سواليف:
2025-04-09@21:34:51 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. لا ملح ولا ماء

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

لا #ملح ولا #ماء

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 13 / 5 / 2017

لست متأكدا إن كنتم ستقرؤون ما سأكتب، بل سامحوني إن قلت لكم إنها المرة الأولى التي أتمنى فيها ألا تقرؤوا ما سأكتب؛ لأنني أخجل أن امتدح صبركم وأنا العجول، وصمودكم وأنا المستسلم، وشموخكم وأنا المتطأطئ، وانتصاركم وأنا أول بيادق الانكسار، وجوعكم وأنا المتخم من العار.

أخجل أن أكتب عنكم ولكم، وأنا لم أرم في سبيل فلسطين حجرا ولم أرفع عن الأرض غصن زيتونة، ولم أضمّ بين ذراعي ابن شهيد، ولم اكتب شعارا على جدار. أخجل أن نشارك في وقفة تحيّى إضرابكم، لا نطيق حمل اللافتات تحت الشمس لأكثر من دقائق، نسلمها لمتضامنين تفيئوا بما فيه الكفاية، نلوذ بالظل ونهتف لكم. ثم في نهاية الوقفة النضالية نتداعى جميعا إلى بوفيه مفتوح!

مقالات ذات صلة اعتماد قيمة المركبة قبل جمركها لاحتساب رسوم الترخيص بدلا من سعة المحرك / تفاصيل 2024/12/31

لا ملح ولا ماء في وجوهنا. فقد تساقطت جميعها في أوانيكم. تساقطت مع دمع الأمهات المالح أمام الأسوار العالية في لهفة الزيارة. تساقطت مع عرق الآباء الممسكين بعكازة العمر القليل. ثم نتجرأ أمام الشاشات وكاميرات النقل المباشر لندعوكم للصمود! ماذا فعلنا ليتبارك هذا الصمود؟ ماذا قدّمنا ليبقى هذا الصمود؟ ما أجبننا وأضعفنا وأبلغ نفاقنا ونحن الذين نقلب الدنيا إذا ما تأخر الغداء عن موعده أو أعدّت أطباق لا نشتهيها على موائد الاختيار.

لا ملح ولا ماء في وجوهنا فقد سقطت جميعها في أوانيكم. وجوهنا مرايا مكسّرة ماتت فيها الملامح. ونبتت مكانها شهوة المصالح. لا تراهنوا على صحوتنا ونخوتنا ووحدتنا. خيولكم، سيوفك، هي جوارحكم. في زمن عزّت فيه الجوارح!
أخجل أن أقول: “أنا متضامن”. ومراكز اللياقة في الوطن العربي تغصّ بالمشتركين السمان لينقصوا أوزانهم الثقيلة، يدفعون اشتراكات شهرية مجزية ليعتادوا الجوع الطوعي، لينكمش محيط الخصر قليلا، أو تنسحب طيّات الكروش إلى ما قبل حدود “النمرة” 67، أخجل أن أقول لكم إن الجوع كرامة، ونحن نتقلّب أناء الليل وأطراف النهار على فراش القلق من فرط تخمة الذل العربي، نقترض لنولم للضيوف فيقال عنّا كرماء، نبيع المواقف بالجملة فنبلى بالتبعية، نبيع الأوطان بالجملة فنبلى بالاحتلال، نقايض الأرض والعرض والعروبة مقابل باخرة طحين واحدة ثم نأتي لنقود التنظير عليكم ونقول: (عليكم بالصمود.. فجوعكم يؤلمهم). لقد كذبنا. جوعكم يؤلمنا، فأنتم من يعلمنا أن البطن لا يملأ على حساب الوطن، وقد أكلنا الوطن وعلى حساب الوطن وبثمن الوطن حتى أصبنا بالعسرة! نحن دواجن العصر، نحن “فراريج المزارع”، نأكل لنسمن، متطأطئين الرؤوس طوال الوقت لا نرفعها أبدا إلا عند الذبح أو الدعاء للحاكم.

الأمهات في فلسطين منذ سبعين عاما وهنّ يطبخن الحصى حتى لا تجوع الكرامة، يوقدن نار النضال تحت قدر الأرض حتى لا تبرد، يعرفن جيّدا أن حصى الوطن المحتل لا تنضج أبدا، وأولاد فلسطين لا ينامون عن حقوقهم، لكن لا بدّ من غلي العزّة حتى لا تعتاد الأمعاء على “الرضوخ”. أنتم قدر فلسطين وقدرها وأنتم الحصى الذي لا يذوب بماء الوقت أبدا.

أخجل ان أكتب أكثر، وأن أتغرغر بعبارات مهما استطالت أعناقها لن تصل إلى طهر أحلامكم، إلى بعض آلامكم، أخجل أن أنزلق ثانية بالتنظير وأنا لم أجرّب الأسر يوما، لم أوشوش الاسمنت في الليل الطويل، لم تورق القضبان بين يديّ في موسم الانتظار. أخجل أن أحييكم، ويدي القصيرة لا تطول الا الكتابة، صدقوني أخجل من الخجل أمامكم. ففي هذه اللحظة ثمة أطفال يسمعون صرير أمعاء الآباء كلما فتح باب المعتقل، وثمة زوجات تتوه بين أصابعهن المقادير كلما تذكّرن الزنزانة والجوع ونحول الجسد والملح المذاب بالماء، وثمة طباق الشفاه التي لا تفتح الا على “ميم الملح و”ميم الماء” و”ميم الموت” البطيء.

لا ملح ولا ماء في وجوهنا فقد سقطت جميعها في أوانيكم. وجوهنا مرايا مكسّرة ماتت فيها الملامح. ونبتت مكانها شهوة المصالح. لا تراهنوا على صحوتنا ونخوتنا ووحدتنا. خيولكم، سيوفك، هي جوارحكم. في زمن عزّت فيه الجوارح!

أيها المتضوّرون انتصارا هنيئا لكم هذا السمو. فقد ملكتم الوطن والحياة بين شفتيكم. ما الوطن الاّ أرض وسماء. فنصف الأرض ملح ونصف السماء ماء.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

مضى #183يوما … بقي #93يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ملح ماء سجين الوطن حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

الوطن وعي

 

فاطمة الحارثية

اعتدتُ منذ صغري مُراقبة وقراءة الأوضاع من حولي، قبل أن أُقرِّر البت في أي حوار، ودائمًا ما قادني ذلك إلى القياس، وإيثار الصمت والتصرف بهدوءٍ، دون هدرٍ لطاقة الكلمة، وفي حال قررتُ الكلام ومشاركة أية حديث أو حوار، أنطقُ بالقليل العميق، وما زلت على هذا النهج، وزاد عليه التغافل لحفظ الود وتوازن الأمور، ودرء تقلبات الزمن.

قال لي بعض المقربين إنَّ الكلمات تصنع الأعداء، لكني لم أُعر هذا القول أهميةً، لحرصي الدائم على انتقاء المفردات أثناء السرد والحديث. وأصدقكم القول، لم يخطئوا إلّا في مسألة الكلمات؛ فالعداوة لم تنبثق من الكلمة؛ بل من فهمهم ومحدودية الوعي. ومع هذا لا أعتقد في هذا القول، والأعداء الذين صنعتهم بكلماتي وقلمي، ستجدون أنهم لا يستحقون أي جهد، لجهلهم الكامن وضعفهم العقلي وصفاتهم اللاإنسانية، فكلمة الحق أعادت حقوقًا وصنعت حروبًا، وخاضها الجاهلون والمجاهدون، ولسنا في زمن تغيير أو نستطيع أن نغير فيه فطرة البشر وطبائعهم المتماثلة عبر العصور، رغم التقدم العلمي والاجتماعي وسهولة نهل العلوم، وتعدد وسائل التعليم والتواصل في حصرنا الحالي.

كل يوم من لحظة استيقاظي وأنا في تأملٍ مُستمرٍ عن وفي كل شيء، مثل بعضكم أصنع تصورات وحلول وخطط، لا أكون متشبثة في أغلبها، أتبع الأسباب لأعطي الآخر مساحة ليصنع الفارق، تعلمت ألا أكون مباشرة، فلست هنا لأغير العالم، بل لأتمم رسالتي على الأرض، ورسالتي الخاصة على هذا الوطن الذي اختاره الله لي، الهوية والجنسية أوراق رسمية، رغم أهميتهما، يبقى الانتماء كامناً في قبول قضاء الله وما اختاره لنا، والإخلاص التام له بلا قيد أو شروط أو تذمر، وهذا ما يُؤرق بعض ضعاف النفوس، أولئك الذين يرون الجنسية مصالح يقضون منها مطامعهم ومآربهم، وامتيازات مستحقة.

أنا أنتمي لعُمان، أرضها وبحرها وسمائها وهوائها وأهلها، ولا أقبل الجعجعة التي صنعها صغار العقول عن قرارات حكيمة وعادلة، تحفظ حقوق عبق وطيب عُمان، فمن أساء لعُمان لم يقدر النعمة التي منَّ الله عليه بها، وأساء لأهلها أيضًا، والمساس بالحكومة هو مساس بالشعب أجمع، فكل فرد في الحكومة هو عُماني من هذه الأرض الطيبة، قبل أن يتحمل التكليف وأثناء التكليف وبعده، ونشر الهجاء القاسي والكذب، وحتى الحياة الطبيعة التي قاموا بتحريف حقائقها من أجل التشهير والشهرة، لا نقبلها، وهو يُعد انتهاكًا لحقوق شعب آمن يُريد الاحترام حيث تطأ قدمه، والعيش بكرامة وسلام ورخاء على أرض يعتز بها، ويلهج لسانه بشكر الله على هذه النعمة.

