سوريا والعراق.. تهديد مشترك يعيد ترتيب أوراق الإرهاب
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
31 ديسمبر، 2024
بغداد/ المسلة:
تشهد الساحة العراقية تحركات ملحوظة لتنظيم داعش في بعض المناطق، لا سيما سلسلة جبال حمرين شرقي البلاد والصحراء الغربية.
هذه المناطق تُستغل كملاذات آمنة للتنظيم في محاولاته لإعادة ترتيب صفوفه، في وقت تواجه فيه القوات الأمنية تحديات مضاعفة للحفاظ على الاستقرار ومواجهة هذا التهديد المستمر.
القوات العراقية اعتمدت استراتيجيات استباقية جديدة لمكافحة التنظيم، مستندة إلى معلومات استخبارية دقيقة. جهاز مكافحة الإرهاب، وفقاً لتصريحات متحدثه الرسمي صباح النعمان، نفذ خلال العام 2024 نحو 341 عملية أمنية نوعية، أسفرت عن مقتل واعتقال أكثر من 147 عنصراً من داعش، بينهم قيادات بارزة مثل “والي العراق” و”والي الأنبار”.
العمليات جرت بتنسيق عالٍ مع مختلف الأجهزة الأمنية، بما فيها تلك التابعة لإقليم كردستان، مما عزز قدرة الدولة على مواجهة التنظيم.
رغم هذه النجاحات، يشير الخبير العسكري عبد الرزاق الجبوري إلى أن القضاء النهائي على داعش ما زال صعب المنال.
يعزو ذلك إلى عوامل سياسية وأمنية، منها تضارب المصالح الإقليمية والدولية، وضعف البنية الأمنية العراقية نتيجة التدخلات السياسية والفساد. ويرى الجبوري أن العراق بحاجة إلى دعم دولي أكبر، خاصة في مجالات التسليح والتدريب، لمواجهة خطر محتمل قد ينجم عن تفاقم الأوضاع في سوريا، مثل تسرب معتقلي داعش من السجون هناك إلى الأراضي العراقية.
أما من الجانب الفكري، فيرى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية أحمد الموسوي أن مكافحة داعش عسكرياً غير كافية وحدها.
ويلفت إلى ضرورة معالجة الأسباب الاجتماعية والفكرية التي قد تؤدي إلى ظهور التنظيم مجدداً، من خلال نشر العدالة الاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف بجدية.
كما حذر من تأثير التطورات في سوريا على العراق، خاصة مع احتمال تصاعد نفوذ فصائل متطرفة تشترك مع داعش في الأيديولوجيا.
الخبير الأمني صفاء الأعسم أكد أن داعش لا يزال يحتفظ بعناصر قوامها يتراوح بين 3 إلى 5 آلاف عنصر داخل العراق، معظمهم عراقيون، ويتواجدون في مناطق نائية ذات تضاريس صعبة مثل جبال حمرين وصحراء الأنبار.
كما حذر الأعسم من خطر توظيف داعش كأداة من قبل جهات إقليمية لتنفيذ أجندات داخل العراق، مشيراً إلى سيناريوهات محتملة مثل تهريب قادة التنظيم من السجون السورية أو حدوث تقارب بين داعش وهيئة تحرير الشام.
وعلى صعيد آخر، تُبذل جهود لإبعاد العراق عن دائرة الصراع الإقليمي. قرار الفصائل العراقية المسلحة وقف العمليات ضد إسرائيل منذ أكثر من شهر يعكس رغبة حكومية في التركيز على مواجهة التحديات الداخلية، وعلى رأسها التهديد الإرهابي.
في ظل هذه التحديات، يبقى مستقبل العراق رهيناً بقدرته على تحقيق توازن داخلي وتعاون إقليمي ودولي لضمان استقراره وأمنه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عيد الفطر في العراق: لقاءات العائلة وروائح الكليجة وأصوات الفرح
2 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: في كل عام، يستعيد العراقيون تقاليد عيد الفطر التي أصبحت جزءاً من الهوية الثقافية للأجيال المختلفة.
ومع قدوم العيد، تشتعل مشاعر الفرح والترقب في النفوس، وتبدأ التحضيرات التي تحاكي الذكريات الجميلة لعقود طويلة.
وفي هذا اليوم المميز، تتحقق اللقاءات العائلية التي تجمع الأهل والأقارب في جو من الحب والبهجة. يعود العراقيون لتقاليدهم الأصيلة، حيث تتعانق الأصوات داخل البيوت مع رائحة الكعك والتوابل التي تملأ الأجواء.
تعد المعجنات، وخاصة الكليجة، من أبرز مظاهر العيد في العراق.
وتجد الأمهات في المطبخ خلال الأيام التي تسبق العيد يعتنين بتحضير هذه المعجنات الشهية، التي غالباً ما تكون محشوة بالتمر أو المكسرات.
ويعتبر إعداد الكليجة لحظة من اللحظات العائلية التي تُنقل من جيل إلى جيل، حيث يتعاون أفراد العائلة، من كبار وصغار، في عجن العجينة وتشكيلها وتزيينها.
وفي صباح العيد، يتوجه الأطفال بأزيائهم التقليدية الخاصة، حيث يرتدون الثوب الأبيض مع طاقية الرأس المزخرفة بنقوش فريدة، في منظر يعكس البهجة والتفاؤل.
ويتنقل الأطفال بين المنازل لتهنئة الجيران، ويستمرون في تقاليدهم من خلال رش عطر ماء الورد على أنفسهم، في صورة توحد بين الأجيال في عيد الفطر.
لا تقتصر احتفالات العراقيين على الأجواء العائلية فحسب، بل تشمل أيضاً زيارة المقابر لتكريم أرواح أحبائهم الذين فارقوا الحياة.
وتعتبر زيارة القبور من العادات الراسخة في العراق، حيث يعكس العراقيون من خلالها مدى احترامهم للماضي، ويحرصون على تذكّر ذويهم في هذا اليوم المبارك.
وفي الأسواق، لا يتوقف الزحام عن زيادة مع قرب العيد، حيث يقبل المتسوقون على شراء الزينة والملابس الجديدة، التي تعتبر جزءاً أساسياً من الاحتفال. تنتشر الزينة في الشوارع والبيوت، فكل شيء يجب أن يظهر سعيداً، لتتزين البيوت بألوان الفرح وتستقبل الزوار بحب وأمل.
عيد الفطر في العراق ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو أيضاً تجسيد للموروث الثقافي الذي يعكس العراقة، والتلاحم الأسري، وتقاليد الحب والاحتفال بالحياة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts