سودانايل:
2025-03-05@02:33:46 GMT

الاستقلال وإبدال حالة الفقر السياسي

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

تمر على السودان ذكرى الاستقلال و البلاد تعيش في حرب تهدف إلي تفتيته و استغلال ثرواته، و معاناة للشعب لم تحصل في تارخه المعاصرو القديم، و رغم أن الاستقلال قد حققته عناصر وطنية بالعمل السياسي بعيدا عن المعارك العسكرية و حمل السلاح، و لكن بعد أكثر من ست عقود بعد الاستقلال، يجد الشعب السوداني نفسه مضطرا لحمل السلاح دفاعا عن الوطن و العرض، حيث يواجه هجمة إمبريالية شرسة تستخدام فيها عناصر سودانية، و عشرات الآلاف من مرتزقة لعدد من دول الجوار و القارة الأفريقية، حتى وصلت إلي جلب مرتزقة من دول أمريكا الاتينية، و روسيا فاغنر و مناصات إعلامية في عدد من الدول كلها تدار تحت رعاية دولة الأمارات التي تصرف مئات الملايين على الدعم بالسلاح و شراء المرتزقة و طابور خامس من السياسيين، الذين يشكلون الجناح السياسي للميليشيا.

.
قال مختار النور المستشار القانوني لقائد الميليشيا الذي لا يعرف إذا كان ميتا أو حيا مقعدا، قال لقناة "الجزيرة مباشر" أنهم بصدد تشكيل حكومة في المنفى أو في الأراضي التي تسيطر عليها الميليشيا، و قال أن هناك قوى سياسية و مدنية التي تشكل تحالف " تقدم" هي التي تجري الحوار من أجل تشكيل هذه الحكومة، و عندما سأله المذيع أحمد طه من هي القوى رفض الإفصاح عنها و عندما قال له المذيع أن عدد من رؤساء الأحزاب قد أكدوا معارضتهم لتشكيل هذه الحكومة منهم برمة ناصر و الدقير.. قال المختار أن برمة موافق عليها و دليله على ذلك الحوار الذي كانت قد أجرته معه جريدة " التغيير الألكترونية" التي تعد صوت تحالف " تقدم" و بالفعل في اللقاء؛ أن برمة ناصر أكد على موافقتهم على تشكيل الحكومة بهدف إنتزاع الشرعية من حكومة بورتسودان حسب ما جاء في اللقاء.. و أن حديث شريف محمد عثمان لقناة " سودانية 24" يؤكد أن هناك خلافا داخل حزب المؤتمر السوداني سببه تشكيل حكومة في المنفى.. عندما أراد عمر الدقير في اللقاء الذي كان قد أجرته معه قناة " الجزيرة مباشر" أن يخرج بمعادلة سياسية جديدة يعيد فيها حساباته من جديد.. نجد أن شريف محمد عثمان أراد التصعيد و محاولة تبرئة الميليشيا من العملية الانقلابية التي قامت بها في 15 إبريل 2023م، مما يؤكد أن الأجندة الأجنبية هي التي تتحكم في توجيه بوصلة المسير..
هناك البعض الذين يحاججون أن الكل كان موافق على "الاتفاق الإطاري"السؤال الجوهري الذي يحاول الكل الهروب منه.. من الذي جاء بفكرة "الإتفاق الإطاري"؟ لآن صاحب الفكرة هو الذي يحدد مسارها و تفاصيلها و القوى التي يجب أن تشارك فيه.. الفكرة هي أمريكية جاءت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و هي التي استطاعت أن توظف الثلاثية و الرباعية و البعثة الأممية و الاتحاد الأوربي لدعمها، و الوقوف إلي جانب قوى بعينها دون الآخرين، لذلك كانت القيادات السياسية في " الإتفاق الإطاري" قد تمسكت بعدم إغراقها.. أرجعوا إلي الكلمة التي قالها البرهان عند موافقته على الاتفاق الإطاري، حيث قال (لابد من توسيع "الاتفاق الإطاري" لكي يشمل كل القوى السياسية دون الوقوف عند قوى محدودة) حيث كانت خارج قوى "الاتفاق الإطاري" عدد من القوى السياسية منها الاتحادي الأصل و الشيوعي و البعثيين بمجموعاتهم المختلفة إلا شخص واحد وزوجته، و الحركات المسلحة و الكتلة الديمقراطية، و هذه كانت كفيلة أن تحدث تحديا للاتفاق الإطاري الذي لم يكن له قاعدة اجتماعية غير قاعدة حزب الأمة و البقية هي أحزاب ذات مجموعات محدودة، و تجاربها و خبراتها السياسية محدودة..
أن الجري وراء " مفاوضات" مع الميليشيا لإعادتها إلي العملية السياسية و العسكرية مسألة أصبحت غير مقبولة، و حتى منبر جدة بهدف أن تنفذ الميليشيا الاتفاق الذي كانت قد وقعت عليه مسألة تجاوزتها الأحداث حيث أن الميليشيا أصبحت عبارة عن مجموعات في جزر معزولة ليس لها قيادة تجبرها على التنفيذ، و لم يبق إلا هدف واحد هو القضاء تماما على الميليشيا، أو استسلامها، و يعني ذلك أن المعادلة السياسية سوف تتغير تماما.. نهاية الحرب سوف تبرز قيادات جديدة هي التي تصنع سودان المستقبل..
يجب قبل أية عملية سياسية، و بعد أنهاء الحرب يجب على السلطة أن تعلن عن انتخابات لمجالس الأحياء، و انتخابات للنقابات بعد تعديل قانون النقابات حتى تكون هناك قيادة شرعية، و وحدها التي يحق لها أن تتحدث بأسم الشعب دون الأخرين.. ثم يتم تعديل لقانون الأحزاب و ينص على " أن لا يحق لأي شخص أن يترشح لقيادة الحزب أكثر من دورتين" و يجب الإصرار على تطبيقها مرتين قبل إعلان انتخابات عامة في البلاد.. لكي تحسم عملية احتكارية القيادة و احتكارية الأسر و الشلليات و الجهويات للأحزاب السياسية، و يفتح باب القيادة للأجيال الجديدة التي تحمل رؤى جديدة مغايرة للتي كانت.. أن الانتخابات الدورية للأحزاب و منع احتكارية القيادة سنين لأشخاص بعينهم هي وحدها التي سوف تجدد الأحزاب و تحدث فيها تغيرات جوهرية تنظيمية و فكرية، و يصعد آهل الإبداع و الأفكار بديلا لشلليات المحسوبية و الانتهازيين و الوصوليين و ضاربي الدفوف و مرددي الشعارات الجوفاء..نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاتفاق الإطاری هی التی

