سرقت وبيعت على الانترنت.. جدل بالمتحف البريطاني لاختفاء أغلى كنوزه
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تعرض المتحف البريطاني لضغوط هذا الأسبوع بعد أن تمت إقالة أحد الموظفين بسبب اختفاء بعض الكنوز التي تم الإبلاغ عنها في وقت سابق بأنها مفقودة أو مسروقة أو تالفة.
ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، يُعتبر المتحف البريطاني واحدًا من أكبر وجهات الجذب السياحي في البلاد، لعرض تاريخ البشرية والفن والثقافة، ويضم مجموعة هائلة من القطع الثمينة.
وتحقق الشرطة حاليًا في سرقة بعض العناصر، بما في ذلك الذهب والمجوهرات والأحجار الكريمة.
لكن حتى الآن، توجد معلومات محدودة حول ما حدث، ومن المفترض أن العناصر المفقودة قد تمت سرقتها خلال فترة طويلة قبل هذا العام.
وقد تم بيع بعضها على موقع eBay بأسعار أقل من قيمتها الفعلية المقدرة، وأعلن المتحف أنه لم يتم عرض أي من الكنوز المسروقة، والتي يرجع تاريخها من القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن التاسع عشر بعد الميلاد، وتم الاحتفاظ بها بشكل أساسي للأغراض الأكاديمية والبحثية.
وتم تخزين معظم هذه العناصر في غرفة التخزين، ومن جانبه صرح هارتويج فيشر، المدير الحالي للمتحف البريطاني، هذا الأسبوع بأن المتحف يسعى جاهداً لاستعادة القطع الأثرية المفقودة. وقال فيشر: "إن هذا الحادث غير عادي للغاية. أؤكد أنني أعبر عن مشاعر زملائي عندما أقول إننا نضع حماية جميع العناصر التي تحتفظ بها المؤسسة بأقصى درجات الأهمية".
وأضاف فيشر: "لقد قمنا بتعزيز ترتيبات الأمان بالفعل ونعمل بالتعاون مع خبراء خارجيين لإكمال قائمة نهائية للعناصر المفقودة والتالفة والمسروقة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأحجار الكريمة الذهب والمجوهرات الجذب السياحي التاسع الثقافة
إقرأ أيضاً:
مراجعات (مناوي)، هل السودان الجديد مكتوب؟
سمعت خطاب لمناوي يدعو فيه للمراجعات، وهي كلمة تقال بمعنى أن يتخذ التيار السياسي وقفة مع ذاته وينظر لأصوله الفكرية والنظرية ويقومها وفق نتائج الممارسة بما يقود لخطاب جديد، عموما هذه بداية مهمة ليفكر مناوي في مراجعات لا تقل أهمية إن لم تكن هي الأهم، مراجعة اسم حركته (تحرير السودان) وأصلها النظري وتيار السودان الجديد.
في العام ١٩٨٣م ومع نشأة الحركة الشعبية لتحرير السودان حدثت نقلة نوعية في طبيعة حركات التمرد، تغير الاتجاه المطلبي الإقليمي القديم لاتجاه أكثر حدة وهو مطلب تغيير الدولة نفسها واستهداف عناصر تاريخية في تكوينها، وذلك في إطار سردية كاملة عن تاريخ السودان وهويته وثقافته وانحيازاته، وإعادة موضعة السودان على النقيض من صلته بالثقافة الإسلامية والعربية، هذا التيار عرف بالسودان الجديد.
عبارة (تحرير) عند هذا التيار وهذه الحركات هي مفهوم آيدلوجي عقائدي مركب إثنيا وثقافيا، والمقصود به هو التحرير من حالة فهمت بأنها استعمار ثقافي وعرقي داخل الإطار القطري، وهذا فهم خاطئ ومضلل وتسطيحي، ولكن هذه اللافتة التحريرية أصبحت موضة في السودان خلال الثمانينات والتسعينات والألفية الجديدة، وكان العامل الخارجي مهما في مصادر التمويل والتسليح لهذه الحركات، وتعددت مصادره من دول الجوار والإقليم، ولكن بريطانيا وإسرائيل وفرنسا وشبكات التمويل الغربي الأمريكي وواجهاتها كانت أهم مصادر المال والسلاح لحركات التحرير هذه، ستظل هذه الحالة محكومة بالتسطيح النظري والقابلية للتدمير والعنصرية والعمالة مع الخارج كيفما اتخذت من أشكال، سواء في الغرب أو الشرق أو الشمال، حتى لو تحولت ل(سودان جديد مضاد).
لسبعة عقود من تاريخ الدولة كانت كافية لكشف حقيقة واضحة: وهم حركات التحرير هذه ووهم عقائديتها وقدرتها التدميرية والتخريبية في كل مراحلها، وتهافت أساسها النظري. ومن كشف للجميع هذه الحقيقة بوضوح هو مليشيا الدعم السريع. فهي اليوم حركة تحرير مماثلة للحركة الشعبية ولحركات الكفاح المسلح قديما، وتحالفها مع حركة الحلو ليس تحالفا عرضيا بل هو تفاهم عميق يكشفه الهدف الاستراتيجي لحركات التمرد في نسختها المتطرفة وهو: هدم وتفكيك وحصار الدولة السودانية وإعادة موضعتها في سياق رؤية استراتيجية صهيونية غربية.
لكن حركات التحرير هذه كانت بداخلها دوما تيارات وعناصر أكثر براغماتية وعملية، عناصر تهدف لشيء محدد، شيء واقعي مثل السلطة أو تحقيق مطالب مناطقية أو مندفعة بمظلمة حقيقية ملموسة ولا تهمها الآيدلوجيا كثيرا، هذه العناصر أقل عقائدية من غيرها وأكثر قابلية للمساومة مع الدولة وهذه ميزة إيجابية، بالطبع هذا الشيء ترفضه العناصر العقائدية في تيار السودان الجديد مثل الحلو وعبدالواحد فهذه تقاتل من أجل هدم السودان كيفما كان الثمن، بالطبع من أهم أمثلة ونماذج العناصر البراغماتية والعملية مناوي وجبريل، وانقسام مناوي قديما عن عبدالواحد هو انقسام البراغماتي العملي عن الآيدلوجي العقائدي داخل تيار الحركة.
من سميناهم العناصر الأكثر عملية ويراغماتية في هذه الحركات، هي عناصر في جوهرها لا تحمل عداء عميقا وعقائديا للدولة وإن استخدمت ذات شعارات حركات التمرد ووسائلهم، وهم في مستوى ما تستطيع قوة الدفع الذاتي المستقل لهم ولقواعدهم أن تدفعهم للمساومة مع الدولة، هم أيضا أكثر محلية أذا ما قارناهم بالتيار الرئيس Mainstream في حركات التحرير هذه وأكثر قابلية للمساهمة الوطنية إذا ما قارناهم ببقية الحركات.
ولكن البراغماتية والعملية أمور لا يمكن الاستناد عليها استراتيجيا، لابد لهذه الحركات المسلحة من قطيعة نظرية وآيدلوجية ومراجعة حقيقية للمصادر الفكرية والآيدلوجية التي استندوا عليها من قبل حين كانوا يرفعون شعار السودان الجديد، فعداء الدولة بهدف هدمها لا يحقق مصلحة لأي طرف، وهذا بالضبط ما يجب أن يهتم به (مناوي) حين يتحدث عن المراجعات، ثمة مراجعات ضرورية وحاسمة مطلوبة من حركته لفكرة (السودان الجديد) التدميرية، عليه أن يهتم بهذا الأمر بأكثر من مراجعات الآخرين، هذا هو الواجب الذي يجب أن نراه في الخطاب بوضوح.
أخيرا:
حرب الكرامة هي لحظة تاريخية حاسمة، مثل المرآة التي كشفت ثمار كل مشروع ومشكلاته، وكشفت كذلك طبيعة أعداء الدولة الوطنية، وتموضع الحركات المسلحة مع القوات المسلحة فرصة قوية لتعزيز قوة مسار الدولة الوطنية، وهبة مجتمعات السودان جميعها هي فرصة لتعميق التعاقد الوطني السوداني، المهم أن (يشوف أي جمل عوجة رقبته) حتى يتحقق النصر ضد أعداء السودان الذي نعرفه من العملاء والمليشيا والانفصاليين.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب