الاقتصاد نيوز - متابعة

 في عام 2016 تولى دونالد ترامب لأول مرة رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في الوقت الذي كان فيه الاتفاق النووي قد تم توقيعه بين إيران وسبع قوى عالمية، ما أدى إلى حدوث انفتاح اقتصادي، وبالتالي تحسن في قطاع النقل في إيران. ومع وصول ترامب إلى السلطة، تعرض قطاع النقل الإيراني لضرر كبير نتيجة للعقوبات الجديدة التي تم فرضها.

والسؤال الذي سيطرح قبل فترة رئاسته الثانية هو: هل ستؤثر العقوبات الجديدة على قطاع النقل الإيراني أم لا؟ وما هي الحلول المحتملة لمواجهة العقوبات المحتملة؟

وقالت صحيفة شرق في تقرير لها، إن عام 2011 الذي بدأت فيه أمريكا بفرض عقوبات على صناعة الشحن والموانئ الإيرانية يعد مقدمة للأيام الصعبة لهذه الصناعة المهمة والمؤثرة. فقد شهدت سنوات هذه العقوبات تباطؤاً في تطوير موانئ إيران، وأدى ذلك إلى انخفاض في أدائها، حيث تراجع حجم تفريغ وتحميل الحاويات في موانئ البلاد من 3.16 مليون وحدة مكافئة لحاوية قياس 20 قدم (TEU) في عام 2011 إلى 2.2 مليون وحدة في عام 2013.

وفي هذه الفترة الزمنية، كانت خطوط الشحن البحري الدولية الكبيرة لا تزال تعمل في إيران، وكانت معظم العقوبات تركز على الشحن البحري الحكومي الإيراني، لكن تأثير العقوبات على النقل البحري الإيراني كان واضحاً بشكل كبير.

وبعد تنفيذ الاتفاق النووي، ارتفع أداء موانئ إيران في مجال الحاويات من حوالي مليوني وحدة (TEU) في عام 2015 إلى أكثر من 3 مليون وحدة في عام 2017. وخلال هذه الفترة، عززت العديد من شركات الشحن البحرية الكبرى في العالم نشاطها في إيران، وكان قطاع النقل البحري الإيراني يشهد تحسناً ملحوظاً. حتى أنه في ديسمبر 2016، وقعت شركة الشحن البحري الإيرانية عقد تمويل مع شركة بناء السفن الكورية الجنوبية لتوريد أسطول جديد.

ولكن مع انتخاب دونالد ترامب وقرار خروجه من الاتفاق النووي في مايو 2018، تلقى قطاع النقل البحري الإيراني مرة أخرى ضربة كبيرة، حيث تراجع أداء موانئ إيران في تحميل الحاويات من 3.07 مليون وحدة (TEU) في عام 2017 إلى 1.95 مليون وحدة في عام 2018. وكان هذا التراجع غير مسبوق في موانئ إيران لدرجة أنه، بعد مرور ست سنوات على خروج أمريكا من الاتفاق النووي، لم تتمكن موانئ إيران من العودة إلى مستويات ما قبل العقوبات التي فرضها ترامب.

ويمكن رؤية الفرق الرئيسي في عقوبات ترامب في تركيزه على العقوبات الخاصة بقطاع النقل. فهو يعرف بنية التجارة وأهميتها، ويدرك دور النقل البحري، وخاصة بالنسبة لإيران. لذلك، من خلال التركيز على فرض العقوبات على النقل، وبالأخص النقل البحري، وجه ضربة قوية للاقتصاد الإيراني.

وعلى الرغم من أن جميع جهات وكيانات النقل البحري الإيراني قد خضعت لعقوبات أمريكية مباشرة، إلا أن هذه الطريقة في النقل لا تزال تحتفظ بقدرة على تحمّل مزيد من العقوبات من قبل أمريكا. لذلك، يُتوقع أن تستعد الحكومة الإيرانية الرابعة عشر برئاسة بزشكيان لمواجهة هذه العقوبات في قطاع النقل البحري، وأن تقوم بتصميم خطة محكمة للحد من تأثير هذه العقوبات في حال حدوثها.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاتفاق النووی الشحن البحری موانئ إیران ملیون وحدة قطاع النقل فی عام

إقرأ أيضاً:

رسوم ترامب الجمركية تهدد إنتاج الأسلحة الأمريكية

تعدت تبعات رسوم ترامب الجمركية الأخيرة حدود الاضطرابات الاقتصادية إلى الاضطرابات الأمنية، محدثة تأثيراً كبيراً، وتحدياً يربك سلاسل التوريد العسكرية الموقعة من قبل وزارة الدفاع "البنتاغون" قبل عقود.

وسلط تقرير لمجلة "بوليتيكو" الضوء  على تأثير "يوم التحرير"، على مجمل الصناعات العسكرية الأمريكية، مشيراً إلى احتمال ارتباك سلاسل التوريد العالمية التي أمضى البنتاغون عقوداً في إنشائها، وتزايد تكلفة الأسلحة الأمريكية، وتعقيد الجهود الدولية لمواجهة الصين، خاصة في المشاريع المشتركة مع حلفاء واشنطن التقليديين، وأقرب مثال على ذلك مشروع بناء الغواصات مع المملكة المتحدة وأستراليا.

ويرجح الخبراء، أن يتسبب نهج أمريكا الانفرادي في ظل إدارة الرئيس ترامب، إلى دفع الشركاء المتشككين نحو البحث عن تعاون في أماكن أخرى، كما أنه يهدد بيتقويض خطوط الصناعة الضخمة التي تمتد لجميع أنحاء العالم، مما يُؤدي بالتالي لتقليل الثقة في العلاقة الدفاعية بين واشنطن وحلفائها.  

Trump announced Wednesday he will apply at least a 10% tariff on all exporters to the US. The Founder of Port City Brewing says it's thrown the supply chain into chaos.
Watch LIVE right now:
https://t.co/Pb8LFxB9kC pic.twitter.com/YmgbIncoU2

— Bloomberg Radio (@BloombergRadio) April 3, 2025

وقال دبلوماسي من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضل عدم كشف هويته، "لدينا متطلبات، وسنفعل ما هو منطقي بالنسبة لنا. نحن نبحث حقاً عما نحتاج إلى تطويره محلياً".

تناقض 

ويُصوّر ترامب خطته للتعريفات الجمركية على أنها خطوة تحويلية لتحقيق التوازن التجاري، واستعادة الإيرادات المفقودة للبلاد. لكنها تُخاطر بتدمير وعوده الأخرى بتحويل الولايات المتحدة إلى قوة صناعية وتقليص نفوذ الصين.

وأكد البيت الأبيض، في أمره التنفيذي الذي أعلن فيه عن التعريفات الجمركية، أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تصنيع قطع الغيار "دون الاعتماد المفرط على الواردات كمدخلات رئيسية".  

Important Reminder: More than 61% of US imports are inputs for US firms. Raising the cost of those critical inputs with Trump's tariffs will burden US firms with higher production costs, making them less competitive domestically and globally, leading to reductions in profits and… pic.twitter.com/0a46kw9ele

— Mark J. Perry (@Mark_J_Perry) April 3, 2025 تهديد

لكن تدوين ذلك في وثيقة أسهل بكثير من تنفيذه، فقد أمضى البنتاغون عقوداً في بناء وتمويل ورعاية شبكة عالمية من الموردين والشركات التي تواجه الآن تعريفات جمركية، وفي غياب أي استثناءات في مجال الدفاع، قد تُلغي الإدارة الكثير من هذه المشاريع والعقود، مع احتمال تأخير إنتاج الأسلحة الأمريكية الصنع للبلاد وللمشترين الآخرين.

ويؤكد مسؤول الاستحواذ السابق في البنتاغون بيل غرينوالت، "سيكون هناك نقص في الإمدادات، وردود فعل متبادلة، وسيرد حلفاؤنا وشركاؤنا الآخرون". "بعض الإمدادات الحيوية المحتملة إما أن تكلف أكثر بكثير مما كانت عليه أو أنها ببساطة لن تكون متاحة". ترامب يخاطر بكل شيء.. هل أطلق حرباً تجارية شاملة؟ - موقع 24اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واحدة من أكبر المجازفات السياسية مع الاقتصاد الأمريكي، في خطوة لم يجرؤ عليها أي رئيس حديث.

F-35 في قلب الأزمة 

من المرجح أيضاً أن تُقوّض الرسوم الجمركية العالمية، التي تتراوح بين 20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي و10% على السلع البريطانية والأسترالية، التعاون الدفاعي الذي لطالما اعتُبر مشاريع مشتركة ناجحة، وتشمل هذه البرامج طائرة "F-35" المقاتلة، التي تستخدمها 20 دولة في شراكة فريدة صُممت لتزويد الدول المشاركة بفرص تصنيع، إلى جانب مشاريع صاروخية وأنظمة دفاع جوي مهمة مشتركة مع النرويج وإسرائيل.

وتُعدّ هذه المشاريع وغيرها أساسيةً للدفاع في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث يتسابق الحلفاء للبقاء في الصدارة لمواجهة روسيا التي لا يُمكن التنبؤ بسلوكها، والصين الصاعدة عسكرياً.

وقال مسؤول أوروبي، "نعتمد على الولايات المتحدة للحصول على أفضل المعدات". وأضاف: "لقد تحسنت القدرة الصناعية الأوروبية بشكل كبير، ونريد أن نكون مُورّدي أمن، لا مجرد مستهلكين". وهذا يعني زيادة الاستثمار في التصنيع الأوروبي لتقليل الاعتماد على قطع الغيار والإمدادات الأمريكية للأسلحة، على حدّ قوله.

وبحسب الخبراء، فإن إحدى مبادرات عهد بايدن الواعدة، والتي جمعت أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية وتبادل التقنيات، قد تنتهي إذا ارتفعت أسعار قطع الغيار بشكل مفرط.

وقال غرينوالت: "هناك كل هذه التأثيرات المتتالية. يمكن مطالبة المقاولين بتحمل التكاليف، ويمكنهم محاولة تطوير موردين محليين أقل تكلفة، لكن ذلك سيستغرق سنوات. لا يمكنك فعل شيء سوى تعديل شبكة التوريد. يتطلب الأمر الكثير من الوقت والجهد والمال".

وتأمل الإدارة في خلق المزيد من فرص العمل المحلية من خلال تصنيع قطع غيار أسلحة أجنبية في الولايات المتحدة. لكن الشركات قد لا تملك الكفاءات اللازمة للقيام بهذا العمل. 

وأشار السيناتور الديمقراطي عن ولاية أريزونا، مارك كيلي، وهو عضو بارز في لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، والذي حققت ولايته أكثر من 14.5 مليار دولار من عقود وزارة الدفاع العام الماضي، إلى أن سلسلة التوريد العالمية معقدة للغاية لدرجة أن بعض المنتجات الدفاعية تعبر الحدود عدة مرات أثناء تجميعها، مما يؤدي إلى تراكم المزيد من التعريفات الجمركية في كل مرة. 

مقالات مشابهة

  • كيف تضرر قطاع النقل في السودان خلال الحرب الحالية؟
  • ترامب يستثني روسيا من الرسوم الجمركية .. مفاوضات سرية تسبق العقوبات | تفاصيل
  • خبيرة: إيران تسعى لاتفاق يخفف العقوبات ويجنبها التصعيد
  • بدء فعاليات معرض بترو برزة بجامعة السلطان قابوس في نسخته الثانية
  • السيسي يقود جهود تطوير قطاع النقل وتوطين الصناعة
  • احتجاجات ضد ترامب وماسك في 50 ولاية أمريكية
  • إيران: مستعدون لمواصلة الحوار بشأن برنامجنا النووي مقابل رفع العقوبات
  • عراقجي: إيران مستعدة للمحادثات مع أمريكا مقابل رفع العقوبات
  • الأضخم على الإطلاق.. الجمهوريون بالكونغرس يستعدون لفرض عقوبات على إيران
  • رسوم ترامب الجمركية تهدد إنتاج الأسلحة الأمريكية