البعض لا يُدرك أنَّ من بيده القلم لا يكتب على نفسه الشقاء، فكيف بالتشويه والنبذ والضرر، يتبين لنا سوء استخدام البعض لنعم العصر، مثل الذكاء الاصطناعي الذي به يتلاعب بالعقول البريئة، ويُساء استخدامه لهضم الحقوق، في جهل دون أن يُدرك عواقب فعله وبُعد الأثر ومداه، أصبحت الحاجة إلى التدبر وقراءة الأمور، والمواضيع من كافة الجوانب ما استطاع الإنسان، أساسًا مهمًا لنستمر في الاستثمار الإيجابي، لمواردنا ولتكنولوجيا، فخيرها قد ينقلب شرًا بسبب ضعاف النفوس، وشح القيم والمبادئ وسوء التقدير والقياس، والانجراف خلف الأوهام بعيدًا عن الواقع الحقيقي لمنظومة الحياة وقوانين العيش المشترك والمصير، ولهذا بات من الضروري جدًا مواكبة المتغيرات بقوانين صارمة وواضحة، طالما كانت من صُنع البشر، على البشر التحديث المستمر، ليبقى التوازن وننعم ببعض السكينة.

الوطن كالأسرة، على هذه الأرض الواسعة، احتضانها واجب، وتقويم الاعوجاج أمانة لابُد أن تؤدَّى، أما الأبناء الضالُّون المنغمسون في الملذات، فلا يجب أن يؤثروا سلبًا على الأبناء الأوفياء المجتهدين المخلصين، وعلى أولياء الأمور أن يعلّموا أبناءهم عواقب فعلهم، مقابل العواقب التي قد يتحملها شعب كامل قد يُقذف بالفساد لتمتد يد الغرباء في نعمه، وانتهاك سلامته بحجة الإصلاح، وإفساد مصالح عامة، وتعطيل معاملات واستثمارات بسبب وسم أطلقه جاهل مِنَّا، أجبرنا سلوكه أن نتبرأ منه، لنُنقذ ما يُمكن، نحن لا نحتاج إلى غرباء لإصلاح ما بيننا، ولا تنقصنا سبل التربية ولا الوعي في إدراك واستدراك السلوك الذي يحتاج إلى تقويم.

نحن وطن ننهض ببعضنا البعض، ويجب ألا نقبل بغير ذلك، ولا نسمح لعملاء الفتنة والخيانة، أن يؤثروا على أمن وسلام بلادنا الغالية، اجتماعيًا واقتصاديًا وفكريًا.. إننا ننبذ كل دعوة هدَّامة وإن كان ظاهرها سلميًا، فبكل تأكيد ثمّة أجندة مُبطَّنة من أعداء عُمان والطامعين في خيراتها الطيبة.

وإن طال...

عُمان الطِيب والريحان واللبان، من الشمال إلى الجنوب، نحن عُمان الأمس واليوم والغد، راضون ومدركون للجهد الذي يُبذل لكِ لتبقي شامخة عريقة يعمُّكِ السلام والرخاء، وكلنا معكِ وفيك؛ فالحمد لله أن جعلكِ جنتنا على هذه الأرض.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • نجوى كرم: أمي كانت حريصة على إسعاد والدي وأنا مثلها.. فيديو
  • الوطن وعي
  • جمعنا الحماس والقلق.. أبرز تصريحات أبطال مسلسل "لام شمسية" في "كلمة أخيرة"
  • وثائق سرية تفضح الكاتب الخاص للملك المغربي .. فمن هو ؟
  • عُمان أولًا
  • هو طفلي الصغير وأنا نفسي الحقيقية معه.. يسرا تتغزل في زوجها |صور
  • أحيزون يغيب عن تقديم ماراطون الرباط.. الكاتب العام لجامعة ألعاب القوى: يقوم بمجهودات عبر التيليفون
  • أحمد حمدي: تحقيق السلام في فلسطين يتطلب تحقيق العدالة والاعتراف بالشرعية
  • أحمد موسى: أعداء الوطن يعيشون حزن شديد بسبب مشهد السيسي وماكرون
  • أرشيف جورج يوسف الأشقر في مكتبة جامعة الروح القدس