مسيرة التعافي في ملحان:جهود جبارة بحاجة إلى استدامة وتعاون مجتمعي
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
الثورة / يحيى الربيعي
في موسم الأمطار للعام الماضي، اجتاحت السيول العارمة معظم قرى عزلتي همدان والقبلة بمديرية ملحان في محافظة المحويت، مخلفةً دمارًا هائلًا ومآسي إنسانية لا تُنسى. عزلتا همدان والقبلة، اللتان تشتهران بحيويتهما القروية، شهدتا تدهورًا كبيراً حيث دُمِرَ 40 منزلًا بالكامل، وتعرضت 250 منزلًا لأضرار جسيمة.
وقد طالت الأضرار 380 عائلة أصبحت مشردة نتيجة لانهيار منازلها، وتعرض 12 بقرة و148 من الماعز للنفوق. كما تضررت الزراعة القروية بشكل جسيم مع انهيار عشرات الآلاف من المدرجات الزراعية، وانهارت 10 سدود ومدرستين، فضلاً عن انجراف 15 طريقًا رئيسياً.
للتخفيف من حجم المأساة، تشكلت لجنة طوارئ عليا برئاسة النائب الأول لرئيس الوزراء، وبدأت الحملات الإغاثية تتدفق. في السياق، ساهمت جمعية ملحان التعاونية الزراعية في جهود الحكومة والمجتمع المدني لمواجهة هذا التحدي بالمتاح والممكن. حيث ضرب أبناء المجتمع المحلي مثالًا حيًّا على التضامن، فقد تم جمع 194,097,000 ريال للقوافل الإغاثية، بما في ذلك:
– 66,553,000 ريال قيمة قوافل من عزل المديرية.
– 55,358,000 ريال من فاعلي خير من أبناء مديريات المحافظة والمحافظات الأخرى.
– 17,000,000 ريال لمبادرة إعادة إعمار 13 منزلًا في عزلة القبلة ومنزلين في عزلة همدان.
– 20,000,000 ريال لإزالة صخرة كبيرة في قرية بني حريش-عزلة القبلة، 200 أسرة مستفيدة.
– 53,664,000 ريال لصيانة وإعادة تأهيل 15 طريقًا في قرى عزلة القبلة.
– 15,880,000 ريال لصيانة وإعادة تأهيل 9 طرق في قرى عزلة همدان.
– 18,000,000 ريال لصيانة وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية في العزلتين، حيث استفاد 217 مزارعًا من 1,132 مدرجة زراعية في همدان، و678 مزارعًا من 3,890 مدرجة في القبلة.
على الرغم من الأوقات العصيبة، تجلت روح الإحسان والمبادرة، حيث استطاع 173 متطوعًا قيادة عمليات البحث عن المفقودين، حيث نجحوا في تقديم المساعدة لـ37 أسرة بعد الكارثة.
وفيما تضافرت جهود الإغاثة، تم تنشيط المبادرات المجتمعية في مجالات المياه والتعليم والصحة، ووزعت الجمعية 220 قرضًا للمزارعين، كما تم توزيع 255 من المواشي على 17 مزارعًا في العزلتين، وتوسعت زراعة الزنجبيل والكركم، حيث تم تقديم 800 كغم من الزنجبيل و200 كغم من الكركم كقروض بيضاء.
مع كل تلك الأرقام، تولدت الآمال من الرماد، وأصبحت مآسي السيول قصة عن الصمود والتضامن. تجلى حب الحياة في قلوب سكان المديرية الملحان، مما أعاد لهم الإيمان بأن التعاون يمكن أن يحقق المستحيل، وأنهم قادرون على النهوض من جديد.
جهود جبارة تفتقر إلى الاستدامة
تتطلب استمرارية جهود التنمية في المناطق المتضررة تعزيز التعاون بين جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بهدف توفير حلول مستدامة تعزز الاستقرار وتبني أساسًا اقتصاديًا قويًا. على الرغم من أهمية المبادرات السابقة في تقديم الإغاثة الفورية، فإنها غالبًا ما تفتقر إلى الاستدامة التي تفتح آفاقًا جديدة للمتضررين.
