صدى البلد:
2025-01-02@16:43:17 GMT

هل يحاسب الإنسان على تضييعه للوقت؟.. يسري عزام يجيب

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

أكد الدكتور يسري عزام، إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين، أن الإنسان يجب أن يحرص على استثمار كل لحظة من حياته، قائلاً: "الدنيا ساعة، فاجعلها طاعة".

وأشار خلال تصريح له اليوم الاثنين، إلى أن كثيراً من الناس في الوقت الحالي يضيعون ساعات طويلة في أمور غير مفيدة، مثل الترفية المبالغ فيه أو الانشغال بما لا يعود عليهم بالفائدة، في حين أن كل لحظة يمكن أن تكون فرصة للعبادة والعمل الصالح.

وأشار إلى حديث سيدنا حنظلة مع سيدنا أبو بكر رضي الله عنه، عندما قابله حزينًا وقال له: "نافَقَ حنظلة"، لأنه كان يشعر بأنه عندما يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويستمع إلى حديثه عن الجنة والنار كان قلبه في حالة من اليقين الكامل. ولكن عندما يخرج من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ويعود إلى الحياة اليومية، يجد نفسه مشغولًا بالأمور الدنيوية، مما جعله يشعر بأنه في تناقض مع حاله السابق.

وأضاف أن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه كان يشاركه نفس الشعور، فقال له: "أنا أشكو مما تشكو"،  وعندما ذهبا معًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهما النبي الكريم: "لو ظللتم على الحال الذي أنتم فيه معي، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وطرقاتكم، ولكنها ساعة وساعة"، موضحًا أن الحياة تحتوي على ساعات مخصصة للعبادة وللأعمال الصالحة وساعات أخرى للانشغال بالدنيا. لكن حتى في اللحظات التي قد يظن البعض أنها للترفيه أو الاستراحة، يمكن أن تكون لله، إذا كانت النية خالصة لله تعالى.

وختم قائلاً: "لحظات المرح قد تكون لله أيضًا، إذا كانت نيتنا في إسعاد الآخرين وتقديم الفرح لهم. هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعيش حياته بكل تفاصيلها، ولكن كل عمل كان له نية صادقة لله".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محاسبة النفس الوقت ضياع الوقت الدكتور يسري عزام الترفية المزيد النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

