البنتاغون ترحل معتقلا من غوانتانامو إلى تونس: اُحتجز لمدة 22 عاما دون تهم
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
(CNN)-- أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الاثنين، أن الولايات المتحدة أعادت معتقلا من سجنها العسكري في خليج غوانتانامو في كوبا إلى تونس، وهو المعتقل الرابع الذي يتم نقله لبلده هذا الشهر.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان إن رضا بن صالح اليزيدي (59 عاما) تقرر أنه مؤهل لإعادته لبلده إثر "عملية مراجعة دقيقة بين الوكالات"، بعد أكثر من 22 عاما من إحضاره لأول مرة إلى المعتقل.
وأخطر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن الكونغرس بنيته إعادة صالح اليزيدي إلى تونس في يناير/كانون الثاني 2024. ولم تُوجه إليه أي تهمة بارتكاب جريمة.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن اليزيدي، وهو مواطن تونسي، كان مسجونا في غوانتانامو منذ اليوم الذي افتتح فيه المعتقل في 11 يناير2002.
ووفقا لتقييم عسكري أمريكي في عام 2007، تم اتهام اليزيدي بأنه عضو في تنظيم القاعدة المتشدد.
ومع ذلك، كثيرا ما انتقدت جماعات حقوق الإنسان هذه التقييمات بحجة أنها أثبتت في كثير من الأحيان عدم موثوقيتها.
وتمت الموافقة على نقل اليزيدي منذ عام 2007، من قبل إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما، بحسب منظمة "هيومن رايتس فيرست". لكن لم يتم إبرام صفقة للإفراج عنه، وظل اليزيدي في السجن لأكثر من عقد بعد ذلك القرار.
ووضع الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن إغلاق معتقل خليج جوانتانامو، كهدف مبكر لإدارته، لكن الولايات المتحدة لم تحقق سوى تقدم طفيف في نقل السجناء المحتجزين هناك على مدى السنوات الأربع الماضية. وكان المعتقل يضم حوالي 40 معتقلا في بداية إدارة بايدن.
وافتُتح المعتقل في الأساس عام 2002، وكان من المفترض أن يكون مكانا لاستجواب المشتبه بهم في الحرب على الإرهاب. لكن تم احتجاز السجناء إلى أجل غير مسمى، ومع استمرار الحرب الأمريكية على الإرهاب، أصبح المعتقل رمزا دوليا للانتهاكات الأمريكية لحقوق الإنسان في فترة ما بعد 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.
ووفقا للبنتاغون، لا يزال 26 معتقلا في خليج غوانتانامو، من بينهم 14 مؤهلون ليتم نقلهم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعادت الولايات المتحدة محمد عبدالمالك بجابو، الذي اُعتقل منذ عام 2007 ولكن لم توجه إليه أي تهمة، إلى كينيا.
بالإضافة إلى ذلك، تم ترحيل اثنين من المعتقلين إلى ماليزيا. وقالت البنتاغون في بيان، إن محمد فريق بن أمين، ومحمد نذير بن ليب أقرا بالذنب في ارتكاب جرائم حرب لصالح تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات على مدينة بالي، عام 2002، والهجوم على فندق "جيه دبليو ماريوت" في جاكرتا في 2003.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما قد تعهد بإغلاق غوانتانامو عندما خاض حملته الانتخابية، وأنشأ مكتب اللجان العسكرية ونظام مجلس المراجعة الدورية خلال ولايته، لكنه فشل في إغلاق المعتقل خلال السنوات الثماني التي قضاها بمنصبه.
وخلال الفترة الأولى من حكم الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وقع أمرا تنفيذيا في يناير2018 لإبقاء المعتقل مفتوحا، في اختلاف عن سياسة أوباما. كما أثار ترامب احتمال احتجاز سجناء إضافيين في المنشأة ضمن قراره.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البنتاغون باراك أوباما تنظيم القاعدة جو بايدن دونالد ترامب معتقل غوانتانامو مكافحة الإرهاب
إقرأ أيضاً:
مخرج فيلم وكان مساء بمهرجان الإسماعيلية : الفيلم تطلب كتابة سيناريو لذكريات مزيفة
شهدت قاعة قصر ثقافة الإسماعيلية ندوة لمناقشة الفيلم المصري وكان مساء وكان صباح، يوماً واحداً للمخرج يوحنا ناجي، وذلك عقب عرضه ضمن فعاليات الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برئاسة المخرجة هالة جلال.
أدار الندوة الناقد السينمائي محمد شريف بشناق، أحد مبرمجي مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وسط حضور كبير من صُنّاع السينما والنقاد والجمهور.
تطرق المخرج خلال المناقشة إلى التحديات التي واجهها أثناء تنفيذ الفيلم، خاصةً مع اعتماده بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء الذكريات الشخصية. وأوضح أن التجربة كانت بمثابة تحدٍّ كبير، حيث سعى إلى استعادة الماضي بأسلوب بصري مبتكر يدمج بين الذكريات الحقيقية والمتخيلة، عبر محادثات بين شخصيات الفيلم.
وأشار يوحنا ناجي إلى استخدامه مزيجًا من الصور والفيديوهات التي قام بمعالجتها عبر الفوتوشوب وتقنيات الذكاء الاصطناعي، معتبرًا أن الصور ليست مجرد وثائق، بل وسيلة لاكتشاف الذكريات الضائعة وخلق قصص جديدة حولها. وأضاف أن الفيلم تطلّب منه كتابة سيناريو للذكريات المزيفة، حتى يتمكن من تقديمها للجمهور بطريقة تُشعرهم بواقعيتها.
كما تحدث عن توظيف الحروف والنصوص الدينية داخل الفيلم، موضحًا أن هذه العناصر كانت جزءًا من تجربته السينمائية التي تعتمد على استكشاف الهوية والانتماء. وأضاف أن استلهام بعض الاقتباسات الدينية جاء في إطار البحث عن جذور الذاكرة والهوية الثقافية.
نال الفيلم إعجاب الجمهور، حيث أشاد العديد من الحاضرين بالطابع الفلسفي والبصري للعمل، والذي لعب على التناقض بين الماضي والمستقبل بأسلوب سردي مميز.
وأكد المخرج أنه لم يكن يسعى إلى تصنيف الفيلم ضمن نوع سينمائي محدد، بل ترك المجال مفتوحًا للتجريب بين التوثيقي والتجريبي، بما يتناسب مع طبيعة القصة التي يسردها.
يُعرض الفيلم اليوم ضمن مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة بمهرجان الإسماعيلية، الذي يستمر حتى 11 فبراير الجاري. ويقدّم تجربة سينمائية فريدة، حيث يسعى المخرج من خلاله إلى إعادة بناء ذكريات طفولته المفقودة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، محاولًا ملء الفراغات التي خلّفها غياب الأرشيف الشخصي. في هذه الرحلة، يتنقل ناجي بين قارات العالم، ليجد نفسه أمام تساؤلات حول الهوية والانتماء، بين ماضٍ غامض ومستقبل مجهول.