دقيقة واحدة فصلت بين مسؤول أممي كبير وبين الموت على يد “الإسرائيليين” في مطار صنعاء:“ إسرائيل “ تهين الأمم المتحدة في صنعاء
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
العلاقة الأممية مع العدو الإسرائيلي حافلة بالإهانات والقتل
دقيقة واحدة فصلت بين صعود مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الطائرة الأممية التي كانت تنتظره في مطار صنعاء الدولي عصر الخميس ولحظة الهجوم الإسرائيلي على المطار.
تقرير / إبراهيم الوادعي
تعرض مطار صنعاء عصر الخميس إلى عدوان إسرائيلي أسفر عن استشهاد عاملين في المطار وإصابة آخرين بالإضافة إلى عدد من المسافرين حيث كانت صالات المطار تكتظ بالمسافرين والعديد من العائلات تنتظر ذويها في الصالات الخارجية وفي باحة المطار.
كانت رحلة اليمنية القادمة من الأردن، وهي الوجهة الوحيدة التي نفذت عمليا، وفقا لاتفاق التهدئة مع تحالف العدوان السعودي الأمريكي ودخل عامه الثالث تقريبا.
كان مدير عام منظمة الصحة العالمية، على وشك مغادرة صالة التشريفات باتجاه مرسى المطار حيث كانت طائرته دائرة وتنتظر صعوده للإقلاع .
شعر الرجل بطعم الإهانة وعبَّر عن ذلك بوضوح لحظتها لمضيفه اليمني وهو بالمناسبة مسؤول كبير في الحكومة، فقد كان يدرك ان الإسرائيليين يعلمون انه موجود في المطار وطائرته تستعد للإقلاع في ذلك الموعد، لكنهم لم يأبهوا له أو للمنظمة والهيئة الدولية التي يمثلها، وشنوا الهجوم دون أدنى اهتمام لحياته حيث أصيب أحد أفراد طاقم الطيران الأممي بجروح.
وفقا لمضيفه: لو أن الرجل تقدم دقيقة واحدة خارج بوابة التشريفات باتجاه طائراته لربما قتل بشظايا الصواريخ التي تطايرت في مرسى الطائرات بالمطار وفي صالات المطار المكتظة لحظتها بالمسافرين وذويهم الذين كانوا في استقبالهم أو توديعهم.
كان الرجل غاضبا ويشعر بالحنق والإهانة، وعزم على زيارة الجرحى بمن فيهم طاقم طائرته المصاب، وصرح لمضيفه بأنهم– أي الإسرائيليين – يتعمدون إهانة الأمم المتحدة ولا يقيمون لها احتراما.
وفقا لآلية العمل الأممية للإقلاع والهبوط عبر مطار صنعاء فإن الأمم المتحدة تبلغ عمليات التحالف السعودي الأمريكي بمواعيد إقلاع طائراتها وهبوطها ونوع هذه الرحلات نقل مسؤولين أو شحنات مساعدات عادة ما تنقل على متن طائرات صغيرة بالكاد تتسع لحمولة 5 إلى 6 أطنأن بحد اقصى لا تلبي الحاجة الكبيرة في اليمن نتيجة الحصار المستمر ولوقت طويل.
ويتعين على العدو الإسرائيلي أن يبلغ التحالف أيضا بموعد هجومه عملا بالتنسيق المشترك بين الطرفين في السماء اليمنية، ومنعا لوقوع أخطاء، وتبعا لذلك فالعد الإسرائيلي أحيط علما بتواجد الطائرة الأممية وموعد إقلاعها والمسافرين على متنها، لكنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط ووجه إهانة جديدة للأمم المتحدة وهذه المرة في اليمن.
مساء الهجوم اتفق الطرفان الأممي بوصفه مسؤولا مميا وشاهد عيان على الاعتداء على المطار الأممي ولامس معاناة من كانوا هناك والجانب الحكومي بزيارة الجرحى وفيهم طاقم طائرته المصاب والذي نقل إلى المستشفى للعلاج والجانب الحكومي، لكنه لم يفعل وتخلف عن مجرد زيارة إنسانية تعني الكثير للجرحى بمن فيهم طاقم طائرته، ووحدهم جال مسؤولون يمنيون على الجرحى واطمأنوا إلى صحتهم ، فيما غايت الأمم المتحدة وهي شاهدة عيان وأكثر من ذلك شريكة في المصاب
وبالعودة إلى المطار يورد المضيف اليمني بأن المسؤولين الأمميين الذين كانوا حاضرين المطار لجأوا إلى سياراتهم المتوقفة أمام المطار وبقوا في داخلها خائفين تحت رحمة المعتدي الإسرائيلي، برغم عرض الطرف اليمني انتقالا آمنا لهم .
بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي على المطار أصدر ممثل منظمة الصحة العالمية بيانا هزيلا بالنظر إلى ما تعرض له من خطر هدد حياته وأصاب أحد أفراد طاقم طائرته، ونال من هيبة الأمم المتحدة برمتها.
ودون أن يتطرق البيان أو يحدد الطرف المهاجم، ذيّله بالقول: سيتعين علينا الانتظار في صنعاء حتى يتم إصلاح الأضرار التي لحقت بالمطار قبل أن نتمكن من المغادرة.
صباح الجمعة الماضية كان مقررا أن ينعقد مؤتمر صحفي لممثل منظمة الصحة العالمية في مطار صنعاء يتناول فيه واقعة العدوان على المطار خلال تواجد وفد أممي ، لكنه الغي .
أمين عام هيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش عبر عن اسفه لما حصل لموفده إلى صنعاء .
وفي بيان قرأته للصحفيين مساعدته ستيفاني ترمبلاي، لم يجر الإشارة في البيان للجهة التي شنت الهجوم المميت على مطار صنعاء وتعرض مسؤول أممي كبير لخط الموت المحقق .
وختمت مساعدة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بالقول أن الغارات الجوية تأتي بعد نحو عام من الأعمال التصعيدية التي قام بها الحوثيون في البحر الأحمر والمنطقة والتي تهدد المدنيين والاستقرار الإقليمي وحرية الملاحة البحرية.
وهي إشارة خبيثة تضع الضحية موقع الجلاد وتحمل صنعاء المسؤولية بوضع الهجوم في غير مساره وسياقه، وتتجاهل الهيئة الأممية ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة من جرائم تحدثت عنها منظماتها وأقرت حدوثها محكمة العدل الدولية احدى الأذرع الأممية ، وعجزها عن وقف الإبادة الجماعية كأقل واجب ومهمة ينبغي عليها القيام به وفقا لميثاقها .
وللمفارقة فـ “إسرائيل “ أنشئت بقرار من الأمم المتحدة، في إشارة إلى تصويت الجمعية العامة على القرار 181 في نوفمبر 1947، وهذه الدولة منذ انشائها وحتى اليوم وجهت الإهانات تلو الإهانات للهيئة الأممية حيث مزق مندوبها وأمام أعضاء الجمعية العامة ميثاق الأمم المتحدة الأساسي.
وشكل تصويت الكنيست الإسرائيلي، في 28 أكتوبر 2024، بحظر أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الأراضي المحتلة، أخطر استهداف تتعرض له الأمم المتحدة ويمس بشرعيتها دوليا.
ووفق لمفوض الانروا فيليب لازاريني ما لا يقل عن 223 موظفًا أمميا قتلوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما قتل أكثر من 563 مدنيًا داخل مقرات الأمم المتحدة.
ولا نذهب بعيدا في الزمان والمكان فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية في 18 أبريل عام 1996 معسكرًا لقوات اليونيفيل في بلدة «قانا» في الجنوب اللبناني، وأسفر القصف عن مجزرة إسرائيلية قتل فيها 106 مدنيين.
كما قتل 334 عنصرًا من قوات اليونيفيل في غارات إسرائيلية، منذ تشكيلها في 19 مارس 1978،
بلع ممثل منظمة الصحة العالمية لسانه أمام الإهانة التي وجهها الإسرائيليون له في صنعاء، ويبدو أن منظمته طلبت اليه أن يفعل، يبدو أن الأمم المتحدة تعودت على الهوان مالم الإسرائيلي حتى لو وصل ذلك إلى مستوى سفك دماء مسؤوليها وموظفيها، واستمرأ الإسرائيليون في المقابل توجيه الإهانات المستمرة اليها..
ولربما يكون في إصلاح المنظومة الأممية كما تطالب بذلك دول عدة في العالم رفع الهوان الأممي أمام الإسرائيليين المحتمين بالمظلة الأمريكية.
ولعل المسؤولين الأمميين يجدون في الضربات اليمنية للإسرائيليين ما يشفي بعض صدورهم ويبرد حرقتها على زملاء فقدوا وإهانات لم تتوقف، فصنعاء اليوم نهضت بالدور الأممي بل والبشري وهي تعمل لإيقاف إبادة في غزة مستمرة منذ 14 شهرا والعالم يصمت وعار يلحق به.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة الأمم المتحدة مطار صنعاء على المطار
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يتهم إسرائيل بانتهاك القرارات الأممية في لبنان
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، يمثلان انتهاكاً للقرار 1701.
وقال غوتيريش في كلمة وجهها إلى قوة "اليونيفيل" خلال زيارته جنوب لبنان اليوم الجمعة "إن استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي في منطقة عمليات اليونيفيل، وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، إنما يمثلان انتهاكاً للقرار 1701 ويشكلان خطراً مستمراً على سلامتكم وأمنكم. يجب أن يتوقف هذا".
وأشار إلى " أن اليونيفيل قد كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لحزب الله أو مجموعات مسلحة أخرى منذ 27 نوفمبر(تشرين الثاني)".
واعتبر أن "وجود أفراد مسلحين وأصول وأسلحة غير تابعة للحكومة اللبنانية أو لليونيفيل بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إنما يمثل انتهاكاً صارخاً للقرار 1701 ويقوض استقرار لبنان. سأعيد التأكيد على هذه النقاط أيضاً في اجتماعاتي في بيروت."
وأعلن أن "القوات المسلحة اللبنانية، باعتبارها الضامن الوحيد لأمن لبنان، تنتشر بأعداد أكبر في جنوب لبنان، بما في ذلك بدعم من اليونيفيل وأعضاء الآلية التي تم استحداثها في إطار وقف الأعمال العدائية".
وقال "إن دعمكم القوي وتنسيقكم الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية سيكونان أساسيين لدعم وقف دائم للأعمال العدائية ولتحقيق الهدف المنشود من القرار .1701 وسنواصل حث المجتمع الدولي على تعزيز الدعم للقوات المسلحة اللبنانية".
وأضاف " إنه لشرف عظيم أن أكون معكم بعد واحدة من أكثر الفترات تحدياً التي يمكن تخيلها.لقد أخبرت العالم أنكم جميعاً لستم فقط على الخط الأزرق في لبنان، بل أنتم على خط المواجهة من أجل السلام".
وأشار إلى أن "مهمة اليونيفيل هي البيئة الأكثر تحدياً لقوات حفظ السلام في أي مكان"، مضيفاً "يوما بعد يوم - وشهراً بعد شهر - وقفتم بشجاعة وتفان ومرونة في وجه الضربات عبر الخط الأزرق. وكانت خدمتكم المستمرة - بما يتماشى مع القرار الذي يقضي ببقاء قوات حفظ السلام في مواقعها لتنفيذ ولايتكم بموجب القرار 1701 - ضرورية ورائعة".
وأضاف "أود أن أعلمكم أن قرار بقاء قوات اليونيفيل في مواقعها تم اتخاذه بعد دراسة معمقة لسلامتكم وأمنكم" مضيفا " لقد كنت واضحا تماما: إن جميع الأطراف لديها التزام بضمان سلامة موظفينا.يجب احترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".
وأعلن أن "الهجمات ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة غير مقبولة على الإطلاق. إنها تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقد تشكل جريمة حرب.والآن، وبفضل جهودكم إلى حد كبير، نحن في فترة من الهدوء النسبي الذي يحتاج إلى رعاية".
واعتبر أن "هذا يمثل فرصة طال انتظارها لدعم الأطراف لإحراز تقدم حقيقي نحو التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتوفير الأمن والاستقرار الدائمين لشعبي لبنان وإسرائيل." مضيفاً " لديكم دعمنا الكامل لإجراء أي تعديلات قد تكون ضرورية خلال هذه المرحلة الجديدة".
وقال "سنواصل العمل بشكل وثيق مع الدول المساهمة بقوات في اليونيفيل لضمان حصولكم على القدرات المعززة - بما في ذلك إزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة - بغية تمكينكم من استئناف الدوريات ومهام المراقبة الموكلة إليكم".