الحذر والتوتر يسود العلاقة بين بغداد ودمشق
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
آخر تحديث: 31 دجنبر 2024 - 10:00 ص بقلم:سعد الكناني العلاقة بين بغداد ودمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد المجرم ستكون معقدة يسودها الحذر والتوتر خاصة بعد سيطرة جبهة تحرير الشام على إدارة البلاد بقيادة أحمد الشرع الذي يعتبر إرهابيا بنظر حكومة العراق، وكذلك تأثير العامل السياسي والأمني والمصالح الإقليمية والدولية، فضلاً عن التوازنات الداخلية في كل من العراق وسوريا.
المتغير السوري الجديد من وجهة نظر الحكومة الإطارية برئاسة السيد محمد السوداني، تثير القلق خاصة في ملف الحدود والمناطق المجاورة والدواعش في سجون قوات “قسد” والوثائق التي حصلت عليها فصائل جبهة تحرير الشام التي تثبت تورط بعض زعماء الإطار بالعمل لصالح المخابرات السورية في زمن حكومة بشار الأسد. حكومة السوداني تسعى إلى بناء علاقات دبلوماسية مع الحكومة الانتقالية في سوريا بضغط أمريكي تركي مما يتطلب تعاملًا سياسيًا حساسًا، خاصة مع تداخل المصالح الإقليمية المعقدة. بالرغم من اختلاف وجهات النظر في التعامل مع المتغير السوري داخل مكونات الإطار بين مؤيد ومحايد ورافض. بغداد قد تجد نفسها مضطرة لتعزيز تعاونها الأمني مع دمشق، خاصة إذا كانت الحكومة السورية الجديدة تمثل تهديدًا لها. كما ان المجتمع الدولي يؤثر على شكل العلاقة بين بغداد ودمشق في ظل حكومة احمد الشرع. والمواقف الغربية والعربية تجاه هذه الحكومة ستؤثر على العراق. دول مثل الولايات المتحدة وتركيا والسعودية قد تميل إلى الضغط على الحكومة العراقية لتغيير مواقفها من دمشق. كما أن سوريا بحاجة إلى دعم اقتصادي من جيرانها، وبغداد قد تشارك في جهود إعادة الإعمار أو تقديم دعم اقتصادي سيسهم في تحسين العلاقات بين البلدين. خاصة في مجال النفط وغيره. وعلينا ألا ننسى أن إيران لها تأثير كبير على القرار السياسي والأمني في العراق. وحكومة الإطار لن تستطيع الخروج من العباءة الإيرانية وقد يستمر التأثير الإيراني في السياسة العراقية بشكل كبير إذا كانت الحكومة الجديدة في سوريا توافق على عودة العلاقات مع إيران، فقد تؤدي هذه الحالة إلى تعزيز الروابط بين بغداد ودمشق. نعتقد أن العلاقة بين العراق وإيران وبين حكومة أحمد الشرع ستكون معقدة وتعتمد على مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية. لأن إيران ستظل فاعلاً رئيسيًا في السياسة العراقية، والحذر والتوتر سيبقى قائماً في العلاقة بين بغداد ودمشق الذي ينبع من المخاوف المتعلقة باستقرار البلدين والتوترات الأمنية والسياسية المحتملة في المنطقة، بالإضافة إلى تأثيرات التغيرات الدولية على العلاقات بين البلدين.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
الفصائل تبقي موقفها رماديا: سنعلن عن قراراتنا قريبا لا تلتفتوا لتكهنات التقارير الإعلامية - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
تصاعدت في الآونة الأخيرة التقارير الإعلامية الغربية التي تتحدث عن رفض فصائل المقاومة العراقية الاندماج مع القوات الحكومية أو العكس، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والأمنية العراقية.
في المقابل، أكدت مصادر مقربة من تلك الفصائل أن ما يُنشر في بعض التقارير الأمريكية لا يعكس الحقيقة، مشددة على أن العلاقة مع الحكومة قائمة على التعاون والتنسيق المستمر. يأتي ذلك وسط ضغوط دولية متزايدة على الحكومة العراقية لضبط السلاح خارج إطار الدولة، وفقاً لما كشفه مستشار رئيس الوزراء إبراهيم الصميدعي.
موقف فصائل المقاومة: "العلاقة مع الحكومة إيجابية"
في حديث خاص لـ"بغداد اليوم"، أكد مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية أن الفصائل لديها "ثوابت راسخة" من بينها اعتبار أمن العراق "خطاً أحمر" والتأكيد على وحدة أطياف المجتمع العراقي. وأضاف المصدر أن هناك لقاءات مباشرة مع الحكومة لمناقشة قضايا تتعلق بالشأن الداخلي، واصفاً العلاقة مع الحكومة بأنها إيجابية وتقوم على التعاون لما يخدم استقرار البلاد.