يشمل الأمر ضرورة إدراك أن قوافل الإغاثة الغذائية ومستلزمات الإيواء تُعتبر جزءًا من الحل خلال الأزمات. ومن دون اتخاذ خطوات فعالة نحو إعادة الإعمار المستدام، ستبقى هذه الجهود عرضة للنسيان في ظل التحديات المستمرة. فعلى سبيل المثال، تحتاج الطرق الترابية التي تم فتحها إلى تعبيد مستدام، سواء بالحصى أو الإسفلت، وإلا فإن موسم الأمطار القادم قد يعيق كل ما تم إنجازه في هذا المجال.
وتتضح من هذه التحديات ضرورة تكثيف جهود الإعمار وتعزيز الاستقرار في المجتمعات المتضررة. يجب الدعوة إلى عمل مشترك بين جميع المعنيين – الحكومة، القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني – لتحويل تلك الرؤى والطموحات إلى واقع ملموس.
يجب أن يمتد التركيز نحو مشاريع التمكين الاقتصادي من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحفيز الأسر المنتجة. تعد هذه الجهود استثمارًا استراتيجيًا لخلق فرص العمل وتعزيز الأمن الغذائي، خاصة في المناطق التي تشتهر بزراعة الزنجبيل والكركم والبن والحبوب المختلفة. يؤكد تطوير هذه المحاصيل وضمان تسويقها بشكل فعّال على أهمية تحقيق تأثير ملموس في حياة العديد من الأسر.
ينبغي أيضًا تكثيف الجهود لتحسين البنية التحتية، بما في ذلك تعبيد الطرق وتيسير الوصول إلى الأسواق. سيسهم تحسين الظروف اللوجستية في تعزيز الحركة الاقتصادية وإحياء المناطق التي تعاني من التحديات، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر استقرارًا وازدهارا.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: 000 ریال
إقرأ أيضاً:
رئيس وكالة الفضاء المصرية يشارك في فعاليات «أيام استدامة الفضاء» بفيينا
شارك الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، في فعاليات "أيام استدامة الفضاء" التي نظمها مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي في فيينا، خلال الفترة من 29 يناير إلى 1 فبراير 2024، وذلك في إطار تعزيز التعاون الدولي في مجال استدامة الفضاء الخارجي.
وتضمنت الفعاليات ورش عمل ومحاكاة متقدمة لتنسيق حركة المهمات الفضائية، إذ شهدت ورشة العمل الافتتاحية، التي أدارتها أرتي هولا ميني، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة للفضاء الخارجي، مناقشة المخاطر التشغيلية للمهمات الفضائية، وأهمية وضع سياسات وإجراءات تضمن الاستخدام الآمن والمستدام للفضاء الخارجي.
مراقبة وتتبع المهمات الفضائيةتم عرض سيناريوهات افتراضية للتعامل مع حالات الاقتراب غير الآمن للأقمار الصناعية وتأثير الحطام الفضائي على المهمات المدارية، بمشاركة خبراء من شركة الفضاء والطيران الأمريكية.
وخلال ورشة عمل أخرى حول مراقبة وتتبع المهمات الفضائية، نوقشت ضرورة إدراج معايير محددة في تصميم المهمات الفضائية لضمان استدامتها، مثل تركيب أنظمة تتبع دقيقة، وضمان القدرة على التخلص الآمن من الوقود والطاقة المتبقية، إضافة إلى الالتزام بتسجيل المهمات لدى الجهات الدولية المختصة.
أهمية تبادل المعلوماتواختتمت الفعاليات باجتماع عام استعرض الدروس المستفادة، حيث شدد المشاركون على أهمية تبادل المعلومات بين مشغلي المهمات الفضائية بشفافية وتنسيق الإجراءات التصحيحية في حالات الاقتراب الخطر.
وفي كلمته، أكد الدكتور شريف صدقي على الحاجة إلى وضع إجراءات تنفيذية متفق عليها دوليًا لضمان سلامة العمليات الفضائية، مشيرًا إلى دور اللجنة الفرعية التقنية العلمية التابعة للجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي في صياغة هذه الإجراءات بما يتوافق مع المتطلبات التقنية للمهمات الفضائية.