مبعوث أميركي يزور دمشق.. وواشنطن تُعرب عن قلقها من «الهجمات الانتقامية»
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
وصل مبعوث وزارة الخارجية دانييل روبنشتاين الأحد، إلى العاصمة دمشق، وفق ما أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري، نقلاً عن مسؤولين أميركيين.
وخلال اللقاء مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني، أعرب روبنشتاين عن قلق الولايات المتحدة بشأن ورود تقارير تحدثت عن هجمات “انتقامية” و”عنيفة” شنتها جماعات مسلحة في البلاد خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكر الموقع الأميركي، أن واشنطن تشعر بـ”القلق”، من إمكانية أن تؤدي “الأعمال الانتقامية العنيفة” من قبل مسلحين تابعين للفصائل السورية، والتي تستهدف الأقليات أو أعضاء النظام السابق، لـ”تقويض الجهود الرامية لاستقرار البلاد”.
وأبلغ روبنشتاين وزير الخارجية السوري، بأن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء تقارير العنف والانتقام والترهيب ضد الأقليات”، مشدداً على ضرورة أن “تتوقف مثل هذه الهجمات”.
وفي المقابل، رد الشيباني على المبعوث الأميركي قائلاً، إن “الحكومة الانتقالية السورية ترفض مثل هذا العنف”، مشيراً إلى أن “معظم هذه الأعمال ارتكبت من قبل جماعات مسلحة أخرى، وليس (هيئة تحرير الشام)” التي يتزعمهما قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، والتي قادة الفصائل المسلحة المعارضة للإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، بحسب “أكسيوس”.
وطلب روبنشتاين كذلك من الشيباني خلال اللقاء، تفاصيل أكثر عن الخطط التي تحدث عنها الشرع مؤخراً بشأن “عملية إعداد دستور جديد للبلاد”، وكذلك “إجراء الانتخابات”، ووفقاً لمسؤول أميركي.
وذكر “أكسيوس”، أن أحد الشروط التي وضعتها الولايات المتحدة والدول العربية لحصول الحكومة السورية الجديدة على “الاعتراف الدولي” هو أن تكون شاملة.
وكان الشرع قال، الأحد، إن عملية إجراء الانتخابات، قد تستغرق 4 سنوات، مشيراً إلى أن وضع دستور جديد، ربما يستغرق 3 سنوات.
من جانبه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن “الولايات المتحدة في حوار مستمر مع (هيئة تحرير الشام)”، لافتاً إلى أنه “لا يستطيع مناقشة المحادثات الدبلوماسية الخاصة بشكل علني”، لكنه وصفها بأنها كانت “مثمرة” حتى الآن، مضيفاً، أنها “تناولت قضايا محلية ودولية”.
وأعرب المتحدث، عن اعتقاده بضرورة أن تحترم الهيئة “حقوق الإنسان، والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك الأقليات والنساء”. وتابع: “سنواصل مراقبة الوضع للتأكد من أن الأفعال تتماشى مع الأقوال”.
وتزعم عدة مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، أن مسلحين ينتمون لـ”هيئة تحرير الشام” أو قوات الأمن التابعة للحكومة الجديدة، “يضربون ويسبون ويهينون رجالاً علويين أثناء اعتقالهم”، أو “يوجهون تهديدات أخرى لهم”، بحسب “أكسيوس” الذي قال إنه حصل على عدة مقاطع فيديو منها، بما في ذلك بعض المقاطع التي “تُظهر عنفاً واضحاً”، لكنه أشار إلى أنه “لم يتمكن من التأكد من صحتها”.
وفي السياق، قال مسؤول أميركي لـ”أكسيوس”، إن “وزارة الخارجية على علم بهذه المقاطع، وإنها بدأت النظر في تقارير عن مثل هذه الحوادث”.
وذكر المسؤول، أن “الشرع والحكومة الانتقالية الجديدة في دمشق يحاولان السيطرة على الوضع من خلال تفكيك الميليشيات، ودمجها داخل جيش سوري جديد وموحد”.
