“أردوغان” نموذج استبدادي يتفوق على السيسي
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
يمانيون../
لا ينفك إعلام المحور الإخواني عن التشنيع بنظام عبدالفتح السيسي في مصر، واتهامه بالعمالة في وقت يمارس فيه -خاصةً قناة الجزيرة- تلميعاً بطرق مختلفة لنظام رجب طيب أردوغان التركي، رغم أن الأخير لا يقل عن نظيره المصري صهينةً وخدمةً للكيان المؤقت على أكثر من صعيد، أهمها قمع كل الأطراف المناوئة لـ”إسرائيل”، كما رأينا آخراً في سورية، حيث نجحت أنقرة في تحييد دمشق من معسكر العداء لـ”إسرائيل”، مما يعكس استعداد أردوغان للتعاون مع القوى التي تتعارض مع المصالح العربية والإسلامية، بخلاف ما يدعيه من مواقف داعمة لها.
يُعرف أردوغان بقمعه للمعارضة، حيث يتم اعتقال الصحفيين والنشطاء بشكل منتظم، مما يجعل حرية التعبير في تركيا تحت وطأة السيطرة. بينما يسعى السيسي في مصر إلى إسكات الأصوات المعارضة، فإن القمع في تركيا يظهر بشكل أكثر شمولية، مما يعكس استبدادًا واضحًا.
إلا أن المميز في أردوغان هو براغماتيته التي يسخرها لخدمة الدولة التركية، ولو على حساب القضايا الإسلامية، ولكنه يبقى وفياً للثوابت الوطنية التركية، ويستغل أزمات البلاد العربية لاستثمارها للصالح التركي، وتوسيع نفوذه في المنطقة، وهو ما لا يحققه أي نظام عربي متصهين، بما فيها النظام المصري، حيث تنجر كل الأنظمة العربية العميلة إلى خدمة المشروع الصهيوني بشكلٍ مطلق، ولو على حساب مصالح أوطانهم الخاصة، فلا هم أنصفوا شعوبهم، ولا خدموا ثوابت الأمة العربية والإسلامية.
وبما أن القضية الفلسطينية تمثل التحدي الصعب الذي يكشف حقيقة الجميع، يظهر أردوغان متاجراً بها على أرقى مستوى، رغم أنه لم يقدم رصاصة واحدة لحماس والفصائل الأخرى، واستطاع بذلك أن يكسب شعبية واسعة في الوطن العربي، لأنه يتقن الخطابات العاطفية ويتظاهر بتعصبه للإسلام رغم أنه في الواقع يخدم الكيان الصهيوني بامتياز.
وفي ظل هذه السياسة النفاقية لأنقرة، فإن نفوذها مستمر في التوسع بالوطن العربي، حيث من المتوقع أن يسقط أنظمة أخرى، كما فعل في سورية، وتبقى الأردن ومصر والسعودية الأهداف الأكثر هشاشة أمام الطموح التركي، سيما والرياض قد تخلت علناً عن الإسلام، وحان الوقت – في نظر أردوغان- في أن تستعيد مكانتها السابقة في بلاد الحرمين، وقد مهد بن سلمان كثيراً لسقوط النظام السعودي، وبات من الواجب استبداله، برأي أغلب المسلمين.
ومن غير المنطقي أن يفوت أردوغان هذه الفرصة، لكنه قبلها يحتاج إلى مد نفوذه إلى مصر، حيث حكمت السلطنة العثمانية أغلب البلاد العربية من القاهرة، وقد وفر نظام السيسي الكثير من الذرائع لإسقاطه، يكفي منها خيانته لفلسطين ومشاركته في إبادة مسلمي غزة، وهذا تفريطٌ ستظهر نتائجه مع الأيام، فالأنظمة المصرية تتساقط توالياً مع كل عدوان للكيان الصهيوني على القطاع.
تتجلى تعقيدات الوضع في المنطقة في قدرة أردوغان على المناورة بين مختلف القوى الدولية والإقليمية، مما يعكس براجماتيته السياسية. ومع ذلك، فإن هذا التكتيك لا يخلو من المخاطر، حيث قد يؤدي إلى تفاقم الصراعات وتعزيز الانقسامات في الأمة العربية والإسلامية. وبالتالي، فإن ما يبدو كنجاح سياسي لأردوغان قد يتحول إلى عبء على المدى البعيد، إذا ما استمر في اتباع سياسات تكرس الاستبداد وتغذية الفتن.
السياسية || محمد الجوهري
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“على بلاطة”
أنت فاقد لقدرة الردع .
تائه في بؤرة العبث .
عالق في الحرف الأول!!
لقد نفد مدادك والورقة ما زالت بيضاء يا بنيامين!
ما الذي تفعله ؟!
– كل شيء .
ما الذي تحققه ؟!
– لا شيء !
بالطبع .. لكن أنت من قرر إجراء الاختبار .. لم يرغمك أحد!
عليك إنهاؤه إذاً .. استعن بمراجعك وخزعبلات حاخاماتك .. ربما تجد إجابة في التلمود أو الأسفار أو الكابالا.
أنتم شعب الله وأبناؤه وأحباؤه ، أليس كذلك!
رائع .. فلتحاولوا إقناع ترسانتنا بهذا!
ألا تملكون سفر الحديد ؟!
هذا مؤسف .. نحن نملك سورة كاملة عنه كما نتشارك نفس البأس!
ومع هذا قمتم باختيار هذه الحرب ..
من بين كل أسماء القائمة .. اخترتم اليمن!
اخترتم ص انع اللعبة!!
ولا أدري كيف تخططون لهزيمته!
لا تسيئوا الفهم .. الأمر ليس وكأنكم في نزال غير عادل، كلا …!
بل أسوأ بكثير .. هذا معسكر تدريبي وأنتم كيس ملاكمة يتأرجح في الركن المظلم .
لذا احرصوا على مخاطبتنا بلغة مناسبة،
قوموا بانتقاء مفرداتكم بعناية، وتوخوا الحذر في ما تهذون به!
ستعيدون اليمن إلى العصر الحجري ؟!
حظاً موفقاً ، هذا يعني 35 ألف سنة إلى الوراء!
في المقابل سنجركم 76 سنة فقط ، ولن يبقى لكم عصر حتى.
سنسحق كل شبر في “أراضيكم” .. كل زاوية ..
كل ركن .. كل منشأة هي فريسة!
سنوجعكم .. ولن نتوقف عند هذا الحد!
ربما نقوم بتفخيخ الملاجئ ..
ربما لن يوقظكم المنبه غداً .. عبوة ناسفة ستفعل!
هل يحظى ابن نتينياهو بحراسة كافية ؟!
هل تفحصون الفاكهة والخضار المستوردة؟!
في أي دولة تفضلون قضاء الإجازة .. أنصحكم بالبقاء في المنازل ، فالطقس سيئ!
خمنوا ماذا …!
لستم وحدكم من لا يهتم بالقوانين والترهات الدولية.
تريدون حرباً بلا قواعد .. سنعطيكم واحدة!
ولن تقدروا على فعل أي شيء !
لذا ، عوضاً عن إضاعة وقتكم وأموالكم في تجنيد الجواسيس وتكوين الخلايا هنا وهناك،
اهتموا بأمنكم الداخلي، فأنتم لستم بتلك المناعة.
صدقوني، اليمن ستفعل مالم يجرؤ أحد على التفكير فيه.
فقط قوموا بتجربتنا .