إسرائيل وفشل الردع: الصراخ على قدر الألم
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
ماجد الكحلاني
عندما تراقب إسرائيل تصرفاتها تجاه اليمن، قد تظن للوهلة الأولى أننا أمام “قوة لا تُقهر” تمتلك تقنيات وأنظمة مثل القبة الحديدية، مقلاع داود، والسهم وغيرها مما تثير الإعجاب بأسمائها، لكنها تفشل في تحقيق أهدافها. . ولكن، عندما تكتشف أن كل تلك “الألعاب النارية” لم تنجح في إيقاف صاروخ يمني واحد، ستدرك أن المشهد كله مجرد استعراض سينمائي رديء.
تسعى إسرائيل، من خلال مخططاتها العدوانية الأخيرة، إلى إقناع العالم بأنها لا تزال قادرة على الردع. فاستهداف موانئ الحديدة وضرب محطات كهرباء صنعاء ليست سوى محاولات عقيمة لإظهار القوة. والغريب أنهم يدّعون أن هذه العمليات ستجعل اليمن يتوقف عن إطلاق الصواريخ، التي تتجاوز “درعهم الحديدي” وكأنها تمرر التحية.
يدرك الجميع، بما في ذلك إسرائيل، أن كل هذا الضجيج هو مجرد محاولة لتغطية الفشل المتكرر. فالإعلام الإسرائيلي يصرخ، ومسؤولوهم يتلعثمون: “الردع لم ينجح، الحوثيون يستمرون بلا توقف، ونحن عاجزون عن فعل شيء”.
الحقيقة المُرّة تكمن في أن الصواريخ الباليستية اليمنية لا تكتفي بإصابة أهدافها بدقة، بل تُحرج إسرائيل على الملأ. المشاهد المصورة التي تُظهر الصواريخ وهي “تتجاوز” أنظمة الاعتراض الإسرائيلية أصبحت كابوساً يلاحق قادة الاحتلال.
اليوم، تُقرّ إسرائيل بفشلها علناً، حيث صرّح قادة الدفاع الجوي بأن “محاولات الاعتراض فشلت بشكل قاطع”.. تصريحاتهم، مثل “الحوثيون يحققون هدفهم في زعزعة استقرار إسرائيل” و”إسرائيل غير قادرة على التعامل مع تحدي الحوثيين”، تعكس اعترافاً صريحاً بانهيار مخططاتهم أمام قوة الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة، التي صنعها رجال يؤمنون بقضيتهم. أما المحاولات المتكررة لإظهار العكس، فلا تزيدهم إلا فضيحة. وهذا ليس بسبب امتلاك اليمن لقدرات خارقة، بل لأن إسرائيل فشلت في فهم أن “الإرادة الصادقة” أقوى من أي منظومة إلكترونية.
من يتابع الوضع في ميناء إيلات سيدرك عمق الإحباط الإسرائيلي. فقد تحول ميناء كان يعج بالحركة إلى مكان مهجور، حيث تم تسريح الموظفين ونقل البضائع إلى موانئ أخرى. لماذا؟ لأن اليمن قرر أن يرسل رسائل بسيطة عبر البحر الأحمر: “أنتم لستم بأمان”.
كما أصبحت الضربات البحرية اليمنية كابوساً يطارد إسرائيل، ليس فقط عسكرياً بل اقتصادياً.. شحنات الطاقة تعطلت، وخطوط التجارة تضررت، والعدو بات يلهث لإيجاد حلول مؤقتة تُبقي اقتصاده واقفاً. حتى في مجال الاستخبارات، تعيش إسرائيل أزمة حقيقية، حيث يكشف عدم قدرتهم على جمع معلومات دقيقة عن التحركات اليمنية عن عمق الفجوة الأمنية لديهم.
والأكثر طرافة هو إعلانهم عن حاجتهم إلى “مختصين باللهجة اليمنية” لفهم الثقافة الشعبية في اليمن، وكأن اللهجة هي المشكلة، وليس عجزهم الكامل عن فهم كيف يتفوق عليهم خصم محاصر اقتصادياً وعسكرياً.
تصرخ إسرائيل، والإعلام الموالي لها يردد الأكاذيب، لكن الحقيقة واحدة: اليمن لا يُقهر. هذه الحقيقة البسيطة هي ما تخشاه إسرائيل وحلفاؤها، لأنهم يعلمون أن نموذج الصمود اليمني يمكن أن يكون شرارة تُشعل إرادة الشعوب الأخرى.
لقد حاول العدو الردع، لكنه فشل. والسؤال الآن هو: ماذا بعد؟
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكشف عن تدمير موقع سري لتصنيع الصواريخ بسوريا
قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة دمرت موقعا سريا لتصنيع الصواريخ في سوريا خلال عملية نفذتها في سبتمبر/أيلول الماضي عبر إنزال جوي. وتزامن هذا الإعلان مع قصف إسرائيلي استهدف موقعا بريف دمشق -اليوم الخميس- وتوغل بري باتجاه أحد أكبر السدود بالجنوب السوري.
وذكر الجيش الإسرائيلي -الذي نادرا ما يتحدث عن عملياته في سوريا- أن العملية الخاصة جرت في الثامن من سبتمبر/أيلول، وشارك فيها أكثر من 100 جندي من وحدات الكوماندوس لتفكيك موقع لتصنيع الصواريخ أنشأته إيران تحت الأرض في منطقة مصياف بريف حماة قرب ساحل البحر المتوسط.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي -في منشور على موقع إكس- إن القوات دهمت "مجمعا تحت الأرض امتلكه نظام بشار الأسد… تم إنشاؤه بتمويل ودعم إيرانيين".
وأضاف أن الموقع كان يستخدم لإنتاج "صواريخ موجهة بدقة متقدمة وقذائف صاروخية من نوع أرض أرض"، وكان مخصصا "لتسليح حزب الله بمئات الصواريخ والقذائف الصاروخية سنويا".
وقال المتحدث إن القوات الإسرائيلية هبطت في الميدان "من خلال مروحيات، بغطاء من النيران وإسناد جوي لقطع سلاح الجو المسيّرة والطائرات الحربية وسفن سلاح البحرية".
وكانت وسائل إعلام سورية قالت آنذاك إن 16 شخصا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على غرب البلاد.
إعلانمن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في بيان- بعد إعلان تفاصيل العملية إن هذه "إحدى أهم الهجمات المضادة التي قمنا بها ضد محاولات المحور الإيراني التسلح لإلحاق الأذى بنا". وأضاف أنها تظهر التصميم والجرأة على العمل في أي مكان لحماية إسرائيل، وفق تعبيره.
جانب من الدمار الذي خلفته العملية الإسرائيلية في مصياف في سبتمبر/أيلول الماضي (رويترز) قصف وتوغلمن ناحية أخرى، قالت مصادر للجزيرة إن الجيش الإسرائيلي قصف -اليوم الخميس- موقعا عسكريا في منطقة تل الشحم بريف دمشق الغربي.
كما أفادت مصادر بأن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت باتجاه سد المنطرة في ريف القنيطرة، وهو أحد أكبر السدود في الجنوب السوري.
وذكرت المصادر أن القوة الإسرائيلية ضمت آليات هندسية عملت على رفع سواتر ترابية بالمنطقة.
جنود وآليات إسرائيلية في منطقة حدودية جنوبي سوريا (رويترز) مخاوف إسرائيليةفي تلك الأثناء، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إن إسرائيل تراقب -من كثب- الوضع في سوريا، ولا تعرف كيف ومتى ستستقر الأوضاع هناك.
وذكر ساعر -في تصريحات أدلى بها عقب لقائه قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في مرتفعات الجولان– أن ما وصفه بنشاط الجيش الإسرائيلي على الحدود مع سوريا مهم لحماية المستوطنات الإسرائيلية.
وأكد وزير الخارجية أن إسرائيل "لن تعرض أمنها للخطر وستمنع تمركز جهات معادية قرب الحدود"، كما أنها "لن تسمح بتكرار سيناريو السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) على أي جبهة".
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، دخلت الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق، وفرّ بشار الأسد إلى روسيا، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومع سقوط النظام السوري، شنت إسرائيل هجمات جوية واسعة على البلاد لتدمير القدرات والبنى التحتية العسكرية ووسعت احتلالها لمرتفعات الجولان وسيطرت على جبل الشيخ الإستراتيجي وتوغلت في عدد من القرى جنوبي سوريا.
إعلان