إلى غزة في ملحمتها العظيمة.. من يخيفكم لن تجدوه
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
من أحببناهم أصبحوا ظلالا، نلمح قسماتهم باهتة كلما نجونا من الموت الذي لا يفتأ يطارد ظلالنا. ينعق في المدن المهدّمة، يتجلّى رعبا في عيون أطفالنا، وقشعريرة في قلوبنا.
تاهت العناوين في الرّكام، هاجرت الأعياد، وتشابهت الشوارع. لم يبق غير حجارة وحرائق تغطّي خرائط المدن، كل البيوت أصبحت كومة من الإسمنت تضطجع بين طرق ترابية وعرة بلا معالم أو قسمات.
يحلّق الموت وينقضُّ مع الطائرات، وتنفجر قذائف الدبابة تحت الأقدام، وفي الوجوه وبين الخيام. يأخذ الموت حصَّته منّا مرَّة بعد أخرى، ولا بصيص للحياة أو النجاة. ندفن ما تبقى من الأشلاء ونمضي نحو موت جديد
إنهم ينتقمون من كل شيء.. من الشوارع والنوافذ.. من ثيابنا، من بيوتنا، من طعامنا، من لحمنا ومن دمنا ومن أديم أطفالنا ومن عناوين أحبائنا.
أصبحت مدارسنا بيوتا ومشافٍ، ومشافينا مقابر وساحات إعدام، ومقابرنا حقول تحرثها جرافات جيش بلا أخلاق، إنهم يطاردون حتى موتانا.
الموت لمن يحمل الماء للعطشى، ويُصلب من يأتي بالدقيق للجوعى، فالعطش والجوع جنود أوفياء لـ"يهوه".
يحلّق الموت وينقضُّ مع الطائرات، وتنفجر قذائف الدبابة تحت الأقدام، وفي الوجوه وبين الخيام. يأخذ الموت حصَّته منّا مرَّة بعد أخرى، ولا بصيص للحياة أو النجاة. ندفن ما تبقى من الأشلاء ونمضي نحو موت جديد.
ليس في أيدينا رماح أو بنادق، وليس على صدورنا تروس أو نياشين، فهل تخافون وجوهنا أم يخيفكم تاريخنا وأسماء قرانا، أم تخيفكم سنابلنا وضحكات أطفالنا، أم أحلام عودتنا التي تحملها النوارس كل صباح على طول شواطئنا، كي تلقي السلام على أرضنا وقبور أجدادنا؟
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الموت احتلال فلسطين غزة موت مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
استشهاد أكثر من 17 ألف طفل فلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023
أحيت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، مناسبة يوم الطفل الفلسطيني، الذي يتزامن مع الخامس من أبريل من كل عام، حيث أكدت أن أطفال فلسطين وطلبة مدارسها هم الأكثر استهدافا بفعل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يواجهون يوميا عديد التحديات جراء الظروف القاهرة التي يمرون بها؛ خاصة في قطاع غزة والقدس المحتلة والمناطق المسماة "ج" في الضفة الغربية.
يوم الطفل الفلسطينيوأوضحت وزارة التربية الفلسطينية في بيان بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، أنه منذ السابع من أكتوبر 2023 استشهد أكثر من 17 ألف طفل وطفلة فلسطينية، وغالبيتهم من طلبة المدارس، وهو رقم يعكس عمق المأساة التي يعيشها أطفالنا ويكشف عن أن وراء كل رقم قصة حياة وذكريات ومواقف.
وقالت الوزارة الفلسطينية إن "التعليم في فلسطين، وخاصة في غزة، يتعرض للاستهداف المباشر من الاحتلال، الذي ما يزال يدمّر المدارس ويعرقل وصول الأطفال إلى بيئة تعليمية آمنة، ورغم هذه الظروف، يواصل أطفالنا في غزة تمسكهم بحقهم في التعليم، الذي هو الطريق الوحيد نحو المستقبل الأفضل، وهذا ما تحاول الوزارة تعزيزه عبر المدارس الافتراضية وتوفير بدائل تضمن هذا الحق".
وأكدت أن التعليم حق لكل طفل فلسطيني، وأنها ستواصل جهودها؛ لتوفير التعليم للأطفال في كل مكان، ومجابهة محاولات الاحتلال في تهديد مستقبلهم، وستتابع فضح هذه الانتهاكات الاحتلالية المتواصلة، مجددة التزامها بمواصلة جهودها في مطالبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمدافعة عن الطفولة إلى التدخل العاجل إلى وقف هذه الممارسات المجحفة ولجم الاحتلال.
معاناة أطفال غزةوشددت على ضرورة توحيد الجهود من أجل دعم أطفالنا في غزة وفي جميع أنحاء فلسطين، والعمل على تعزيز التعليم كحق أساسي، رغم كل التحديات الماثلة.
ويعاني أطفال غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 والذي تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إلى جانب تدمير البنية التحتية للقطاع وارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحصارا خانقا في محاولة لإجبار الفلسطينيين على ترك أرضهم وتنفيذ مخطط التهجير القسري.