بري يَعِد الراعي بجلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": تُشير مصادر سياسية بارزة إلى أن "الثنائي الشيعي"، الذي شعر بالراحة بسبب عدم انسحاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، لم يتبنّ أي اسم بانتظار التسوية التي قد تحمل اسم الرئيس المقبل، فهذا الفريق يشعر اليوم أنه بحاجة إلى ضمانات سياسية وغير سياسية، للمضي قدماً بانتخاب الرئيس، فإذا كان الخارج يُريد جوزاف عون أو غيره، علينا الانتظار ما الذي ستحمله التسوية الشاملة ، لأن المسألة لم تعد متعلقة باسم الرئيس فقط.
لا يريد "الثنائي الشيعي" تحمّل مسؤولية تعطيل الجلسة المقبلة، لذلك سيكون التعاطي مختلفا عن السابق ومنفتحا أكثر، وهم حاضرون لمناقشة جدية للتسوية المقبلة، فعلى سبيل المثال من الأمور التي تحتاج إلى بحث بحسب المصادر، هو هوية قائد الجيش الجديد بحال تم الاتفاق على جوزاف عون للرئاسة.
أما بالنسبة إلى موقف "القوات" فهي لا تزال ترفض مبدأ البحث في الأسماء، لأن في عقل رئيسها سمير جعجع الترشح شخصياً، وكما قلنا في "الديار" سابقاً فإن ترشح جعجع يعتمد على الإشارات الخارجية، لا التوافق الداخلي كما سبق وأشاع، وترى المصادر أن جعجع بإيفاده بيار بو عاصي إلى المملكة العربية السعودية ، فهو يريد استباق الزيارة السعودية إلى بيروت، مشيرة إلى أنه بحال لم يتلق جعجع إشارات إيجابية من السعوديين بخصوص ترشحه، فهو حكماً سيُقفل الباب على فكرة الترشح.
لا يريد جعجع تقبل فكرة التوافق مع "الثنائي الشيعي" على اسم الرئيس، فهو يعتبر أن هذا الفريق تعرض للهزيمة وانتهى زمنه في الحكم، وعليه تقبل هذا الواقع، لكن المقاربة الخارجية بشكل عام، والعربية بشكل خاص، لا تتفق مع رؤية جعجع، خصوصاً بعد سقوط النظام في سورية، وسيطرة تركيا وجماعة "الإخوان المسلمين" عليها، وهو ما بدأ بعض العرب يهاجمونه بشدة. لذلك فإن الرؤية العربية للبنان باتت مختلفة اليوم، وهي مقاربة تسعى لضمان وجود هذا البلد بالحضن العربي، ومن هنا يمكن فهم أسباب الزيارة السعودية الى لبنان مطلع العام الجديد.
وتكشف المصادر أن بري خلال اتصال التهنئة بالاعياد مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، أكد أنه سيعمل على إنتاج رئيس قريباً جداً، وأنه سيُبقي الجلسات مفتوحة لأيام لو تطلب الأمر ذلك، مشيرة إلى أن الأيام الأولى من العام قد تحمل تباشير الفرج الرئاسي، خصوصاً أن لبنان سيكون امام استحقاقات مهمة جدا عام 2025، تبدأ من الواقع الأمني في الجنوب، وتمتد إلى كل الملفات الاقتصادية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
جعجع لـالتيار: رشّحوني للرئاسة!
في وقت تكثفت الإشارات والمواقف الصادرة عن نواب في "كتلة الجمهورية القوية" أو حلفاؤها حيال ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لرئاسة الجمهورية ، علم أن الكتلة ستجتمع قبل أيام قليلة من موعد 9 كانون الثاني وتحسم موضوع الترشح من عدمه.
وكتبت" الديار": في وقت يتوقع ان تعلن «معراب» موقفها الرئاسي مطلع الاسبوع المقبل، بعد انتهاء جولة الموفدين، اطلق رئيس «القوات» سمير جعجع مواقف جديدة تزيد الشكوك في رغبته بتأجيل الاستحقاق، رهانا على الادارة الاميركية الجديدة. وهو في هذا السياق، تحدث عن مواجهة ما اسماه «المنظومة اللعينة» ، وقال «هي لا تزال متماسكة، وتتألف من جماعة «الممانعة»، بالإضافة إلى «التيار الوطني الحر»، وهي تحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة».
