صحيفة الاتحاد:
2025-04-29@04:59:51 GMT

الكتاب الأول.. حلم يتحقق على طريق الإبداع

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)

أخبار ذات صلة اختتام الدورة الشتوية لنادي الإمارات العلمي رعاية جديدة لفريق «تورك» للدراجات الهوائية

تعد الإصدارات الإبداعية الأولى خطوة مهمة على طريق الإبداع والاستمرارية، كما تمثل انطلاقة لأحلام عديدة بالتميز، خصوصاً أنها تمثل تجربة في مخاطبة القارئ، وانتظار ردود الفعل، وأيضاً التعامل مع إعادة تحرير النص، وتجهيزه للنشر.

فكيف تنظر الأديبات الشابات إلى تجاربهن الأولى، وما هي الاستفادة التي حصلن عليها؟
في البداية، تقول منال يعقوب كاهور: إصداري جاء بعنوان «فقدتُ رائحة أبي»، وهو عبارة عن سرد شعوري ينبض بالألم والحنين، كتاب يحكي عن تلك اللحظة الفاصلة التي يغيب فيها الأب عن هذه الحياة، لكنه يظل حياً في الذاكرة والوجدان، عائشاً في تفاصيل التفاصيل، وباقياً في الروح، ولا يزال عطره يسكن في داخلنا وفي نفوسنا. كل صفحة في الكتاب تأخذ القارئ إلى عوالم مليئة بالشجن والذكريات، حيث تتداخل لحظات الحنين مع ألم الفقد والغياب. وتضيف: يعبر الكتاب عن تفاصيل إنسانية دقيقة مررت بها أنا شخصياً، لكن الكتاب أصبح مرآة تعكس مشاعر كل من عاش تجربة الفقد، ووجد في الذكريات ملجأً يعيد له طيف الأحبة ودور العائلة وسندهم في الحياة. 
وتابعت كاهور: حين بدأت في هذا العمل واجهت العديد من التحديات، أبرزها مواجهة ذاتي بكل جرأة وصرامة، والبوح بمشاعري الأعمق بعفوية الروح وشفافية الأفكار التي تجعلني أعبر بما تكن قريحتي الكتابية، حيث إن الكتابة عن الفقد ليست مجرد كلمات تُسطر على الورق، بل هي إعادة عيش كل لحظة مؤلمة، وكل ذكرى تفيض بالشوق، وهذا ما جعل العمل قريباً جداً من القراء والجمهور.
بصمة خاصة
من ناحيتها، تقول فاطمة صادق الفلاسي: أصدرت كتابي بعنوان: «حفيف»، حيث اشتمل الكتاب مجموعة من العناوين الفرعية التي تلامس المشاعر من الحب، الحزن، الفقد، الاشتياق، الانتظار، وغيرها، وتركت للقارئ فرصه أن يقدر مدى مشاعره وما تحتاج إليه، وفي كل نص هناك زاوية تلامس شريحة من الناس، وفي كل عبارة هناك جسر يوصل القارئ إلى الضفة الأخرى من التأملات المفتوحة والمشاعر القريبة من القلب والتي يحتاج إليها كل إنسان يعيش في هذه الحياة. وبالنسبة للتحديات التي مررت بها، فهي في كيفية الكتابة بأسلوب سلس ويجذب القارئ ويجعله قريباً من النص الأدبي المطروح، وأن لا تكون مجرد نصوص مكررة يمل منها القارئ ولا يستطيع الاستمرارية في القراءة، من هذه الناحية كانت لديّ المسألة شائكة وصعبة جداً في كيفية البدء، وفي أن يكون النص متكاملاً مترابطاً متماسكاً على نفَسٍ واحد وبصمة تمثلني وتعكس شخصيتي للقارئ، وأن يشعر بنفَس المشاعر التي شعرت بها أثناء الانغماس في الكتابة. موضحة: ولله الحمد، حظيت بدعم كبير وتشجيع من والدي والأهل والأصدقاء، ورأيت الحماس في أعينهم أثناء طباعة الإصدار والاهتمام باقتنائه وقراءة ما بين دفتيه، وكذلك أثناء توقيعه في المعارض الثقافية، وهذا ما جعلني أفخر كثيراً وأسعد، وأستمر لأعمل على إصداري الأدبي القادم، بإذن الله تعالى.
أما فاطمة عبدالله المحرمي، فتقول عن إصدارها الأول «كل مر سيمر» إنها تدعو إلى التأمل في ما مضى من الحياة، بحيث تصقل مهارة الشخص لأن يكون أقوى وقادراً على السير قدماً نحو الهدف الذي الذي لا يزال حبيس النفس، مشيرة إلى أن مثل هذه الكتابات تحفز القارئ وتترك في داخله طاقة إيجابية وتغذي فكرة وتجعله شخصاً آخراً، فالتنمية الذاتية لا تأتي إلا من القراءة وخاصة إن كانت الكتابات تلامس الحياة ووجدانية القارئ وما يحيط به من ظروف، وهذا ما جعلني أركز في إصداري على صناعة الأهداف من الجانب التحفيزي المليء بالإيجابية والسلاسة اللغوية التي تسترسل الأفكار، ويكون القارئ أمام حالة من الإعجاب والدهشة في آنٍ واحد.
تختتم المحرمي قائلة: إنني على يقين بأن الأيام التي تكسرك هي ذاتها التي تصنعك، وإننا جميعنا حصاد اللحظات التي اعتقدنا أنها لن تمر، ومرّت، ومن هنا بدأت فكرة الكتاب والانطلاقة التي جعلتني أتأكد أن العمل سيكون إضافة ولو كان لشخصٍ واحد فهذا يعني لي الشيء الكثير.
مهارة الكتابة
من جهتها، تقول مريم الرميثي: إصداري «أرحام الياسمين المستأجرة»، حاز المركز الثاني في فئة القصة القصيرة بجائزة المرأة الإماراتية للآداب والفنون بالدورة العاشرة التي كانت تحت إشراف رابطة أديبات الإمارات والمكتب الثقافي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، مضيفة: فوزي بهذا العمل وإصداري الأول، حافز وتشجيع لي لأن أستمر ولا أتوقف عن الكتابة، بالإضافة إلى أنه رسالة لما تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها والمعنيين في الشأن الثقافي على الدعم الملحوظ، والوقوف مع الكتَّاب إيماناً بدور الكتابة وقيمة القراءة، ومدى الإضافة التي تقدمها للآخرين.
وبيّنت الرميثي: نحن بحاجة إلى مثل هذا الدعم والتشجيع للاستمرارية من ناحية، ومن ناحية أخرى الاستفادة من تجارب الكتَّاب الآخرين، كي نصقل مهاراتنا الإبداعية والكتابية، وتكون لدينا مهارة الكتابة دائماً في تطور، حيث إن الإبداع هو مهارة بحاجة إلى صقل دائم ومستمر حتى يكون القادم أفضل وأجمل من الأعمال السابقة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي الثقافة الأدب الأدب العربي القراءة

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي الدولي للكتاب».. عقود من الإبداع الثقافي والمعرفي

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة أكثر من 60 شاعراً وباحثاً وإعلامياً في «ليالي الشعر» «ثقافة الكاريبي».. هوية أدبية وإنسانية معرض أبوظبي الدولي للكتاب تابع التغطية كاملة

نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب، مع انطلاق دورته الـ 34 أمس، في ترسيخ مكانته وجهة ثقافية ومعرفية رائدة، حيث تمكن على مدار عقود من ترسيخ مفهوم استدامة المعرفة والثقافة، وعزز حضور اللغة العربية في قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية، محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وبدأت مسيرة المعرض بمحطات ملهمة منذ عام 1981، حين افتتح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دورته الأولى تحت اسم «معرض الكتاب الإسلامي»، والتي أقيمت في المجمع الثقافي بأبوظبي بمشاركة 50 ناشراً.
وفي عام 1986، انطلقت أولى دورات «معرض أبوظبي للكتاب» في المجمع الثقافي أيضاً، بمشاركة 70 ناشراً، قبل أن يزداد زخمه في دورة عام 1988 بمشاركة 80 ناشراً من 10 دول عربية. وفي عام 1993، تقرر تنظيم المعرض بشكل سنوي، مع مشاركة متنامية من دور النشر المحلية والإقليمية والعالمية. ومع مطلع الألفية الجديدة، استقطب المعرض في دورة عام 2001 نحو 514 دار نشر، بحضور لافت من قادة الفكر والرموز الثقافية.
وشهد المعرض في دورة 2009 إطلاق «مكتبة العرب الإلكترونية»، ونجح في استقطاب 637 دار نشر من 52 دولة، فيما تم اختيار فرنسا ضيف شرف في دورة 2011 للمرة الأولى.
وفي دورة عام 2014، تم لأول مرة إطلاق برنامج «الشخصية المحورية»، حيث تم اختيار المتنبي، وشارك في المعرض 1050 عارضاً.
واحتفل المعرض في عام 2015 بيوبيله الفضي، واحتفى بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، كشخصية محورية، بمشاركة 1181 دار نشر من 63 دولة.
كما احتفى بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كشخصية محورية في دورة عام 2018 التي تزامنت مع «عام زايد»، حيث شهد المعرض مشاركة 1350 عارضاً من 63 دولة، واختيرت بولندا ضيف شرف.
أما في عام 2019، فكانت الهند ضيف شرف المعرض، الذي شهد لأول مرة إطلاق «وثيقة المليون متسامح»، بالتزامن مع «عام التسامح». وشهدت الدورة الماضية مشاركة 1350 عارضاً من 90 دولة، تحت شعار «هنا… تُسرد قصص العالم»، كما سجلت مشاركة 145 دار نشر للمرة الأولى، إلى جانب 12 دولة جديدة من بينها اليونان، وسريلانكا، وماليزيا، وباكستان، وقبرص، وبلغاريا، وموزمبيق، وأوزبكستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وقيرغيزستان، وإندونيسيا.
وفي خطوة غير مسبوقة، تقرر للمرة الأولى تمديد فترة المعرض إلى 10 أيام، بدءاً من الدورة الحالية الـ 34، التي تُقام من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025، ما يسهم في تحفيز الابتكار في صناعة النشر، وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي، فضلاً عن تقديم دعم أوسع للكتّاب المحليين والعرب، عبر منحهم وقتاً أطول للتواصل مع الناشرين العالميين.
ويحتفي المعرض، ضمن نهجه الداعم لحوار الثقافات، بثقافة منطقة الكاريبي التي اختيرت ضيف شرف هذا العام، إلى جانب تسليط الضوء على الطبيب والفيلسوف ابن سينا كشخصية محورية، فيما يشهد المعرض أيضاً حضوراً خاصاً لكتاب «ألف ليلة وليلة» ضمن فعالياته المتنوعة. ويشارك في الدورة الحالية أكثر من 1400 عارض من 96 دولة حول العالم، يتحدثون أكثر من 60 لغة، منهم 120 عارضاً يشاركون للمرة الأولى، بنسبة نمو تبلغ 18%.
كما تسجل الدورة مشاركة دور نشر من 20 دولة جديدة من أربع قارات، تتحدث أكثر من 25 لغة، ويضم المعرض 28 جناحاً دولياً، ويستضيف 87 جهة حكومية محلية ودولية، إلى جانب 13 مؤلفاً ناشراً، و15 جامعة، و8 مبادرات مخصصة لدعم النشر.

مقالات مشابهة

  • د. عماد أبو الدهب لـ "الفجر": حلم التميز العلمي يتحقق في جامعة حلوان
  • ورشة حول الكتابة الصحفية بالجامعة القاسمية
  • دعماً للقراءة والإبداع.. جامعة حلوان تنظم ندوة تعريفية بمسابقة «القارئ الماسي» الثلاثاء
  • ضجيج بلا طحين
  • خبيرة في السرد البصري: الروايات المصورة تمنح عضلات القراءة تمريناً طبيعياً
  • "سناء جميل: 95 عامًا من الإبداع والجَدَل... أيقونة الفن المصري التي لا تنسى"
  • «أبوظبي الدولي للكتاب».. عقود من الإبداع الثقافي والمعرفي
  • الكتابة للأطفال وجذب الانتباه بالصور والحبكة والأسلوب
  • خبيران في "أدب الطفل": الكتابة للأطفال تستلزم جذب الانتباه بالصور والحبكة والأسلوب
  • عميد شريعة الأزهر: بناء الإنسان يتحقق عبر ثلاثة عناصر أساسية