النواب السنّة أكثر من مرشح للرئاسة
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
كتب رضوان عقيل في" النهار": كثر الحديث في الأيام الأخيرة عن توجه العدد الأكبر من النواب السنة إلى التجمع في بلوك انتخابي واحد في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، بناء على طلب المملكة العربية السعودية، فيصبحون "بيتا نيابيا بمنازل كثيرة".
لم تسم المملكة مرشحا على حساب آخر، رغم كل التأويلات والأخبار التي يتم تناقلها، ولا سيما بعد استقبالها قائد الجيش العماد جوزف عون قبل أيام.
ويؤكد أكثر من نائب سني أنه من خلال اللقاءات مع السفير وليد بخاري وحلقة من المستشارين الناشطين في السفارة، لم يلمسوا التشجيع على انتخاب عون أو سواه من المرشحين، إذ يحرصون على التعاطي بهدوء في توجيه رسائلهم، وإن كانت الرياض لا تضع كل المرشحين في سلة واحدة.
ويستبعد أكثر من نائب سني صدور أمر عمليات" من الرياض كما يظن البعض لتتم الدعوة إلى انتخاب مرشح بعينه، وهذا لن يحدث أقله حتى الآن. ويعترف كثيرون من أهل السنة بأن هناك من يتأثرون بالمناخ السياسي للمملكة، لكن مسار الأمور لن يؤدي إلى ممارسة سياسة "فرض مرشح على حساب اقتناعاتهم.
ويقول نائب سني إن البلد منقسم إلى بلوكات سياسية وليست طائفية فحسب، إضافة إلى حالة الشيعة التي لها ظروفها وأسبابها. ولا تخلو توجهات نيابية سنية من مقاربة حسابات وزارية وحكومية بعد انتخاب الرئيس، مع الإشارة إلى أن معركة رئاسة الحكومة بدأت من اليوم.
ولوحظ أن النائب فيصل كرامي يعمل على إيصال رسالة مفادها أن للمكون السني حضوره وكلمته في هذا الاستحقاق، ولا يجوز تصوير انتخابات الرئاسة كأنها محصورة بين الموارنة والشيعة، مع تذكيره بأن التوازنات ما زالت قائمة.
ويشدد كرامي في حديثه إلى "النهار" على ممارسة سياسة التواضع في التعامل مع الملفات الداخلية. ويؤكد عدم وجود سعي إلى ولادة بلوك سني واحد، ولا جبهة، بل يجري التنسيق بين أكبر عدد من ممثليها في البرلمان. ويصر نواب لدى هذا المكون على القول بوجود ممر سني إلزامي يجب أن يمر عبره انتخاب الرئيس بالشراكة مع سائر المكونات. وينفي كرامي صحة ما يتردد عن أن فئة كبيرة من النواب السنة اتفقت على اسم معين لأن هذه المسألة حساسة جدا". كذلك ينفي وجود أمر عمليات من هذه الدولة أو تلك، فنحن مع رئيس يكون سقفه عربيا ويرعى الحوار لرأب الصدع بين اللبنانيين وتطبيق اتفاق الطائف والعودة إلى الحضن العربي. ويبقى قائد الجيش أبرز المرشحين، لكنه ليس الوحيد".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جعجع لـالتيار: رشّحوني للرئاسة!
في وقت تكثفت الإشارات والمواقف الصادرة عن نواب في "كتلة الجمهورية القوية" أو حلفاؤها حيال ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئاسة الجمهورية ، علم أن الكتلة ستجتمع قبل أيام قليلة من موعد 9 كانون الثاني وتحسم موضوع الترشح من عدمه.
وكتبت" الديار": في وقت يتوقع ان تعلن «معراب» موقفها الرئاسي مطلع الاسبوع المقبل، بعد انتهاء جولة الموفدين، اطلق رئيس «القوات» سمير جعجع مواقف جديدة تزيد الشكوك في رغبته بتأجيل الاستحقاق، رهانا على الادارة الاميركية الجديدة. وهو في هذا السياق، تحدث عن مواجهة ما اسماه «المنظومة اللعينة» ، وقال «هي لا تزال متماسكة، وتتألف من جماعة «الممانعة»، بالإضافة إلى «التيار الوطني الحر»، وهي تحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة».
