2024 يكشف زيف انتصار الديمقراطية الليبرالية
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
تناول دان بيري، الصحفي والمحرر السابق لوكالة أسوشيتد برس االمختص بشؤون الشرق الأوسط، التحولات الجيوسياسية المهمة في عام 2024، منتقداً أطروحة "فرانسيس فوكوياما" المتفائلة ذات يوم حول الانتصار النهائي للديمقراطية الليبرالية، مؤكداً أن العام كان بمنزلة انحراف واضح عن تلك الرؤية.
التحدي الأكثر خطورة للديمقراطية الليبرالية يأتي من صعود القوى اليمينية غير الليبرالية
غفي عام 1989، ومع انهيار الشيوعية، أعلن عالم السياسة والاقتصاد الأمريكي فرانسيس فوكوياما "نهاية التاريخ"، مفترضاً أن الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية القائمة على السوق الحرة تمثل الشكل النهائي للحكم الذي تبنته البشرية.وتوسع فوكوياما في أطروحته المتفائلة في كتابه الصادر عام 1992، حيث أكد أن المعارك الأيديولوجية قد انتهت. ومع ذلك، يرى بيري في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن التاريخ لم ينته حقاً أبداً، وتضمنت العلامات المبكرة الدالة على ذلك تفكك يوغوسلافيا، وصعود الاستبداد في روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي، وهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وأطروحة "صراع الحضارات" التي طرحها العالم السياسي الأكاديمي "صمويل هنتنغتون". وبحلول منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدت رؤية فوكوياما ساذجة بشكل متزايد.
ويروي بيري محادثة مع فوكوياما منذ عقد من الزمان، حيث اعترف الباحث بالمبالغة في تقدير مرونة الديمقراطية مع الحفاظ على أطروحته كرؤية طويلة الأجل. شارك بيري هذا التفاؤل في ذلك الوقت، معتقداً أن الديمقراطيات الغربية تظل معاقل للاستقرار على الرغم من الانتشار العالمي للاستبداد والقومية. ومع ذلك، فإن تطورات عام 2024 حطمت هذا الاعتقاد. هشاشة الديمقراطيات الغربية
ووفقاً لبيري، كشف عام 2024 عن ضعف حتى أقوى الديمقراطيات، مشيراً إلى الاستقطاب المفرط، والتضليل المتفشي، واللامبالاة المتزايدة بالمبادئ الأساسية للديمقراطية الليبرالية باعتبارها السمات المميزة للعصر، تلعب الثورة الرقمية، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، دوراً مركزياً في هذا التآكل. وسمح غياب حراس وسائل الإعلام التقليدية للأصوات المتطرفة بالهيمنة على الخطاب العام، واستغلال انجذاب البشرية إلى التحريض وقابليتها للأكاذيب.
Future generations, I’m sure, will be busy debating what has happened in the 2020's in general and in 2024 in particular. Instead of quoting Lenin, though (a misattribution by the way), let me cite fantasy author David Eddings’ words to illustrate what we are going through:… pic.twitter.com/1GuEuKxHVE
— Thomas Reis (@peakaustria) December 30, 2024وربط بيري هذه الظاهرة بالفكر "ما بعد الحداثي"، الذي يرفض الحقائق العالمية ويصدق على وجهات نظر متعددة، مما يقوض الديمقراطية الليبرالية عن غير قصد. وعلى الرغم من أسسها القائمة على المساواة والحقوق، يُنظَر إلى الديمقراطية الليبرالية على نحو متزايد باعتبارها مجرد أيديولوجية أخرى وليس مثالاً عالمياً. ويزعم بيري أن هذا التحول مهد الطريق لعودة القوى غير الليبرالية والاستبدادية.
صعود القوى غير الليبراليةوأكد الكاتب أن التحدي الأكثر خطورة للديمقراطية الليبرالية يأتي من صعود القوى اليمينية غير الليبرالية، مستشهداً بإعادة انتخاب دونالد ترامب في عام 2024 باعتباره رمزاً لهذا الاتجاه. ويمثل ترامب، الذي يوصف بأنه قومي ومستبد محتمل، هجوماً مباشراً على مبادئ الديمقراطية الليبرالية. وينتقد بيري مبادرات مثل وزارة كفاءة الحكومة، بقيادة إيلون ماسك، باعتبارها تعكس هذا الازدراء للمثل الديمقراطية.
2024 was the final battle between the Obama era & the Trump era.
Two men fought to be the defining figure for a generation of politics—ONE emerged the clear victor.
Now, Donald Trump completes the revolution he began—as Obama watches his legacy fade into irrelevance & oblivion. pic.twitter.com/qLYRa4yw0u
ولا يقتصر هذا الاتجاه على الولايات المتحدة، فهناك، حسب الكاتب، تطورات مماثلة في دول مثل المجر وتركيا وروسيا، حيث عزز القادة غير الليبراليين سلطتهم بدعم من ناخبيهم. وحتى الديمقراطيات الطموحة مثل رومانيا تتأرجح؛ ويستشهد بيري بتدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتخابات رومانيا عام 2024 كمثال صارخ على كيف يمكن للتلاعب الخارجي والانقسامات الداخلية أن تزعزع استقرار الدول.
التحديات العالمية للديمقراطية في الديمقراطيات الراسخة، يستغل الديماغوغيون اللامعون الانقسامات المجتمعية لتقويض المؤسسات الليبرالية. ويشير بيري إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف كأمثلة على هذا الاتجاه. وهو يعزو صعود الحركات القومية في أوروبا جزئياً إلى الإخفاقات الملموسة للتعددية الثقافية وسياسات الهجرة، والتي غذت الاستياء والاغتراب بين السكان الأصليين.يحدد بيري تيار "اليقظة"، في الولايات المتحدة، كعامل آخر يساهم في رفض الديمقراطية الليبرالية، وفي حين يُعنى هذا التيار بمعرفة وتعزيز قضايا العدالة الاجتماعية، فإن تجاوزاته أدت إلى تنفير الكثيرين، وخلق أرض خصبة للبدائل الاستبدادية. ويزعم الكاتب أن هذا يعكس ميلاً بشرياً أوسع لإعطاء الأولوية للقانون والنظام والسيطرة الاستبدادية على مبادئ المساواة والحرية الفردية. وجهة نظر فوكوياما المنقحة راجع فوكوياما نفسه موقفه في ضوء هذه التطورات. ففي مقالة نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية مؤخراً، وصف فوز ترامب في عام 2024 بأنه "رفض حاسم" لليبرالية من قبل الناخبين الأمريكيين.
ويتفق بيري مع فوكوياما، إذ يرى أن عام 2024 سيكون تتويجاً لعقود من التآكل النظامي. ويزعم أن أطروحة فوكوياما الأصلية تقلل من تقدير ميل البشرية إلى الصراع والفوضى، فضلاً عن قابلية الأنظمة الديمقراطية للديماغوجية وعدم المساواة الاقتصادية. السياق الأوسع لعام 2024 وأشار الكاتب إلى التطورات الكبرى الأخرى في عام 2024، بما في ذلك التقدم السريع للذكاء الاصطناعي وإضعاف "محور المقاومة" الإيراني. ومع ذلك، فهو يؤكد أن نهاية "نهاية التاريخ" هي الاتجاه الأكثر أهمية لهذا العام. وقال إن النظام الديمقراطي الليبرالي، الذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه أمر لا مفر منه، يواجه الآن مستقبلاً غير مؤكد.
وأكد الكاتب هشاشة الديمقراطية الليبرالية في مواجهة الاستبداد المتزايد والاستقطاب المجتمعي وتآكل الحقائق المشتركة، معتبراً عام 2024 نقطة تحول تمثّل النهاية الحاسمة لأطروحة "نهاية التاريخ" لفوكوياما.
وأكد الكاتب في ختام مقاله على الحاجة إلى الدفاع عن المبادئ الديمقراطية ضد التهديدات الداخلية والخارجية، خشية تقويضها بشكل دائم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حصاد 2024 الحرب الأوكرانية روسيا الدیمقراطیة اللیبرالیة فی عام 2024
إقرأ أيضاً:
السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري بمناسبة العام الجديد
هنأت السيدة انتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية، الشعب المصري بمناسبة العام الجديد.
وقالت السيدة انتصار السيسي: "كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الجديد".
وفي سياق متصل، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتهنئة إلى الشعب المصري العظيم وكل شعوب العالم بمناسبة بداية العام الميلادي الجديد 2025.
وقال الرئيس السيسي: أرجو الله سبحانه وتعالى أن يحمل لنا في طيات العام الميلادي الجديد كل الخير والازدهار والتقدم، وأن تتحقق فيه آمالنا وطموحاتنا.
وفي سياق متصل، أرسل المستشار محمد شوقي النائب العام، برقيه تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية، بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد.
وأعرب النائب العام في رسالته عن أصدق التهاني باسمه وباسم أعضاء النيابة العامة، داعيًا المولى عز وجل أن يوفق الرئيس السيسي ويسدد خطاه، وأن يديم على مصر الأمن والاستقرار والرخاء.
واختتم المستشار شوقي رسالته بالدعاء بأن يحفظ الله الوطن قيادة وشعبًا وأرضًا، مؤكدًا التزام النيابة العامة بدعم مسيرة العدالة والاستقرار تحت قيادة الرئيس السيسي.
كما تبادل الرئيس عبد الفتاح السيسي، التهنئة مع أصحاب الجلالة والفخامة ملوك ورؤساء دول العالم بمناسبة الاحتفال ببدء العام الميلادي الجديد 2025، حيث أعرب سيادته فى برقياته للقادة والزعماء عن أصدق تهانيه القلبية وأطيب تمنياته الأخوية، داعيا الله تعالى أن يجعله عام خير وازدهار و استقرار على شعوبهم، وأن يسوده التسامح والمساواة بين الجميع، وأن تتضافر فيه كل الجهود لتعزيز السلام والحفاظ على الأرواح من أجل مستقبل أفضل لشعوب العالم كافة.
كما بعث رئيس الجمهورية ببرقية تهنئة إلى أبناء مصر في الخارج، نقلتها سفاراتنا وقنصلياتنا حول العالم بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد 2025 ، جاء فيها:
"الإخوة والأخوات أبناء مصر في الخارج، يطيب لي بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد 2025، أن أبعث إليكم بخالص التهاني وأطيب التمنيات، داعيا الله العلي القدير أن يجعل العام الجديد عام سلام واستقرار وازدهار، وأن يكون محققا لآمالنا وطموحاتنا في مستقبل أفضل، أتمنى لكم النجاح والتوفيق ولمصرنا العزيزة المزيد من التنمية والرقي والرخاء، وكل عام وأنتم بخير.. وتحيا مصر".
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية برقيات تهنئة بالعام الجديد من كبار رجال الدولة، أعربوا فيها عن أصدق تهانيهم له وأطيب تمنياتهم لمصرنا الغالية بدوام التقدم والازدهار، وتفضلوا بقبول وافر الاحترام.
كما بعثت الهيئة الوطنية للإعلام برقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، بمناسبة العام الميلادي الجديد.
وجاء في نص البرقية: "نهنئ سيادتكم بالعام الجديد، داعين الله عز وجل أن يُبارك جهودكم ويسدد خطاكم لاستكمال مسيرة العمل والتنمية، وأن ينعم وطننا الغالي بالأمن والسلام والاستقرار، إننا نثق في قدرة الدولة المصرية بقيادتكم، وبتكاتف ووعي الشعب المصري على المضي قدما نحو تحقيق تطلعات وآمال الشعب المصري العظيم، ورفعة وطننا العزيز" .