وأشار المصدر إلى أن التقارير الأمريكية التي تتحدث عن رفض الفصائل للاندماج مع القوات العراقية "تفتقر للمصداقية"، وتهدف إلى "خلط الأوراق" من خلال مغالطات بعيدة عن الواقع. كما شدد على أن الفصائل أعلنت مراراً أنها في حالة حوار مستمر مع الحكومة، وأن أي قرارات ستصدر بشكل رسمي وشفاف.
وحول ما يُثار بشأن انتقال الفصائل إلى العمل السياسي أو دمجها ضمن القوات المسلحة، أوضح المصدر أن هذه مجرد "تكهنات" تروج لها بعض وسائل الإعلام، مؤكداً أن الفصائل لديها رؤية واضحة واستراتيجية خاصة بها، لكنها في الوقت ذاته تحرص على أمن وسلامة العراق بجميع مكوناته.
ضغوط دولية وإقليمية
وفقا لعدة مسؤولين عراقيين وأمريكيين تحدثوا لوكالة "أسوشيتد برس" فإن سقوط الأسد، الحليف لإيران، أدى إلى إضعاف نفوذ طهران في المنطقة، مما جعل الجماعات المتحالفة معها في العراق تشعر بالضعف.
وأضافت أن الكثيرين في العراق يخشون أيضا من أن تنظيم داعش قد يستغل الفراغ الأمني للعودة من جديد، في وقت لا تزال فيه القيادة الجديدة في سوريا تعمل على ترسيخ سيطرتها على البلاد وتشكيل جيش وطني.
وتنقل الوكالة عن مسؤول في الإطار التنسيقي القول إن معظم قادة الإطار يؤيدون بقاء القوات الأمريكية في العراق، ولن يرغبوا في مغادرتها نتيجة لما حدث في سوريا."
وأضاف: "إنهم يخشون أن يستغل داعش الفراغ الأمني إذا غادر الأمريكيون العراق، مما قد يؤدي إلى انهيار الوضع في البلاد."
وكان مستشار رئيس الوزراء السابق إبراهيم الصميدعي كشف في وقت سابق، عن وجود طلبات واضحة من أطراف دولية وإقليمية تطالب الحكومة العراقية بتفكيك سلاح الفصائل المسلحة، كجزء من الجهود الرامية إلى إعادة الاستقرار وضمان السيادة الوطنية.
وأوضح الصميدعي أن هناك ضغوطاً دولية متزايدة على الحكومة لضبط "السلاح المنفلت"، مؤكداً أن الحشد الشعبي يُعد مؤسسة رسمية وقوية، لكنه أشار إلى أن هناك فصائل تعمل تحت غطاء الحشد، وهو ما يثير الشكوك لدى الغرب والولايات المتحدة. وأضاف أن المطالب الدولية تتضمن حل بعض الفصائل وإنهاء ما وصفه بـ"ثنائية الدولة والدولة الرديفة"، مؤكداً أن القرار السياسي قادر على إنهاء هذه الحالة، وأن الفترة القادمة قد تشهد خطوات حاسمة في هذا الاتجاه.
مستقبل العلاقة بين الفصائل والحكومة: هل من حلول وسط؟
تثير هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين فصائل المقاومة العراقية والحكومة، وما إذا كان بالإمكان الوصول إلى صيغة توافقية تضمن الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتخفيف الضغوط الدولية في آن واحد.
يرى مراقبون أن سيناريوهات المستقبل قد تتراوح بين دمج بعض الفصائل ضمن المؤسسات الأمنية الرسمية كما حدث مع قوات الحشد الشعبي، أو التوصل إلى تفاهمات تضمن استمرار دور هذه الفصائل تحت رقابة الدولة دون حلها بالكامل. بالمقابل، يواجه رئيس الوزراء تحديات كبيرة في إقناع الأطراف الدولية بقدرة العراق على ضبط الملف الأمني داخلياً دون الحاجة إلى فرض حلول خارجية.
بينما تتصاعد الضغوط الدولية لدفع العراق نحو ضبط السلاح خارج إطار الدولة، تبقى فصائل المقاومة لاعباً أساسياً في المشهد السياسي والأمني، وهو ما يجعل أي قرارات مستقبلية بشأن وضعها محط اهتمام داخلي ودولي. ومع استمرار الحوارات بين الحكومة وهذه الفصائل، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن إيجاد صيغة تضمن توازن المصالح بين القوى الداخلية والتوجهات الدولية، أم أن العراق مقبل على مواجهة جديدة في هذا الملف الحساس؟
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات