مع عودة ترامب.. هل ينجح بريكس في كسر القيود الأمريكية؟
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
مع تصاعد الحديث عن عودة محتملة لدونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي، يثار تساؤل حول تأثير إدارته على تحالف “بريكس”؟
سياسة “أمريكا أولاً” التي تبناها دونالد ترامب خلال فترته الرئاسية السابقة، ركزت على تعزيز الهيمنة الأمريكية سياسيًا واقتصاديًا، ومن أبرز أدواته دعم الدولار كمحور للنظام المالي العالمي، وتشديد العقوبات على الدول التي تسعى لكسر هذا النظام.
رغم سياسات ترامب، قد تجد دول “بريكس” فرصة لتعزيز تكاتفها الداخلي، فالضغوط الأمريكية يمكن أن تدفع أعضاء التحالف إلى تسريع مشاريعهم المشتركة، مثل استخدام العملات المحلية في التجارة البينية وإنشاء نظام مالي بديل يقلل من اعتمادهم على الدولار.
عودة ترامب قد تؤدي إلى زيادة التوترات بين الولايات المتحدة ودول “بريكس”، وتلجأ واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية على الدول الأعضاء، خاصة تلك التي تحاول الاستغناء عن الدولار أو دعم عملة موحدة للتحالف، هذه السياسات قد تشكل تحديات جديدة أمام “بريكس”، وقد تكون دافعًا لمزيد من التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء.
في ظل إدارة ترامب، من المرجح أن يصبح تحالف “بريكس” أكثر قوة وصلابة، لكنه سيواجه تحديات كبيرة. فالدفع نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب يتطلب مواجهة ضغوط اقتصادية وسياسية مكثفة من الولايات المتحدة، وهو ما قد يجعل “بريكس” في وضع اختبار حقيقي لقدرتها على تحقيق أهدافها.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي بلال شعيب بأن تحالف “بريكس”، الذي يضم كلاً من البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، قد تأسس رسميًا في عام 2009، ليعقد أول اجتماعاته في 2010، وينشئ “بنك التنمية الجديد” في 2014. وأكد أن الهدف الرئيسي لهذا التحالف هو القضاء على هيمنة القطب الواحد، والعمل على إنشاء نظام عالمي متعدد الأقطاب وإصلاح المنظمات الدولية بما يحقق العدالة الاقتصادية.
وأوضح شعيب لـ صدى البلد، أن التحالف يسعى لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، خاصة مع نظام “سويفت” العالمي الذي يفرض التعامل بالدولار، “بريكس” تعمل على تطوير صيغة تعامل بالعملات المحلية بين الدول الأعضاء، أو حتى إطلاق عملة موحدة مستقبلاً، لتعزيز الاستقلال الاقتصادي.
أشار شعيب إلى أن “بريكس” تمثل أكثر من 45% من سكان العالم، بحوالي 3.5 مليار نسمة، وتساهم بنحو 28% من الاقتصاد العالمي بحجم يتجاوز 29 تريليون دولار، وتتمتع دول التحالف بانتشار جغرافي واسع يشمل قارات آسيا، إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، مما يمنحها ميزات اقتصادية وسياسية هائلة.
أكد شعيب أن الولايات المتحدة ترفض أي نظام اقتصادي موازٍ يعتمد على عملات غير الدولار، وتهدد بفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي تتعامل مع “بريكس”، مشيراً إلى موقف الهند التي أبدت مخاوفها من التهديدات الأمريكية وطالبت بتأجيل فكرة العملة الموحدة.
وأوضح شعيب أن مصر تسعى للانضمام إلى التحالف، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بينها وبين دول “بريكس” حوالي 13 مليار دولار سنويًا، مضيفاً أن واردات مصر من التحالف تمثل نحو 30% من إجمالي وارداتها، مما يجعلها شريكًا اقتصاديًا مهمًا في المنطقة.
اختتم شعيب بالتأكيد على أن السبيل الوحيد لإنجاح أهداف “بريكس” هو تكاتف الدول الأعضاء، وعدم الرضوخ للضغوط أو التهديدات الأمريكية، التحالف يمثل خطوة هامة نحو تحقيق التوازن الاقتصادي العالمي.
ومن الجدير بالذكر هنا أن تكتل البريكس أصبح قوة اقتصادية صاعدة، خاصة خلال عام 2024، في ظل توسع التكتل بضم خمس دول جديدة، وهي "مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا"، ليصبح عدد الدول الأعضاء في التكتل 10 دول وهي الدول السابق ذكرها بالإضافة إلى المؤسسين الأصليين للتكتل وهم "روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند"، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، مع طلبات الانضمام المُتزايدة، إذ عبرت أكثر من 30 دولة عن رغبتها في الانضمام لتكتل البريكس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب البريكس عودة ترامب المزيد الدول الأعضاء على الدول
إقرأ أيضاً:
عودة ترامب للرئاسة تهدد وجود خامنئي
رأى الكاتب والمؤلف الإيراني، عرفان فرد، أن عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الرئاسة، تعني تراجع المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، الذي وصفه الكاتب بـ"الديكتاتور المتوهم".
وأضاف فرد في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه في 20 يناير (كانون الثاني) 2025، سيعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض باعتباره الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، وتتزامن عودته إلى منصبه مع أزمات الشرق الأوسط التي تتكشف واحدة بعد الأخرى، وتكشف عن تعقيدات عميقة.
#إيران تهدد: نتوقع ظهور "مقاومة جديدة" في #سوريا https://t.co/Ab8y2SccpK
— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2024 تفكيك أذرع إيرانوأشار الكاتب، وهو مؤلف إيراني يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، أن مجتمع الاستخبارات والجيش في إسرائيل، يركز الآن على تفكيك ذراعين مسلحين رئيسيين للنظام الإيراني، وهما، جماعة الحوثيين في اليمن، وحركة الجهاد الفلسطينية، بينما يستعد أيضاً لرد حاسم وقوي ضد الحشد الشعبي في العراق.
هدف إسرائيلوأوضح أن الهدف الاستراتيجي هو تقليص النفوذ الإقليمي لهذا النظام، الذي لا يشكل تهديداً مباشراً لإسرائيل فحسب، بل يعمل أيضاً كقوة مزعزعة للاستقرار وعقبة مستمرة أمام السلام في الشرق الأوسط المضطرب، وعلاوة على ذلك، خلقت تصرفات إيران العدوانية تحديات كبيرة في المنطقة، وللأمن العالمي.
ووفقاً للكاتب، بموجب عقيدة الردع الإسرائيلية، يجب تحييد هذا التهديد العاجل والخطير، حتى لو تطلب الأمر استهداف علي خامنئي نفسه، الذي يتوازى دوره مع شخصيات مثل أسامة بن لادن، وقاسم سليماني، وأبو بكر البغدادي، وحسن نصر الله، ويحيى السنوار، ومن المرجح أن يؤدي القضاء على مثل هذا التهديد العميق إلى تعزيز الأمن بدلاً من المساس به، ولن يكون له عواقب أمنية سلبية.
ويقول فرد: "كما فر الأسد إلى روسيا، فليس من المستبعد أن نتوقع انهيار علي خامنئي، أكبر تاجر أسلحة في العالم، والعقل المدبر ومهندس الحروب بالوكالة التي تزعزع استقرار المنطقة"، مشيراً إلى أنه في الأسابيع القليلة المقبلة، ستكثف إسرائيل جهودها لإضعاف وتفكيك الحرس الثوري الإيراني ووزارة الاستخبارات والأمن الداخلي وفيلق القدس، مستطرداً: "مع ذلك، لا تزال التحديات العملياتية قائمة، بما في ذلك تدخل إدارة جو بايدن"، وأوضح أن الإدارات بقيادة كارتر وأوباما وبايدن سعت مراراً وتكرارًا إلى حماية النظام الإيراني الخارج عن القانون، ووضعت نفسها على الجانب الخطأ من التاريخ.
تآكل النفوذ الإيرانيوعلى الجهة الأخرى، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، برؤية براغماتية واستراتيجية، إضعاف النفوذ الإقليمي لإيران من خلال تفكيك وكلائه في المنطقة، وتدمير محور الشر، وتضخيم الضغوط الدولية على أنشطة النظام "الخبيثة"، وقطع إمدادات الأسلحة للجماعات الوكيلة في المنطقة.
وقال الكاتب، إن التهديد الوجودي الذي تشكله إيران، يمتد إلى ما هو أبعد من إسرائيل، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعرض طموحات إيران النووية ومحورها في المنطقة مصالح واشنطن وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى الخطر.
ترامب أمام مفترق طرق: دبلوماسية أم مواجهة مع إيران؟https://t.co/K2wwThM6U6 pic.twitter.com/w2a2SkCn4E
— 24.ae (@20fourMedia) December 31, 2024 تحالف دوليورأى أن عودة ترامب تجلب الأمل المتجدد في تشكيل تحالف دولي ضد طهران، يشمل الدول الأوروبية المدفوعة بمصالح اقتصادية، والتي قد تقطع علاقاتها مع النظام الإيراني، وتنضم مع التحالف الناشئ بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وتغتنم الفرصة لتغيير النظام في طهران. وتابع: "بناء على التقييمات الأمنية، فإن إسرائيل مضطرة إلى القضاء على التهديد الأساسي في المنطقة، وتحييد طموحات طهران في الهيمنة وتحريضها للجماعات المسلحة ضد إسرائيل، ومن أجل بقائها، يتعين على إسرائيل أن تستمر في هذه الأزمة حتى النهاية".
كما رأى الكاتب، أن ترامب سيقف إلى جانب نتانياهو لمواجهة التهديدات الإقليمية، كما يتعين عليهما أن يجردوا "ديكتاتور طهران" من أدوات السلطة التي يمكلها وأن يسحقوا طموحاته التوسعية، مؤكداً أنه "إذا أهدر نتانياهو وترامب هذه الفرصة الذهبية، فإن القضايا التي ابتليت بها المنطقة منذ عام 1979 ستتكرر في نصف القرن المقبل".