلتيمور الأمريكية: "للأسف بينما نتحدث الآن، فإن شخصا ما يفارق الحياة في انتظار إجراء عملية زراعة أعضاء".
وبعد رحلة طويلة من تجارب زراعة الأعضاء من الحيوان، خلص العلماء إلى أن الخنازير تعتبر هي المصدر الرئيسي للحصول على أعضاء من أجل زراعتها في أجساد البشر، نظرا لسهولة تربية هذه الحيوانات وسرعة نموها، كما أن أعضاءها تماثل في حجمها حجم أعضاء البشر، ولا توجد أمراض كثيرة يمكن أن تصيب كل من البشر والخنازير، مما يقلل فرص انتقال العدوى بين الطرفين.
تعديلات وراثيةويقول وينينج كين نائب رئيس إي جينيسيس الأمريكية لشؤون الابتكارات، وهي شركة بولاية ماساشوسيتس متخصصة في إجراء تعديلات وراثية على الخنازير من أجل استخدامها في جراحات زراعة الأعضاء: "اعتقد أن الخنزير هو متبرع
مثالي للأعضاء إلى البشر"، غير أنه استطرد قائلا في تصريحات للموقع الإلكتروني Knowable Magazine المتخصص في الأبحاث الطبية: "لكن بدون إجراء تعديلات وراثية على تلك الأعضاء، فإن الجسم البشري سوف يهاجمها
على الفور".
ويحدث "اللفظ الحاد للأعضاء المزروعة" داخل جسم المريض عندما تتعرف الأجسام المضادة بالجهاز المناعي على العضو المزروع باعتباره جسما غريبا. ويوضح كين أن الجهاز المناعي للانسان بمقدوره التعرف على ثلاثة جزيئات لمواد سكرية تعيش على الأوعية الدموية للخنازير، حيث تلتصق الأجسام المضادة بخلايا هذه الأوعية وتقوم بسلسلة من التفاعلات المسببة للجلطات وتمنع تدفق الدم داخل العضو المزروع. وأضاف كين: "وخلال عشر دقائق يتحول العضو من اللون الوردي إلى الأسود ويموت داخل جسم المريض".
ومن أجل التصدي لهذه المشكلة، نجح باحثون من شركتي أي جينيسيس ويونايتد ثيرابيوتكس في توظيف تقنية للتعديل الوراثي تحمل اسم CRISPER/CAS لتعديل الحمض الوراثي للخنازير، حيث نجحوا في التخلص من ثلاثة جينات مسؤولة على
تكون الجزيئات السكرية على الأوعية الدموية للخنازير. ووجد الباحثون أن النظام المناعي البشري ظل بمقدوره التعرف على العضو المزروع ومهاجمته.
ويقول الباحث منصور محيي الدين لموقع Knowable Magazine إن الأدوية التقليدية المثبطة للمناعة التي تستخدم في حالات نقل الأعضاء بين البشر لا تعمل بنفس الفعالية في حالة نقل أعضاء من خنازير إلى بشر.
وعمد خبراء من الشركتين إلى إدخال عدة جينات بشرية في خلايا الخنازير، وتقوم هذه الجينات بصنع طبقة من البروتينات البشرية على سطح خلايا الخنازير بحيث تتنكر كما لو كانت خلايا بشرية. وفي إطار تجارب مماثلة، أعلنت شركة إي جينيسيس أن خمسة من بين 15 قردا أجريت لهم جراحات زراعة كلى من خنازير ظلوا على قيد الحياة لمدة أطول من عام.
وطور محيي الدين وباحثون آخرون أدوية يمكنها تثبيط الاستجابة المناعية للأعضاء المزروعة من أنواع أخرى، حيث نجحوا خلال التجارب في زرع قلوب خنازير داخل أجسام خمسة من قردة البابون، وبفضل هذه الأدوية الجديدة، ظلت القرود على قيد الحياة لفترة وصلت إلى عامين ونصف العام.
ويأمل باحثون آخرون في التوصل إلى إمكانية الاستغناء عن تناول أدوية مثبطة للمناعة لفترات طويلة بعد إجراء جراحات زرع الأعضاء عن طريق تدريب الجهاز المناعي للجسم على تجاهل العضو المزروع، سواء أن كانت أعضاء مزروعة من بشر أو أنواع حيوانية.
النظام المناعيوأجرت الباحثة ميجان سايكس مدير مركز كولومبيا للأبحاث المناعية بمدينة نيويورك الأمريكية تجارب في هذا الاتجاه عن طريق زراعة أنسجة إضافية من النظام المناعي للمتبرع مثل نخاع العظام داخل جسم المريض الذي سيحصل على العضو. وتأمل من خلال هذه التقنية أن تجعل النظام المناعي للمتلقي "أكثر تسامحا" حيال العضو المزروع.
وتجري حاليا تجارب لخفض كمية الأدوية المثبطة للمناعة التي تحصل عليها بعض قرود البابون التي أجريت لها جراحات زراعة أعضاء وفق هذه التقنية الجديدة. وتقول سايكس: "نحن نعيش وقتا مثيرا في مجال زراعة الاعضاء بين الأنواع الحية، وأعتقد أننا سوف نشهد تقدما ملموسا في هذا المجال في المستقبل القريب".
إعلانويقول الباحث محيي الدين: "نحن لا نزعم أننا توصلنا للحل المثالي، ولكننا نأمل أن تصبح الأعضاء المزرعة من أنواع حيوانية مصدرا فعليا لتوريد الاعضاء الحية للبشر لا سيما في ضوء التعديل الوراثي لخلايا الخنازير والتقدم الذي يتحقق في مجال الأبحاث التي قد تقلل من الحاجة إلى تناول الأدوية المثبطة للمناعة لفترات طويلة.