يشقّ المعدن الأبيض طريقه في السوق العالميّة بفائض من الثقة بقدرته على جذب أنظار المستثمرين إليه. ينافس في سعره التصاعدي شقيقه الأكبر الأصفر، ويثبت أنّ مكانته لا يستهان بها، مدعومًا بطلب عالمي متزايد وصل إلى مستوى قياسي جديد، وفقاً لتقرير معهد الفضّة العالمي. بلغة الأرقام، ارتفعت أسعار الفضّة بنسبة 42.

3% منذ بداية العام، وتجاوزت الـ 32 دولارًا للأونصة خلال شهر أيلول الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ العام 2012، لتتراجع إلى 29.723 خلال الأسبوع الأخير من العام 2024. في حين أنّ الذهب ارتفع بنسبة 34 % على مدار العام، مسجّلًا حوالي 2778 دولارًا للأونصة، ليأتي بعد الفضّة من حيت وتيرة الصعود. الاثنان، الأبيض والأصفر، اكتسبا شعبيّة بين المستثمرين طيلة العام، بفعل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوترات الجيوسياسيّة القائمة، والاستحقاقات العالميّة ربطًا بأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الأميركي.
لماذا قفزت أسعار الفضّة؟
تُصنّف الفضّة ضمن المعادن النفيسة والصناعيّة في الوقت نفسه، لم تعد استخداماتها مقتصرة على المجوهرات والأواني الفضيّة، بل باتت تدخل في الصناعات التي أنتجتها الثورة الصناعيّة الرابعة، حيث أنّ 50% من فضّة العالم تُستخدم في الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدّمة ومصادر الطاقة المتجدّدة، كالهواتف الذكيّة، والأجهزة اللوحيّة، والأنظمة الكهربائيّة للسيارات، وخلايا الألواح الشمسيّة، والمفاعلات النوويّة، والبطاريات، وطب الأسنان، والتصوير الفوتوغرافي وغيره من الصناعات. في السياق يشير تقرير معهد الفضّة العالمي إلى ارتفاع الطلب على الفضّة عام 2023 في التطبيقات الصناعيّة بنسبة 11%، حيث وصل إلى مستوى قياسي بلغ 654.4 مليون أونصة، وفاق حجم المعروض خلال العام الماضي، واستمر الطلب على الفضّة خلال العام الحالي بفعل الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية التي تستخدم المعدن الفضي في تحويل الضوء إلى طاقة، فضلاً عن "تطبيقات الاقتصاد الأخضر الأخرى".
التحوّل الحاصل في أداء الفضّة، ينطلق من استخدامه في الصناعات العالميّة، لاسيّما في مصادر الطاقة المتجدّدة، وفق مقاربة الرئيس التنفيذي لـ Advisory and Business علاء سليمان غانم في اتصال مع "لبنان 24" لافتًا إلى أنّ العديد من الشركات العالميّة تجري اختبارات على الفضّة لتقييم نتائج استخدامه في أنظمة الطاقة الشمسيّة "وفي حال ثبُت المنحى الإيجابي، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفضّة خلال العام 2025. وعن اتجاه أسعار الفضّة صعودًا أو هبوطًا، لفت غانم إلى أنّ الأمر مرهون بعدّة عوامل منها اقتصاديّة وجيوسياسيّة،ومنها ما هو مرتبط بحجم الطلب الصناعي على الفضّة، ومراقبة تطورات الطلب والعرض، بحيث لا يمكن معرفة ما إذا كانت الزيادة في الطلب ستقابلها زيادة في العرض، وإذا ارتفع الطلب مقابل نقص في العرض بنسب كبيرة سيرتفع السعر".
هل يشتري اللبنانيون سبائك الفضّة؟
تستفيد الفضّة من التوترات الجيوسياسية، وحالة عدم اليقين الاقتصادي، وارتفاع الطلب الصناعي، ومستقبلها واعد كحال بقيّة المعادن، وفق رؤية الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في اتصال مع "لبنان 24".
وعن نصيحته للبنانيين بالاستثمار في الفضّة وشراء السبائك، بظل عدم ثقتهم بالمصارف يلفت حبيقه إلى وجوب التنويع في المحفظة الاستثماريّة "أنصح اللبنانيين بتنويع استثماراتهم وليس التركيز على عدد قليل من الأدوات".
الإقبال على الفضّة في لبنان
لا ثقة للبنانيين في المصارف بفعل استمرار احتجاز ودائعهم للعام الخامس على التوالي، من هنا يبحث المقتدرون منهم عن أبواب لاستثمار أموالهم بدل تكديسها في المنازل، ما يعرّضها لمخاطر السرقة والتلف. في الآونة الأخيرة عمد بعض اللبنانيين إلى الإقبال على شراء سبائك الفضّة وفق ما أكّد لـ "لبنان 24"أحد أصحاب محلات المجوهرات، متحدّثًا عن ارتفاع في الطلب على سبائك الفضّة في الآونة الأخيرة، بقصد تخزينها بدلًا من الاحتفاظ بالأموال النقدية، عائدًا سبب الطلب المستجد إلى انخفاض سعر الفضّة مقارنةً بالذهب، وادخال المعدن الأبيض في الصناعات في الدول الصناعيّة. بالمقابل صاحب محل مجوهرات عريق في شارع الحمرا يقول لموقعنا "لا أتعامل بالفضّة، لا اشتريه ولا أبيعه، أفضّل الذهب لامكانية شراء كميّات صغيرة منه، بينما تكون كمية الفضّة المشتراة بنفس المبلغ أكبر بكثير، ويصعب تخزينها والحفاظ عليها".
بالمحصّلة، دخول المعدن الأبيض النفيس عالم الصناعات الحديثة، يُقرن مستقبله بازدهار الاقتصاد، ويربط سعره بالصناعة صعودًا أو هبوطًا، وفق وتيرة النشاط الصناعي وصحة الاقتصاد. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی الصناعات على الفض ة العالمی ة الطلب على الصناعی ة لبنان 24

