حرمان 60% امتحانات الثانوية يعزز مخاوف تقسيم السودان
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
اعتبرت لجنة معلمي السودان أن الإصرار على عقد امتحانات الشهادة الثانوية المؤدية إلى الجامعة في ظل حرمان أكثر من 60 في المئة من الطلاب الذين يفترض جلوسهم للامتحانات، مؤشرا خطيرا لبداية تقسيم السودان.
وأثارت الامتحانات التي انطلقت، يوم السبت، في 8 من ولايات البلاد الثمانية عشر مخاوف كبيرة من التأثيرات الكارثية لهذه الامتحانات التي كان يفترض أن يجلس لها أكثر من 500 ألف طالب، منعت الظروف الأمنية الناجمة عن الحرب نحو 300 ألفا من الالتحاق بها.
ومن بين ولايات البلاد الثمانية عشر، تقام الامتحانات بشكل كامل في 4 ولايات فقط هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف ونهر النيل والشمالية، وجزئيا في 4 ولايات أخرى، فيما تعذر إقامتها في 10 ولايات، في ظل تمدد الحرب في أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد.
وتشير تقارير إلى فشل السلطات المعنية بتوفير الظروف الملائمة لإجلاس الطلاب حتى في المناطق التي تقام بها الامتحانات بشكل كامل أو جزئي، حيث تداول ناشطون على وسائط التواصل صورا لطالبين يجلسان وحيدان في غرفة خصصت لجلوس 30 طالبا في أحد المراكز التي تقام فيها الامتحانات في وسط البلاد.
ووفقا للكاتب أسامة عبد الماجد، فإن الغرف الخالية إلا من عدد قليل جدا من الطلاب، تعبر عن مأسي الحرب والدمار والموت والخراب التي أدت إلى حرمان مئات الآلاف من أداء الامتحانات ومن حق العيش بأمان.
وقالت لجنة المعلمين السودانيين في بيان إن حالة من "التخبط والعشوائية" صاحبت التجهيز للامتحانات، مشيرة إلى عدم ظهور أرقام جلوس لعدد كبير من الطلاب في إحدى مناطق مدينة أم درمان شمال الخرطوم، إضافة إلى إلغاء عقد الامتحانات في عدد من المناطق في اللحظات الأخيرة.
واتهمت اللجنة الحكومة، بإدخال البلاد في "مستنقع يصعب إخراجها منه"، بسبب إصرارها على عقد الامتحانات في ظل الظروف الحالية.
كما أشارت اللجنة إلى وجود "محسوبية ومجاملة" في اختيار كبار المراقبين للمراكز التي تعقد فيها الامتحانات في دول خارج السودان، وقالت "يوجد من بين من تم اختيارهم من لم يعمل معلم ولو ليوم واحد".
ورأت اللجنة أن التداعيات التي ارتبطت بعقد الامتحانات تؤكد أن "هذه الامتحانات ليس الهدف منها العملية التعليمية، بل هدفها تثبيت واقع الحرب".
وحملت اللجنة الحكومة كامل المسؤولية عن أي نتيجة ترتبت على الإصرار على عقد الامتحانات بهذا الشكل، دون استصحاب شروط العدالة والشمول، والالتزام بإجراءات سلامة المعلمين والطلاب.
وأضافت "هذه الامتحانات تشكل خطرا على الطلاب والمعلمين أثناء عقدها، وخطر على السودان بعد عقدها".
وطالبت اللجنة بوقف الامتحانات، وقالت "هذه الامتحانات لا تهدف إلى تعزيز العملية التعليمية بقدر ما تُستخدم كأداة لتقسيم السودان".
وفي ظل الظروف الأمنية الحالية، تتزايد المخاوف من عدم عدالة الامتحانات، حيث أشارت تقارير إلى وجود حالات تلاعب تمثلت في كشف بعض الأوراق قبل الجلوس اليها، كما تحدثت تقارير أيضا عن ارتباك كبير في عملية توزيع أرقام الجلوس والمراكز نفسها التي يبعد بعضها عشرات الكيلومترات عن أماكن سكن الطلاب، في ظل صعوبات كبيرة في التنقل.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات لجنة المعلمين السودانيين السودان الشهادة الثانوية تقسيم السودان حرب السودان الحرب السودانية وقف حرب السودان لجنة المعلمين السودانيين السودان أخبار السودان عقد الامتحانات الامتحانات فی
إقرأ أيضاً:
التعليم: مراجعات مكثفة ودعم للطلاب المتعثرين قبل الامتحانات
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني توجيهات جديدة لجميع المدارس على مستوى الجمهورية، تضمنت التأكيد على ضرورة تكثيف المراجعات النهائية خلال ما تبقى من العام الدراسي، تمهيدًا لانطلاق امتحانات نهاية العام لصفوف النقل.
وأكدت الوزارة في تعليماتها أهمية منح الطلاب المتعثرين دراسيًا أولوية خاصة، لضمان دعمهم ومساعدتهم على تحسين مستواهم التعليمي قبل دخول الامتحانات.
وشملت التوجيهات دعوة الإدارات التعليمية إلى التنسيق مع المدارس لتنظيم مجموعات تقوية للطلاب، تكون مجانية أو منخفضة التكلفة، مع التركيز على تقديم مراجعات مبسطة وفعالة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب، وتركز على شرح المفاهيم الأساسية بشكل واضح يساعد على الاستيعاب والتطبيق.
وشددت الوزارة على ضرورة التعاون بين المعلمين داخل كل مدرسة لرصد الموضوعات الأكثر صعوبة في كل مادة، وتخصيص وقت كافٍ لمعالجتها خلال المراجعات.
كما تم التأكيد على أهمية تبسيط الشرح واستخدام أساليب تعليمية تعتمد على الأنشطة الصفية والتدريبات التطبيقية، لتنمية مهارات الفهم والتحليل لدى الطلاب، بدلًا من الاعتماد على الحفظ فقط.
وأكدت الوزارة أن الهدف من المراجعات ليس تكرار ما سبق شرحه، بل تقديم فرصة لتثبيت المعلومات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، مع إعداد الطلاب لشكل الأسئلة المتوقع في الامتحانات، سواء في المواد الأساسية أو تلك التي لا تضاف إلى المجموع.
وعلى صعيدا أخر، دعت الوزارة إدارات المدارس إلى تهيئة بيئة هادئة وداعمة داخل المدرسة، تخفف من حدة التوتر الذي قد يشعر به الطلاب مع اقتراب موعد الامتحانات.
كما أوصت بتشجيع الطلاب وتحفيزهم، وتوجيه المعلمين إلى التعامل الإيجابي مع الطلاب في هذه المرحلة الحساسة.
ومن المقرر أن تبدأ امتحانات نهاية العام خلال شهر مايو المقبل، وسط استعدادات مكثفة من جانب المديريات التعليمية والمدارس، لضمان سير العملية الامتحانية بسلاسة وانضباط، وتوفير بيئة آمنة ومناسبة لجميع الطلاب.