الدليل المفاهيمي والسلوك لقيمة الكرامة الإنسانية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
قيمة الكرامة الإنسانية قيمة كلية كبرى ضمن منظومة القيم الإسلامية للهوية الإسلامية التي أعدتها مؤسسة قيمي هويتي لدراسات القيم والهوية الإسلامية، باعتبارها المؤسسة الأم الرائدة لعلم القيم والهوية في العصر الحديث، والتي جسدتها في شكل شجرة القيم التربوية كمصدر ومرجع لكافة الوزارات والمؤسسات التربوية والتعليمية والعلمية والثقافية والشبابية والدينية والإعلامية والفنية والاجتماعية؛ العاملة في بناء الإنسان والأسرة المؤسسة والمجتمع المسلم وتعزيز وتمكين الهوية الإسلامية للعالم، والتي تتميز بربانيتها وانها رحمة للعالمين جميعا، فهي منظومة القيم والهوية الاسلامية التي تعمل على تحرير العالم من قيم وثقافة العولمة الغربية التي تنتمى إلى فلسفة الإلحاد وإنكار وجود الله تعالى والكفر به وبكل الرسالات السماوية.
شجرة القيم التربوية وموقع قيمة الكرامة الإنسانية فيها
البناء المفاهيمي والدليل السلوكي لقيمة الكرامة الإنسانية
من أعظم ما قدمت قيمنا وهويتنا وثقافتنا الإسلامية للحضارة الإنسانية
أولا: البناء المفاهيمي لقيمة الكرامة الإنسانية
المفهوم الأول: تكريم الله تعالى للإنسان:
- "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا" (الاسراء: 70).
- "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (ص: 71-74).
- "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَة وَبَاطِنَة" (لقمان: 20).
المفهوم الثاني: الوعي والاعتزاز بشرف التكريم والمسئولية وعظم الرسالة والمهمة:
- "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).
المفهوم الثالث: احترام الإنسان لذاته وبناء وتعظيم قدراته وممكناتها:
- "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 151).
المفهوم الرابع: الاعتراف بكرامة الآخرين والالتزام والعمل للمحافظة عليها:
- "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل: 90).
ترابط وتكامل البناء المفاهيمي لقيمة الكرامة الإنسانية
ترابطه وتكامله بعلاقات ضمنية وسببية وطردية بأن يفهم الإنسان حقيقة التكريم الإلهي لـه، فيدرك خلافته لله تعالى ورسالته ومهمته في الحياة ويعتز بها، ويؤهل نفسه لتحقيقها، للمحافظة على كرامة وحقوق كل الإنسان.
ثانيا: الدليل السلوكي المعياري العالمى لقيمة الكرامة الإنسانية
1- أن يفهم أنه محور الرسالات السماوية والإسلام الخاتم بما فيه من عقيدة وعبادات وقيم وتشريعات ومقاصد وسنن لتنظيم اتصال الإنسان بربه وبعلاقته بالكون.
2- أن يدرك تفضيل الله تعالى للإنسان عن سائر المخلوقات وتسخير ما في الكون للإنسان.
3- أن يعي أنه خليفة لله تعالى في الأرض مكلفا برسالة الإسلام وعمران الحياة للناس كافة.
4- أن يفهم رسالته ومهمته العظيمة وابتعاثه بالإسلام للناس كافة رحمة للعالمين.
5- أن يفهم حقيقة استخلافه في الأرض للتمكين لمنهج الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا.
6- أن يبحث في موارد الكون وكيفية تسخيرها لتحقيق رسالته في الحياة كل بحسب تخصصه ومهامه.
7- أن يحفظ عقله عن كل ما يضره وينميه ويعظم قدرته على التفكير وإنتاج المعرفة.
8- أن يحسن فهم والتزام الإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقا وتشريعات ومقاصد وسننا.
9- أن يكرم ذاته ويعزم قدراته وممكناته على الفعل والبناء بتمكينها بالعلم وإنتاج المعرفة في مجال تخصصه.
10- أن يعترف بالكرامة الوجودية الكاملة لكل الإنسان وجوده وحياته وممتلكاته وخياراته.
11- أن يحترم عقل ورأي وخصوصية وثقافة الآخر.
12- أن يلتزم العدل والقسط ويحفظ حقوق وممتلكات الجميع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الكرامة الهوية الاسلامية المفاهيمي اسلام كرامة انسانية هوية مفاهيم اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك اقتصاد سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الله تعالى أن یفهم
إقرأ أيضاً:
خطيب الأوقاف يكشف عن صور أكل مال اليتامى في عصرنا.. فيديو
كشف الشيخ محمد عبد العال الدومي، من علماء وزارة الأوقاف، عن صورة من صور أكل مال اليتيم الموجودة في زماننا.
وأضاف الدومي، خلال خطبة الجمعة اليوم، من مسجد النور بمحافظة الجيزة، متحدثا عن موضوع بعنوان "فأما اليتيم فلا تقهر"، أن هذه الصورة من أكل مال اليتيم، تظهر في الشراكة مع اليتيم أو أبيه، فيأخذ الصحيح منها ويترك الضعيف، مثل الشراكة في مزرعة المواشي فيحصل الشريك على الأبقار القوية السليمة ويترك الضعيفة لليتيم.
واستشهد بقوله تعالى (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) منوها بأن هناك شكلا آخر من أكل أموال اليتامى، وهي خلط الأموال حتى يتيه بعضها في بعض، فيأخذ أمواله مرة أخرى من هذه الأموال.
واستشهد بقوله تعالى (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) كما حذر القرآن من صورة أخرى من صور أكل مال اليتيم، حيث يقوم الأخ بتربية ابنة أخيه، ثم يزوجها لولده ويبخسها في المهر.
واستشهد بقوله تعالى (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) فالمهر هبة من الله للنساء وبالتالي لا يمكن انتقاصها.
كما أمرنا الله تعالى بالرعاية المعنوية، فهذا اليتيم ليس إنسانا ناقصا، وإنما هو في حاجة لمن يكمل له الرعاية والتربية ويعطيه الحنان وينصحه ويحنو عليه ويستمع إليه عند الشكوى.