وكتبت" الاخبار":وبالتزامن مع بدء جعجع مساعيه من الرياض عبر إرسال النائب بيار أبو عاصي لجسّ نبض السعوديين حول ترشيحه، يسعى محلياً إلى جعل ترشيحه أمراً واقعاً مسيحياً يصعب على الرعاة الدوليين تجاوزه. وفي هذا الإطار، علم أن جعجع بعث بأكثر من رسالة إلى التيار الوطني الحر، وعبر خطوط وقنوات عدة، يقترح فيها على التيار تبنّي ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وأكثر من ذلك أن يبدأ الترشيح من التيار نفسه! «المنطق» القواتي وراء هذا الطلب أنه ليس للتيار مرشح محدّد، وأن ترشيح جعجع ينسجم مع شعار العونيين بأن الرئيس المنتخب يجب أن يحظى بشرعية تمثيلية مسيحية، والأهم أنه يخلط كل الأوراق ويقطع الطريق على قائد الجيش، إذ يظهر أن المسيحيين موحّدون خلف مرشح واحد، كما أنه «مناسبة ليستعيد المسيحيون دورهم وتكون لهم الكلمة الأولى في اختيار الرئيس».
وفي المعلومات أن التيار، «انسجاماً مع مواقفه من تمثيل المسيحيين» أبدى استعداداً لـ«التفكير في الأمر»، انطلاقاً من أنه «ليس من حق أحد أن يمنع أحداً من الترشح خصوصاً إذا كانت له شرعية تمثيلية، كما أنه ليس من حق أحد أن يمنعنا من الترشح». غير أن المشكلة تكمن في أن التيار «يريد رئيس حل يجمع ولا يفرّق، لا رئيساً يفتح مشكلاً، ويريد مرشحاً يصل إلى الرئاسة لا مرشحاً لمجرد الترشح»، وعليه «إذا كان جعجع يستوفي مثل هذه المعايير فلا مشكلة في دعم ترشيحه»، وإلا «تعالوا نتفقْ على رئيس تتحقق فيه مثل هذه المعايير».
ويبدو أن رسائل جعجع لا تقتصر على التيار الوطني الحر، فقد كشفت مصادر مطّلعة أن قائد «القوات» بعث برسائل إلى الرئيس نبيه بري طلب فيها التحاور حول المرحلة المقبلة. وقال أمام قيادات من القوات إنه مهتم بالتفاهم مع الثنائي أمل وحزب الله، وإنه لا يريد الدخول في معركة مع أحد. وقالت المصادر إن جعجع يعتبر نفسه «الأقدر على طمأنة الشيعة في لبنان بعد التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة».
ونقلت المصادر عن جعجع قوله إنه أبلغ قيادات القوات بأن الموقف من ترشيح قائد الجيش ليس محسوماً بصورة كاملة، وأنه إذا لم يكن هناك فيتو من القوات على ترشيحه، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك موافقة مسبقة. وبحسب المصادر فإن جعجع اعتبر أن مشكلة قائد الجيش لا تنحصر في معارضة الثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، بل في أنه قبل أن يكون ترشيحه صادراً عن النائب السابق وليد جنبلاط. وبحسب المصادر فإن جعجع يعتبر أنه «لا يمكن بعد كل ما حصل، أن تختار المختارة المرشح لرئاسة الجمهورية، وأنه حاول الوصول إلى حوار مثمر مع جنبلاط لكن لم يظهر أنه مستعد جيداً، وقد عقد اجتماعين مع النائب مروان حمادة من دون الوصول إلى تفاهمات حقيقية».
وكان جعجع قال في احتفال قواتي: "إن المنظومة لعينة ولعينة جداً، وهي لا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة".
ولفت إلى أن "المنظومة تتألف من جماعة "الممانعة"، بالإضافة إلى "التيار الوطني الحر"، فهؤلاء هم المنظومة الفعليّة، والأعضاء الدائمون فيها والقرار النهائي فيها يبقى دائمًا في يدهم". وقال: "علينا أن نواصل المسيرة حتى النهاية. البعض اعتقد أنه مع اتفاق وقف اطلاق النار وسقوط نظام الأسد، انتهى كل شيء. ولكن الحقيقة هي أن ذلك كان نهاية السلبيات لا اكثر، ولكنه في الوقت عينه البداية للإيجابيات. فالآن يمكننا القول إن الأرض الوعرة تمت تسويتها بالشكل المطلوب للبناء عليها، ولكن البناء يتطلب جهداً كبيراً وسعياً، باعتبار أن المنظومة لا تزال موجودة كخفافيش الليل، تعمل في الظلام، وتحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة".