اليمن لا يحتفظُ بحق الرد بل يرد فورًا وبقوة
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
لم تشارك اليمن في معركة “طوفان الأقصى” وتدخل في مواجهةٍ مباشرة مع الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي بناء على شعارات طائفية أَو مناطقية أَو قومية أَو حسابات سياسية أَو غيرها، بل دخلت من منطلقاتٍ إيمانية وعقائدية؛ جهادًا في سبيل الله، واستجابةً لتوجيهاته؛ (إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ)، ودفاعًا عن المستضعفين في غزة؛ (وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)، ودفعًا لشر وخطر أمريكا و”إسرائيل” على الأُمَّــة؛ (فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ، إِنَّهُمْ لَا إيمَـان لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ).
لا شك أن المواجهة مع العدوّ لها أضرار وخسائر، لكن هذه الأضرار والخسائر لا تُذْكَرُ مقارنة بالأضرار والخسائر التي يمكن أن تحل بالشعوب والأمة إذَا لم تدافع عن نفسها وتركت لعدوها يستبيح أرضها ومقدساتها، وما يجري في سوريا مثال بسيط على ذلك، ولو أن النظام والشعب السوري واجه العدوّ الذي اعتدى عليهم مرارًا وتكرارًا لما دفعوا هذا الثمن الباهظ الذي نراه اليوم.
وليس صحيحًا ما يتداوله الإعلاميون والقنوات المحسوبة بعضها على محور الجهاد والمقاومة أن اليمنيين ليس لديهم ما يخسرونه في مواجهة الكيان الصهيوني، بل لديهم ما يخسرونه من أرواح بريئة وممتلكات عامة وخَاصَّة وغيرها، لكنه يعتبر هذه الخسارة تجارةً رابحةً مع الله، وأن هذه الخسارة مهما ارتفعت لا يمكن أن تذكر مقارنةً بالخسارة التي يمكن أن تلحق بالشعب اليمني في الحاضر والمستقبل لو لم يتخذ هذا الموقف؛ فالخسارة الحقيقية بالنسبة له هي الخسران في الآخرة.
بعد الأحداث التي جرت في لبنان وسوريا أعلن الكيان الصهيوني أنه سيجتاحُ المنطقة، ويغيِّر الشرق الأوسط، ويقيم “إسرائيل الكبرى” على الأراضي العربية من الفرات إلى النيل، ومن أوقف هذا المشروع الصهيوأمريكي هو موقف الشعب والقيادة اليمنية في صنعاء التي رفعت مستوى المواجهة مع الكيان الصهيوني، ووجهت له ضربات قاسية حدَّت من أحلامه ومطامعه، وجعلته يشعر أنه في خطر وجودي، وأنه بحاجة للأمم المتحدة والهيئات الدولية لحمايته.
ولعل التهديدات التي أطلقها السفاح “نتنياهو” ضد اليمن قد أرعبت الشعوب والأنظمة العربية والإسلامية وجعلت بعضها خائفًا على اليمن والبعض الآخر بدا مرتاحًا ورآها فرصةً للتخلص من القدرات اليمنية، إلا أن هذه التهديدات الصهيونية لم تزد الشعب اليمني ولا القيادة في صنعاء إلا عزيمةً وإصرارًا على المواجهة.
وهذا ما عَبَّرَ عنه الشعبُ اليمني المتوكِّلُ على الله بخروجه المليوني بعد هذه التهديدات في كُـلّ الميادين والساحات، بالتزامُنِ مع استهداف القوات الأمريكية والصهيونية بعضَ المنشآت المدنية في صنعاء والحديدة؛ فجاءها الرد اليمني المزلزل والمذهل خلال ساعات محدودة في عُمْقِ الكيان الصهيوني وحاملة الطائرات الأمريكية.
إذ لم تحتفظ اليمن بحق الرد، كما تصرح بعض الأنظمة العربية والإسلامية التي تعرضت وتتعرض باستمرار للهجمات الأمريكية والصهيونية، بل ردت اليمن فورًا وأخرجت حاملة الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر وأدخلت ملايين المستوطنين الصهاينة في الملاجئ مرات عديدة؛ لأَنَّ اليمن لا تقبل أن يبيت ثأرها ولو ليلة واحدة، وهذا ما استوعبه الأمريكي والصهيوني جيِّدًا.
فتراجعت حدة تصريحاتهم وهجماتهم على اليمن، وباتوا يعترفون أنهم عاجزون عن كيفية التعامل مع اليمن، وأنهم بحاجة لتحالفات إقليمية ودولية لمواجهتها، وهذا ما فعلوه سابقًا معها خلال السنوات العشر الماضية التي خرجت منها اليمن قوة إقليمية، وهي الآن في طريقها لتصبحَ قوةً عالمية، وهذا ما ستحقّقُه لها المعركةُ الحالية والتحالفات الدولية القادمة إن شاء الله تعالى.
* أمين عام مجلس الشورى
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی وهذا ما
إقرأ أيضاً:
شوبير يعلق على شكوى الزمالك: رزقي على الله.. فيديو
ماجد محمد
تحدث الإعلامي الرياضي أحمد شوبير، عن الشكوى التي قدمتها ضده إدارة الزمالك في المجلس الأعلى للإعلام الفترة الماضية.
وأعلن النادي المصري، في بيان رسمي تقديم شكوى للمجلس الأعلى للإعلام، اعتراضًا على تصريحات شوبير حول جماهير القلعة البيضاء، خلال مباراة القمة التي أُقيمت ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من الدوري المصري الممتاز، حيث طالب بمعاقبة الجماهير بعد خروجها عن النص خلال اللقاء.
وقال شوبير في بداية حلقته عبر قناة الأهلي الرسمية، على عقوبات رابطة الأندية المحترفة، ضد النادي، بإيقاف جماهيره وتوقيع غرامة مالية، عقب مباراة حرس الحدود الماضية في بطولة الدوري المصري.
وأضاف شوبير: “تم توقيع عقوبات على جماهير الأهلي بإيقاف المتواجدين في لقاء حرس الحدود مباراتين وغرامة 200 ألف جنيه، وأنا موافق على العقوبات اللي خرجت ضد الأهلي، وأقول برافو”.
وتابع: “المرة السابقة غضبت لأن تطبيق اللائحة تأخر لأنها يجب أن تطبيق على الجميع، وقلت لا تجامل هذا أو ذاك، فلماذا غضب مني المسؤولون المرة الماضية أنني قلت الكلام نفسه، ومن وضع اللائحة ولا يطبقها لا يستحق أن يستمر في مكانه”.
واستطرد: “لن أغير كلامي طالما تم تطبيق اللائحة ضد الأهلي، لذلك كمسؤول ستنجح إذا لم تطبقها اترك منصبك، ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب، اعملوا حساب القانون فقط وإذا طبقت على الجميع لن يحدث أي أزمة، ولكن الأزمة ستحدث لو طبقتها على ناد دون آخر، وهذا كلامي وأكرره أما الأرزاق فهي على الله، وهذا قولا واحدا، ولن أتحدث إلا بما أراه صحيحا”.
واختتم: “الناس الذين خرجوا لكي يهاجموني ونظموا حملات ضدي، أنت حر ومن يريد أن يتقدم بشكوى ضدي أقول له هذا حقك لا يوجد أي مشكلة، القوانين وضعت علشان يكون فيه نظام والقانون يطبق على الكل”.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/03/X2Twitter.com_Q3dYDhvOrX9AqjBJ_720p-1.mp4