الفضّة في أعلى مستوى منذ 12 عامًا ولبنانيون يشترون السبائك
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
يشقّ المعدن الأبيض طريقه في السوق العالميّة بفائض من الثقة بقدرته على جذب أنظار المستثمرين إليه. ينافس في سعره التصاعدي شقيقه الأكبر الأصفر، ويثبت أنّ مكانته لا يستهان بها، مدعومًا بطلب عالمي متزايد وصل إلى مستوى قياسي جديد، وفقاً لتقرير معهد الفضّة العالمي. بلغة الأرقام، ارتفعت أسعار الفضّة بنسبة 42.
لماذا قفزت أسعار الفضّة؟
تُصنّف الفضّة ضمن المعادن النفيسة والصناعيّة في الوقت نفسه، لم تعد استخداماتها مقتصرة على المجوهرات والأواني الفضيّة، بل باتت تدخل في الصناعات التي أنتجتها الثورة الصناعيّة الرابعة، حيث أنّ 50% من فضّة العالم تُستخدم في الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا المتقدّمة ومصادر الطاقة المتجدّدة، كالهواتف الذكيّة، والأجهزة اللوحيّة، والأنظمة الكهربائيّة للسيارات، وخلايا الألواح الشمسيّة، والمفاعلات النوويّة، والبطاريات، وطب الأسنان، والتصوير الفوتوغرافي وغيره من الصناعات. في السياق يشير تقرير معهد الفضّة العالمي إلى ارتفاع الطلب على الفضّة عام 2023 في التطبيقات الصناعيّة بنسبة 11%، حيث وصل إلى مستوى قياسي بلغ 654.4 مليون أونصة، وفاق حجم المعروض خلال العام الماضي، واستمر الطلب على الفضّة خلال العام الحالي بفعل الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية التي تستخدم المعدن الفضي في تحويل الضوء إلى طاقة، فضلاً عن "تطبيقات الاقتصاد الأخضر الأخرى".
التحوّل الحاصل في أداء الفضّة، ينطلق من استخدامه في الصناعات العالميّة، لاسيّما في مصادر الطاقة المتجدّدة، وفق مقاربة الرئيس التنفيذي لـ Advisory and Business علاء سليمان غانم في اتصال مع "لبنان 24" لافتًا إلى أنّ العديد من الشركات العالميّة تجري اختبارات على الفضّة لتقييم نتائج استخدامه في أنظمة الطاقة الشمسيّة "وفي حال ثبُت المنحى الإيجابي، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الفضّة خلال العام 2025. وعن اتجاه أسعار الفضّة صعودًا أو هبوطًا، لفت غانم إلى أنّ الأمر مرهون بعدّة عوامل منها اقتصاديّة وجيوسياسيّة،ومنها ما هو مرتبط بحجم الطلب الصناعي على الفضّة، ومراقبة تطورات الطلب والعرض، بحيث لا يمكن معرفة ما إذا كانت الزيادة في الطلب ستقابلها زيادة في العرض، وإذا ارتفع الطلب مقابل نقص في العرض بنسب كبيرة سيرتفع السعر".
هل يشتري اللبنانيون سبائك الفضّة؟
تستفيد الفضّة من التوترات الجيوسياسية، وحالة عدم اليقين الاقتصادي، وارتفاع الطلب الصناعي، ومستقبلها واعد كحال بقيّة المعادن، وفق رؤية الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة في اتصال مع "لبنان 24".
وعن نصيحته للبنانيين بالاستثمار في الفضّة وشراء السبائك، بظل عدم ثقتهم بالمصارف يلفت حبيقه إلى وجوب التنويع في المحفظة الاستثماريّة "أنصح اللبنانيين بتنويع استثماراتهم وليس التركيز على عدد قليل من الأدوات".
الإقبال على الفضّة في لبنان
لا ثقة للبنانيين في المصارف بفعل استمرار احتجاز ودائعهم للعام الخامس على التوالي، من هنا يبحث المقتدرون منهم عن أبواب لاستثمار أموالهم بدل تكديسها في المنازل، ما يعرّضها لمخاطر السرقة والتلف. في الآونة الأخيرة عمد بعض اللبنانيين إلى الإقبال على شراء سبائك الفضّة وفق ما أكّد لـ "لبنان 24"أحد أصحاب محلات المجوهرات، متحدّثًا عن ارتفاع في الطلب على سبائك الفضّة في الآونة الأخيرة، بقصد تخزينها بدلًا من الاحتفاظ بالأموال النقدية، عائدًا سبب الطلب المستجد إلى انخفاض سعر الفضّة مقارنةً بالذهب، وادخال المعدن الأبيض في الصناعات في الدول الصناعيّة. بالمقابل صاحب محل مجوهرات عريق في شارع الحمرا يقول لموقعنا "لا أتعامل بالفضّة، لا اشتريه ولا أبيعه، أفضّل الذهب لامكانية شراء كميّات صغيرة منه، بينما تكون كمية الفضّة المشتراة بنفس المبلغ أكبر بكثير، ويصعب تخزينها والحفاظ عليها".
بالمحصّلة، دخول المعدن الأبيض النفيس عالم الصناعات الحديثة، يُقرن مستقبله بازدهار الاقتصاد، ويربط سعره بالصناعة صعودًا أو هبوطًا، وفق وتيرة النشاط الصناعي وصحة الاقتصاد. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الصناعات على الفض ة العالمی ة الطلب على الصناعی ة لبنان 24
إقرأ أيضاً:
الطلب القوي يرفع أسعار الذهب لأعلى مستوى في أسبوعين
الاقتصاد نيوز - متابعة
سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى في أسبوعين، الخميس، بدعم من الإقبال على شراء الملاذ الأمن وتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية، مع التركيز على توقعات أسعار الفائدة الأميركية قبل التنفيذ المرتقب للرسوم التجارية التي اقترحها الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية واحدا بالمئة إلى 2649.73 دولار للأونصة بحلول الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش ليسجل أعلى مستوى منذ 18 ديسمبر.
وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8 بالمئة إلى 2663.20 دولار للأونصة.
وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات، مما يعزز إقبال المستثمرين على شراء المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
وقالت رونا أوكونيل المحللة لدى ستون إكس "لا أرى شيئا في الأنباء يحرك السوق لكن العوامل الجيوسياسية تدعم السوق"، في إشارة إلى التوترات الدولية فضلا عن حالة الغموض المالي لا سيما قبل تنصيب ترامب.
ويزيد انخفاض أسعار الفائدة من جاذبية الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية.
وتنتظر السوق الآن مجموعة جديدة من المحفزات، بما في ذلك سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية المقرر صدورها الأسبوع المقبل التي قد تؤثر على توقعات أسعار الفائدة لعام 2025.
وسجل الذهب عدة مستويات قياسية في عام 2024 وارتفع 27 بالمئة، وهي أكبر زيادة سنوية منذ عام 2010، وذلك وسط تدابير خفض أسعار الفائدة التي اتخذها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وعمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
ومن المقرر أن تبدأ ولاية ترامب الرئاسية في 20 يناير.
ومن المتوقع أن ترفع الرسوم الجمركية المقترحة وسياسات الحماية التجارية معدلات التضخم ومن الممكن أن تشعل حروبا تجارية، مما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 2.1 بالمئة إلى 29.48 دولارا للأونصة.
وارتفع البلاديوم 1.3 بالمئة مسجلا 922.04 دولار للأونصة، وصعد البلاتين 2.1 بالمئة ليسجل 922.85 دولار للأونصة.