وتعهد الشرع مؤخراً بـ”حل جميع الفصائل”، بما فيها “هيئة تحرير الشام”، و”دمجها تحت مظلة وزارة الدفاع”، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن “هيكلة الجيش السوري من قِبَل لجنة قيادية عسكرية خلال الأيام المقبلة”.
المبعوث الأممي لسوريا يعتزم زيارة دمشق مرة أخرى مطلع 2025
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة، أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسون، يعتزم زيارة سوريا مرة أخرى في مطلع العام المقبل.
وقالت الأمم المتحدة، في بيان، “إن بيدرسون عقد لقاءات مع مسؤولين فرنسيين وألمان وروس خلال اليومين الماضيين”.
وأضافت أن المبعوث الخاص جدد التأكيد خلال اللقاءات على المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254 بما في ذلك عملية انتقالية بقيادة سورية وملكية سورية، وإقامة حكم موثوق وشامل وغير طائفي، وإجراء إصلاح دستوري، وعقد انتخابات حرة ونزيهة.
واستقبلت دمشق، أمس، وفداً خليجياً رفيع المستوى ضم وزير الخارجية الكويتي، عبد الله علي اليحيا، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي.
والتقى قائد الإدارة الانتقالية السورية، أحمد الشرع، المسؤوليْن الخليجيين اللذين بحثا معه «سبل تعزيز التعاون في المجالات الإنسانية والتنموية، بالأخص تحقيق التعافي الاقتصادي».
هذا الحراك العربي يأتي مع بدء التحضيرات في دمشق لعقد مؤتمر الحوار الوطني، أوائل الشهر المقبل، ومن المقرر دعوة 1200 شخصية سورية من الداخل والخارج على مستوى الأفراد من كل محافظة وكافة الشرائح.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام إلى أن بما فی
إقرأ أيضاً:
وثائق للمخابرات السورية توثّق انهيار النظام ومحاولات لإنقاذه.. هذا ما نعرفه
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، تقريرا، أعدته إيزابيل كولز وجاريد مالسين، قالا فيه إنّ: "الوثائق التي تركتها المخابرات السورية، على عجل، تُظهر كيف كافح جهاز الاستخبارات للحكومة المنهارة في فهم التقدم السريع لقوات المعارضة ومحاولة الحدّ من تقدمها".
وأوضح التقرير نفسه، أنه: "بعد أيام من دخول الثوار لمدينة مهمة في الشمال، وصل تقرير من خمس صفحات، إلى مكتب ضباط الاستخبارات العسكرية في دمشق بتفاصيل مثيرة للقلق".
وتابع: "فقد أجبرت قوات النخبة التي أُرسلت لتعزيز دفاعات حلب على التراجع مع انسحاب جيش النظام: بطريقة مجنونة وعفوية". مردفا: أنّ: "الجنود، بطريقة هستيرية، قد تركوا وراءهم الأسلحة والمركبات العسكرية، وفقا لتقرير من ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية في المدينة بتاريخ 2 كانون الأول/ ديسمبر".
واسترسل: "بحلول ذلك الوقت، كان مقاتلو هيئة تحرير الشام، قد وضعوا بالفعل مدينة ثانية في مرمى بصرهم. ومع استيلائهم على المزيد من المناطق في الأيام التالية، تدفقت التقارير للمقر المكون من ثمانية طوابق للفرع 215، وهو جزء مثير للرعب من جهاز الأمن الضخم للديكتاتور بشار الأسد، في وسط دمشق".
"أوضحت التقارير سرعة واتجاه تقدم الثوار والخطط والأوامر المحمومة على نحو متزايد بهدف إبطاء تقدمهم" تابع التقرير مبرزا: "تكشف الآلاف من وثائق الاستخبارات السرية للغاية، الانهيار السريع للنظام الاستبدادي الذي حكم سوريا بالحديد والنار ولعقود من الزمان".