وكتبت" الاخبار":وبالتزامن مع بدء جعجع مساعيه من الرياض عبر إرسال النائب بيار أبو عاصي لجسّ نبض السعوديين حول ترشيحه، يسعى محلياً إلى جعل ترشيحه أمراً واقعاً مسيحياً يصعب على الرعاة الدوليين تجاوزه. وفي هذا الإطار، علم أن جعجع بعث بأكثر من رسالة إلى التيار الوطني الحر، وعبر خطوط وقنوات عدة، يقترح فيها على التيار تبنّي ترشيحه لرئاسة الجمهورية، وأكثر من ذلك أن يبدأ الترشيح من التيار نفسه! «المنطق» القواتي وراء هذا الطلب أنه ليس للتيار مرشح محدّد، وأن ترشيح جعجع ينسجم مع شعار العونيين بأن الرئيس المنتخب يجب أن يحظى بشرعية تمثيلية مسيحية، والأهم أنه يخلط كل الأوراق ويقطع الطريق على قائد الجيش، إذ يظهر أن المسيحيين موحّدون خلف مرشح واحد، كما أنه «مناسبة ليستعيد المسيحيون دورهم وتكون لهم الكلمة الأولى في اختيار الرئيس».
وفي المعلومات أن التيار، «انسجاماً مع مواقفه من تمثيل المسيحيين» أبدى استعداداً لـ«التفكير في الأمر»، انطلاقاً من أنه «ليس من حق أحد أن يمنع أحداً من الترشح خصوصاً إذا كانت له شرعية تمثيلية، كما أنه ليس من حق أحد أن يمنعنا من الترشح». غير أن المشكلة تكمن في أن التيار «يريد رئيس حل يجمع ولا يفرّق، لا رئيساً يفتح مشكلاً، ويريد مرشحاً يصل إلى الرئاسة لا مرشحاً لمجرد الترشح»، وعليه «إذا كان جعجع يستوفي مثل هذه المعايير فلا مشكلة في دعم ترشيحه»، وإلا «تعالوا نتفقْ على رئيس تتحقق فيه مثل هذه المعايير».
ويبدو أن رسائل جعجع لا تقتصر على التيار الوطني الحر، فقد كشفت مصادر مطّلعة أن قائد «القوات» بعث برسائل إلى الرئيس نبيه بري طلب فيها التحاور حول المرحلة المقبلة. وقال أمام قيادات من القوات إنه مهتم بالتفاهم مع الثنائي أمل وحزب الله، وإنه لا يريد الدخول في معركة مع أحد. وقالت المصادر إن جعجع يعتبر نفسه «الأقدر على طمأنة الشيعة في لبنان بعد التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة».
ونقلت المصادر عن جعجع قوله إنه أبلغ قيادات القوات بأن الموقف من ترشيح قائد الجيش ليس محسوماً بصورة كاملة، وأنه إذا لم يكن هناك فيتو من القوات على ترشيحه، إلا أن ذلك لا يعني أن هناك موافقة مسبقة. وبحسب المصادر فإن جعجع اعتبر أن مشكلة قائد الجيش لا تنحصر في معارضة الثنائي أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، بل في أنه قبل أن يكون ترشيحه صادراً عن النائب السابق وليد جنبلاط. وبحسب المصادر فإن جعجع يعتبر أنه «لا يمكن بعد كل ما حصل، أن تختار المختارة المرشح لرئاسة الجمهورية، وأنه حاول الوصول إلى حوار مثمر مع جنبلاط لكن لم يظهر أنه مستعد جيداً، وقد عقد اجتماعين مع النائب مروان حمادة من دون الوصول إلى تفاهمات حقيقية».
وكان جعجع قال في احتفال قواتي: "إن المنظومة لعينة ولعينة جداً، وهي لا تزال متماسكة، وإذا ما أردنا توصيفها اليوم، فهي كمثل أناس في الصحراء على شفير الموت يتمسكون بالحياة بكل قوتهم، هذه هي طبيعة المنظومة".
ولفت إلى أن "المنظومة تتألف من جماعة "الممانعة"، بالإضافة إلى "التيار الوطني الحر"، فهؤلاء هم المنظومة الفعليّة، والأعضاء الدائمون فيها والقرار النهائي فيها يبقى دائمًا في يدهم". وقال: "علينا أن نواصل المسيرة حتى النهاية. البعض اعتقد أنه مع اتفاق وقف اطلاق النار وسقوط نظام الأسد، انتهى كل شيء. ولكن الحقيقة هي أن ذلك كان نهاية السلبيات لا اكثر، ولكنه في الوقت عينه البداية للإيجابيات. فالآن يمكننا القول إن الأرض الوعرة تمت تسويتها بالشكل المطلوب للبناء عليها، ولكن البناء يتطلب جهداً كبيراً وسعياً، باعتبار أن المنظومة لا تزال موجودة كخفافيش الليل، تعمل في الظلام، وتحاول في شتى السبل والطرق أن تجد وسائل للحفاظ على مواقعها في الدولة. ولكننا لهم بالمرصاد. لن نسمح لهم بالحفاظ على أي موقع في الدولة".