الثورة نت:
2025-01-02@19:58:22 GMT

لا خطوط حمراء

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

 

لأنّ النصرَ من اللّٰهِ ثمّة شيء يجب أن تنتبهوا إليه ..اليمن لم ينتصر على السعودية خلال 9 سنوات، نحنُ لا نتحدث عن معركة الفوز فيها للأقوى، بالحقيقة نحنُ معاييرنا ليست هذه التي تضعونها، معاييرنا لا تُفنّد ضمن بنودِ الجيش وعدده وأين تدرّب وكم عدد المناورات التي قضاها، ولا تندرجُ تحتَ العتاد العسكري وأنواعه، نحنُ لا يهمنا أن نمتلك نوويًا أو حتى قذائف الـ RPG .

ما حدث لم يكن معركة، ولم تكن حتى حرب، ما حدث كان عدوانًا غاشماً، رئيس قدم استقالته وتلقى اتصالا من أدنى موظفٍ سعودي ليسافر وسافر وهم بدورهم أقاموا عدوانهم، فعن أيّ شرعية تتحدثون؟

نحنُ لم ننتصر لأنها معركة، نحنُ انتصرنا لأنّ الأمر كان مظلومية!

كان لدينا الحقّ شرعًا ولم نصمت على حقنا فواجهناهم حتى غلبناهم بفضلِ اللّٰه ولأنّ اللّٰه في صفّنا، نطرحُ عنوان الكتابِ بهذا الشكلِ المُنصف، عاملين فقط هما السببُ وراء أن تقهرَ من اعتدى عليك، أن يكون لديك الحقّ وأن تبذل الأسباب حتى آخرِ مقاومة، حتى بالأحجار!

وأنا أعني بالأحجارِ تمامًا، أيّ أن الأمور ستندرج بهذا الشكل .. فرط صوتي حتى ينتهي، صواريخ مجنحة حتى تنتهي، صواريخ بالستية حتى تنتهي، صوارخ أرض أرض، جو جو، أرض بحر، حتى تنتهي، قذائف حتى تنتهي، بنادق حتى ينفد رصاصها، مدافع حتى آخرِ ذخيرة، مباغتة حتى آخرِ قُنبلة، طعن حتى آخرِ خنجرٍ وسكين وحتى آخرِ جنبية!

لكن الجنابي لا تنفد! الجنابي إرثُ حروبنا الأقدس، وبعدها رميًا بالحجارةِ حجرًا حجرًا حتى تتساوى جبالُ اليمن بالتراب، وعندما تتساوى بالتراب نأخذُ التراب ونرميه على أعينكم ونقول : نحنُ أنصارُ النبي لا كذب، نحنُ جُندُ ابن عبد المطلب .. حتى نستشهد أو ننتصر.

هذا طريقُنا، لهذا قلنا لكم نفسنا طويل، لدينا رحابة رئتين عالية،

هل تتذكرون ما الذي حدث في جبهة البيضاء قبل سنين؟ مجاهدُ واحد رفيقهُ مصابٌ بدونِ دواء ولا يمتلكُ رصاصة واحدة، ذخيرتهُ انتهت، يأخذُ حجرةً في يده ويرميها فيسقط ويتدافع أحد عشر داعشيّاً بسكاكينهم وكاملِ قنابلهم واحدى عشرة بندقية، بعد كلّ هذه البطولة مرّت الأيام حتى استشهد ذلك الشاب الذي لم يتجاوز العشرين عاما!

لم يعُد بين خياراتنا خيارات، خيارنا الوحيد القتال حتى يفنى الصهاينةُ عن بكرةِ أبيهم أو نفنى نحن، لم نعد نتحمل بعد كلِّ هذا الطريق أن يبقى بني صهيون، لن نتكيّف مع عالمٍ قذرٍ كهذا، حتى آخرِ ذرّةِ تُرابٍ نحشرها بين أعينكم، فليحرقِ العالم، عالمٌ تبقى فيه إسرائيل هو عالمٌ لا يستحقُّ البقاء فيه .

نحنُ لم ندخل المعركةَ كي نُعيد لكم دروس آلِ سلول، مللنا من مهنةِ التدريس، يليقُ بنا المُعاقبةَ أكثر، والعصا في موقعِ من لا يفهم واجبٌ شرعيٌّ إنسانيٌّ يمنيّ، وهذا ما يجبُ أن تنتبهوا إليه، الواجبات اليمنية التي تنصُّ عليها رجولتنا وإباؤنا للضّيم .

مرحلةٌ كهذه ليست مُخيفة بالنسبةِ لنا والله، لقد رحلَ قادةٌ عظامٌ فتعلّمنا درسَ الثقةِ بالله جيدًا، وأعددنا ما استطعنا إليه سبيلا، ووجهنا جميعًا وجوهنا لله يقينًا بأننا ما دُمنا على الحقّ فلا نُبالي، ما قيمةِ حياةٍ فانيةٍ كهذه أمام نارٍ خالدةٍ لا تبقي ولا تذر والعيشُ فيها مُحتّم؟

مقاييسنا اليوم لم تعد في رُتبٍ دنيوية، ومقاماتٍ حياتيّة، إنما منطقيّة آخريّة بحتة، كيفما كان الطريق وكانت العثرات وكانت الوحوش لا يهمنا، سنسلُك الغابةَ حتى نصلَ إلى قمّةِ الجبل ونمدُّ منهُ سلمًا للسماء، موقفنا موقف المُنصف الحقيقي الذي إمّا أن يقفَ مع اللّٰه ومظلومية الشعب الفلسطيني أو يُحايد صمتًا ويقفُ مع الصهاينةِ والأمريكان عدوانًا، وفي كلتا الحالتين لا يهمّنا، تعالوا بالفيلِ كي تهدموا في قلوبنا كعبة اللّٰه التي تطوفُ حولها أرواحنا وهي تلبي اللّٰه لبيك لبيك، وسيأتيكم اللّٰهُ بالطيرِ الأبابيل، لا نُقاتلكم نحن، نحنُ أدواتٍ وأسبابٌ بيدِ اللّٰه وأنتم أدواتٌ بيدِ الأعداء واللهُ معنا نعم المولى ونعم النصير، انتهى الشرح، هذه نقطةُ السطرِ الأخيرة، لن نستخدم فواصلَ تحذيرية مترددة، أو نضعَ علامة إعجابٍ مُستنكرة، أو علامة استفهامٍ متشككة، نحنُ نضعُ النقاط والنقاط والنقاط ولا خطوطَ حمراء لدينا، خطنا الأحمر ألّا نعمل بكتابِ اللّٰه وانظروا أنتم إلى كتاب اللّٰه مرّةً أُخرى ؛ كي تعرفوا أننا نقفُ أمام البحرِ تمامًا بيقينِ أنّ اللّٰه سيفلقهُ لنا .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليقظة في وجه الاعتياد

مها الحجري
النفس البشرية، في فطرتها، لم تُخلق لتحمل هذا السيل الجارف من الفواجع والمآسي، إنها تهرب من قسوة الواقع إلى حيلة خفية، تُلبس بها الفظائع ثوب الألفة، لئلا ينكسر القلب تحت وطأة الألم..
ولكن ما تراه النفس راحة قد يكون الفخ الذي تُطفئ فيه جذوة إنسانيتها، فتتبلد مشاعرها، ويخبو غضبها، وتتحول إلى شاهدة باردة على ما لا يجوز أن يُرى إلا بالروح الثائرة.
إنَّ الاعتياد على المآسي هو القيد الذي يكبل الإنسان عن الفعل، فهو يغمس الظلم في كأس مألوفة، حتى لا يعود مرارها يستفز الذائقة ولا يُثير النفوس، ومن هنا كان لزامًا أن نجدد شعورنا بالغضب الشريف، ذاك الغضب الذي يُبقي فينا روح الإنسان الذي لا يرضى الدنية في حق أخيه ولا يقبل السكوت على الفجور في الحق.
ولا تُطلب هذه اليقظة برؤية المشاهد المؤلمة دائمًا، فقد يُثقل ذلك على القلب، وإنما يُطلب تجديد الإحساس عبر التأمل في الحياة كما ينبغي أن تكون حياة الطفل في داره آمنًا بين أهله، وحكايات الذين أحبوا وانتظروا بعضهم سنين وراء قضبان الظلم، وأحلام العائدين الذين حملوا مفاتيح بيوتهم في المنافي كأنها قطع من أرواحهم، في هذه الصور ترى النقيض الجلي لما يفعله الظلم، فيشتعل في قلبك الحزن لا قنوطًا، بل حزنًا يدفعك إلى رفض الاعتياد والمقاومة.
أما مقاومة الاعتياد، فهي مقاومة الموت البطيء للضمير، فهي اليقظة التي تُعيد للروح عنفوانها، وتزرع فيها الإباء الذي لا يرضى بأن يتطبع مع القهر، هي الصرخة التي تُبقيك إنسانًا حيًّا، يرى المأساة في حقيقتها، فيغضب لها غضبًا عاقلًا، ويمتلئ حزنًا شريفًا يُحركه نحو الحق، لا يجعله أسيرًا للألم.
وعلى من يقف بعيدا أن يُبقي عينيه مفتوحتين على الحقيقة، فلا يغض الطرف عن المأساة، ولا يدع الألم ينزلق بين سطور الأخبار كخبرٍ عابر تُطوى صفحته بلا أثر، إن دوي القصف، وأنين الجراح النازفة في غزة، ليس مجرد ضجيج في أذن العالم، بل هو نداءٌ مزلزل للضمائر الحية، يطالبها باليقظة والانتباه، تلك الدماء التي تسيل، لا يجوز أن تُختزل في أرقامٍ تُحصى لتُنسى، بل هي مشاعل تنير لنا الطريق إلى الإصرار على مقاومة الظلم، ورفض الانحناء أمام طغيان القوة.
غزة ليست مكانًا عابرًا في هذا العالم، بل هي فكرة تتجاوز الجغرافيا لتُصبح رمزًا خالدًا للإباء في وجه الطغيان، إنها لوحة إنسانية تتشابك فيها الألوان بين الظلم والأمل، بين الدمار والإصرار، هناك كل حجرٍ يحمل حكاية، وكل طريقٍ يروي قصصًا من التحدي، حيث يُكتب التاريخ بدماء الأبرياء وبصبر من لا يملك إلّا إرادته، غزة هي النداء الصامت الذي لا يحتاج إلى كلمات يُلقي بثقله على الضمائر ليوقظها، هي الامتحان الذي يُظهر من يقف مع الحق ومن يُشيح بوجهه عنه، إنها ليست فقط صراعًا مع آلة الحرب؛ بل مع الزمن الذي يُحاول أن يجعل الألم جزءًا من العادة، لكنها تبقى شاهدة على أنَّ الحق مهما بدا ضعيفًا، يملك من القوة ما يكفي ليصمد.
ليس المطلوب أن تُغرق نفسك في الألم حتى تفقد القدرة على الفعل؛ بل أن تجعل من الغضب نورًا يتقد في داخلك، ومن الحزن قوة تحرك ضميرك، لا تدع الاعتياد يسلبك إنسانيتك، فإنَّ الغضب الواعي هو الذي يُحيي القلوب، والحزن النبيل هو الذي يجعلنا نرفض الظلم ونقاوم الطغيان، كُن كالنار التي لا تكتفي بالاحتراق؛ بل تُنير الطريق أمام السائرين نحو الحق.
 

مقالات مشابهة

  • الاستجابة لله ورسوله
  • بـ”بالونة حمراء”.. لاعب منتخب عمان يحتفل بطريقة علي البليهي
  • بين القصف والبرد.. مأساة أطفال غزة لا تنتهي
  • الرزازة حمراء وخضراء.. صورة من الفضاء لبحيرة الملح في العراق
  • تمصلوحت :فيلات خارج القانون تنظم ليالي حمراء شعارها الخمر والدعارة بعيدا عن عيون الدرك الملكي.
  • بيضتوها يا رجال في ليلة قمراء .. الصليبخات حمراء
  • هتدفع ولا نفضحك .. القصة الكاملة لاستقطاب شابين لقضاء ليلة حمراء بالتجمع
  • اليقظة في وجه الاعتياد
  • بغداد.. مشاجرة بين شقيقين تنتهي بمقتل احدهما وهروب الاخر
  • مع غزة بلا سقوف ولا خطوط حمراء