اليمن في 2025 .. توقُّعاتٌ بعام مليء بالمفاجآت
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
يمانيون../
تمكّن اليمنُ من تغيير قواعد الاشتباك، وقلب موازين القوى في المنطقة والإقليم في ظروف استثنائية جعلت من الواقع العسكري والسياسي اليمني متغيرًا، في ظل مواجهته لمعسكر الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل” إسنادًا لغزة.
ويرى عدد من المحللين العسكريين أن اليمن حقّق إنجازات كبيرة على المستوى العسكري والسياسي والاستراتيجي، في تطور وتحول دراماتيكي من بلد مسحوق القدرات، والقرار والسيادة إلى بلد ناهض ومستقل وقوة ضاربة تمتلك الإمْكَانات والقدرات الدفاعية التي أخذت مكانة مهمة على موازين القوى الإقليمية والدولية، مؤكّـدين أن العام الجديد 2025 يحمل المزيد من المتغيرات والمواقف الدولية تجاه اليمن كدولة ذات سيادة، ومستقبل واعد كقوة ضاربة لها وزنها على المستوى السياسي والعسكري.
تحولاتٌ استراتيجية ودولية:
وفي هذا السياق يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: إن “مستقبلَ اليمن حسب وضعيته العسكرية والاستراتيجية والسياسية خُصُوصًا في العام الجديد 2025 وفي ظل مواجهته معسكر الاستكبار العالمي أمريكا و”إسرائيل” هو مستقبل واعد، ومبشر بتحولات كبرى”، موضحًا أن “الإنجازات المتراكمة التي تحقّقت طيلة السنوات الماضية خلال مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وخلال معركة إسناد شعبنا الفلسطيني في غزة جعلت اليمن يتطور دراماتيكيًّا من بلد مسحوق القدرة والقرار والسيادة إلى بلد ناهض ومستقل وقوة ضاربة تمتلك الإمْكَانات والقدرات الدفاعية التي أخذت مكانة مهمة على موازين القوى الإقليمية والدولية”.
ويؤكّـد عثمان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “اليمن خرج في إطار معركة الإسناد من حدوده الجغرافية ودخل في معركة مفتوحة ومباشرة ضد رأس الشر أمريكا وكيان العدوّ الإسرائيلي وبريطانيا، وذلك من دافع عمق القضية المركزية الفلسطينية والموقف الإيمَـاني والإنساني الراسخ لإسناد الشعب الفلسطيني وإيقاف الإبادة الجماعية في قطاع غزة”، مُضيفًا أن “اليمن حقّق وقواته المسلحة إنجازات غير مسبوقة على مستوى تطوير الإمْكَانات والقدرات التي أصبحت عند امتلاك تكنولوجيا متطورة للغاية منها صناعة الصواريخ فرط صوتية والطائرات المسيَّرة، إضافة إلى إحكام السيطرة على البحر الأحمر والعربي، وقطع خطوط الملاحة الدولية أمام العدوّ الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني لأول مرة في التاريخ”.
ويواصل حديثه: “حيثُ تم هزيمة أمريكا وتحالفها في البحر الأحمر هزيمة ساحقة، أعادت الأمل إلى الدول التي تجثم فوقها الهيمنة الأمريكية والغربية لعقود من الزمن”، مؤكّـدًا أن “اليمن كسر كُـلّ حواجز القوة والخوف الدولي من أمريكا وفكك هيمنة أمريكا على بحار المنطقة والشرق الأوسط بشكل لم يتوقعه الجميع، فقد تم استهداف وهزيمة حاملات الطائرات الأمريكية لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية التي تمثل ركيزتها الأَسَاسية للهيمنة على الدول أَو ما يُعرَفُ بـ “دبلوماسية 100 ألف طن”.
ويجدد التأكيد أن معركة إسناد غزة أعادت ضبط نظرة دول العالم تجاه اليمن كقوة مؤثرة لها عمقها ورقمها الاستراتيجي في توازنات القوى على مستوى الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي، مُشيرًا إلى أن الكثير من دول العالم خُصُوصًا الدول المناهضة لمعسكر أمريكا والغرب كالصين وروسيا بدأت تعيد النظر في مواقفها تجاه اليمن وتسعى لتطبيع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع العاصمة صنعاء، بما يصل إلى بناء تحالفات استراتيجية، فهم يرون اليمن نموذجاً قويًّا لمواجهة الغطرسة الأمريكية وتدمير هيمنتها.
ويتابع كلامه: “اليمن سيكون قبلة لكل أحرار العالم، وسيكون العام 2025 عام المتغيرات التي سترسم واقعًا جديدًا ومتقدمًا لليمن عسكريًّا وسياسيًّا ودبلوماسيًّا، بما يجعل ويدفع حتى الدول المعادية إلى الاعتراف باليمن كقوة إقليمية ضاربة لا يمكن تجاوزها أَو مواجهتها، فعلى المستوى العسكري سيكون هناك نقلات كبيرة في تطوير القدرات والإمْكَانات العسكرية وإنتاج أسلحة متطورة للغاية، وعلى المستوى السياسي كُـلّ الأحرار في دول العالم ستنفتح تجاه اليمن والعاصمة صنعاء”.
عامُ المتغيرات الكبرى:
من جانبه يصف المحلل السياسي محمد العابد، مستقبلَ الواقع السياسي والعسكري في اليمن 2025 بالمستقبل الإيجابي، خَاصَّة إذَا ما نظرنا إلى العام السابق 2024 وقياسًا بما قبله 2023م، حَيثُ كانت دائمًا التراتبية على المستويات السياسية والعسكرية إلى الأفضل حسب قوله.
ويوضح العابد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن “لليمن إنجازات غير مسبوقة؛ ما جعله في موقع إقليمي كبير مع المستويات الفرط صوتية في إطار تحقيق توازن الردع والحفاظ على مستوياتها والبرامج الدفاعية”، مؤكّـدًا أن اليمن يصر على مواصلة برامجه الدفاعية ووصولها إلى أفضل المستويات العسكرية والسياسية في ميدان القوى والساحة الدولية.
ويضيف أن كُـلّ ذلك سينعكس بشكل إيجابي على المعاناة التي يعانيها أبناء غزة إلى أن تنتهي وإيقاف هذا العدوان الإسرائيلي الأمريكي، إلى جانب دور اليمن الإقليمي، وتحقيقه إنجازات أكبر على مستويات كثيرة وفي مختلف الجوانب داخليًّا وخارجيًّا، مؤكّـدًا أن “اليمن يتطور بشكل كبير وغير مسبوق في الجانب العسكري والسياسي والاقتصادي والزراعي قياسًا على ما كان عليه قبل ثورة 21 سبتمبر 2014، وفي كُـلّ عام تحقّق إنجازات عظيمة على عكس ما يروج له البعض من الأعداء إلا أن القارئ والمتابع المنصف يؤكّـد ذلك”.
ويرى أن العام 2025 سيكون عام المتغيرات الكبرى، وعام إيجاد الحلول الفعالة فيما يتعلق بمسألة معدلات الدخل لدى المواطن في إطار ميزانية تتسم بالواقعية وتحفيز النمو وتوفير نصف الراتب الشهري الذي قد يصل فيما بعد إلى راتب كامل، مُضيفًا أن كُـلّ هذه المسائل ستذهب إلى المزيد من تحصين الأداء، وأن الجميع يراهن أن المرحلة التي ستبدأ فيها حكومة التغيير حالة تنفيذية والعملية في إطار الإعدادات والقراءات والدراسات والبحوث التي يترتب عليها الانطلاق في مستويات كبيرة في جوانبها السياسية وتوقعاتها الإيجابية على كُـلّ المستويات.
ويجدد التأكيدَ أن التفاؤل يملأ النفوس، وأن الثقة الشعبيّة والجماهيرية في أعلى مستوياتها، ولا يمكن أن تتأرجحَ في ظل هذه القيادة العظيمة والحكيمة ممثلة بقائد الثورة السيد العَلَمِ عبد الملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله-.
ويتابع: “العام القادم 2025 سيكون عام التتويج لكل هذه الجهود التي بُذِلت على كُـلّ المستويات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية، عام الحصاد على المستوى الداخلي والخارجي، وبالتالي مستقبل اليمن السياسي والعسكري سيكون أكبر وأكثر تأثيرًا وقوة”.
المسيرة محمد الكامل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: على المستوى تجاه الیمن فی إطار ک انات
إقرأ أيضاً:
تقرير صيني يكشف الأمر الذي يُرعب أمريكا إن فكرت بحرب برية في اليمن
قوات أمريكية في جيبوتي (منصات تواصل)
في تقرير ناري يكشف جوانب خفية من الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، سلّط موقع "سوهو" الصيني الضوء على امتناع الولايات المتحدة عن إرسال قواتها البرية إلى اليمن، رغم تصاعد الصراع وتورّطها العسكري الجوي في المنطقة، مرجّحًا أن الخوف من الخسائر الفادحة في مواجهة قوات صنعاء كان وراء هذا القرار.
بحسب التقرير، فإن الحملة الجوية التي أطلقتها واشنطن على مدى أكثر من شهر، والتي كلفت مليارات الدولارات، لم تحقق أهدافًا عسكرية مؤثرة على أرض الواقع. وعلى الرغم من مئات الضربات الصاروخية، لم تتمكن القوات الأمريكية من تقويض القدرات القتالية لقوات صنعاء، التي لا تزال متماسكة ميدانيًا، وتُظهر تفوقًا ملحوظًا في حرب التضاريس والمعارك البرية.
اقرأ أيضاً ضوء أخضر لإسقاط مأرب.. السعودية تسدل الستار على آخر قلاع "الإصلاح" شمال اليمن 22 أبريل، 2025 قلبك في خطر وأنت لا تدري.. مفاجأة مدوية عن متى ولماذا تضرب النوبة القلبية 22 أبريل، 2025ووفقًا للموقع الصيني، فإن واشنطن اعتمدت على وكلائها الإقليميين بدلاً من الزج بقواتها النظامية، في إشارة إلى السعودية، وحكومة العليمي في عدن، وبعض الميليشيات المحلية، كأذرع ميدانية لتحقيق أهدافها في اليمن.
إلا أن التقرير اعتبر هذه الاستراتيجية علامة على ضعف ثقة واشنطن بقدرة حلفائها على الحسم العسكري، بل وربما اعترافًا ضمنيًا بعدم استعدادها لخوض حرب مباشرة أمام خصم يتمتع بمرونة قتالية عالية وخبرة ميدانية تراكمت على مدى سنوات من المواجهة.
المثير في التقرير، أن مصادره وصفت اعتماد واشنطن على ميليشيات محلية ومرتزقة بـ"الرهان الخاسر"، معتبرة أن الميليشيات ضعيفة الانضباط لا يمكنها ملء فراغ الجيوش النظامية، خاصة في معركة معقدة ومتعددة الأبعاد مثل الحرب اليمنية، التي تحولت في نظر كثيرين إلى نقطة تحول في ميزان الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
التقرير الصيني لم يكتفِ برصد الأحداث، بل خلُص إلى استنتاج لافت: أن اليمن باتت مؤشرًا واضحًا على انحدار الدور الأمريكي من قائد عسكري مباشر إلى مجرد "مموّل ومدير حرب من خلف الستار"، في مشهد يعكس تحولات عميقة في خريطة النفوذ العالمي وفعالية الردع الأمريكي.
المراقبون يتفقون على أن الأيام القادمة ستجيب عن هذا السؤال، ولكن المؤكد أن صنعاء لم تعد تُقاتل من أجل البقاء فحسب، بل تُقاتل من موقع الندّية... وربما أكثر.