إقرأ أيضاً:

سكان نيويورك يشترون البيض بـ”الحبة”

مع ارتفاع سعر علبة البيض في الولايات المتحدة، يلجأ السكان إلى خيار تزداد شعبيته في أكشاك نيويورك، وهو شراء هذا الطعام الرئيسي الذي تحوّل إلى أحد عناصر الرفاهية بالبيضة، على غرار ما فعلته كريسميرلي أوسوريو أندرسون التي تحسب كل دولار تنفقه.
وبالإضافة إلى عبوة الصودا الخاصة بها، اشترت المرأة العاطلة عن العمل والبالغة 24 عامًا، ثلاث بيضات بيضاء ملفوفة في كيس بلاستيكي مقابل 2,90 دولارًا.
وتقر أندرسون المقيمة في حي برونكس الذي تقطنه الطبقة العاملة، ببعض من الخجل لدى خروجها من متجر في نيويورك بأن شراء البيض بالحبّة “أرخص قليلًا. فالعلبة التي تحوي 12 حبة غالية للغاية”.

ارتفاع “جنوني” بسعر البيض
ومع عودة ظهور وباء إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، والذي قضى على أكثر من 26 مليون دجاجة بياضة منذ بداية العام، ارتفعت الأسعار بشكل كبير.
وفي هذه المدينة الكبرى، يبلغ متوسط سعر صندوق يحتوي على 12 بيضة 8,47 دولارات، وفق دراسة نُشرت نتائجها الخميس. ويشكل ذلك ضربة قاصمة للطبقات العاملة التي تعاني بالفعل من التضخم.
وجاءت فكرة البيع بالحبة إلى رادهاميس رودريغيز عندما بدأ عملاؤه الأوائل يخبرونه بأنهم “لم يعودوا قادرين على تكبّد” تكلفة شراء علب البيض.
ويقول مالك متجر “باميلاز غرين ديلي” Pamela’s Green Deli على وقع مكبرات صوت تبث موسيقى لاتينية: “إنها باهظة الثمن للغاية! أعملُ في هذا المجال منذ 40 عامًا، ولم أر قط سعر البيض مرتفعًا إلى هذا الحد”.
ويعرض رودريغيز في مدخل متجره السجائر والحلويات والأدوية، والآن البيض.
ويضيف رادهامز رودريغيز، واضعًا قبعة تحمل شعار جمعية يترأسها لأصحاب متاجر للبقالة “إنه منتج يحتاجه الجميع لإطعام أسرهم، خصوصًا في هذا الحي الفقير. وأنا أتفهم مدى صعوبة دفع مثل هذا الثمن مقابل البيض بالنسبة لهم”.

