جهود كبرى واتصالات مكثفة.. جامعة الدول العربية في مهمة قومية لحفظ الأمن الغذائي العربي
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
وسط الأزمات العاصفة التي تضرب العالم وتهدد الأمن الغذائي العالمي والعربي على حد سواء، وتزامنا مع تفاقم حدة الصراع في العديد من البؤر على الساحة العالمية، وتزايد الصراعات في عدد من البلدان العربية، تبذل الجامعة العربية وأمانتها العامة جهودا مكثفة لتحقيق الأمن الغذائي العربي.
وفي 17 يوليو الماضي، أعلنت روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود والتي توسطت فيها الأمم المتحدة، وهى الاتفاقية التي حدت من الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء عالميا، حتى انسحبت منها روسيا، ما يشكل تهديدا كبيرا للأمن الغذائي وانخفاضا في الإمدادات، وحتى أنه بدون مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب قد لا تصل ملايين أطنان الغذاء إلى الأسواق العالمية، ما يسبب تذبذب الأسعار العالمية للحبوب مرة أخرى، كما أنه بعد انسحاب روسيا، بلغت أسعار الحبوب العالمية ذروتها.
الجامعة العربية تسعى لتحقيق الأمن الغذائي العربي
وأمام تلك التحديات التي تهدد الأمن الغذائي العربي، تبحث الجامعة العربية عن تحقيق الأمن الغذائي العربي وسط تلك الأزمات التي تعصف بدول العالم، حتى تلقى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قبل أيام اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، تناول مستجدات الأزمة الأوكرانية والجهود الدولية لحلها، كما تناول الوزير الأوكراني الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا لتصدير منتجاتها، لا سيما من الحبوب بعد رفض الجانب الروسي تجديد العمل بمبادرة البحر الأسود للحبوب.
أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربيةوأعرب الأمين العام لوزير الخارجية الأوكراني عن تطلعة في التوصل إلى تحديد للترتيبات التي تسمح باستقرار أسعار المواد الغذائية الأساسية، خاصة في فترة تشهد فيها سوق الغذاء العالمية تراجعاً في معروض الحبوب واضطرابات مقلقة في الإنتاج العالمي بسبب عوامل عديدة، منها الجفاف والتغيرات المناخية.
أبوالغيط: نتطلع لتحديد الترتيبات لاستقرار أسعار المواد الغذائية بعد تراجع معروض الحبوبوأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية تأييد الجامعة العربية لمبادرة الأمم المتحدة لتصدير الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود منذ إطلاقها في يوليو 2022، لما لها من أهمية كبيرة في توفير الحبوب لعدد من الدول ومنها دول عربية، مؤكداً دعم جميع الجهود الرامية إلى التوصل لتوافق في هذا الشأن.
تعاون عربي صيني في المجال الزراعيوبحثا عن تعزيز الأمن الغذائي العربي، شهدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية استقبال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، لـ وزير الزراعة والشئون القروية بجمهورية الصين الشعبية تانج رنجيان والوفد المرافق له، في إطار تطور مستوى العلاقات العربية الصينية التي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني في عام 2004، والتي تكللت بعقد أول قمة عربية صينية في ديسمبر 2022 بالرياض، بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
السفير حسام زكي ووزير الزراعة الصينيوخلال اللقاء، أكد السفير حسام زكي الأهمية التي توليها الجامعة العربية لتعزيز التعاون العربي الصيني، لا سيما في المجال الزراعي، وذلك في ضوء اهتمامها بتحقيق الأمن الغذائي العربي، وكذلك الأزمات الحالية التي تهدد الأمن الغذائي العالمي، وأهمية تبادل الخبرات الزراعية ونقل التكنولوجيا الحديثة لتحسين إنتاجية القطاع الزراعي.
السفير حسام زكي: نهتم بتعزيز التعاون العربي الصيني لتحقيق الأمن الغذائي العربيمن جانبه، ثمن رنجيان العلاقات العربية الصينية الممتدة عبر التاريخ، مؤكداً اعتزام الصين توسيع التعاون مع الجانب العربي في المجال الزراعي لما له من أهمية في تحقيق التنمية والاستقرار، ومشيراً إلى الجهود التي تبذلها الصين لبناء علاقات تعاون مع الدول العربية تكللت بتوقيع مذكرات تعاون مع 7 دول عربية، فضلاً عن برامج التعاون الثنائي القائمة مع الوزارات المختصة في عدد من الدول العربية.
كما عرض الوزير رنجيان رؤية بلاده حول تطوير الشراكة العربية الصينية في المجال الزراعي، وقد أعرب السفير حسام زكي عن تقديره للمقترحات القيمة المقدمة من الجانب الصيني والتي ستشكل أرضية صلبة لإطلاق مسار تعاوني يستفيد منه الجميع، مؤكداً أهمية توقيع مذكرة التفاهم بين الأمانة العامة والصين في المجال الزراعي، والتي ستنبثق عنها آلية عربية صينية لتنفيذ برامج التعاون المشترك.
أبو الغيط يتدخل لمنع تأثير النزاع السوداني على القطاع الزراعيوقبلها بأسابيع استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية بمقر الأمانة العامة الدكتور إبراهيم الدخيري، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
واستمع أبو الغيط خلال اللقاء إلى الإحاطة التي قدمها الدخيري حول مستجدات الأوضاع ووضع القطاع الزراعي السوداني.
وحذّر أبو الغيط من خطورة تأثير النزاع القائم على الأمن الغذائي السوداني والعربي، حيث أدى الاقتتال إلى تعطل المشروعات الزراعية وتوقف نقل السلع وتلف كميات كبيرة منها و ارتفاع أسعارها، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع الخطيرة تستدعي سرعة التحرك عربيا ودوليا.
وناقش الخطوط العريضة لخطة إنقاذ الموسم الزراعي السوداني التي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة، وتهدف إلى تأمين التجارة وسلاسل الإمداد بالحبوب والمنتجات الغذائية.
أبو الغيط يستقبل المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعيةوعقب اللقاء، أكد المستشار جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، أن خطة الإنقاذ المعدة تستهدف بشكل أساسي تمكين المزارعين السودانيين من تصدير سلعهم محليا وفي دول الجوار.
وطالب الأمين العام لجامعة الدول العربية بتشكيل لجنة من عضوية المنظمة العربية للتنمية الزراعية والقطاعات المعنية بالأمانة العامة والمندوبية الدائمة للسودان لدى جامعة الدول العربية والجهات العربية و الدولية ذات الصلة، وذلك تنفيذا لقرارات القمة العربية بشأن ملفي السودان والأمن الغذائي العربي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الامن الغذائي الجامعة العربية تحقيق الامن الغذائي جامعة الدول العربية العربیة للتنمیة الزراعیة لجامعة الدول العربیة الأمن الغذائی العربی للجامعة العربیة الجامعة العربیة الأمانة العامة الأمین العام البحر الأسود أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
«الصحة»: جهود مكثفة لتحسين جودة الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة
أكدت وزارة الصحة والسكان التزامها بتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة لهم، بما يعكس توجيهات القيادة السياسية لتحقيق العدالة الصحية.
جاء ذلك خلال اللقاء التوعوي الذي تم تنظيمه بالتعاون بين المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة ووزارتي الصحة والسكان والتعليم العالي والبحث العلمي، لتعزيز وعي الكوادر الطبية وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بمحافظتي القاهرة والجيزة.
شهد اللقاء مشاركة واسعة من مسؤولي المستشفيات الحكومية والجامعية، وركز على دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز دور الكوادر الطبية في تقديم خدمات صحية شاملة.
وخلال كلمتها نيابة عن الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أشادت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة، بأهمية اللقاءات التي تجمع نخبة من الكوادر الطبية من مختلف التخصصات، مؤكدة أنها تعكس التزام الدولة بتوفير رعاية صحية عادلة وشاملة لكل فئات المجتمع.
الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون جزءا أصيلا من المجتمعوأضافت «الألفي» أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون جزءًا أصيلًا من المجتمع، وحصولهم على خدمات صحية تتناسب مع احتياجاتهم حق أصيل يستلزم تضافر الجهود لتذليل العقبات التي تواجههم وتقديم الدعم اللازم لهم ولأسرهم.
وشددت على أهمية الوقاية للحد من الإعاقات، من خلال زيادة وعي المقبلين على الزواج بأهمية الفحوصات الطبية والمشورة الأسرية، مشيرة إلى أن زواج الأقارب يمثل أحد أهم أسباب الإعاقة في مصر، إذ تصل نسبة الزواج بين الأقارب من الدرجة الأولى والثانية إلى 30%.
مواجهة ظاهرة زواج الأطفالكما أكدت ضرورة مواجهة ظاهرة زواج الأطفال لما لها من آثار صحية واجتماعية خطيرة، مشيرة إلى أن هذا النوع من الزواج غالبًا ما يتم دون إجراء التحاليل اللازمة أو المشورة الطبية، ما يعرض الفتيات لمخاطر صحية، مثل تسمم الحمل والولادة القيصرية، التي قد تسهم في زيادة معدلات الإصابة بالتوحد.
وأوضحت أن وزارة الصحة تعمل في إطار توجيهات القيادة السياسية، على تهيئة المنشآت الصحية لتكون دامجة ومهيأة لخدمة ذوي الإعاقة، كما وفرت الوزارة وحدات استشارية متخصصة داخل المراكز الصحية لتقديم خدمات المشورة الأسرية، والتوعية بكيفية التعامل مع الإعاقة، ودعم جهود دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.
من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، أهمية تطوير نظام صحي رقمي متكامل يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لرفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، كما شددت على ضرورة تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع عبر برامج تدريبية وتأهيلية للكوادر الطبية، مع تهيئة بيئة داعمة تكنولوجيًا ومكانيًا.
وأضافت أن المجلس يعمل على تعزيز الشراكات بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لضمان تقديم خدمات متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الصحة ليست مجرد تكلفة، بل استثمار يساهم في بناء مجتمعات منتجة وقادرة على الصمود.
وفي ختام اللقاء، أكدت الجهات المشاركة أهمية تعزيز الحوار والشراكات بين جميع المؤسسات المعنية، لتحقيق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان حصولهم على حقوقهم الصحية كاملة، بما يعزز من دمجهم المجتمعي ويحقق العدالة الصحية للجميع.