إقرأ أيضاً:

تعاسة المال

مع كل الثراء الذي حققه مايكل جاكسون، لم يكن يستطيع النوم إلا باستخدام المهدئات، التي تسببت في وفاته في النهاية، كما انتحرت كريستينا أوناسيس عن عمر يناهز السابعة والثلاثين، رغم الثروة الهائلة التي ورثتها عن والدها، إذ كانت أصغر مليارديرة طفلة عند وفاته.

أما مارلين مونرو، فقد أنهت حياتها في السادسة والثلاثين. والقائمة تطول بالأثرياء التعساء، الذين ارتبط المال في أذهان البعض بتعاستهم، بل وبموتهم.

هكذا يُسوِّق لنا الفقر ليبقينا في الحضيض، عبر هذه القصص المؤلمة التي توحي أن المال قد يدمر الحياة. لكنني هنا لأقول لك: المال يحيي ولا يقتل. ما قتل هؤلاء لم يكن المال، بل الفراغ الروحي الذي عاشوه، وغياب المعنى، وأسلوب الحياة اللاهي. هؤلاء مجرد استثناءات يُسلَّط عليها الضوء، بينما يتم تجاهل بلايين الأثرياء عبر التاريخ الذين تركوا إرثًا عظيمًا، ولا يزال الملايين منهم اليوم يسهمون في تطوير الحياة من خلال الابتكارات والاختراعات التي تسهّل حياتنا، من الذكاء الاصطناعي إلى الهواتف الذكية وغيرها.

كل ما حولنا يقف خلفه مالٌ وُظِّف في النجاح، مما أدى إلى البناء والإعمار، فاستحق أصحابه المكافأة بالمزيد من الثروة، ليستمر التطور والإنجاز.

أما من يروّج لفكرة أن «المال وسخ دنيا» وأنه سبب التعاسة، فإنه بذلك يقنع الفقراء أن لا فرصة لديهم للخروج من دائرة الفقر، حتى يبقى الفقير أداة في يد صُنّاع الثروات. وما مصطلحات مثل «الأيدي العاملة الرخيصة» و«العمال غير المهرة» إلا وسائل لإبقائهم حيث هم، بسدّ أبواب الطموح أمامهم.

إن الترويج للفقر في زمن أصبح فيه الثراء متاحًا بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية أمر مؤلم، لأنه يكسر الطموحات ويزرع مشاعر العجز والاستسلام، وهي نغمة تتردد كثيرًا في حواراتنا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.

أنا هنا لأقول لك: المال قوة للبناء، وهو وسيلة للسعادة والرفاهية عندما يُستخدم بحكمة، وعندما لا يصبح غاية في حد ذاته. المال نعمة عظيمة، فلا تصدق من ينكر ذلك، ولا تستسلم للفقر إذا كنت تريد تغيير واقعك ومؤمنًا أنك تستطيع، فما حققه غيرك تستطيع حتمًا تحقيقه. وأنا لا أتحدث بالضرورة عن ثراء بيل جيتس أو وارن بافيت.

هذا لا يعني بالضرورة أيضًا أن عليك أن تصبح ثريًّا إن لم يكن هذا طموحك، لكنه يعني أن ترفض القناعة الزائفة التي تساوي بين الفقر والفضيلة، وأن تدرك أن المال أداة، وطريقة استخدامه هي التي تحدد قيمته في حياتك.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • أدباء فقراء «2»
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • تقرير: ليبيا غارقة في عدم الاستقرار السياسي وسط صراعات داخلية وتدخلات أجنبية
  • مصادر مطلعة: شهادة الإطاري رئيس مجلس محافظة نينوى” كلك”
  • هل لبعث الأصل دورا في انقلاب الميليشيا
  • كانت في حالة سكر وشغب.. نيابة دبي ترد على ادعاءات الخليجية "ر.ح"
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • تعاسة المال