ومضى بالقول: "مع تقدم هيئة تحرير الشام بسرعة عبر سوريا، قللت الحكومة، في تصريحاتها العامة من مدى تقدم الثوار وسعت إلى إشاعة جو من الثقة. ومع ذلك، تميزت الاتصالات الداخلية بين القوات التي تحاول حماية النظام بقلق متزايد".
وأكد: "في النهاية، تخلّى ضباط ورجال الفرع 215 عن مواقعهم أيضا، تاركين وراءهم كومة من الملابس العسكرية والأسلحة والذخيرة إلى جانب زجاجات الويسكي الفارغة والسجائر المطفأة ورزم من التقارير الاستخباراتية، بعضها معلق في ملفات، وبعضها الآخر مكدس في أكوام".
ووفق الصحيفة، فإنّه في زيارتها لمكاتب الفرع 215، وجدت فسيفساء من صور الرئيس بشار الأسد وقد تم اقتلاع عينيه وفمه. فيما قال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، قال ننار حواش: "لقد استمروا في العمل حتى اللحظة الأخيرة، فهم الركيزة الأساسية للنظام السوري السابق".
وتابع: "أن النجاح المفاجئ لهجوم هيئة تحرير الشام، والانهيار المذهل لجيش النظام، كان بمثابة فشل استخباراتي ملحمي في سوريا وخارجها"، مردفا: "فحتى تلك اللحظة، كان يعتقد وعلى نطاق واسع أن الأسد قد ربح الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاما. واستعادت القوات الحكومية وبدعم من روسيا وإيران، السيطرة على معظم أنحاء البلاد، وتم حصر الثوار إلى حد كبير في جيب في الشمال الغربي من البلاد".
وأبرز: "كل هذا تغيّر في تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما لاحظ قادة هيئة تحرير الشام أن إيران وحزب الله وغيرهما من الجهات التي تساعد في الدفاع عن الأسد تواجه انتكاسات، وأن روسيا كانت منشغلة بشكل متزايد بحربها في أوكرانيا. قد فشنت الهيئة هجوما مفاجئا، وتقدمت بسرعة نحو حلب".
إلى ذلك، مع اقتراب الثوار من المدينة في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، أرسل أحد المقرات تعميما إلى جميع فروع أجهزة الاستخبارات هناك برفع الجاهزية القتالية إلى 100 في المئة، وتعليق العطلات حتى إشعار آخر. وبعد يومين، كان المقاتلون قد دخلوا المدينة.
ويبدأ التقرير، الذي يوثق انهيار الجيش بملاحظة وصول طائرة نقل عسكرية من طراز إليوشن من دمشق وعلى متنها 250 فردا من الاستخبارات العسكرية، بما في ذلك أعضاء الفرع 215، مسلحين بقذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة في محاولة أخيرة للسيطرة على المدينة. وفي غضون ساعات من الانتشار في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، تعرضوا لهجوم من مسيرات.
وقال ضابط الاستخبارات الذي كتب التقرير، نيكولاس موسى، إنّ: "الجهود المتكررة لحشد وحدات الجيش باءت بالفشل حيث فر الجنود، تاركين الأسلحة والمركبات العسكرية". مضيفا أنّ: "نقص الدعم الجوي والغطاء المدفعي زاد من حالة الذعر".
وتابع التقرير: "كان الجرحى ممددين على الأرض ولم يكن هناك من يعالجهم أو يجليهم". مشيرا في لغة صريحة غير معتادة، إلى الفساد داخل جيش الأسد. وقال إنّ فشل القيادة العسكرية أدى إلى "تراخي الصفوف وانتهاكات أمنية".
وأضاف أن معلومات بالغة الأهمية حول مواقع القوات تسربت أثناء الهجوم. وقال التقرير إن "الضباط والأفراد انشغلوا بالأمور المادية والملذات. بينما لجأ أفراد الجيش إلى أساليب غير قانونية؛ لإصلاح المعدات وتأمين سبل عيشهم"، مشيرين إلى: "نقص الموارد والاقتصاد المتدهور".
