سواليف:
2025-01-03@04:38:46 GMT

د. حسن البراري يكتب … الثورة المضادة في سوريا!!!!!!!

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

#سواليف

أحدث #سقوط_نظام #بشار_الأسد هزة عميقة أثارت الرعب في قلوب الكثيرين في المنطقة، فقد كان هذا النظام – على ضعفة وعزلته – بمثابة أحد أعمدة الاستقرار الهش في المشرق العربي ورمزًا لتحالفات إقليمية ودولية ظن البعض أنها ثابتة لا تتزعزع. ومع انهيار هذا الركيزة، اهتزت #موازين_القوى وتبدلت الحسابات الاستراتيجية ليجد العديد من الأطراف الإقليمية والدولية أنفسهم أمام مشهد جديد يتسم بحالة من عدم التيقن.

فسقوط النظام ما هو إلا بداية لمرحلة غامضة يتسابق فيها الجميع للبحث عن موطئ قدم في منطقة شهدت تحولًا جذريًا. فالحلفاء والأعداء على حد سواء، وجدوا أنفسهم في مواجهة #واقع_جديد يعيد تشكيل التحالفات ويكشف عن هشاشة التوازنات التي كانت تدار وراء الستار.

في محاولة بائسة، بدأت بعض وسائل الاعلام التأسيس لسردية لعلها تشكل مدخلا لثورة مضادة لإجهاض تطلعات الشعب_السوري للتحرر وحكم نفسه بعد عقود من الاستبداد والفساد والاستئثار بالسلطة. وهذه السردية الجديدة تستند إلى ركيزتين هما: سيطرة اللون الواحد على الحكم الجديد، والتساهل مع العدوان الإسرائيلي على سوريا وجيشها وأرضها.

في إدلب اتسم الحكم بسيطرة اللون الواحد، حيث فرضت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني رؤية أحادية كرست نهجا استبداديا يرفض التنوع السياسي والفكري، وربما كان ذلك مبررًا لضرورة الثورة والاستمرار بها على قاعدة لا صوت بعلو على صوت الثورة. لكن بعد سقوط نظام بشار الأسد وتبوأ أبو محمد الجولاني الذي غير اسمه إلى أحمد الشرع (rebranding) مركز القيادة وأصبح بفعل الأمر الواقع حاكم سوريا قام بتشكيل حكومة اللون الواحد. في مقابلة مع قناة العربية أفاد الشرع بأنه على دراية بأن سوريا هي بلد متنوع وأنه يحترم هذا التنوع وأنه لا يمكن أدلبة (تطبيق نموذج ادلب) سوريا غير أن الضرورة هي من دفعته لهذا الخيار في البداية. بكل أمانة، تمكن أحمد الشرع من التعامل مع الإعلام بحكمة وحنكة سياسية مع أن المراقبين سيحكمون على الأفعال وليس الأقوال.

مقالات ذات صلة مدير عام يحرم (12) موظفاً من راتب تقاعد شهر كامل.! 2024/12/31

الركيزة الثانية فيها الكثير من التضليل والتحريف للواقع السياسي، وتفيد بأن هيئة تحرير الشام تساهلت مع العدوان الإسرائيل على سوريا. المدافعون عن التغيير في سوريا قللوا من أهمية العدوان الإسرائيلي وأعادوا ذلك إلى ضعف النظام السوري نفسه الذي يعد المسؤول الأساسي عن هذا الوضع، وليس الجماعات التي نشأت في سياق الحرب الأهلية.

لا يمكن تحميل ضعف #سوريا في مواجهة #إسرائيل بأي حال من الأحوال إلى #هيئة_تحرير_الشام، بل هو نتيجة لظروف معقدة متعددة تفاعلت على مرّ السنوات إذ شهدت سوريا العديد من التحولات الجذرية التي أثرت بشكل كبير على قدرتها الدفاعية وموقعها الإقليمي. أولى هذه التحولات كانت الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011. هذه الحرب المدمرة أضعفت مؤسسات الدولة السورية وأفرغتها من قدراتها العسكرية والسياسية. وساهم النظام بتدير سوريا عندما اتبع سياسة القمع الدموي ضد المعارضة، مما أفضى إلى تدمير البنية التحتية للبلاد وتدهور الاقتصاد بشكل غير مسبوق. وفي هذا السياق، كان الجيش السوري مشغولًا في مواجهة التمرد الداخلي، ولم يعد قادرًا على التركيز على التهديدات الخارجية، مثل إسرائيل. وربما الملاحظة الأهم هي أن هيئة تحرير الشام، شأنها شأن باقي فصائل الثورة السورية، تولدت نتيجة مباشرة للتحديات الداخلية في سوريا، وليست العامل الأساسي في إضعاف موقف البلاد أمام إسرائيل. كما أن سياسة النظام السوري في تحالفاته الإقليمية والدولية، بما في ذلك التعاون مع إيران وحزب الله، جعلت سوريا تتعرض لضغوط إضافية على صعيد العلاقات مع القوى الغربية والعربية. هذا التورط في نزاعات متعددة أثر سلبًا على قدرتها في التصدي للتحديات الأمنية، وسمح لإسرائيل بالاستفادة من هذه الفوضى في التوسع بحيث أصبحت دمشق ساقطة عسكريا.

هناك دول في الإقليم، توجست من تسونامي التغيير في سوريا، ويمكن طبعا فهم هذا التوجس في سياق التفاعلات الإقليمية المعقدة التي تجري في المنطقة. لذلك نجد أن اعلامها بدأ بترسيخ السردية لعلها تكون مدخلا لخلق الفوضى في سوريا.

في الختام اتذكر مقولة البريطاني باتريك سيل – ربما أهم خبير كتب عن سوريا – بأن الصراع كان دوما على سوريا!!

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف سقوط نظام بشار الأسد موازين القوى واقع جديد سوريا إسرائيل هيئة تحرير الشام هیئة تحریر الشام فی سوریا

إقرأ أيضاً:

فلول الثورة المزيفة: بين شعارات الحرية وواقع الانتقام في المشهد السوري”

#فلول_الثورة_المزيفة: بين #شعارات_الحرية وواقع #الانتقام في #المشهد_السوري”
بقلم ا د محمد تركي بني سلامة

في خضم المشهد السوري المعقد، وبعد كل ما مر به الشعب من ويلات الحرب وصراعات المصالح ، وظلم وطغيان نظام الأسد الطائفية المجرم يبرز تساؤل فلسفي عميق لا يقل عن قسوة الواقع: ماذا لو كانت الأدوار معكوسة؟ ماذا لو كان دعاة القومية والعلمانية والليبرالية، ومعهم دعاة النسوية والمثلية والطائفية، هم من حرروا سوريا من نظام بشار الأسد، بينما كان الإسلاميون هم من اصطفوا مع النظام ودعموه ودافعوا عنه ؟ كيف كان سيُعامل الإسلاميون من قِبل هذه الفئات؟ وهل سيكتفوا بسلخ جلود الاسلاميين ودفنهم احياء واغتصاب نسائهم وقتل اطفالهم امام اعينهم وهل كانت شعارات الحرية والمساواة والتسامح التي يتغنون بها ستتحول إلى واقع أم أنها كانت ستُستخدم كسلاح للانتقام والإقصاء والاجتثاث؟

حين نستعرض التاريخ والتجارب السابقة، نجد أن هذه الفئات – دعاة القومية والعلمانية والليبرالية، ومعهم النسوية والمثلية – لم تقدم للشعب السوري بعد سقوط نظام المجرم بشار الأسد، سوى الكلام النظري و والثرثرة الفارغة التي لم تتجاوز حدود التنظير. كانت الثورة السورية بالنسبة لهم فرصة لرفع الشعارات البراقة وإطلاق التصريحات الرنانة عن حقوق الإنسان والعدالة والحرية والدستور واللنتخابات وحقوق الاقليات والمثليين ، بينما كانوا على أرض الواقع اما داعمين لنظام الطاغية او في أحسن الأحوال صامتين او غائبين تمامًا عن الفعل الحقيقي، يراقبون عن بُعد وينتظرون اللحظة المناسبة للانقضاض على الثورة نفسها.

لو أن الإسلاميين وقفوا في صف النظام، لكانت هذه الفئات استنفرت كل أدواتها الفكرية والإعلامية لسحلهم دون محاكمات كما فعل النظام اثناء احداث حماة في اوائل الثمانينات من القرن الماضي ، وتشويه صورتهم وإلصاق كل التهم بهم، من الرجعية إلى العمالة لامريكا وإسرائيل والخيانة. كانوا سيطالبون باجتثاثهم من المشهد السياسي والاجتماعي، وربما لم يترددوا في الدعوة إلى اجتثاث كل أصولهم وفروعهم، وقمعهم وإقصائهم تمامًا تحت ذرائع الحفاظ على الدولة والمجتمع والثورة والمعركة والتحرير والخ .