في وداع رفيق العُمر: البروفسور عبدُالله أحمد جلاّب

وداع 2024 في خضم حُزن وداع رفيق العُمر: البروفسور عبدُالله أحمد جلاّب

د. سعاد تاج السر علي الشيخ
جامعة ولاية أريزونا
Souad.Ali@ASU.Edu

مازلت لا أستطيع أن أكتب يا عبدُالله، لم يحن وقت كتابتي عنك بعد ولا أدري متى يكون ذلك. هذه مجرّد شذرات هنا وهناك عما يجيش به الصدر بين الفينة والأخرى. كيف أرثيك في حزني السرمدي يا رفيق العمر وحبيب القلب عندما تصبح الكلمات جوفاء بلا معنى. لقد تعطّلت لغة الكلام برحيلك المفاجيء. وانا ادعو الله ان يرحمك وان يرحم روحك الطاهرة رحمة واسعة في عليائك في الخالدين تحفني كلماتك الحبيبة كأعظم ما يسعفني في التعبير عن ما يجيش بإعماقنا وصدرينا عندما كتبت لي تطمئنني في لحظة حزنٍ مررنا بها يوماً في مسيرتنا الزاخرة، حيث كتب تقول:
يا حبيبتي سعاد،
لنا ان نحمد الله ونشكره على كل ما وفقنا فيه من عظيم التوفيق... لنا ان نشكره على من رفع سيرتنا على مدى المعمورة في كل مكان ووسط من نعرفهم ومن لا نعرفهم فقد أصبحت سيرتنا محمودة ومشكورة.
لنا ان نشكره ان وفقنا ان نمد يدنا بالخير لكثير من عمل الخير. ولنا ان نحمده ونشكره ان اعطانا ثلاثة من البنين والبنات الذين نفخر بهم ونعتز بنجاحهم وخلقهم النبيل.
إن وقفة تأمل لكل ذلك رافعين ايادينا بالحمد والشكر تجعلنا نقف وقفة أخرى نسأله ان يوفقنا من جديد ان نواصل مشوارنا فيما تبقى لنا من ايام ان نقدم العلم النافع للناس وللاجيال القادمة وان نوزع الخير للمحتاج ولكل من يتوسم فينا الخير.
لنا ان نشد ايدينا مع بعض مثلما فعلنا من قبل وان نقدح عقولنا ففي تقديري إن الكثير ينتظرنا مادامت أيدينا مشدودة مع بعض ومادامت عقولنا وقلوبنا مع بعض.
اتمنى ان نفتح اعيننا وعقولنا وقلوبنا بعيدا عن الضيق والعثرات التي تواجهنا من وقت لآخر. لا تزال لنا القوة والمنعة والله معنا له الحمد وله الشكر.
ويبقى لك حبيبك، عبدُالله
---
كان ذلك قبل بضع سنوات من الأن، في خضم بعض مظاهر العنصرية التي تعج بها بعض المؤسسات ومظاهر الظلم الذي ما أنفك يلحق بنا هنا وهناك. وقد أدى ذلك لإصابتك بقرحة حادة أودعتك المستشفى لحين عندما توعكت في وعكتك الأولى وهرع الأنجال الأحباء أحمد وعزّة وشيراز عبدُالله أحمد جلاب، أتوا من كل فجٍ عميق وجاءوا لأريزونا ليكونوا بجانبك عندما كنت في المستشفى. وقد عافاك الله حينها بحمده وشكره وعندما جئنا للبيت، كنت قد قرأت عليهم، وأنت مازلت في المستشفى، كلماتك العميقة تلك فسالت دموعهم وسالت دموعي، ثم اتخذ أحمد القرار وذهب وأحضر إطاراً أنيقاً وبروز خطابك المفعم بالمعاني التى هزّتهم عميقاً ظاهرها وباطنها. وكما تعلم، مازالت تلك اللوحة التي كتبتها أناملك الحزينة وقتها، أنامل الأديب الفذ الذي لم يهّزه الوجع والحُزن، مازالت تلك اللوحة الأنيقة في مكانها في غرفة نومنا تصبحنا وتمسينا.
الكثير يجيش بالصدر يا عبدُالله وأنا والأنجال نودع العام 1924 الذي رحلت فيه عنا جسداً ولكنك باقْ فينا روحاً. ليس في القلب والفؤاد فقط، ولكن حتى في البيت أنت مازلت هنا يا رفيقي، مكان جلوسك المفضّل في غرفة المعيشة، كتبك التي كنت ترتادها في كتاباتك الأخيرة التي لم تكتمل بعد، أوراقك العديدة المنظمة، اللابتوب، التليفون، والأي باد وكل وسائل التواصل الإجتماعي التي تخصك، نطارتك، ساعتك الإلكترونية والتقليدية، معدات الرياضة اليومية، كلها وأكثر مازالت موجودة وقابعة في ذات المكان لم تبرحه ولن أسمع لها أن تبرحه، ليس بعد. مكتبتنا القيمة التي تحتل حيزاً كبيراً في الطابق الثاني من البيت التي تزخر كل جدرانها حتى السقف بالكتب الزاخرة ما نفكت تسألني عنك كل يوم وساعة ودقيقة ولحظة. حتى مكان صلاتك، ومصلايتك المفضّلة والكرسي التي أصبحت تجلس عليه للصلاة بعد وعكتك الأخيرة، كلها في مكانها لم نحركها.
وإذا سألت عن الأنجال الأحباء، فهم بخير وعافية والحمدُ لله. كل يواصل عمله أو دراسته في شموخ رغم الحُزن الدفين، يواصلون معي الدعاء لك آناء الليل وأطراف النهار. في ذكرى ميلادك هذا الشهر، في الثاني عشر من ديسمبر، كان إحتفالنا خلاّقاً في الإسفير. فقد إختار كلُ منا فيديو أو صورة معك مع نبذة قصيرة عن المناسبة وأرسلناها لبعضنا البعض في قروب الأسرة واتساب الذي خلقته لنا وجمعتنا فيه في محبة ومودة وعلم ووئام وصلة رحم عميقة الجذور. بالطبع أصابنا الحزن مجدداً لأنك كنت تخطط أن يكون الإحتفال بعيد ميلادك في 2024 مناسبة للقاء للأسرة في منتجع سدونا في أريزنا بعيداً عن صخب المدينة. كم حزنا حزناً عميقاً أنك لم تعش طويلاً لتفيذ خطتك تلك، فاحتفلنا بك إسفيرياً في أبهى ما يكون الإحتفاء بحبيبنا. وقد كان ذاك أضعف الإيمان.
ألف رحمة ونور تغشى روحك الطاهرة. سأبقى والأنجال الأحباء على العهد ما حيينا. نم قرير العين وسلام لك في الخالدين. سيأتي وقت الكتابة عندما أتمكن من إجتياز هذا الحُزن، هذا الألم المفعم بالألم على الوطن الجريح الذي أفنيت شبابك وعمرك وهجرتك القسرية تسعى لتضميم جراحه في كتاباتك الراسخة كتباً ومقالات وشعراً، ومحاضرات، ومؤتمرات، وكل أوجه النضال من أجل عيون الوطن الذي لم تعش طويلاً لترى نهاية محنته.
أنتهز هذه السانحة لأتقدم بالشكر الجزيل والتقدير لكل الأحباب من الأهل والأصدقاء والزملاء من غمرونا، ومازالو، بحبهم وتواصلوا معزيين كتابةً، هاتفياً، أو شخصياً على كريم كلماتهم، رسائلهم، وحضورهم. ولكل زملائك الأعزاء من ظلوا يكتبون دون انقطاع في الأسافير ومحافل التواصل الإجتماعي معدديين مآثرك ورافعين سيرتك العطرة الطيبة على مدى المعمورة وفي كل الأوساط الثقافية والأكاديمية، الإجتماعية، والأسرية. جزاهم الله خيراً فقد خفّف ذلك عنا كثيراً.
رفيقة دربك، سعاد تاج السر علي الشيخ
ميسا، أريزونا في 30 ديسبمر 2024  

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هل أداء العمرة في شهر رجب سنة عن النبي .. عالم أزهري يرد بالدليل
  • وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية: علينا أن نتمثل بأخلاق النبي ﷺ
  • سر تسمية النبي والصحابة لشهر رجب بالشهر الأصب؟
  • صيام أول رجب هل بدعة وكيف صامه النبي؟ دار الإفتاء تحسم الجدل
  • إياك أن تفعل هذا الأمر أثناء نومك.. النبي حذر منه
  • في وداع رفيق العُمر: البروفسور عبدُالله أحمد جلاّب
  • بكاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشوقه لرؤيتنا
  • دعاء للميت في آخر يوم 2024.. النبي أوصى بـ3 أدعية تثبته عند السؤال