لعل ما يطرح السؤال عن هل الخروج ليلة رأس السنة حرام ؟ ، هو أنه عادة الكثيرين ممن يحتفلون بهذه المناسبة من المسلمين، ويشاركون في الأجواء الاحتفالية بالمرح والخروج في ليلة رأس السنة الميلاديةوالتي توافق غد الثلاثاء، وحيث إنه لا ينبغي بداية عام جديد بمعصية ، لذا ينبغي معرفة هل الخروج ليلة رأس السنة حرام  ؟

متى يبدأ شهر رجب 2025 الأربعاء أم الخميس؟.

. الإفتاء تحدده غدالماذا رقم 13 مشؤوم ويجلب النحس؟.. انتبه لـ7 أسرار لا يعرفها كثيرونهل الخروج ليلة رأس السنة حرام

قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الاحتفال ببداية السنة الميلادية المؤرخ بيوم ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال والفرح جائزٌ شرعًا، ولا حرمة فيه؛ فهو من جملة التذكير بأيام الله تعالى.

وأوضحت " الإفتاء" في إجابته عن سؤال  هل الخروج ليلة رأس السنة حرام  ؟، أنه صار مناسبة اجتماعية ومشاركة وطنية، وما دامَ أنَّ ذلك لا يُلزِم المسلمين بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات تخالف عقائد الإسلام أو يشتمل على شيء محرم فليس هناك ما يمنعه من جهة الشرع.

وأضافت أن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح أمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه؛ لأنه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

ونبهت إلى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية الـمُؤَرَّخ بيوم ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال جائز شرعًا، ولا حرمة فيه ما دام أنّ ذلك لا يُلزِم المسلمين بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.

وأشارت إلى أن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر.

الاحتفال برأس السنة الميلادية

ونوهت بأن الاحتفال برأس السنة الميلادية مناسبة تتناولها مقاصد: اجتماعية، ودينية، ووطنية؛ فإنَّ الناس يودِّعون عامًا ماضيًا ويستقبلون عامًا آتيًا حسب التقويم الميلادي الـمُؤَرَّخ بميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، والاختلاف في تحديد مولده عليه السلام لا يُنَافي صحَّة الاحتفال به؛ فإنَّ المقصودَ إظهار الفرح بمضي عام وحلول عام، وإحياء ذكرى المولد المعجز لسيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، مع ما في ذلك من إظهار التعايش والمواطنة وحسن المعاملة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن الواحد، ومن هنا كان للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة عدة مقاصد، وكلُّها غيرُ بعيد عن قوانين الشريعة وأحكامها.

المقصد الاجتماعي من الاحتفال برأس السنة الميلادية

وتابعت: أما المقصد الاجتماعي: فهو استشعار نعمة الله في تداول الأيام والسنين؛ ذلك أنَّ تجدُّد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ فإن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، وذلك مما يشترك فيه المجتمع الإنساني ككلّ، فكان ذلك داعيًا لإبراز معاني التهنئة والسرور بين الناس، ولا يخفى أن التهنئة إنما تكون بما هو محلّ للسرور؛ وقد نص الفقهاء على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط. دار الكتاب الإسلامي): [قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه: أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ.

المقصد الديني من الاحتفال برأس السنة الميلادية

وأردفت : أما المقصد الديني: فهو يوافق مولد نبي من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، ولمولده منزلة وقدسية خاصة في الإسلام؛ فإنه المولد المعجز الذي لا مثيل له في البشر؛ حيث خُلِقَ من أم بلا أب، قال تعالى: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 59]، وقد صاحب مولدَه من الآيات الكونية والمعجزات الإلهية ما لم يتكرر في غيره؛ حتى ذكروا أن الله تعالى أجرى النهر في المحراب للسيدة البتول مريم عليها السلام، وأوجد لها التمر في الحال من جذعٍ يابس في الشتاء في غير وقت بدوِّ ثمره؛ كي يطمئن قلبها وتطيب نفسها وتَقَرَّ عينها، بعد ما ألجأها ألم الولادة والطلق إلى جذع النخلة تستند إليه وتستتر به، وبهذا يُرَدُّ على منكري الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام متعلِّلين بأنه في غير وقته؛ لأن بدوَّ التمر إنما يكون في الصيف وهو وقت تأبير النخل، لا في الشتاء، متناسين أن الإعجاز الإلهي قد احتف بهذا المولد المبارك المجيد في زمانه وأوانه، كما حف به في ملابساته وأحواله.

ولفتت إلى أن الفرح بيوم مولده المعجز هو أمر مندوب إليه؛ فإن القرآن الكريم قد خلّد ذِكْرَه بتفاصيله في سورة مريم، وأمر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم بتذكُّرِه فقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 16-33]، والمسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، وهم كما يفرحون بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يفرحون بأيام ولادة الأنبياء والرسل أجمعين، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنهم أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام وبركة على العالمين، وقد نص الله تعالى على ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى عليه السلام: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33]. كما أن في الاحتفال به امتثالًا للأمر القرآني بالتذكير بأيام الله تعالى وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].

وعن بيان الرد على من يمنع الاحتفال بذكرى يوم المولد تحت دعوى أنه يوم لا يتكرّر
فإنّ مِن أيام الله التي تستلزم الشكر عليها ويُشرَع التذكير بها: أيامَ ميلاد الأنبياء عليهم السلام، وفي هذا ردٌّ واضح وبرهان لائح على من يمنع الاحتفال بذكرى يوم المولد تحت دعوى أنه يوم لا يتكرّر، وهذا باطل؛ لأنه يستلزم تعطيل الأمر الإلهي بالتذكير بأيام الله؛ إذ الأمر بالتذكير بها هو في حقيقته أمرٌ بتجديد تذكرها، ومن بداهة العقول أن تجدد الذكرى التي مضت لن يكون في ذات يومها، بل في يوم لاحق عليها؛ ضرورة أن المعنى الشخصي لا يبقى زمانين ولا يقوم بمحلين، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده صلى الله عليه وآله وسلم واحتفالًا بيوم ميلاده الشريف؛ فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه مسلم.

بيان المقصد الوطني من الاحتفال برأس السنة الميلادية

واستطردت : أما المقصد الوطني: فهو عيدٌ لشركاء الوطن من غير المسلمين، وقد أقرّ الإسلام أصحاب الديانات السماوية على أعيادهم؛ كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ».

وأفادت أن الشركة في الوطن تستلزم التلاحم والتشارك بين أفراده حتى لو اختلفت أديانهم ومعتقداتهم، وقد جاء الشرع بعوامل استقرار الأوطان؛ فإن الوطنية معنًى كليٌّ جامع يحوي العديد من حلقات الترابط الإنساني؛ كالجوار، والصحبة، والأخوة، والمعاملة، ولكل رابطة حقٌّ تصب مراعاتُه في صالح استقرار الأوطان والتلاحم بين أهل الأديان، وقد حثت الشريعة على كل حق منفردًا، وكلما زادت الروابط والعلاقات كلما تأكدت الحقوق والواجبات، فإذا اجتمعت هذه الروابط كلها في المواطنة كانت حقوقها آكد وتبعاتها أوجب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليلة رأس السنة حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية الاحتفال برأس السنة الميلادية المزيد الاحتفال برأس السنة المیلادیة صلى الله علیه وآله وسلم الله تعالى على علیه السلام ام الله

إقرأ أيضاً:

ميناسيان في رسالة رأس السنة: لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع

وجّه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، مع بداية السنة الجديدة التي تتزامن مع يوم السلام العالمي، "رسالة إلى رعاة ومطارنة وأساقفة وأبناء وبنات الكنيسة أينما حلّوا في بلاد الوطن والإنتشار"، قال فيها: "نبدأ هذه الأيام المباركة بالتوجه إلى الله، ربّ السماوات والأرض، طالبين منه أن تكون هذه السنة مليئة بالخير والبركات. نرفع أيدينا متضرعين أن يمنحنا الصحة والعافية، ويغمرنا بفيض نعمه، ويرشد خطانا إلى العيش المطمئن في ظل رحمته وسلامه. فلنبدأ هذا العام بإيمان قوي وقلوب مفعمة بالرجاء، مستعدين لتجديد حياتنا وجعلها انعكاسًا لإرادته الصالحة ومحبته غير المحدودة".
أضاف: "إنّ الأيام التي تمضي ليست مجرّد صفحات من الزمن تُطوى، بل هي دعوة إلهية لنا للتأمل، والمراجعة، والتجدد. فهل نستطيع أن نترك الحقد والكراهية جانبًا؟ هل نحن قادرون على أن نجعل المحبة أساسًا لعلاقاتنا في عائلاتنا ومجتمعاتنا؟ مع بداية هذا العام، نتأمل في دعوة يوم السلام العالمي التي تُذكّرنا برسالتنا الإنسانية والروحية، وضرورة كسر قيود الأنانية والمخاوف التي تقيّدنا. لبنان والشرق الأوسط، هذا العالم المليء بالآلام والدمار، يحتاج إلينا نحن المؤمنين لنحمل رسالة الرجاء، ونعمل بلا كلل لإحياء النفوس وبناء ما تهدم".
وتابع: "إنّ السلام يبدأ من أعماقنا، من قلوبنا. فلنجعل المغفرة والمصالحة عنوانًا لحياتنا. لنرفع أنظارنا نحو السماء، طالبين القوة لنحيا على مثال العائلة المقدسة، فنحفظ عائلاتنا متماسكة، ونبني أوطاننا على أساسات المحبة والإيمان والعمل المشترك".
وقال: "إلى المسؤولين في لبنان والعالم، أنتم مدعوون لتحمّل مسؤولياتكم أمام الله والشعب. عودوا إلى ضمائركم، اجعلوا مصلحة الأوطان والشعوب فوق كل اعتبار. في هذه اللحظة المصيرية، لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع، لا لفئة دون أخرى. رئيس مؤمن يحمل في قلبه روح الخدمة، يعمل بجديّة ووحدة ليجمع اللبنانيين كلهم دون استثناء. نحن بحاجة إلى قادة ينظرون إلى الأمام، يضعون خريطة مستقبلية تمتد لخمسين عامًا، لا مجرد سنوات معدودة. علينا جميعًا أن نكون معه، داعمين وملتزمين، ليكون هذا القائد رمزًا للوحدة والانفتاح والنهضة".
وختم: "لا ننسى أن نتضرع إلى الله من أجل السلام في الشرق الأوسط. لنرفع الصلوات من أعماق قلوبنا كي ينهي الرب الحروب التي أنهكت منطقتنا، ويزيل الكراهية التي مزّقت الشعوب. لنطلب منه أن يُعيد السلام إلى أرضه المباركة، وينشر نعمة المحبة بين الجميع، ويمنحنا القوة لبناء مستقبل مليء بالفرح والطمأنينة. فلنتحد بالإيمان، ونجعل من هذا العام بداية جديدة حقيقية، عامًا نعيش فيه تحت بركة الله، نعمل معًا بيد واحدة وقلب واحد لصنع الخير والسلام، ونخط طريقًا نحو وطن مزدهر وشرق متجدد ومبارك".

مقالات مشابهة

  • هل يجوز قيام الليل بقراءة القرآن فقط بدون صلاة؟.. انتبه لـ3 حقائق
  • دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تهنئة غير المسلمين في أعيادهم
  • ميناسيان في رسالة رأس السنة: لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع
  • الصدر يغرد ليلة رأس السنة: اتقوا الله ولا تسرقوا ولا تعصوا ولا تفسدوا
  • هاني شنودة يرفض الاحتفال برأس السنة حزنا على عدوية.. فيديو
  • في ليلة رأس السنة.. شرطة ليبيا تحظر كافة مظاهر الاحتفال وتداهم معامل الحلويات ومحال الهدايا
  • سالي عبد السلام: قيام الليل أهم شيء أفعله في ليلة رأس السنة
  • سمية الخشاب: أقضي ليلة رأس السنة في الرياض
  • 54% من سكان إسطنبول وضعهم لا يسمح بالاحتفال برأس السنة!