سرايا - تحدثت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، في تقرير لها، اليوم الاثنين، عن استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي المتقدم في حربها على قطاع غزة، والمتواصلة لأكثر من 14 شهراً، وكيف ساهم ذلك في ارتفاع أعداد الشهداء بشكل كبير، وهو ما يؤكد الإبادة التي ترتُكب في القطاع.

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بكميات كبيرة من القنابل في بداية الحرب، استنادا إلى بيانات جمعها في السنوات السابقة حول عناوين المنازل والأنفاق والبنية التحتية الأخرى، التي شكلت بنك أهداف، الذي سرعان ما نفد مخزونه.



ومن أجل أن تحافظ إسرائيل على وتيرة حربها الفتاكة، لجأ الجيش الإسرائيلي إلى أداة ذكاء اصطناعي معقدة وأطلق عليها تسمية "هَبْسورا" (أي "الإنجيل")، التي كانت قادرة على توليد مئات الأهداف الإضافية بسرعة، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين قولهما إن استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة تعبئة بنك الأهداف بسرعة سمح للجيش بمواصلة حربه دون انقطاع.

وشددت الصحيفة على أن هذا مثال على كيف ساهم البرنامج، الذي استمر لعقد من الزمان لوضع أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في مركز عمليات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في عنف حرب إسرائيل المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن وجود هذه البرامج، التي تشكل ما يعتبره بعض الخبراء المبادرة العسكرية الأكثر تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي على الإطلاق.

إلا أن تحقيقا أجرته الصحيفة واشنطن يكشف عن تفاصيل لم يتم نشرها من قبل عن العمليات الداخلية لبرنامج التعلم الآلي، إلى جانب التاريخ السري الذي دام عقدا من الزمان لتطويره.

ويكشف التحقيق أيضًا عن نقاش حاد داخل أعلى مستويات الجيش، بدأ قبل سنوات من السابع من أكتوبر، حول جودة المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت توصيات التكنولوجيات قد حظيت بتدقيق كافٍ، وما إذا كان التركيز على الذكاء الاصطناعي قد أضعف قدرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.

ويرى بعض المنتقدين الإسرائيليين أن برنامج الذكاء الاصطناعي كان قوة وراء الكواليس تعمل على تسريع حصيلة الشهداء في غزة، التي تجاوزت 45 ألف شهيد، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.

ويقول أشخاص مطلعون على ممارسات الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الجنود الذين شركوا في الحرب، إن الجيش وسع بشكل كبير عدد الضحايا المدنيين، وأن هذا العدد الهائل من الشهداء سببه الأتمتة (تشغيل آلي)، لتسهيل وتسريع توليد أعداد كبيرة من الأهداف.

وأفادت الصحيفة بأن تقريرها يستند إلى مقابلات أجريت مع أكثر من 12 شخصا على دراية بالأنظمة، وتحدث العديد منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة تفاصيل موضوعات الأمن القومي السرية للغاية، فضلا عن الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة.

وقال ستيفن فيلدشتاين، الباحث البارز في مؤسسة "كارنيغي"، والذي يبحث في استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب إن "ما يحدث في غزة هو نذير لتحول أوسع نطاقاً في كيفية خوض الحرب"، ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي خفّض عتبة معدل الضحايا المدنيين المقبول خلال حرب غزة. "اجمع بين هذا والتسارع الذي توفره هذه الأنظمة وبين أسئلة الدقة، والنتيجة النهائية هي عدد قتلى أعلى مما كان متصوراً في الحرب"، وفق ما نقلت الصحيفة عنه.

وقائد الوحدة 8200، يوسي سارييل، من رواد تطوير "الإنجيل"، وهو برنامج للتعلم الآلي مبني على مئات من الخوارزميات التنبؤية، والذي يسمح للجنود بالاستعلام بسرعة عن مجموعة ضخمة من البيانات المعروفة داخل المؤسسة العسكرية باسم "المسبح".

وتستخدم أداة أخرى للتعلم الآلي، تسمى "لافندر"، نسبة مئوية للتنبؤ بمدى احتمالية أن يكون فلسطيني عضوا في جماعة مسلحة، مما يسمح للجيش الإسرائيلي بتوليد عدد كبير من الأهداف البشرية المحتملة بسرعة. وتحمل برامج خوارزمية أخرى أسماء مثل "ألكيميست"، وعمق الحكمة، و"هنتر"، و"فلو"، وهو الأخير الذي يسمح للجنود بالاستعلام عن مجموعات بيانات مختلفة ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل.

