لبنان ٢٤:
2025-02-09@03:29:10 GMT

جردة ثقيلة لسنة 2024 لبنانيًا.. تنذكر وما تنعاد؟!

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

قد تكون عبارة "تنعاد عليكم" من أكثر العبارات التي يستخدمها الناس حين يتبادلون التهاني والأمنيات خلال الاحتفال بعيد رأس السنة، إلا أنّ الواضح أنّ اللبنانيين تحديدًا يتجنّبونها هذا الأسبوع، فهم إما يعتمدون صياغة أخرى للتهنئة، أو يذهبون للقول صراحةً إنّهم لا يتمنّون أن "تنعاد" هذه السنة، على طريقة "تنذكر وما تنعاد"، إن صحّ التعبير، في إشارة ضمنية إلى "السلبية"، بل "السوداوية" التي طبعت هذا العام في معظم محطّاته.


 
لا يبدو ذلك مُستغرَبًا، إذ إنّ أقلّ ما يقال عن جردة العام 2024 على مستوى المنطقة ككلّ، ولكن لبنان بالتحديد، أنّها "ثقيلة"، وهي التي بدأت بـ"جبهة إسناد" كانت المواجهات على خطّها تتصاعد تارةً وتهبط تارةً أخرى، قبل أن تتحوّل بشكل دراماتيكي إلى "حرب" يصفها البعض بالأكثر "وحشية" في التاريخ الحديث، وقد بدأت أساسًا بمجزرة غير مسبوقة على مستوى الحروب في العالم ربما، وحفرت عميقًا في الذاكرة اللبنانية.
 
وإذا كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان بأحداثها الثقيلة، وعلى رأسها اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، طبعت العام بكلّ محطّاته، التي وُصِفت بالمفصلية والمصيرية، فإنّها انعكست أيضًا على كلّ الاستحقاقات، ولا سيما السياسية منها، حيث استمرّ الفراغ الرئاسي مهيمنًا على قصر بعبدا، ليستمرّ معه الخلل في انتظام المؤسسات الدستورية، وذلك على الرغم من كل المبادرات والوساطات، الداخلية منها كما الخارجية..
 
حرب لا تشبه غيرها
 
لا يتمنى اللبنانيون أن "تنعاد" سنة 2024، لهول ما عاشوه خلالها، نتيجة حربٍ إسرائيلية وحشيّة ومدمّرة، تُعَدّ "الأقسى" على الإطلاق، حتى بالمقارنة مع حرب تموز 2006، ولا سيما أنّها جاءت "خارج الحسابات"، بعدما كانت التقديرات تشير إلى أنّ "جبهة الإسناد" سوف تبقى مضبوطة بقواعد الاشتباك التي رسمها "حزب الله"، الذي تبيّن أنّه أخطأ في الحسابات، ولو أنّه كان يعتقد أنّ إسرائيل كانت تخطّط لحربٍ ضدّه، حتى قبل الحرب على غزة.
 
وبالحديث عن "قساوة" هذه الحرب، يستحضر اللبنانيون الكثير من المشاهد "المُظلِمة" على خطّها، بدءًا من مجزرة البيجر الشهيرة، وغير المألوفة في تاريخ الحروب، إلى القصف العابر للمناطق، وقد شمل العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، فضلاً عن مناطق لم تكن يومًا في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، من دون أن ننسى مأساة النزوح، وما ترتّب عليها من معاناة على المستوى الاجتماعي، وكذلك الأضرار النفسية الهائلة للحرب.
 
إلا أنّ الحدث المفصليّ الأهم الذي طبع هذه الحرب يبقى اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وهو الحدث الذي لم يكن أحد يتوقّع إمكانية حصوله، والذي لا يزال كثيرون عاجزين حتى الآن عن تصديقه واستيعابه، ليبقى الثابت أنّ ما بعده ليس كما قبله، علمًا أنّ هناك من يرى أنّ هذا الحدث بالتحديد فتح الباب أمام تحوّلات "دراماتيكية"، بدأت من توسّع الحرب على لبنان، لكنّها وصلت إلى سوريا، مع سقوط نظام بشار الأسد.
 
السياسة "في إجازة"
 
بالتوازي مع الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان، بدا أنّ الاستحقاقات السياسية كانت في "إجازة"، مع تجميد الاستحقاق الرئاسي الذي استمرّ طيلة العام، بغياب أيّ جلسات انتخابية دعا إليها رئيس مجلس النواب، على الرغم من نفي المعنيّين المتكرّر لأيّ ربط بين الحرب والرئاسة، في وقت عجزت كل الوساطات والمبادرات التي دخل على خطها المجتمع الدولي عبر اللجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني، في إحداث أيّ "خرق".
 
وفي وقتٍ يراهن كثيرون على إمكانية إنجاز الاستحقاق مطلع العام الجديد، في ضوء المرونة التي طرأت على بعض المواقف، وإن لم تترجم عمليًا بأيّ تغييرات ملموسة، على مستوى المعادلات القائمة، بعيدًا عن التعهد بحضور الجلسات، فإنّ الثابت أنّ الفراغ الرئاسي انعكس على مختلف الاستحقاقات العام الماضي، ليفرض التمديد أمرًا واقعًا مرّة أخرى، كما حصل في استحقاقي الانتخابات البلدية والاختيارية، وقيادة الجيش.
 
وإذا كانت الحكومة لعبت دورًا أساسيًا في تعويض هذا الفراغ، وتحمّلت مسؤولياتها على أكمل وجه، فإنّ هذا الدور بقي "مضبوطًا" بالكثير من المحدّدات، منها الظروف الاستثنائية والدقيقة التي ترتّبت على الحرب، وكذلك الانقسام السياسي الآخذ في التصاعد، فضلاً عن عدم قدرتها على تحقيق الكثير من الإنجازات، فالتعيينات على اختلافها بقيت متعذّرة بغياب رئيس للجمهورية، وورشة الإصلاحات مؤجّلة ريثما ينتظم عمل المؤسسات.
 
"تنذكر وما تنعاد".. لعلّ هذه الكلمة تختصر شعور اللبنانيين إزاء العام 2024، الذي يُسقِط اليوم آخر أوراقه، وهم الذين عاشوا الأمرَّين في كنفه، ويخشون أن يعيشوا ما هو "أمَرّ" منها في العام الجديد، في ظلّ الوعيد الإسرائيلي غير المفهوم بالبقاء جنوب لبنان. يبقى الأمل ملاذ اللبنانيين الوحيد في هذا اليوم، "أمل" بأن يأخذ العام 2024 مصائبه وكوارثه معه، ليفتح العام الجديد الباب أمام "بداية جديدة" لا بدّ منها... المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رغم الظروف الجوية القاسية.. عناصر شرطة المرور يواصلون تنفيذ مهامهم لتخفيف الازدحام المروري الذي تشهده محافظة إدلب

شرطة المرور في إدلب 2025-02-06hadeilسابق بدء تسليم هويات مؤقتة لمن سووا أوضاعهم بالسويداء ‏آخر الأخبار 2025-02-06بدء تسليم هويات مؤقتة لمن سووا أوضاعهم بالسويداء ‏ 2025-02-06الأمن العام بحماة يقبض على أفرادٍ ادعوا أنهم متطوعون أرسلتهم مديرية التنمية 2025-02-06نيوكاسل يونايتد يتأهل إلى نهائي كأس الرابطة الإنكليزية لكرة القدم 2025-02-06الشؤون الاجتماعية والعمل تبحث تعزيز التعاون مع وكالة “الأونروا” 2025-02-06الأرصاد الجوية: الحرارة تواصل انخفاضها وثلوج على المرتفعات الجبلية فوق 1000 متر 2025-02-06مباحثات سورية تركية لتعزيز التعاون في مجال النقل 2025-02-06تأجيل الامتحانات الجامعية في كليات السويداء جراء الظروف الجوية 2025-02-05عبر اتصال هاتفي الرئيس الفرنسي يهنئ الرئيس أحمد الشرع بتوليه منصب رئاسة الجمهورية 2025-02-05مباحثات سورية أردنية للتعاون في المجال الصحي ‏ 2025-02-05محافظ طرطوس يبحث مع ممثل منظمة اليونيسيف في سوريا التعاون ‏المشترك لدعم الجهود الحكومية ‏

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23 الخارجية تعلن برنامج اختبارات المرحلة الرابعة في مسابقتها لتعيين عاملين ‏دبلوماسيين 2024-12-05حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • فادي مكي الوزير الشيعي الخامس الذي فك عقدة حكومة لبنان
  • إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثل الجيش فهذه حماقة أخرى
  • رفض لبناني واسع لتصريحات نائبة المبعوث الأمريكي عن حزب الله
  • لقطات من حفل تكريم مصابي وأهالي شهداء معركة ردع العدوان الذي نظمته وزارة الدفاع في المركز الثقافي بمدينة إدلب
  • ما الذي كشفه غالانت عن خطة هجوم البيجر وتداعيات الحرب في غزة؟
  • «تقرير»: درجات الحرارة التي شهدها شهر يناير أعلى عن الرقم القياسي المسجل في 2024
  • مجلس إدارة المعاشات يعقد اجتماعه الأول لسنة 2025
  • رغم الظروف الجوية القاسية.. عناصر شرطة المرور يواصلون تنفيذ مهامهم لتخفيف الازدحام المروري الذي تشهده محافظة إدلب
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • الجريدة الرسمية تنشر 3 قرارات جمهورية.. منها الموافقة على برنامج إيطالي لذوي الهمم