لبنان ٢٤:
2025-01-03@06:09:36 GMT
لا رئيسكانونيًا... والاتصالات مستمرة بين معراب وميرنا الشالوحي
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
إذا استثنينا عطلة رأس السنة لا يبقى أمام القوى السياسية سوى أيام قليلة تفصلها عن موعد الجلسة الرئاسية في 9 كانون الثاني المقبل. وستخصص هذه الأيام لاتصالات كثيفة، في محاولة أخيرة قد يقوم بها الرئيس نبيه بري توصلًا إلى التوافق على اسم مرشح وفاقي لا يشكّل تحدّيًا لأي مكون من المكونات اللبنانية، ولا يكون في الوقت ذاته من دون طعم أو رائحة أو لون.
ويقول أكثر من خبير في الشؤون الانتخابية إن الأجواء السائدة حتى الآن، ومنذ اللحظة الأولى لدعوة رئيس المجلس إلى الجلسة الكانونية، لا توحي كثيرًا بأن هذه الجلسة سينتج عنها انتخاب الرئيس العتيد والمنتظر. وهذا لا يعني بالطبع أن الجلسة لن تنعقد، خصوصًا أن الرئيس بري ليس في وارد تأجيلها أيًّا تكن المبررات. فالجلسة التي ستعقد في موعدها حتمًا ستكون على الأرجح شبيهة بما سبقها من جلسات عقيمة. فاللقاءات والاتصالات التشاورية، سواء أكانت في العلن أو من تحت الطاولة، لم تصل حتى الساعة إلى الحدّ الأدنى من القواسم المشتركة، التي يمكن على أساسها رسم خارطة طريق رئاسية مفصلة.
فلبّ المشكلة الرئاسية الأساسية، وفق ما تراها مصادر سياسية مراقبة، تكمن في الاختلاف العميق بين وجهتي نظر؛ فأصحاب النظرة الأولى لا يريدون أن يعترفوا بأن ما حفلت به سنة 2024 من تطورات سياسية وميدانية قد أعادت خلط الأوراق والحسابات الخارجية، والتي على أساسها تتم بلورة المواقف الداخلية. أمّا أصحاب النظرة الثانية فيؤكدون أن الزلزال الذي أصاب المنطقة، ومن بينها لبنان وسوريا بالتحديد، يجب الاستفادة من نتائجه، وذلك لتحصين الموقف المؤيد للمسار المسمّى سياديًا. ويضيف هؤلاء بأن ما كان سائدًا قبل 27 أيلول لا يمكن نقله إلى أرض الواقع بعد هذا التاريخ. وما كان مرفوضًا قبل هذا التاريخ لا يمكن القبول به بعده. وهذا الواقع يجب استثماره في الاستحقاق الرئاسي.
من هنا يمكن الاستنتاج بأن الطبخة الرئاسية لم تنضج بعد، وأن كلمة السر لم تصل بعد أيضًا، خصوصًا أن الاتصالات القائمة على قدم وساق لتوحيد المواقف في شكل جدّي بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" لا تزال في بداياتها، وهي تحتاج إلى المزيد من بلورة المواقف غير الناضجة حتى الساعة، وأن الأيام القليلة التي تفصل مختلف الكتل النيابية عن جلسة الاستحقاق الرئاسي غير كافية لبلورة موقف موحد، أقّله على مستوى القيادات المسيحية.
في المقابل فإن الاتصالات القائمة بين "معراب" و"ميرنا الشالوحي" لم تلغِ المشاورات المتواصلة بين هذين المكونين المسيحيين الأكثر تمثيلًا في الندوة البرلمانية والاتصالات الجارية في السر والعلن مع الرئيس بري المعَّول على حكمته في هذه الظروف الصعبة والخطيرة التي يمرّ بها البلد.
وفي الخلاصة، ووفق المصادر السياسية نفسها، فإن جلسة 9 كانون الثاني ستكون محطة مهمة لاختبار نوايا جميع الكتل النيابية، ولتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، مع ما يرافق هذه الجلسة من "حرق" لأسماء عدد من المرشحين، ومن بينهم بالطبع من لم يتم التوافق على تأييد ترشيحهم، أو بالأحرى الذين تمّ التوافق بين الأضداد على استبعادهم.
فما سبق أن قاله قبل نحو شهر تقريبًا مستشار الرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط مسعد بولس عن إمكانية تأجيل انتخاب رئيس إلى ما بعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب مهامه رسميًا في 20 كانون الثاني، أي بعد أحد عشر يومًا من موعد الجلسة، قد يصبح واقعًا لا مفرّ منه.
فإذا لم تتبلور صيغة رئاسية مقبولة من الجميع تقريبًا فإن جلسة التاسع من الشهر المقبل لن تكون منتجة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تجاذبات سياسية تسابق الجلسة النيابية الرئاسية
تواصلت التحركات السياسية حيال الاستحقاق الرئاسي فعقد نواب المعارضة الـ31 اجتماعاً مساء أمس في مقر"كتلة تجدد"، تناول الملف الرئاسي والاطلاع على خلاصة الاتصالات الجارية في هذا الشأن ومحاولة توحيد الصف والموقف خلف مرشح واحد. وسيعقد المجتمعون اجتماعات إضافية بعيداً من الأضواء لاستكمال البحث واتخاذ القرار.وكتبت" الديار": الثابت حتى الان ان الرياض لا تزال على موقفها بانها لن تسمي مرشحا مفضلا على نحو مباشر، وهي حددت في السابق المواصفات التي تعنيها والمهمة مناطة بمجلس النواب اللبناني. فيما القطريون المقيمون في بيروت لم يبادروا بعد الى الاجهار صراحة بتوجهاتهم الرئاسية. «الثنائي الشيعي» لا يجد نفسه مضطرا للتفريط «بورقة» ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في غياب اي كلام جدي مع الداخل والخارج حول هوية الرئيس الوسطي الذي لا يعتبر تحديا لاحد.
اما التكتلات النيابية السنية فهي على تشتتها في ظل عدم الوضوح في الموقف السعودي. والمعارضة ليست على «قلب واحد»، بغياب حسم الرعاة الخارجيين للموقف، في ظل انزعاج الكثيرين من محاولة «القوات اللبنانية» لتسيّد المشهد وفرض ترشيح غير واقعي لرئيسها سمير جعجع او من ينوب عنه. «التيار الوطني الحر» لا يزال في مربع المناورة وهو متهم بمحاولة ابتزاز مكشوفة للجميع، وخصوصا «الثنائي»، وهو في سبيل حرق اوراق قائد الجيش يلمح الى احتمال قبوله بجعجع، وحده النائب السابق وليد جنبلاط يغرد خارج السرب باعلانه ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، وهو خيار اعتبرته «القوات» ايضا قطعا للطريق امام «الحكيم».
وكتبت" اللواء": ما زالت القوى السياسية مشغولة بغربلة اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية، لأن المواصفات للرئيس الجديد التي سبق وتحدث عنها النواب قد تشهد بعض التعديل لمواكبة مستجدات الوضع الاقليمي والدولي بعد المتغيرات في سوريا والانفتاح العربي والدولي الواسع عليها ما يضيف عناصر جديدة على اجندة الرئيس العتيد وحكومته المرتقبة، لكن ذلك لم يمنع استمرار حركة المرشحين المعروفين والاتصالات واللقاءات، لملاقاة جلسة 9 الشهر الجاري بإسم متفق عليه او على الاقل بإسمين تجري عليهما قرعة الانتخاب.
واذا كانت جلسة الانتخاب ستعقد حسب إجماع النواب بتوفير نصابها القانوني، لكن حتى اللحظة ليس محسوماً ما اذا كانت ستنتج رئيساً للجمهورية ما لم يحصل التوافق المعقد الداخلي والخارجي، لا سيما بعدما خلط الاوراق اعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نيته الترشح في حال...
وقال عضو كتلة الجمهورية القوية النائب الدكتور فادي كرم لـ «اللواء» حول جدية جعجع بالترشح ومتى يمكن ان يعلنه رسمياً: ان ترشيح الدكتور جعجع دائماً جدّي انطلاقاً من انه الاكثر تمثيلاً مسيحياً ورئيس اكبر تكتل نيابي، ولديه رؤية ويمتلك مقومات وصفات الرئيس الصلب القادر على ان يدير البلد ويحترم سيادته ويحقق الاصلاحات. من هذا المنطلق ترشيحه دائم وجدّي وطبيعي.
واستدرك كرم قائلاً: لكن لن يعلن الدكتور جعجع ترشيحه حاليا بالطريقة التقليدية، لأن ترشيحه إن لم يكن مؤمّناً بتأييد الكتل النيابية الواسعة يكون ترشيحاً لا معنى له. لذلك جرى بحث هذا الامر مع بعض الكتل، وابدى عدد منها إيجابية تجاه هذا الموضوع، وهي تدرس الوضع،واذا تبنوا ترشيح جعجع يبلغوننا هذا الامر. عندها ندرس كيفية الاعلان عن هذا الترشيح. لكن حتى الان لا يمكن ان نقول ان هناك إجابات واضحة.
وبالنسبة لموقف السعودية، قال كرم: نحن على تواصل دائم مع المملكة وعندما يكون هناك شيء للإعلان نعلن عنه في وقته. وحول ما تسرب عن موقف باسيل بدعم ترشيح جعجع وهل هو جدّي او مناورة؟ قال الدكتور كرم: لا اعلق على تسريبات اعلامية، لكني اعلق على ما تبلغناه من التيار الحر بأنه يدعم ترشيح جعجع اذا وافق عليه ثنائي امل وحزب لله، واعتقد ان هذا امر غير جدّي وربما تكون مناورة مع الثنائي لكن لاعلم لي بالموضوع..
وبالنسبة لنواب التغيير، فقال النائب فراس حمدان لـ«للواء»: نحن ما زلنا كمجموعة نتشاور بيننا ومع الكل الاخرى، والتقينا عدداً من المرشحين ضمن المجموعة او بشكل فردي، واعتقد ان القرار يتخذ في 8 كانون الثاني اي عشية الجلسة، لكني اجزم بعقد الجلسة الانتخابية.اما هل سيتم انتخاب رئيس فيها؟ فالأمر متروك للجلسة ولنتائج مشاورات اليوم الاخير السابق للجلسة.
وحول جلسة 9 ك2، أبلغ قيادي في حزب لله «اللواء» «اننا ما زلنا نؤيد الوزير السابق سليمان فرنجية، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الحزب لا يضع فيتو على احد، وكلمتنا النهائية سنقولها خلال الجلسة في حال انتفاء حظوظ فرنجية او انسحابه من السباق الرئاسي»
وفي اتجاهات نيابية تؤيد المرشحين "التوافقيين" تحدث النائب نبيل بدر عقب لقائه والنائب فريد هيكل الخازن عن "ضرورة أن يصل المرشح التوافقي الوسطي إلى رئاسة الجمهورية"، معتبراً أن "وصول أي مرشح طرف سيؤدي إلى اضطرابات". أضاف: "سنعطي هدية كبيرة إلى اللبنانيين بانتخاب رئيس في جلسة 9 كانون الثاني".