ولطالما أعرب العديد من ضباط هذه الوحدة عن مخاوفهم من أن تكنولوجيا التعلم الآلي، التي سرّعت عملية اتخاذ القرار، أخفت عيوبًا أساسية. ولم تشر التقارير المقدمة إلى القيادة العليا للجيش إلى كيفية استخلاص المعلومات الاستخباراتية - سواء من المحللين البشريين أو أنظمة الذكاء الاصطناعي - مما يجعل من الصعب على المسؤولين تقييم النتائج، وفقًا لمسؤول عسكري كبير سابق.

ووجدت مراجعة داخلية أن بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي لمعالجة اللغة العربية تتضمن أخطاء، حيث فشلت في فهم الكلمات والعبارات العامية الرئيسية، وفقًا للضابطين الإسرائيليين المذكورين.

وما يثبت أن إسرائيل تمارس حرب إبادة هو أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي تتنبأ أيضًا بعدد المدنيين الذين قد يتأثرون بالهجمات. وفي الحرب على غزة، تم استخلاص تقديرات لعدد المدنيين الذين قد يتضررون بغارة جوية من خلال برامج استخراج البيانات، وباستخدام أدوات التعرف على الصور لتحليل لقطات الطائرات بدون طيار جنبًا إلى جنب مع الهواتف الذكية التي ترسل إشارات إلى أبراج الاتصالات الخلوية لإحصاء عدد المدنيين في منطقة ما، وفقًا لما ذكر مصدران.

في العدوان على غزة في العام 2014، كانت نسبة الضحايا المدنيين تعادل مدنياً واحداً لكل مسلح رفيع المستوى، بحسب المستشار القانوني السابق للجيش الإسرائيلي، تال ميمران.

وفي الحرب الحالية على غزة، ارتفع العدد إلى نحو 15 مدنياً لكل عضو منخفض المستوى في حماس، و"أعلى بشكل كبير" بالنسبة للأعضاء من المستوى المتوسط والرفيع، وفقاً لمنظمة (يكسرون الصمت) الحقوقية الإسرائيلية، التي تجمع شهادات عديدة من جنود إسرائيليين. وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن العدد بلغ 20 في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتطرح اتهامات الإبادة الجماعية الموجهة إلى إسرائيل في الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، تساؤلات حول ما إذا كانت القرارات الحاسمة بشأن قصف الأهداف في غزة قد اتخذت بواسطة برامج الكمبيوتر، وهو التحقيق الذي من شأنه أن يعجل بمناقشة عالمية حول دور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الحرب.

وقال ضابطان إسرائيليان كبيران سابقان إنهما يعتقدان أن التركيز الشديد على الذكاء الاصطناعي كان السبب الرئيسي وراء وقوع إسرائيل في الفخ. وأفاد أحدهما بأنه "كان هذا مصنعًا للذكاء الاصطناعي. لقد تم استبدال الرجل بالآلة".

وباعتراف إسرائيل، لعب الذكاء الاصطناعي دوراً كبيراً في عملية الاستهداف في غزة. ففي الأيام الأولى للحرب انهالت على القطاع قنابل "مارك 80" الأميركية والتي يبلغ وزنها طنا من المتفجرات.

في بيان صحفي صدر في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الإنجيل" ساعده في قصف 12 ألف هدف في غزة. وعلى أنغام موسيقى درامية وفيديو لمباني تنفجر، أعلن البيان الصحفي عن "تعاون هو الأول من نوعه" حيث يتم تزويد القوات على الأرض وفي الجو وفي البحر بالمعلومات الاستخباراتية من مصنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، مما يتيح "تنفيذ مئات الهجمات في لحظة".

وقالت هايدي خلف، كبيرة علماء الذكاء الاصطناعي في معهد الذكاء الاصطناعي، وهو منظمة غير ربحية مقرها نيويورك تنتج توصيات سياسية، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي بها أخطاء مدمجة تجعلها غير مناسبة لسياق الحياة والموت مثل الحرب.

وشددت خلف على أن صناعة المركبات ذاتية القيادة أمضت العقد الماضي في محاولة الحصول على خوارزميات التعلم الآلي الخاصة بها بدقة 100٪، دون نجاح يذكر.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1070  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 30-12-2024 10:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
دراسة: العمل من المنزل يعزز العادات الرياضية نصائح صحية لاحتفالات رأس السنة .. كيف تتجنب الإفراط في الطعام؟ تعرّف على الرجل الأكثر سفراً في العالم السيجارة الواحدة تلتهم من عمرك 20 دقيقة .. دراسة مرعبة تؤكد النائب محمود النعيمات: "الوزير الي ابعتلو وما... من هو أبو حسين الأردني الذي عين برتبة عميد في قيادة... رئيس مجلس النواب: "وزير المياه لازم يشكر وزير... موظف يعمل في وظيفتين حكوميتين في الوقت ذاته… تفاصيل رئيس مجلس النواب يرفع الجلسة "غاضبًا" بعد... السجن 15 عامًا لأوكراني زوَّد موسكو بمعلومات عن...3 آلاف بلاغ عن سجون سرية في سوريارغد صدام حسين في ذكرى والدها: العراقيون لن يسمحوا...سرايا القدس: قصفنا مستوطنة نير عام برشقة صاروخيةأوكرانيا: إعادة 189 أسيرا في أحدث عملية تبادل مع روسياالداخلية السورية تعلن اكتشاف مقبرة جماعية تضم...سوريا .. إجراءات لاستعادة الأموال المنهوبة وأخرى ضد...استشهاد 5 معتقلين من غزة في سجون الاحتلال الإسرائيليحماس تطالب بإدخال مستلزمات إغاثية وخيام لنازحي غزة نجوى كرم ترد على توقعات ليلى عبد اللطيف بشأن... سوسن بدر تحتفل بانتهاء تصوير حكاية "دقيقة إلا... منة فضالي تكشف أسوأ لحظة تعرضت لها في 2024 بعد تنفيذها 3 أحكام قضائية .. الإفراج عن سما المصري أحمد الفيشاوي: عشت قصة حب مع شيرين .. والزعيم... بارتي على رادار برشلونة أنشيلوتي: لا أفكر في الرحيل وأتطلع للمزيد مع ريال مدريد بسبب اشتباكه مع مدربه .. ماذا فعل لاعبو ليفربول مع صلاح؟ ليفربول يودع 2024 بفوز عريض على وست هام مقارنة صادمة .. صلاح يتقاضى راتباً أكثر 15 ألف مرة من لاعبي ليفربول لنفس السبب .. كارثة جوية كادت أن تتكرر بعد يوم واحد من تحطم طائرة كوريا الجنوبية "ديسمبر الأسود" .. هذه 12 كارثة طيران حول العالم "الشاورما التركية" تثير خلافات بين أنقرة وبرلين والاتحاد الأوروبي يتدخل عجوز تقتل عائلتها بكعكة عيد ميلاد مسمومة جيل جديد من الأثرياء .. من سيرث الـ100 تريليون دولار؟ ليلى عبداللطيف: فيروس خطير يهدد نجوم مصر في 2025 لاعب كرة قدم سابق .. من هو رئيس جورجيا الجديد؟ بعد فاجعة الطفل المنتحر .. 10 أشياء لا تطلبها من روبوتات الذكاء الاصطناعي عدد المشردين بأميركا ارتفع بنسبة 18% إنفلونزا الطيور تقتل 5 نمور في واشنطن .. وقلق من طفرة للفيروس

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی فی الجیش الإسرائیلی فی الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث

الاقتصاد نيوز - متابعة

في ظل التحول المتسارع في سلوك المستخدمين نحو الاعتماد على  روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews للبحث عن المعلومات، تسعى الشركات الإعلانية والتكنولوجية إلى تطوير أدوات جديدة لتعزيز ظهور العلامات التجارية في نتائج هذه المنصات، مما يمثل تحولاً جذرياً في مفهوم تحسين محركات البحث التقليدي.​

من بين هذه الشركات، طورت كل من Profound وBrandtech برمجيات لمراقبة مدى تكرار ظهور العلامات التجارية في نتائج الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وClaude وGoogle AI Overviews.

وقد تبنت علامات تجارية مثل شركة التكنولوجيا المالية Ramp، وموقع البحث عن الوظائف Indeed، وشركة Chivas Brothers لصناعة الويسكي الاسكتلندي المملوكة لشركة Pernod Ricard، هذه البرمجيات.

تهدف هذه العلامات التجارية إلى الوصول إلى ملايين المستخدمين الذين يستخدمون منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي كوسيلة جديدة للبحث عن المعلومات عبر الإنترنت، وهو تحول يشكل تهديداً طويل الأمد لأعمال Google الأساسية.​

صرّح جاك سميث، الشريك في مجموعة Brandtech للتكنولوجيا التسويقية، قائلاً: "الأمر يتجاوز مجرد فهرسة موقعك الإلكتروني في نتائجهم. إنه يتعلق بالاعتراف بنماذج اللغة الكبيرة كمؤثرين نهائيين".​

تستطيع هذه الأدوات الجديدة التنبؤ بموقف نموذج الذكاء الاصطناعي تجاه الشركات من خلال إدخال مجموعة من التعليمات النصية إلى روبوتات المحادثة وتحليل النتائج. ثم تُستخدم هذه التكنولوجيا لإنشاء تصنيف للعلامات التجارية، مما يسمح للوكالات بتقديم المشورة حول أفضل السبل لضمان ذكرها من قبل النماذج.​

يأتي هذا التحرك في وقت يواجه فيه المعلنون ضغوطاً من الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في إنشاء واستهداف تسويقهم. تعمل شركتا Meta وGoogle على تطوير أدوات إعلانية ذاتية الخدمة لتشغيل الحملات الإعلانية مباشرة للعلامات التجارية، مما يشكل تهديداً محتملاً لعمل الوكالات والمشترين الإعلاميين.​

توغل عمليات الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث

بعض الوكالات ترى في هذا التحول فرصة لتقديم خدمات جديدة للعلامات التجارية مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي وتراجع أهمية ما يُعرف بتحسين محركات البحث التقليدي.​

أظهرت أبحاث أجرتها شركة Bain أن 80% من المستهلكين يعتمدون الآن على نتائج مكتوبة بالذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما يقلل من حركة المرور العضوية على الويب بنسبة تصل إلى 25%. كما وجدت الأبحاث أن حوالي 60% من عمليات البحث تنتهي دون أن ينقر المستخدمون على موقع ويب آخر.​

ومع ذلك، أعلنت شركة Alphabet، الشركة الأم لـGoogle، يوم الخميس أن أعمالها الأساسية في مجال البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من العام.​

توفر هذه النتائج القوية طمأنة للمستثمرين القلقين بشأن الشعبية المتزايدة لروبوتات المحادثة المنافسة مثل Grok المملوكة لإيلون ماسك، مع البقاء في حالة تأهب لأي دليل على أن إجابات روبوت المحادثة Gemini الخاص بـGoogle والملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من عدد نقرات المستخدمين على الإعلانات.​

ومع ذلك، تتسابق الوكالات لمساعدة العملاء من الشركات الذين يحاولون الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي. أنشأت Brandtech منتجاً يُدعى "Share of Model" يفرض رسوماً على العلامات التجارية لرؤية تحليلات مماثلة ويقدم إرشادات حول تعديل نصوص مواقع الويب والأصول الصورية لخدمة البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي بشكل أفضل.​

تقدم شركة Profound، التي جمعت 3.5 مليون دولار في تمويل أولي في أغسطس آب بقيادة Khosla Ventures، منصة تحليلات بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بصناعتها وفهم أدائها في عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.​
 

قال جيمس كادوالادر، المؤسس المشارك لشركة Profound: "كان البحث التقليدي أحد أكبر الاحتكارات في تاريخ الإنترنت. ولأول مرة، يبدو أن جدران القلعة تتصدع. هذه لحظة انتقالية تشبه الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث المباشر".​

يتطلب البرنامج فهماً لكيفية ظهور العلامات التجارية في النماذج الفردية. على سبيل المثال، يستخدم ChatGPT بحثاً تقليدياً على الويب ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد المعلومات الأكثر صلة بالمستخدم، بما في ذلك تقييم مصداقية وسلطة الموقع الإلكتروني.​

قال آدم فراي، قائد بحث ChatGPT في OpenAI: "يصبح المستخدمون أكثر دقة وتفصيلاً في الأسئلة التي يطرحونها، مثل 'هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة مكونة من خمسة أفراد في نيويورك'، بدلاً من 'مطاعم في نيويورك'".​

وأضاف فراي: "الشيء الجديد هنا هو أن لديك طبقة من نموذج ChatGPT، طبقة من الذكاء فوق البحث التقليدي".​

في غضون ذلك، تقوم Perplexity، وهي محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة "أسئلة" برعاية كمقترحات متابعة بعد استعلام المستخدم.​

قال دينيس ياراتس، المؤسس المشارك لـPerplexity: "تفهم نماذج اللغة الكبيرة المزيد من المحتوى ويمكن أن تكون أكثر دقة. يمكنها العثور على التناقضات أو تحديد ما إذا كانت المعلومات مضللة... لذا فهي عملية أكثر شمولاً من مراجعة الروابط".​
وأضاف: "من الأصعب بكثير أن تكون هدفاً لتحسين محركات البحث لأن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة هي أن تكون ذا صلة قدر الإمكان وتقدم محتوى جيداً".​
أظهر بحث أجرته شركة الاستشارات «باين» أنّ 80% من المستهلكين يعتمدون حالياً على النتائج التي تكتبها تقنيات الذكاء الاصطناعي في ما لا يقل عن 40% من عمليات بحثهم، مما أدى إلى تراجع حركة المرور العضوية إلى مواقع الإنترنت بنسبة تصل إلى 25%. كما أظهرت الدراسة أنّ نحو 60% من عمليات البحث تنتهي من دون أن ينقر المستخدمون للدخول إلى مواقع أخرى.

ومع ذلك، أعلنت «ألفابت»، الشركة الأم لـ«غوغل»، يوم الخميس، أنّ أعمالها الأساسية في البحث والإعلانات نمت بنسبة تقارب 10% لتصل إلى 50.7 مليار دولار في الربع الأول من هذا العام. وقد بددت هذه النتائج القوية مخاوف المستثمرين إزاء تصاعد شعبية روبوتات الدردشة المنافسة مثل «غروك» الذي يملكه إيلون ماسك، مع استمرار القلق من أن يؤدي استخدام روبوت «جيميني» التابع لغوغل وخدمة الملخصات بالذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد النقرات على الإعلانات وبالتالي الإضرار بأعمال البحث.

ورغم ذلك، تتسارع وكالات الإعلان لمساعدة الشركات في الظهور ضمن النتائج التي تولدها خدمات الذكاء الاصطناعي.

وطورت شركة «براندتك» منتجاً يُدعى «حصة النموذج»، يتيح للعلامات التجارية الاطلاع على تحليلات مشابهة وتلقي إرشادات لتعديل نصوص مواقعها الإلكترونية وأصول الصور بما يتناسب مع عمليات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

أما شركة «بروفاوند»، التي جمعت 3.5 مليون دولار في جولة تمويل أولي قادتها شركة «خوسلا فنتشرز» في أغسطس آب الماضي، فتقدم منصة تحليل بيانات تتيح للعلامات التجارية تتبع الاستفسارات الشائعة المتعلقة بقطاعها وفهم أدائها ضمن نتائج البحث عبر الذكاء الاصطناعي.

قال جيمس كادوالادر، الشريك المؤسس لشركة بروفاوند: «كان البحث التقليدي أحد أكبر أشكال الاحتكار في تاريخ الإنترنت، وللمرة الأولى يبدو أن جدران القلعة بدأت تتصدع. إنها لحظة الانتقال من الأقراص المدمجة إلى البث التدفقي».

ويستلزم استخدام هذه البرمجيات فهماً لكيفية إبراز النماذج المختلفة للعلامات التجارية. فمثلاً، يعتمد «تشات جي بي تي» على بحث ويب تقليدي ثم يقيم المصادر المختلفة لتحديد أكثر المعلومات صلة بالمستخدم، آخذاً في الاعتبار مصداقية الموقع وسلطته.

وقال آدم فراي، المسؤول عن عمليات البحث في «تشات جي بي تي» لدى «أوبن إيه آي»، إن المستخدمين باتوا يطرحون أسئلة أكثر دقة وتفصيلاً، مثل: «هل يمكنك العثور على مطعم هادئ لعائلة من خمسة أفراد في نيويورك؟»، بدلاً من الاكتفاء بالبحث عن «مطاعم في نيويورك».

وأضاف فراي: «الأمر الجديد حقاً هو وجود طبقة من ذكاء نموذج «تشات جي بي تي» فوق طبقة البحث التقليدي».

وفي سياق متصل، تقوم «بيربلكسيتي»، وهي محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، حالياً بتجربة عرض «أسئلة» دعائية كاقتراحات متابعة بعد استفسارات المستخدمين.

وقال دينيس ياراتس، الشريك المؤسس لشركة «بيربلكسيتي»: «إن نماذج اللغات الكبيرة تستوعب المزيد من المحتوى ويمكنها أن تكون أكثر دقة. فهي قادرة على اكتشاف التناقضات أو المعلومات المضللة... لذا فإن العملية أشمل بكثير من مجرد مراجعة الروابط». وأردف قائلاً: «بات من الأصعب كثيراً استهداف تحسين نتائج محركات البحث التقليدية، إذ إن الاستراتيجية الحقيقية الوحيدة اليوم هي أن تكون العلامة التجارية ذات صلة عالية، وأن تقدّم محتوى جيداً».


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • عالم : سيطرة الذكاء الاصطناعي على البشرية قد يصل لواحد من كل 5
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • نيويورك تايمز: إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي بشكل واسع في حرب غزة
  • كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
  • عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
  • غوغل في خطر.. الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل محركات البحث
  • عسكرة الذكاء الاصطناعي .. كيف تتحول التكنولوجيا إلى أداة قتل عمياء؟
  • هآرتس: خسائر الجيش تكشف مأزق إسرائيل عسكريا وسياسيا
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري