سواليف:
2025-03-10@09:36:25 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. لا ملح ولا ماء

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

لا #ملح ولا #ماء

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 13 / 5 / 2017

لست متأكدا إن كنتم ستقرؤون ما سأكتب، بل سامحوني إن قلت لكم إنها المرة الأولى التي أتمنى فيها ألا تقرؤوا ما سأكتب؛ لأنني أخجل أن امتدح صبركم وأنا العجول، وصمودكم وأنا المستسلم، وشموخكم وأنا المتطأطئ، وانتصاركم وأنا أول بيادق الانكسار، وجوعكم وأنا المتخم من العار.

أخجل أن أكتب عنكم ولكم، وأنا لم أرم في سبيل فلسطين حجرا ولم أرفع عن الأرض غصن زيتونة، ولم أضمّ بين ذراعي ابن شهيد، ولم اكتب شعارا على جدار. أخجل أن نشارك في وقفة تحيّى إضرابكم، لا نطيق حمل اللافتات تحت الشمس لأكثر من دقائق، نسلمها لمتضامنين تفيئوا بما فيه الكفاية، نلوذ بالظل ونهتف لكم. ثم في نهاية الوقفة النضالية نتداعى جميعا إلى بوفيه مفتوح!

مقالات ذات صلة اعتماد قيمة المركبة قبل جمركها لاحتساب رسوم الترخيص بدلا من سعة المحرك / تفاصيل 2024/12/31

لا ملح ولا ماء في وجوهنا. فقد تساقطت جميعها في أوانيكم. تساقطت مع دمع الأمهات المالح أمام الأسوار العالية في لهفة الزيارة. تساقطت مع عرق الآباء الممسكين بعكازة العمر القليل. ثم نتجرأ أمام الشاشات وكاميرات النقل المباشر لندعوكم للصمود! ماذا فعلنا ليتبارك هذا الصمود؟ ماذا قدّمنا ليبقى هذا الصمود؟ ما أجبننا وأضعفنا وأبلغ نفاقنا ونحن الذين نقلب الدنيا إذا ما تأخر الغداء عن موعده أو أعدّت أطباق لا نشتهيها على موائد الاختيار.

لا ملح ولا ماء في وجوهنا فقد سقطت جميعها في أوانيكم. وجوهنا مرايا مكسّرة ماتت فيها الملامح. ونبتت مكانها شهوة المصالح. لا تراهنوا على صحوتنا ونخوتنا ووحدتنا. خيولكم، سيوفك، هي جوارحكم. في زمن عزّت فيه الجوارح!
أخجل أن أقول: “أنا متضامن”. ومراكز اللياقة في الوطن العربي تغصّ بالمشتركين السمان لينقصوا أوزانهم الثقيلة، يدفعون اشتراكات شهرية مجزية ليعتادوا الجوع الطوعي، لينكمش محيط الخصر قليلا، أو تنسحب طيّات الكروش إلى ما قبل حدود “النمرة” 67، أخجل أن أقول لكم إن الجوع كرامة، ونحن نتقلّب أناء الليل وأطراف النهار على فراش القلق من فرط تخمة الذل العربي، نقترض لنولم للضيوف فيقال عنّا كرماء، نبيع المواقف بالجملة فنبلى بالتبعية، نبيع الأوطان بالجملة فنبلى بالاحتلال، نقايض الأرض والعرض والعروبة مقابل باخرة طحين واحدة ثم نأتي لنقود التنظير عليكم ونقول: (عليكم بالصمود.. فجوعكم يؤلمهم). لقد كذبنا. جوعكم يؤلمنا، فأنتم من يعلمنا أن البطن لا يملأ على حساب الوطن، وقد أكلنا الوطن وعلى حساب الوطن وبثمن الوطن حتى أصبنا بالعسرة! نحن دواجن العصر، نحن “فراريج المزارع”، نأكل لنسمن، متطأطئين الرؤوس طوال الوقت لا نرفعها أبدا إلا عند الذبح أو الدعاء للحاكم.

الأمهات في فلسطين منذ سبعين عاما وهنّ يطبخن الحصى حتى لا تجوع الكرامة، يوقدن نار النضال تحت قدر الأرض حتى لا تبرد، يعرفن جيّدا أن حصى الوطن المحتل لا تنضج أبدا، وأولاد فلسطين لا ينامون عن حقوقهم، لكن لا بدّ من غلي العزّة حتى لا تعتاد الأمعاء على “الرضوخ”. أنتم قدر فلسطين وقدرها وأنتم الحصى الذي لا يذوب بماء الوقت أبدا.

أخجل ان أكتب أكثر، وأن أتغرغر بعبارات مهما استطالت أعناقها لن تصل إلى طهر أحلامكم، إلى بعض آلامكم، أخجل أن أنزلق ثانية بالتنظير وأنا لم أجرّب الأسر يوما، لم أوشوش الاسمنت في الليل الطويل، لم تورق القضبان بين يديّ في موسم الانتظار. أخجل أن أحييكم، ويدي القصيرة لا تطول الا الكتابة، صدقوني أخجل من الخجل أمامكم. ففي هذه اللحظة ثمة أطفال يسمعون صرير أمعاء الآباء كلما فتح باب المعتقل، وثمة زوجات تتوه بين أصابعهن المقادير كلما تذكّرن الزنزانة والجوع ونحول الجسد والملح المذاب بالماء، وثمة طباق الشفاه التي لا تفتح الا على “ميم الملح و”ميم الماء” و”ميم الموت” البطيء.

لا ملح ولا ماء في وجوهنا فقد سقطت جميعها في أوانيكم. وجوهنا مرايا مكسّرة ماتت فيها الملامح. ونبتت مكانها شهوة المصالح. لا تراهنوا على صحوتنا ونخوتنا ووحدتنا. خيولكم، سيوفك، هي جوارحكم. في زمن عزّت فيه الجوارح!

أيها المتضوّرون انتصارا هنيئا لكم هذا السمو. فقد ملكتم الوطن والحياة بين شفتيكم. ما الوطن الاّ أرض وسماء. فنصف الأرض ملح ونصف السماء ماء.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

مضى #183يوما … بقي #93يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ملح ماء سجين الوطن حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

يوم الشهيد.. أحمد موسى: الإرهابي يظل إرهابيًا حتى لو اغتسل بماء زمزم

أكد الإعلامي أحمد موسى أن مصر تحتفل يوم 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد، وهو اليوم الذي يتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، الذي استشهد في الصفوف الأمامية خلال المعركة، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن كرمز للتضحية والفداء.

أحمد موسى يتغزل في محمد صلاح: الأسطورة الحقيقية

وخلال تقديمه برنامج "على مسئوليتي" عبر قناة "صدى البلد"، شدد أحمد موسى على أن الشهداء سيظلون دائمًا في قلب الوطن، مشيرًا إلى أهمية إحياء ذكرى الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن واستقرار البلاد.

وأشار أحمد موسى، مساء السبت، إلى أن مساندة الوطن فرض على الجميع، مؤكدًا موقفه الدائم في دعم الدولة المصرية ومؤسساتها، قائلًا: "سأظل دائمًا أتحدث عن شهداء الوطن، وعن الأحداث التي استهدفت رجال الجيش والشرطة، مثل واقعة قسم كرداسة، وأحداث مديرية أمن القاهرة، وحادث الفرافرة".

وأكد موسى أنه لا يمكن التسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين، مضيفًا: "الإرهابي يظل إرهابيًا، حتى لو اغتسل بماء زمزم، ولا يمكن أن نساعد في تبييض صورته".

واختتم موسى حديثه بالتأكيد على أن الشعب المصري يدرك جيدًا من هم أعداء الوطن، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال الفترة الماضية على الموقف الثابت للشعب في دعم الدولة المصرية ومؤسساتها، خاصة في الأوقات الصعبة التي يواجهها الوطن.

مقالات مشابهة

  • أحمد الفيشاوي: جربت كل أنواع المخدرات بمحض إرادتي
  • النائب أحمد الخير يُهنئ المعلمين بمناسبة عيدهم: رسالتكم مقدسة
  • أحمد موسى: ما يحدث في سوريا من الإرهاب اليوم كان مصير مصر
  • هما اللي على الرأس .. كلمات مؤثرة من أحمد موسى بمناسية يوم الشهيد
  • أحمد موسي: لا يمكن التسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين
  • أحمد موسى: منذ دخولي الصحافة وأنا أدافع عن مصر.. فيديو
  • يوم الشهيد.. أحمد موسى: الإرهابي يظل إرهابيًا حتى لو اغتسل بماء زمزم
  • بعد الهجوم عليه .. أحمد موسى: أحمل رسالة عظيمة وهي خدمة الوطن
  • أجلست الى أحمد عبيدات و الجنرال الدويري ؟
  • أحمد الفيشاوي: الحب انتهي في حياتي ومش هتجوز تاني ومفيش واحدة تخليني أغير رأي