أساليب للتكيف
وفي نيويورك، أكبر وأغنى مدينة في الولايات المتحدة، حيث يعيش ربع السكان تحت خط الفقر، تجبر أزمة البيض الناس على التكيف، حيث تجاوزت الأسعار في بعض الأماكن 15 دولارًا للدزينة.
وتمتلئ شبكات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو تظهر منصات بيع فوضوية يديرها أفراد يعيدون بيع البيض على طاولات.
وقبل أسبوع في بروكلين، وزعت شركات عدة صناديق بيض مجانية، واحدة لكل شخص، ما أدى إلى تشكّل طوابير طويلة وأحدث خيبة أمل لدى كثيرين لم ينجحوا في الحصول على مبتغاهم.
ارتفاع سعر علبة البيض في الولايات المتحدة – غيتي
وقال أبو سو، مدير متجر الأمير أبو لبيع اللحوم، في تصريحات لقناة تلفزيونية محلية: “في وقت كهذا، شعرنا أنه من واجبنا ومسؤوليتنا جعل البيض متاحًا”.
ويمكن تفسير الأسعار التي وصلت إلى “مستويات تاريخية” من الغلاء، إضافة إلى وباء إنفلونزا الطيور، بحقيقة أن سلسلة الإنتاج الأميركية تعتمد إلى حد كبير على “جهة إنتاج واحدة” على نطاق واسع، وفق مركز نيويورك لدراسات الأغذية في كلية هانتر.
وفي مختلف أنحاء الولايات المتحدة، تضاعفت الأسعار تقريبًا خلال العام الماضي (+96%)، وفق معهد إحصائي رسمي، في حين تدعو المعارضة الديمقراطية إلى إجراء تحقيق برلماني، وتقول الحكومة إنها تجري محادثات مع دول عدة لاستيراد البيض.
من جانبه، ينتظر رادهاميس رودريغيز انخفاض الأسعار قبل وقف بيع البيض بالحبّة، خصوًصا في ظل موجة الغلاء الواسعة.
ويوضح “سعر البيض أصبح جنونيًا. لكن أسعار المنتجات الأخرى ترتفع كل يوم”. وبالإضافة إلى ذلك، فإن شرائح من الأفوكادو الملفوف بالسيلوفان وجدت بالفعل مكانًا لها على طاولته، بالقرب من البيض.
وبين الاثنين، كان على زبونة متجره شكوانا ليتلتون، وهي أميركية سوداء تبلغ 24 عامًا، أن تحسم خيارها… وقد رجحت الكفة لشريحة الأفوكادو، وتبرر ذلك بكل بساطة قائلة “أنت تعلم، في بعض الأحيان يتبقى لديك 3 دولارات فقط”.

قناة العربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • انخفاض الناتج الصناعي في كوريا بنسبة 2.7% خلال يناير
  • الناصر: نتوقع نمو الطلب العالمي على النفط خلال 2025
  • نمو القطاع الخاص غير النفطي السعودي يسجل ارتفاعًا في فبراير
  • الإمارات تسجل أعلى مستوى من الرفاهية المادية عربياً وفي المرتبة الـ24 عالمياً
  • تراجع تسليم السيارات الجديدة في إسرائيل لأدنى مستوى خلال 5 سنوات
  • آي صاغة : الذهب يعاود الارتفاع مع تزايد الطلب على الملاذات الآمنة
  • سفير بلغاريا بالقاهرة: ملتزمون برفع التعاون مع مصر إلى أعلى مستوى
  • تفاؤل الطلب الصيني على الوقود يدعم ارتفاع أسعار النفط
  • نمو القطاع الصناعي في الصين خلال فبراير الماضي
  • سكان نيويورك يشترون البيض بـ”الحبة”