وأضاف التقرير، أنه في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، تقدم الثوار من الشمال والجنوب والجنوب الشرقي، وسيطروا على حماة وحمص، وقطعوا الطرق لمعاقل النظام في الساحل، واستولوا في النهاية على دمشق.
كذلك، حذّر تقرير في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر: "لقد تلقينا معلومات عن اتصالات وتنسيق بين الجماعات الإرهابية في شمال سوريا وخلايا نائمة إرهابية في المنطقة الجنوبية ومحيط دمشق"، بينما دعا إلى: "تشديد المراقبة والتدابير الأمنية".
إلى ذلك، أكد التقرير، أنه: "في وسط المدينة، تم الإبلاغ عن -نشاط غير عادي- بين رجال ملتحين يرتدون سترات جلدية سوداء في شارع شعلان الراقي. وقد أشار عملاء كانوا يراقبون ساحة عامة إلى مجموعة من ماسحي الأحذية باعتبارها مشبوهة، فضلا عن امرأة غير مألوفة تبيع الخضراوات وكانت ترتدي مكياجا ثقيلا تحت حجابها وتتحدث بلهجة تشير إلى أنها من شرق سوريا".
وأوصت المذكرة بـ"طلب لقطات كاميرات المراقبة من أصحاب المحلات التجارية لمراجعة أي حركة مشبوهة"؛ فيما حاول البعض في النظام حشد القوات للدفاع عن العاصمة. وطلب أمر صدر في منتصف ليلة 5 كانون الأول/ ديسمبر باسم الرئيس من وحدة مدرعة بالعودة إلى دمشق من دير الزور في الشرق.
وذكر تقرير أرسل إلى: غرفة العمليات أن مجموعات صغيرة على متن دراجات نارية سيطرت على نقاط تفتيش عسكرية، واستولت على مركبة قتالية للمشاة ومركبتين محملتين برشاشات ثقيلة. وقال التقرير في 6 كانون الأول/ ديسمبر: "الوضع في محافظة درعا مضطرب".
وقال ضابط استخبارات متمركز في درعا، إن: "حالة من الفوضى تزايدت مع تدفق التقارير حول مكاسب الثوار. وقال إنه حتى قبل الهجوم، كانت سيطرة النظام على الجنوب هشة". فيما كانت نقاط التفتيش والمنافذ العسكرية لا تزيد عن كونها صورة رمزية لوجود النظام ومصدرا للدخل للأفراد الذين يمكنهم انتزاع الرشاوى لتكملة رواتبهم الضئيلة.
وقبل أيام قليلة من سقوط دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، صدرت أوامر بنقل القوات والمعدات لمواصلة القتال. وكان من المقرر أن تنقل فرقة الدبابات الثالثة 400 بندقية آلية و800 مخزن ذخيرة و24,000 رصاصة إلى كتيبة في منطقة طرطوس على الساحل، موطن قاعدة بحرية روسية رئيسية ومعقل للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وكان من المقرر أن تغادر التعزيزات لقاعدة الفرقة الرابعة عشرة للقوات الخاصة غربي دمشق في منتصف نهار 7 كانون الأول/ ديسمبر.
وعشية انهيار النظام، تناول تقرير مع إشارة إلى مصدره، ولكن تم التستر عليه، النهج المتوقع للمتمردين تجاه دمشق، وتوقع أن يصلوا إلى الضواحي في غضون يومين ويستولوا على سجن صيدنايا، حيث تم سجن وتعذيب المعارضين السياسيين. كان التوقيت خاطئا، لكن التنبؤ الأخير أثبت صحته. اقتحمت قوات الثوار السجن وأطلقت سراح المعتقلين بعد ساعات من فرار الأسد من البلاد.
وانتهت الوثيقة بتوقيع استخدمه ضباط الاستخبارات في رسائلهم الأخيرة، وهو ما أظهر تصميمهم على إبقاء النظام قائما: "للإطلاع والقيام باللازم".