أكد علي جبار، النائب الأول لرئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، رئيس بعثة المنتخب العراقي المشارك في بطولة كأس الخليج الـ26 المقامة حاليًا في الكويت، وعضو الاتحاد الخليجي لكرة القدم، أن بطولة كأس الخليج محببة لدى جميع دول الخليج، وهي بمثابة كأس عالم مصغرة، حيث يجتمعون فيها على المحبة والإخاء، فهم جميعًا لديهم روابط كبيرة مع بعضهم البعض وأخوة في كل شيء.

وتحدث علي جبار في حوار خاص لـ"عُمان" عن عدة محاور تخص البطولة، أبرزها الناحية التنظيمية والدور الرئيسي الذي تلعبه لأبناء الخليج، وكذلك أسباب خروج المنتخب العراقي من الدور الأول للبطولة.

في البداية، ما دور البطولة في تعزيز اللحمة الخليجية؟

البطولة تعد من أهم البطولات في المنطقة الخليجية، والناس تنتظر موعد إقامتها بسبب انجذابهم الكبير إليها، كما أن جماهيرها كبيرة في دول الخليج، ويحرصون على حضور المباريات في مدرجات الملعب وليس على شاشات التلفاز، وعليه، فإن البطولة تجمع الأشقاء وتزيد من الأخوة والترابط والتعاون بين جميع الدول الخليجية، كما أن البطولة دائمًا ما تشهد حضورًا لافتًا من جميع المنتخبات المشاركة في هذا الحدث الكبير، وذلك يرجع لدورها الفعّال في تعزيز اللحمة الخليجية على مدار البطولات الماضية.

إلى أي مدى كأس الخليج له بصمته الخاصة على الرغم من التقليل منه؟

كرة القدم وُلدت للجماهير، والجماهير الخليجية تعشق بطولات الخليج منذ نشأتها، ومنذ إقامة البطولة الأولى لكأس الخليج حتى هذه البطولة، يمكنك أن ترى الإقبال الجماهيري لحضور المباريات والرغبة الكبيرة في الحضور لهذا العرس الخليجي من قبل جميع محبي كرة القدم، مؤكدًا أن البطولة كبيرة وتستحق المتابعة والتقدير، فما دام أبناء وجميع شعوب الخليج يتابعونها برغبة ولهفة ومحبة، فإنها بلا شك تستحق الاحترام والاستمرار بأعلى المستويات.

ما رأيك في تنظيم الكويت للبطولة؟

أكد أن بطولة الخليج، بطولة كبيرة جدًا، فبهذه البطولة تعشقها دول الخليج، وتحضر الجماهير فيها من كل حدب وصوب، وفي رأيي، التنظيم كان رائعًا، ولا توجد أي سلبية حول التنظيم سواء من خلال الجانب الإداري أو الفني أو اللوجستي أو التنظيم في الملاعب التي احتضنت مباريات البطولة، وهما ملعب جابر المبارك وملعب جابر الأحمد الصباح، حيث أشار إلى أن التنظيم فيهما جاء بشكل عالٍ جدًا وهناك تعاون كبير من قبل المسؤولين، والأمور تسير بصورة جيدة نحو النهائي.

بماذا تميزت بطولة كأس الخليج الـ26 عن البطولات السابقة؟

أوضح أن كل بلد يستضيف البطولة يحاول تقديم أفضل السبل لإنجاحها ويبذل قصارى جهده ليتميز عن بقية الدول التي استضافت البطولة قبله، سواء للمشجعين أو الكوادر أو المنتخبات أو الإداريين، وهذا ما لمسناه من خلال التعاون الكبير الذي حظينا به، وأجواء البطولة جميلة جدًا وكل الظروف جاءت مهيأة لاستقبال هذا الحدث الجميل، ورأينا في الجانب الكويتي، سواء اتحاد الكرة أو المسؤولين أو الجهات التي ساعدت في تنظيم الحدث، أنها كانت لها تعاون مثمر جدًا وسهلت جميع الأمور على جميع المنتخبات المشاركة ووفودها وجماهيرها وكل من جاء خصيصًا لمشاركتهم فرحة احتضان هذا الحدث الأبرز، مشيرًا إلى أن البطولة ناجحة بكل المقاييس.

هل إقامة البطولة الخليجية بصورة مستمرة لها فوائد للمنتخبات المشاركة؟

تكمن أهمية البطولة في أن اللقب الذي يحصده المنتخب الفائز بالبطولة تتمناه جميع الدول الخليجية، وذلك رغبة من أبنائها في إيصال فكرة أن هذا الكأس ثمين ومحبب في الخليج، ودلالة كبيرة على المحبة والروابط الجميلة بين كافة دول الخليج، مشيرًا إلى أن البطولة من الأساس كبيرة، وتم الاعتراف بها ومحببة، والمنتخبات في هذه النسخة شاركت بالصف الأول، مؤكدًا على التنافس الكبير الذي شهدته والأداء العالي في جميع المباريات، كما أشار إلى أن الجولة الأخيرة هي من حددت هوية الواصلين إلى الدور نصف النهائي، وهناك تقارب كبير في المستويات.

وأوضح أن المنتخبات في البطولات السابقة كانت تشارك بصورة مستمرة بالفريق الأول مع مشاركة السعودية وبعض المنتخبات بالصف الثاني خلال آخر نسختين فقط، مبينًا أن عدم مشاركة بعض المنتخبات بالصف الأول في آخر بطولتين جاءت بسبب وجود استحقاقات أكبر، وهذا الموضوع معني بالكوادر التدريبية، ففي بعض الأحيان المدرب هو من يسير في هذا الاتجاه، لكن رغبة الاتحاد والجماهير دائمًا ما تكون بمشاركة المنتخب بالصف الأول، مؤكدًا أنه في بعض الأحيان توجد فلسفة خاصة لبعض المدربين، وأنا ضد فكرة لعب المنتخبات بالصف الثاني؛ لأنها بطولة كبيرة ولها تاريخ حافل وجميل لجميع المنتخبات على مدار أكثر من 50 عامًا ولا تقل شأنًا عن البطولات الأخرى.

كيف رأيت المستويات الفنية لمباريات البطولة بمشاركة المنتخبات بالصف الأول؟

المستوى الفني للبطولة جاء على مستوى عالٍ جدًا، وجميع المنتخبات المشاركة جاءت بمستوى متقارب، حيث لم يكن هناك فرق في المستوى بين كافة المنتخبات المشاركة، ففي مجموعة العراق، قدمت البحرين مستويات كبيرة والسعودية كذلك، وحتى منتخب اليمن قدم مستويات جيدة، كما أن المجموعة الثانية كذلك حفلت مبارياتها بالإثارة، وجاء نسق المباريات فيها عاليًا، وشهدت خروج الإمارات وقطر، حيث إن الإمارات منتخب كبير ومنظم ويملك في صفوفه عناصر جيدة جدًا لكنه ودع من الدور الأول، وهذه هي حال كرة القدم.

وأشار إلى أن المنتخب العراقي لعب أمام منتخب عمان مباراتين ضمن تصفيات كأس العالم وتمكن من الفوز في كليهما في البصرة ومسقط، لكن الوضع اختلف تمامًا في هذه البطولة، حيث قدم المنتخب العماني أداء لافتًا واستطاع العبور إلى الدور نصف النهائي في صدارة مجموعته، وكذلك المنتخب الإماراتي قدم مردودًا جيدًا خلال منافسات البطولة على الرغم من خروجه من دور المجموعات وضم عدة أسماء بارزة، وعليه، فإن الجوانب الفنية في هذه البطولة عالية جدًا لجميع المنتخبات المشاركة، وقدموا مباريات ذات ندية كبيرة، وإلى آخر دقائق المباراة لم يكن بمقدورك معرفة الطرف الفائز في المباراة، كما أنه لا يوجد منتخب ضعيف وآخر قوي، وجاءت المباريات بأشواطها جيدة المستوى.

ما مدى تطور البطولة على مدى تاريخها الطويل؟

كل جوانب الحياة في تطور مستمر وليس فقط في الرياضة، فعلى سبيل المثال، بطولة كأس الخليج الـ25 التي أقيمت في البصرة، والبطولة الـ26 المقامة حاليًا في الكويت، هناك تطور ملحوظ في كل شيء، حيث جاء التطور على كافة المستويات سواء في الجوانب اللوجستية والتنظيمية والإدارية والترتيبات الأخرى، أو في الجوانب الفنية، والجميع كان شاهدًا على افتتاح كأس الخليج في البصرة وكذلك افتتاح كأس الخليج في الكويت، مشيرًا إلى أن هذه الأشكال المبهرة التي حضرت في افتتاح البطولتين لم تكن موجودة مسبقًا، ولذلك، فإننا كلما مضينا في بطولات الخليج، كونها بطولة يعشقها أبناء الخليج، سيكون لها أثر كبير ومستقبل رائع، كما ستكون أفضل وبمستوى أعلى، وستكون جميع الجوانب التي تشارك في بطولات الخليج تسهم في نجاحها إلى أبعد درجة.

كيف رأيت التغطية الإعلامية للبطولة؟

بطولة الخليج من الأساس هي بطولة إعلامية وذلك بوجود الأعداد الغفيرة من الإعلاميين لتغطية الحدث الخليجي الأبرز على مستوى المنطقة، وهذا أمر جيد، لكن في بعض الأحيان، هذا الزخم الإعلامي يوجد تأثيرات أنت في غنى عنها لأن البطولة إعلامية، ونأمل من جميع الإعلاميين في دول الخليج التركيز على الجوانب الإيجابية وإبعاد كل الجوانب السلبية، حيث إن العمل به جوانب إيجابية وأخرى سلبية، واللقاءات التي يقوم بها الإعلامي بها هذه الجوانب كذلك، ويجب الاعتراف بأن البطولة لأبناء الخليج وينظرون إليها بشغف ونجاح، وأرى بأن القادم سيكون أفضل لبطولات الخليج بصورة عامة.

ما أسباب خروج المنتخب العراقي بعدما دخل البطولة حاملًا للقب النسخة الماضية؟

يجب أن تتوقع كل نتيجة في عالم كرة القدم، فهي لا تعرف المستحيل ولا تعترف بالفريق القوي والضعيف، ومثال ذلك في كأس العالم التي أقيمت في قطر مؤخرًا، نجح المنتخب السعودي في التغلب على الأرجنتين، والأرجنتين بعد ذلك حصدت كأس العالم 2022، وهذا ليس مقياسًا، ولكن المنتخب العراقي لم يظهر بالمستوى المطلوب الذي اعتادت الجماهير عليه في الفترة الماضية، ومنتخب كبير لديه عناصر جيدة في جميع الخطوط، وفي رأيي أن سبب الخروج المبكر من دور المجموعات يعود إلى تخبط الكادر التدريبي في الاستقرار على وضع التشكيلة الأساسية التي بدأت المباريات، والتبديلات غير الصحيحة أثناء المباريات، وهي ما أدت في النهاية إلى الخروج المبكر من الدور الأول وأثرت بشكل مباشر على الفريق وأوصلت الفريق إلى الوداع المبكر.

وكان هناك اجتماع مع اللاعبين برئاسة رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال بعد الانتهاء من مباراة المنتخب أمام السعودية، التي على إثرها ودع المنتخب العراقي البطولة، وتحدثنا فيه بأن موضوع كأس الخليج في طي النسيان، ومثلما حصد المنتخب العراقي اللقب في بطولة كأس الخليج الـ25، فإننا خرجنا من الدور الأول للبطولة الحالية، وليس لدينا أي مشكلة في هذا الجانب، ولدينا استحقاق تكملة مشوار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم، ونحن في المركز الثاني حاليًا في هذه التصفيات، ونعقد آمالًا عريضة للوصول إلى كأس العالم، والوصول إليه يعد شيئًا كبيرًا جدًا، حيث لم يتحقق ذلك للمنتخب العراقي منذ عام 1986، ولذلك، أنظار الحكومة وكل أبناء الشعب العراقي نحو تحقيق هذا الحلم، ونعقد آمالًا كبيرة على الجهاز الفني للمنتخب واللاعبين وجماهيرنا الوفية في دعمنا نحو تحقيق هذا الهدف، كما أن الجميع يتعاون معنا لتحقيق ذلك، وهو أمر ليس ببعيد، وقادرون على التأهل إلى كأس العالم.

ما هي الأشياء التي تود رؤيتها في البطولات الخليجية المقبلة؟

في كل بطولة يوجد هناك إيجابيات وسلبيات، وفي هذه البطولة الإيجابيات جاءت كثيرة لا تعد ولا تحصى، وهذه هي الحقيقة لكي لا نبخس حق إخواننا الكويتيين من ناحية التنظيم والإعداد الرائع، ولكن أأمل في بطولات الخليج المقبلة أن يكون هناك اهتمام عالي المستوى، كون الدول الأخرى تنظر إلينا، وعندما نصل إلى مستوى عالٍ جدًا من التنظيم، فإن هذا يعكس الصورة الحقيقية لأبناء الخليج، وبأن التطور الحاصل لديهم في ثقافتهم وفي هكذا بطولات وفي محبتهم لبعضهم البعض، ونأمل أن تكون البطولات الخليجية القادمة لا تقل شأنًا عن هذه البطولة وأن تصل إلى أبعاد إيجابية كبيرة جدًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بطولة کأس الخلیج المنتخب العراقی من الدور الأول بطولات الخلیج هذه البطولة بالصف الأول کأس العالم أن البطولة دول الخلیج کرة القدم البطولة ا الخلیج ا جمیع ا إلى أن فی هذه کما أن

إقرأ أيضاً:

اتحاد الكرة يعيد ترتيب أوراقه إدارياً.. ومدرب مؤقت للمنتخب العراقي في الأفق

أبريل 22, 2025آخر تحديث: أبريل 22, 2025

المستقلة/ – بين العواصف الإدارية والتخبّط الفني، يشهد المشهد الكروي العراقي مرحلة دقيقة من التحوّلات، وسط محاولات حثيثة من الاتحاد العراقي لكرة القدم لإعادة ضبط الإيقاع الداخلي وتفادي الانهيار، في وقتٍ لا يزال فيه ملف مدرب المنتخب الوطني مفتوحًا على سيناريوهات متعدّدة.

الجمعية العامة تمنح “طوق النجاة” لاتحاد الكرة

شهدت العاصمة بغداد قبل أيام اجتماعًا حاسمًا للجمعية العامة لاتحاد الكرة، حضره 42 عضوًا من أصل 56، في ظل غياب 14 عضوًا. الاجتماع، الذي وُصف بأنه منعطف مصيري، أسفر عن تمرير التقريرين الإداري والمالي، مما اعتُبر إنجازًا إداريًا أنقذ الاتحاد من أزمة داخلية خانقة.

ورغم تأجيل انتخابات اللجان المستقلة، بما فيها لجنة التدقيق والامتثال، واللجان الانتخابية والهيئات القضائية، إلى جلسة استثنائية مرتقبة، فإن التوافق على تعديلات في النظام الأساسي يُعدّ خطوة نحو إعادة بناء الثقة داخل البيت الكروي، بعد أسابيع من الاتهامات والتوترات التي هددت استقرار المكتب التنفيذي.

عموتة الأقرب لقيادة المنتخب مؤقتاً

على الجانب الفني، يبقى مصير قيادة المنتخب الوطني غامضًا بعد إقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس، وتحويل ملفه إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية “كاس”، التي ستبت في مدى قانونية الشروط الجزائية والتعويضات المستحقة.

في هذا الفراغ، عاد اسم المدرب المغربي حسين عموتة ليطفو على السطح، حيث تُشير مصادر مطلعة إلى وجود مفاوضات مع نادي الجزيرة الإماراتي لإعارته مؤقتًا إلى اتحاد الكرة العراقي، بهدف قيادة المنتخب في مباراتين حاسمتين أمام كوريا الجنوبية في البصرة، والأردن في عمّان، خلال شهر حزيران المقبل.

خطة “إنقاذ فني” قبل التعاقد مع مدرب دائم

وبحسب التسريبات، فإن الاتحاد يُخطط لتعيين مدرب مؤقت لقيادة الفريق في المباراتين المقبلتين، مع الاتجاه لاحقًا نحو التعاقد مع مدرب أجنبي دائم خلال شهر تموز المقبل. الخطوة تأتي كخطة إنقاذ قصيرة المدى، تهدف إلى احتواء الأزمة الفنية، وتجنّب إرباك الاستعدادات في ظل ضيق الوقت وقرب الاستحقاقات الرسمية.

جمهور مترقب وآمال معلقة

في ظل هذه التطورات، يترقب الجمهور الرياضي العراقي بحذر ما ستؤول إليه الأمور، وسط مطالبات بحسم ملف المدرب بسرعة، ووضع خارطة طريق واضحة لإعداد المنتخب بشكل يليق بتطلعات الشارع الرياضي، الذي لا يزال يبحث عن فريق مستقر فنيًا ومهيأ لتحقيق النتائج المرجوة.

مقالات مشابهة

  • اتحاد الكرة يعيد ترتيب أوراقه إدارياً.. ومدرب مؤقت للمنتخب العراقي في الأفق
  • المنتخبات السعودية للفئات السنية.. أرقام متفردة بين كبار آسيا وحضور منتظر في المونديال
  • هدفنا التتويج.. وزير الشباب والرياضة يحفز منتخب المصارعة قبل بطولة أفريقيا
  • المنتخبات السعودية للفئات السنية.. أرقام متفردة بين كبار آسيا
  • وصول بعثة المنتخب الوطني لكرة الصالات النسائية المغرب للمشاركة في أمم أفريقيا
  • نادي الجزيرة الإماراتي ينفي تولي مدربه “الحسين عموته” تدريب المنتخب العراقي
  • نادي الجزيرة ينفي تولي (الحسين عموتة) تدريب المنتخب العراقي
  • مصدر.. عموتة وافق منذ 3 أشهر… والجزيرة يعرقل تدريب المنتخب العراقي!
  • نفي رسمي لتولي المدرب المغربي الحسين عموتة تدريب المنتخب العراقي
  • الأخضر تحت 17 يواجه أوزبكستان في نهائي كأس آسيا