مقالات ذات صلة مظاهرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين قرب منزل نتنياهو 2025/01/01

ولكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. الإسلاميون هم من حملوا على عاتقهم عبء تحرير سوريا من نظام الاستبداد والطغيان، وهم من أثبتوا أن القيم الإسلامية ليست شعارات جوفاء، بل مبادئ تُمارَس في السلم والحرب ،فالاسلام دين التحرر والثورة على الظلم والطغيان . وهو دين الرحمة والعدالة والعفو والمغفرة ،لذلك لم يكن غريبا ان الاسلاميين لم يلجأوا إلى الانتقام، ولم يسعوا إلى تصفية الحسابات، بل عملوا على إرساء أسس العدالة الانتقالية التي تضمن حقوق الجميع، بما في ذلك أولئك الذين وقفوا ضدهم وارتكبوا افضع الجرائم بحق الشعب السوري .

في المقابل، دعاة القومية والعلمانية والليبرالية، ومعهم النسوية والمثلية، ماذا قدموا للثورة السورية؟ لم يقدموا شيئًا سوى تنظيرات بعيدة عن الواقع، وشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع. واليوم، بعد أن وضحت معالم النصر وبدأت مرحلة بناء الدولة، تحول هؤلاء إلى ما يشبه فلول النظام القديم. يحاولون اليوم ركوب الموجة، ويتحدثون عن العدالة والمساواة وحقوق الاقليات وحقوق المثلية وغيرها ، بينما لم يكونوا سوى متفرجين سلبيين أو شركاء غير مباشرين للنظام في قمع الثورة والثوار طوال اكثر من عقد من عمر الثورة السورية المجيدة .

لكن الشعب السوري الذي قدم التضحيات الجسام، لن يسمح لهؤلاء بالعبث بمستقبل سوريا. هو يدرك تمامًا أن هذه الفئات لا تسعى سوى لتحقيق أجنداتها الخاصة، وأن ممارساتهم لا تختلف كثيرًا عن ممارسات النظام الذي ادّعوا محاربته. الشعب السوري لهم بالمرصاد، ولن يسمح بأن تتحول الثورة إلى أداة بيدهم لإعادة إنتاج القمع بوجوه مختلفة ،سوريا الجديدة لا مكان فيها للقمع او الاستبداد او الطغيان .

الإسلاميون، رغم كل حملات التشويه التي تعرضوا لها، أثبتوا أنهم أصحاب مشروع حقيقي لإنقاذ سوريا وبنائها على أسس من العدالة والمساواة والرحمة. لم يسعوا إلى الانتقام أو الإقصاء او الثأر ، بل عملوا على مد جسور الثقة بين مختلف مكونات المجتمع. كانوا ولا يزالون مثالًا يُحتذى به في تحويل المبادئ إلى أفعال.

في النهاية، تبقى الثورة السورية درسًا لكل الشعوب. المبادئ والقيم الحقيقية لا تُختبر في الشعارات، بل في الممارسة. والتاريخ سيظل شاهدًا على من وقف مع الشعب بصدق، ومن استغل معاناته لتحقيق مصالحه. الشعب السوري، الذي عانى وقاوم، يعرف أعداءه جيدًا، سواء كانوا في صفوف النظام أو بين من ادّعوا الثورة زورًا. ولن يسمح لهؤلاء بأن يكون لهم دور في المستقبل الذي يستحقه.

مقالات مشابهة

  • لماذا تحرير الشام تضيق بـحزب التحرير وتشن حملات أمنية ضده؟
  • فلول الثورة المزيفة: بين شعارات الحرية وواقع الانتقام في المشهد السوري”
  • إخلاء بيوت ضباط النظام السوري السابق لسكن أفراد المعارضة وعائلاتهم
  • ممثل هيئة تحرير الشام في حلب: نحاول ترك الماضي خلفنا ونريد أن نثبت للعالم والسوريين أننا مختلفون
  • سوريا الجديدة وهواجس الثورة المضادة واحتمالاتها
  • وزير الإعلام السوري: يجب مواجهة الثورات المضادة بإعلام يعبر عن تطلعات الشعب
  • وزير الإعلام السوري: المنشقون عن النظام هم من سيقودون المرحلة المقبلة
  • وزير الإعلام السوري يدعو إلى ردع عدوان الثورات المضادة
  • تعيين القائد العسكري لهيئة تحرير الشام وزيراً للدفاع في سوريا